الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات أولية فيما قاله عبد الرحمان عن الأممية الاشتراكية بين دروس وخلاصات زمان..!

و. السرغيني

2009 / 6 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


تحية إلى الرفيق عبد الرحمان
بعد الاطلاع على الإسهامات التي تقدمت بها، وبعد التردد في إبداء بعض الملاحظات إلى حين استكمال الرؤية حول ما تدافع عنه كأطروحة نظرية، تبين لي أنه من اللازم والضروري الإسراع بالتماس التوضيح حول بعض الثغرات التي عرفها تاريخ الحركة الشيوعية والتي ما زلنا نرددها دون بحث أو تمحيص.
فأنا مثلك اعتبرت، ولسنين، الحزب الشيوعي السوفياتي حزبا مرتدا، منحرفا وتحريفيا.. لكن ارتد عن ماذا؟ وانحرف إلى أي اتجاه؟ وحرٌف ماذا؟ هنا بيت القصيد. إضافة لتساؤلات أخرى مثل متى بدأت الردة والانحراف والتحريف؟ هل في عهد ستالين؟ أو مباشرة بعد موته؟ أو بداية من المؤتمر العشرين؟
ثم ما هي النقاشات التي عرفها المؤتمر العشرين، والتي نعلن في غالبية كتاباتنا أنها محطة انطلاق خط التصحيح الشيوعي بقيادة الشيوعيين الصينيين وبزعامة ماو؟
فعلى حد علمي فالسياسة الخروتشوفية هي استمرار للسياسة الستالينية مع اختلاف بسيط انتقد فيه خروتشوف تقديس وعبادة شخص ستالين وهو الانتقاد الذي تم بتفويض من لجنة الحزب المركزية والذي اشتغلت عليه لمدة ثلاثة سنوات قبل المؤتمر العشرين.
أما من حيث أفكار الحزب وسياسة الدولة الداخلية والخارجية فبقيت على نفس النهج بل أن معارضيه من الصينيين لم يفلحوا في تجاوزها.. أعني العلاقة مع الطبقة العاملة في بلدهم، مع الأحزاب العمالية، مع حركات التحرر، مع القضية الفلسطينية..الخ
فعلى ما أعتقد أن الاتفاقات والتحالفات التي جرت مرة مع فرنسا وبريطانيا الإمبرياليتين ومرة مع ألمانيا النازية لم تكن إبٌان حكم خروتشوف، وقرار التقسيم لأرض فلسطين لدولتين والاعتراف بإسرائيل كذلك لم يكن أيام "انقلاب عصابة خروتشوف".. كذلك الشأن بالنسبة لسياسة المعاهدات السلمية بعد الحرب العالمية الثانية، معاهدة يالطا ومعاهدة بوطسدام وتأثيراتها السلبية على العديد من الثورات والأحزاب الشيوعية ـ ألبانيا، اليونان، الصين، فرنسا، إيطاليا..الخ ـ كانت على عهد ستالين.
فبكل رفاقية عالية أتمنى من الرفيق أن يوضح أكثر هذه الردة، لأنني، وبدون أية نظرة احتقارية لمجهودك، سقطت ولسنوات في منطق التبسيط والسطحية هذا، فحالة الصراع التي تعرفها تيارات اليسار الماركسي اللينيني في بلدنا ـ المغرب ـ تثير الشفقة ولا نريد أن نكرس هذا الواقع الذي جمٌد ولسنوات إمكانية النضال الوحدوي والمشترك بين تيارات ومناضلين اختلفوا حول خروتشوف وتيتو وحول تركة ماو وستالين..الخ
فما أعرفه ويعرفه الجميع هو أن خروتشوف تلميذ لستالين وأحد أعوانه المخلصين في الحكومة وفي قيادة الحزب. وللحقيقة والتاريخ فإن ستالين هو من صعد لقيادة الحزب بطرق ملتوية تفتقد "للديمقراطية" و"الإجماع" و"الشرعية الثورية"، عكس خروتشوف المنتخب بشكل "ديمقراطي".
تكلمت عن الانقلاب والعصابة.. في حق خروتشوف بدون حجج، عكس ما يعرفه الجميع عن ستالين الذي صعد نجمه في قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي بطرق ملتوية ومفاجئة، حذٌر من مضاعفاتها لينين وهو على فراش المرض.. فما نعرفه عن خروتشوف مخالف لما ادعيته، فمساره معروف وعادي جدا، مسار لم يخلو من المناورات، طبعا، لكن ليس بالطرقة الفجة التي عرفتها المؤامرات التي عوٌدتنا عليها الأحزاب الستالينية آنذاك.
فخروتشوف عمل بدون شك على تعميق أزمة الحركة الشيوعية انطلاقا من عمل حزبي وخط سياسي وفكري ورثه عن ستالين، وبشكل خاص تدخلاته الخارجية لقمع وإخضاع الانتفاضات العمالية في دول أوربا الشرقية أو ما يسمى بـ"الديمقراطيات الشعبية"، نفس الشيء عمل عليه مناهضوه الصينيون واليوغوسلاف والألبان.
بالنسبة لحال التضامن الأممي ولمصير الأممية الثالثة والشيوعية، فكم هي جميلة علامات الاستفهام التي وضعتها بعد جملة "ثم حل الأممية الشيوعية عام 1943 من طرف ستالين؟؟؟" فمن دعم الثورة في دول أخرى كمهمة أساسية إلى حل الأممية! وهو القرار الذي لا تريد خوض النقاش حوله! غريب هذا الالتفاف حقا.
فمن خلال تجربة حكم خروتشوف والتي دامت 11 سنة، أي من 1953 إلى 1964 لم يسجل عنه أنه اختطف أو اغتال أحدا، صحيح أنه عزل العديد ونحى وأبعد الكثير من معارضيه ومنافسيه، لكن تجربته خلت تقريبا مما كان يعرف بالمحاكمات الكبرى ضد "العملاء والمخربين وأعداء الثورة"
في عهده أفرغت السجون من ملايين المعتقلين وتم تحسين أوضاع مراكز الاعتقال التي لم يخرج منها سالما وحيا سوى 5% من المعتقلين على عهد ستالين.
تمت تنحية خروتشوف سنة 1964 من الحزب والقيادة ورئاسة الدولة دون رد فعل يذكر، واستمرت الحياة على نفس المنوال دون رد الاعتبار لستالين، واستمر جوهر الستالينية بدون ستالين.. ولم نجد أي وجود من خلال المعطيات التاريخية الغزيرة التي تناولت الموضوع، لما أسميته بالعصابة والانقلاب والعسكر.. الذي رافق خروتشوف خلال تحمله لمسؤولية قيادة الدولة الاشتراكية العظمى الاتحاد السوفياتي.
فستالين، حسب تأكيدك، هو من وطد ورسخ سياسة التعايش السلمي مع الدول التي لم تتجرأ عن توصيفها بكونها إمبريالية وزعيمة الضواري الإمبريالية.. ولم تعتبره ردة وتراجع عن المبادئ الشيوعية.. أما "وباء الردة والتخريب.." فقد حلٌ بالثورة الاشتراكية العالمية بعد وفاة ستالين عام 1953، هكذا إذن!
لكن السؤال الذي أتمنى بصدق أن تجيبني عنه، فبعد تشخيصك للانهيار المفاجئ للأحزاب الشيوعية مباشرة بعد المؤتمر العشرين، ما هي المواقف والأفكار ـ عدا الانتقاد لتجربة وسياسة ستالين وعبادة الشخصية ـ التي تبنتها الأحزاب الشيوعية آنذاك، والتي تراها كأسباب جلبت عنها الوبال وغيرت وجهتها الثورية والاشتراكية لتدفع بها لتبني السياسات والتصورات البرجوازية؟
من جهتي اعتقد أن التيارات والمجموعات الشيوعية في المغرب، ما زالت متواضعة، إن لم نقل ضعيفة، من حيث التكوين والأداء والتنظيم.. فالكلام عن الانخراط أو التأسيس لأممية رابعة أو خامسة، سابق لأوانه، فبدون عصبة أو رابطة أو منظمة محلية تجمع الماركسيين المغاربة وتوحد جهودهم ونضالهم لا يمكن حمل مبادرات الانخراط في النقاش العالمي الأممي، محمل الجد.
بدون مناظرات فكرية وسياسية جدية حول تاريخ الحركة الشيوعية العالمية، وحول تاريخ وتجربة الحركة الملم.. لن يتقدم النقاش بين الرفاق الشيوعيين، بدون مباردات سياسية وتنظيمية وحدوية باتجاه تأطير حركة الصراع الطبقي وقلبها النابض نضالات الطبقة العاملة ضد الاستغلال والعمل المأجور.. لن نراوح المكان، بل نخاف التقهقر.
فلن يساعدنا تهافتنا وراء كل ما يكتب حول تاريخ وتجارب الحركة الشيوعية، فالعديد من اليقينيات، التي كرستها التحريفية، عمٌها الرفض ولم يعد يقبل بها أحد من أنصار الماركسية الثورية والنقدية.. فخلافاتنا أو إجماعنا حول تجربة "أب الشعوب" و"شمس الحرية والاشتراكية" كمساهم إيجابي أو سلبي في مسار الحركة الشيوعية، لن يغير من أوضاع بلادنا في شيء، ولن يقدم نضالنا المتطلع للارتباط بالطبقة العاملة كطبقة ثورية قائدة لنضالات جميع الكادحين المغاربة من أجل التغيير والثورة الاشتراكية.
لن يغيٌر الموقف من شخصية ستالين أو ماو أو تروتسكي.. تصوراتنا وبرامجنا تجاه الطبقة العاملة المفتقدة لتنظيماتها الطبقية، وتجاه الحركة الطلابية المفتقدة لاتحادها، وتجاه حركة المعطلين المحجوزة ضمن إطارات الانتهازية والنفعية ولا تجاه حركة المهمشين والكادحين المكتوين بنار الغلاء والحرمان.. والمفتقدة لأدواتها الدفاعية..الخ
فلنفتح النقاش من زاوية أخرى وبخلفية أخرى تقينا المزيد من التفتت والتشرذم والولاءات المتسرعة، نقاش إطاره المرجعية الماركسية اللينينية وقبل أن نبحث في اجتهادات التجديد والإضافات ما فوق وما بعد اللينينية.. لنقدم الماركسية اللينينية أولا للشباب والطلائع المناضلة بدون تحريف أي كما هي، آنذاك فليتنافس المتنافسون وليتصارع المتصارعون، حول "ثغراتها" ومكامن "ضعفها" لتنقيحها أو تجاوزها أو التشطيب عنها حتى!!

و. السرغيني
10/06/2009


http://serghini2009.maktoobblog.com/









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اين الثرى من الثريا
عبد المطلب ( 2009 / 6 / 19 - 22:20 )
إن الموضوع برمته استفسارات موجهه للرفيق عبد الرحمان,و لكن و بما ان المقال منشور على هذا الموقع و امكانيه التعليق مفتوحه للجميع اسمحوا لي بابداء بعض الملاحظات المختصره مع ان الرد على ما ورد اعلاه يتطلب حيزا اكبر بكثير.
إن الغاءخروتشوف لدكتاتوريه البلوريتاريا,و احلال مفهوم دوله الحكم الشعبي مكانها اليس هذا تحريف واضح(راجع مواد المؤتمر21)و كيف من الممكن عبور مرحله الاشتراكيه بدون هذه الديكتاتوريه؟.
اعلانه و امام مؤتمر الحزب بايقاف عمليه الصراع الطبقي او صراع الاضداد .كيف يمكن بناء الاشتراكيه كمعبر للشيوعيه وخلف ظهرك عدو طبقي يتحين الفرصه للانقضاض على المولود الفتي و الاجهاز عليه,بينما ذكر ستالين و في اكثر من موقع انه مع تزايد الانتصارات الاشتراكيه تتزايد حده الصراع الطبقي.
ان فك الارتباط العضوي بين الثوره الاشتراكيه و حركات التحرر الوطني ,ليس تحريفا خروتشوفيا فحسب بل هو خطيئه بحد ذاتها,و دور ال كي جي بي في الانقلابات العسكريه في العراق و سوريا والجزائر لهو خير دليل على ذلك.
و لا يسعني في النهايه الا ان اشير الى ان الاخطاء الفادحه التي حملت الاقتصاد السوفياتي مليارات بل تريليونات الدولارات(سباق التسلح.زراعه الذره و القمح في القطب الشمالي,اعطاء الفرصه و الامكانيات للعسكر للسيط


2 - مقالة الاسئلة؟؟؟؟؟
عبد الرحمان ( 2009 / 6 / 20 - 17:26 )
تحية رفاقية للسرغيني
مقالتك عبارة عن مجموعة من الاسئلة تطلب مني الاجابة عليها . اطمئن الرفيق بأني اشتغل حاليا على مقالة اخرى ستنشر لاحقا سيجد فيها الرفيق تناولا لمجموعة من الاسئلة سواء التي تفضل بطرحها واشياء اخرى ...سأنشرها قبل نشر الاجزاء الاخرى المتبقية من مساهمتي حول الشعبوية وعلاقتها بالماركسية اللينينية ....بداية انا لم احرف شيئاو لم ازور شيئا وادا اراد الرفيق ان يتهمني بالتحريقي فله كل الحق في دلك ..مقالتي هي جزء فقط مما اراه ملائمابل ضروريا لتجاوز المأزق الحالي ...انا اكتب للبروليتاريا وللثورة الاشتراكية .....تطرقت الى اتحادات تجمع الماركسيين وانت سميها عصبة او منظمة او كما تريد لاتهم التسمية في نهاية المطاف.؟؟؟؟.والهيئات المنبثقة من تلك الاتحادات هي التي تتكفل بتصميم مشروع للثورة الاشتراكية العالمية.....تطرقت كدلك الى الاممية كنسخة ثانية عن اممية ماركس الاولى ...... ربما تناولت مجموعة من المسائل والقضايا التي قد لاتروق مجموعة من الرفاق بل قد تستفز بعضهم احيانا لكن تبقى الاطروحة التي تقدمت بها قابلة للتقويم والنقد من طرف الرفاق شريطة ان يكون النقد بناءا . فمقاربتي لاتدعي ولن تدعي الاطلاقية في شيئ

اخر الافلام

.. تونس.. كتيبات حول -التربية الجنسية- تثير موجة من الغضب • فرا


.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتفض اعتصام المؤيد




.. بصفقة مع حركة حماس أو بدونها.. نتنياهو مصمم على اجتياح رفح و


.. شاهد ما قاله رياض منصور عن -إخراج الفلسطينيين- من رفح والضفة




.. نتنياهو يؤكد أن عملية رفح ستتم -باتفاق أو بدونه-