الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأزق اليسار العربى .. من خطاب أوباما بالقاهرة .. ثم الإنتخابات اللبنانية .. إلى خطاب نيتنياهو

محمود حافظ

2009 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


هل يعيش اليسار العربى مأزقا كما عاشت الرأسمالية العالمية مأزق تهورها وإنهيارها البنيوىوالتىمازالت غارقة فيه إلى الآن رغم كل محاولات إنتشالها بدءا من رفع لوحة التغيير الأوبامية نهاية بمقررات مؤتمر دول العشرين فى لندن ثم مؤتمر دول الثمانى العظام فى إيطاليا ؟
فمن حيث المنطلقات الفكرية لليسار فإن توقع إنهيار النظام الرأسمالى العالمى واردة فى كل وقت وحين نتيجة التطور الطبيعى هذا التطور الذى إكتشفه الفكر الماركسى من حتمية نهاية الرأسمالية لصالح الإشتراكية ثم الشيوعية .
ولكن أن يعيش مثقفى اليسار العربى أزمة مأزقهم فى عدم وضوح الروية اليسارية وعدم القراءة الموضوعية للواقع والفكر الغربى الرأسمالى فهذه هى المشكلة .
بداية نبدأ فى قراءة المأزق اليسارى من خطاب الرئيس الأمريكى أوباما والذى إختار جامعة القاهرة ليكون منها إطلالته فعلى حسب قراءتى لهذا الخطاب فإن الخطاب كان له منطلقين رئيسيين وحولهما كثيرا من الرتوش التجميلية للفكر الليبرالى العالمى ، هذا المنطلقان هما :
1- تأكيد الرئيس الأمريكى على الصراع السياسى الأبدى بين الرأسمالية الإمبريالية كطرف وبين قوى التقدم والإشتراكية العالمية والتى تقودها فكريا الطبقة العاملة العالمية فى صراعها السياسى والذى أهم مظاهره هو الصراع ضد الإحتلال وإغتصاب أراضى الغير وقد تجلى هذا التأكيد فى تأكيد الرئيس الأمريكى على العلاقة الإسترتيجية بين رأس الإمبريالية العالمية والدولة اليهودية العنصرية التى إغتصبت وإحتلت فلسطين العربية وطردت منها شعبها والذى أصبح منتشرا فى بقاع الأرض جزءا منه وبقية أجزائه تعيش فى مخيمات فى دول الطوق فى إنتظار حق العودة التى تكفلت به المواثيق الدولية لما يسمى بالمجتمع الدولى والمتمثل فى الأمم المتحدة .
هذا التأكيد من الرئيس الأمريكى فى تحالفه الإستراتيجى مع إسرائيل هو تأكيدا على الدور الأمريكى الكوزموبولتالى فى الصراع السياسى بين الإمبريالية العالمية والطبقة العاملة العالمية هذا الصراع المبنى على قاعدة الصراع الإقتصادى المبنى على إستغلال وإستلاب الرأسمالية للطبقة العاملة وكل الكادحين فى الأرض ناهيك عن إستلاب الرأسمالية العالمية لثروات شعوب الأرض قاطبة .
2- تأكيد الرئيس الأمريكى على تغييب التناقض المادى الإقتصادى والذى هو جوهر الإستغلال وقاعدته وإحلال التناقض الإيدويولوجى محله والذى يدار الصراع بمقتضاه صراعا أيديولوجيا محوره هو خطاب العواطف واللعب على الغرائز حتى تلهى الشعوب الكادحة عن الصراع الأساسى وهو صراع مقاومة الإستغلال للطبقة العاملة والشعوب الكادحة فكان المنبر الخطابى ذو وجه ثقافى أيديولوجى عنوانه خيار الصلح بين الأديان متمشيا مع رفع شعار التغيير الذى رفعه فى مواجهة المحافظين الجدد أصحاب نظرية صدام الحضارات فجاء أوباما ومن منبر قاهرة المعز بأزهرها العتيد حامل لواء الإسلام المعتدل تاريخيا ليعلن الرئيس الأمريكى رؤيته فى صلحه مع الحضارات وينفى فكر سلفه فى الصدام مع الحضارات والذى أدى إلى إحتلال أفغانستان والعراق .
ولكن إذا عدنا إلى هذا الرئيس نفسه وهو فى ممارسة صراعه مع الفكر الليبرالى الجديد فكر سلفه نجد أنه يخوض حربه داخل منظومته الرأسمالية المتهورة لإعادة شباب الرأسمالية الأمريكية بإعادة تفعيل المبادئ الرأسمالية المبنية على سوق العمل والإنتاج داخل الأراضى الأمريكية .
هذه قراءتنا لخطاب أوباما أم بقية الروتوش عن الديموقراطية ومحاربة الفساد ودور المرأة وغيرها فهى روتوش تجميلية تخفى ورائها ما ذكرناه آنفا .
وإذا كان هذا ماقاغله الرئيس الأمريكى على منبر جامعة القاهرة فهل ركز مثقفى اليسار على حتمية الصراع وإبرازه ليكون عنوان للجماهير العربية الرازحة تحت الشحن الغرائزى متناسية تماما ما يهددها من جوع وفقر على يد الرأسمالية العالمية وأزلامها الطفيليون الكولنياليون .
هذا ما يأخذنا مباشرة عن الصراع الذى داره هؤلاء الطفيليون الكولنياليون فى لبنان ضد قوى الممانعة والمقاومة هذه القوى التى تحمل سعار التجميع ضد قوى الرأسمالية الكولونيالية اللبنانية والتى تحمل جنينيا شعار التفريق ودولة المحاصصة دولة الإقطاعيات هذه الإنتخابات التى تم الشحن لها عالميا من الرأسمالية المهيمنة بدءا من زيارات وزيرة الخارجية الأمريكية إلى زيارة نائب الرئيس الأمريكى بايدن إلى تصريحات مساعد وزيرة الخارجية ومهندس الشرق الأوسط الجديد والسفير الأمريكى اللبنانى الأسبق جيفرى فلتمان وإذا كان هذا على مستوى الزيارات التأكيدية فما بالك على كمية المال السياسى المصروف على هذه الإنتخابات والتى قارب على المليار دولار فى محاولة رخيصة أخلاقيا بالإتجار بمعاناة الناس هذا ناهيك عن الجلب المنظم لجماهير لبنانية غفيرة من دول المهجر لزيارة الوطن الأم فى مقابل التصويت لفريق معين .
الأمر السئ هنا أن ينبرى لنا مثقفى اليسار العربى لتهنئة الفئز فى الإنتخابات اللبنانية وكأنه إنتصار لقوى الحق وقوى مناهضة الرأسمالية وكأن اليسار العربى أصبح مؤيدا لسمير جعجع وأمين الجمبل أصحاب الفدرلة اللبنانية والقتلة فى مواجهة قوى التجميع والمقاومة فهل هناك مأزقا لليسار العربى أشد من هذا المأزق مأزق تنحية الفكر فى مقابل الشخصانية والفردية فبدلا من الوقوف فى مواجهة المحتل بتأييد المقاومة أيا كان لونها فهى فى النهاية مقاومة ضد الإمبريالية العالمية وضد الكيان الصهيونى المغتصب الأرض يقف مثقفى اليسار فى إستجابة للشحن الغرائزى فى تأييد قوى الإمبريالية العالمية .
كان المأزق الأكبر ما حمله خطاب رئيس وزراء الكيان الصهيونى والذى أطل به على المجتمع العربى المعتدل صافعا إياه فى تأكيده على العنصرية اليهودية المدعمة من أمريكا والتى تعنى ترحيل ما يقرب من مليونين من عرب 48 يعيشون داخل الكيان الصهيونى هذا إضافة إلى نسيان الأمل الذى يعيش عليه الشعب الفلسطينى وتسانده فيه المقاومة وهو حق العودة وعلى الدول المضيفة إيجاد الصيغ المدفوعة الأجر مسبقا فى توطين الفلسطينيين الذين يعيشون على أراضيها وعليه على لبنان توطين ما يقرب من نصف مليون فلسطينى هم ساكنى المخيمات على الأرض اللبنانية وليس مهما من أن اللبنانيون لايجدون متسعا لهم فى أرضهم فيلجأون إلى الهجرة أليس هذا ما كان واضحا فى تصريح وزير النقل الصهيونى عشية إعلان النتيجة ، إنه الثمن .
فما هو رد المؤيدين للسلطة الكولونيلية من مثقفى اليسار سواء فى لبنان أو على حدود لبنان.
هل اليسار العربى فعلا فى مأزق ؟ أو هذا تصور بعض من يسمونهم المدعين .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تطيح انتخابات البرلمان الأوروبي بالمستشار الألماني شولتس؟


.. إثيوبيا تجذب مزيدا من الاستثمارات في مختلف المجالات | #مراسل




.. جرحى بقصف إسرائيلي جديد على النصيرات وسط قطاع غزة


.. بالخريطة التفاعلية.. رشقة صاروخية مشتركة للقسام وسرايا القدس




.. الشرطة الكندية تفرق مظاهرة أمام القنصلية الأمريكية في تورنتو