الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل دولة العنصرية والإرهاب

طلعت الصفدى

2009 / 6 / 19
القضية الفلسطينية


في العام 1975 صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار بمقاومة الصهيونية باعتبارها شكلا من أشكال العنصرية ، واعتبر هذا القرار في حينه انتصارا للشعب الفلسطيني ولقضيته الوطنية العادلة، ولكل أنصار السلام والتقدم في العالم ، خصوصا بعد أن اعترف العالم بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني ، وبحقه بتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على الاراضى التي احتلت عام 1967 ، وحق اللاجئين في العودة لديارهم طبقا للقرار 194 .
وبعد انهيار القوى الثورية الثلاث في العالم وفى مقدمتها الاتحاد السوفياتى ومنظومة الدول الاشتراكية وحركات التحرر العالمية ونضال الطبقة العاملة في البلدان الرأسمالية، وما رافقها من اختلال موازين القوى وسيادة القطب الأوحد في العالم ، وغياب العالم العربي والاسلامى عن وحدة الموقف من قضية العرب المركزية وهى القضية الفلسطينية ، فقد نجحت إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الرأسمالية في أوربا ، ومن خلال ممارستها الضغط على بلدان العالم الثالث بنفي صفة العنصرية عن الحركة الصهيونية الأب الشرعي لدولة الاحتلال الاسرائيلى .
لقد تعرف الشعب الفلسطيني بفئاته وشرائحه المختلفة من الفلاحين والمزارعين والبدو والشغيلة والفقراء والبرجوازية الوطنية منذ بدايات القرن الماضي على الصهيونية عبر ممارساتها اليومية ضد الشعب الفلسطيني التي حاولت من اللحظة الأولى طرد الفلاحين عبر وسائل الإكراه والضغط من أراضيهم واغتصابها ،وإقامة المستوطنات عليها وتأهيلها لاستقدام المستوطنين الجدد ، وظهرت طبيعتها العنصرية والعدوانية والكولونيالية منذ الانتداب البريطاني الذي سمح وسهل هجرة اليهود إلى فلسطين وقام بتسليح المهاجرين ومنحهم الاراضى مجانا ليقيموا عليها مستوطناتهم وتجمعاتهم العسكرية والشبابية، فشكلت المليشيات المسلحة وشبه المسلحة ،التي تحولت بعد قيام دولة إسرائيل إلى جيش الدفاع الاسرائيلى .
وبعد قيام دولة إسرائيل استمرت في السياسة العدوانية ، وواصلت التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني ورفضت تطبيق قرارات الشرعية الدولية وأهمها قرار التقسيم الذي يسمح بإقامة الدولة الفلسطينية ، وفى تطبيق قرار 194الذى يطالب بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها .
وقامت بسلسلة من الحروب ضد الشعوب العربية واحتلت عام 1967 الضفة الغربية وقطاع غزة ، وأجزاء من الاراضى العربية التي لا زال بعضها تحت الاحتلال في سوريا ولبنان..
وعلى الرغم من مؤتمر مدريد للسلام ، واتفاقية أوسلو فلم تمنع هذه الاتفاقات إسرائيل من استمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني ، بل تصاعدت وتيرة سلب الاراضى وإقامة المستوطنات في الضفة الغربية ليتصاعد عدد المستوطنين إلى اكثرمن نصف مليون مستوطن ، وعمليات تهويد القدس وإحاطتها بالمستوطنات ، ومنعها من التواصل مع الضفة الغربية وقطاع غزة ، وبناء جدار الفصل العنصري ، وسياسة التدمير والقتل والاعتقالات والاجتياحات المتكرر للضفة الغربية وقطاع غزة ، وإقامة الحواجز، وتحويل المدن والبلدات الفلسطينية إلى كنتونات ومعازل ، وتحويل المجتمع الفلسطيني الموحد سياسيا وجغرافيا وقانونيا إلى مجموعات سكانية ،محاولة فرض وقائع جديدة ويومية على الأرض من شأنها منع إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة كما أقرتها قرارات الشرعية الدولية ، ولم تتورع في ممارسة عملية هدم البيوت والإذلال والملاحقات للمناضلين والاعتقالات ، وإقامة معسكرات الاعتقال والتعذيب ، ومع هذا فإنها لم تكسر جذوة النضال للشعب الفلسطيني الذي هب في الدفاع عن حقوقه المشروعة ، ودفع ثمن ذلك الآلاف من الشهداء والمعتقلين والجرحى .
إن الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة خير نموذج على عدوانية وعنصرية وإرهاب دولة إسرائيل التي تنال الدعم والتأييد من الولايات المتحدة والقوى الرجعية والديكتاتورية في العالم. لقد أظهرت كل الحكومات الإسرائيلية السابقة واللاحقة طبيعتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني ، وتنكرها لحقوقه الوطنية ، ومحاولتها المس المتعمد والاجرامى بالمدنيين وبالأطفال ، وجعلهم هدفا مباشرا لعملياتها العسكرية ولطائراتها ودباباتها وزوارقها .
إن فلسفة إسرائيل الأمنية العسكرية تقوم على قاعدة العدوان والإجرام ، وعلى إظهار قوتها التدميرية لإرهاب شعبنا والشعوب العربية ، ومحاولة إعادة الهيبة لجيشها الذي فقدها في حربه على لبنان ، وحماية ضباطها وسياسيها من الملاحقة القضائية العالمية جراء الخسائر الباهظة التي ألحقها بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة الأعزل والتي أودت بحياة أكثر من 1500شهيد غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ ، وجرحت أكثر من 5000 مواطن ، وتدمير أكثر من 20000 منزل بشكل كلى أو جزئي لا زال ساكنيها يعيشون في العراء وتحت الخيام ، دون أدنى مستوى من الحفاظ على كرامتهم الإنسانية ، ودون توفير متطلباتهم المعيشية ، وقيامها بتدمير البنية التحتية والمنشآت الاقتصادية والاغاثية وحتى مقرات الأمم المتحدة ، والمستشفيات وسيارات الإسعاف وقتل الصحافيين بدم بارد وبشكل متعمد لمنعهم من فضح سياستهم العدوانية وإحكام السيطرة على كافة المعابر الحدودية التي تربط القطاع بإسرائيل ، وحصارها المتواصل منذ أكثر من عامين ، ومنعها للمواد الضرورية لإعادة أعمار غزة من الدمار الذي لحقه جراء الطابع الاجرامى للعدوان، وعمليات التحكم في المعابر وفرض صفة الأمن مقابل الغذاء .
لقد شاهدت الوفود التضامنية الأوربية والأمريكية ومنظمات حقوق الإنسان حجم الدمار والخراب الذي حل بالشعب الفلسطيني في غزة وبحياته اليومية ، وأكدت كافة هذه الوفود التي رأت بأم أعينها السجن الكبير الذي يعيشه أكثر من مليون ونصف من المواطنين في غيتو الإبادة ، والذين أصيبوا بالصدمة والغثيان أثناء مشاهدتهم هذا الدمار وأثناء لقاءاتهم مع الأطفال والنساء الذين فقدوا معيليهم وسكناهم .
ألا تستدعى كل هذه الإجراءات العدوانية التي مارستها قوات الاحتلال الاسرائيلى على غزة ذلك الطلب العاجل لعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة جرائم الحرب التي اقترفتها الحكومة الإسرائيلية بهدف عادة النظر بقرارها الأخير الذي يعتبر الصهيونية ليست عنصرية ، والتأكيد على اعتبار دولة إسرائيل هي دولة الإرهاب والعنصرية في العالم ، وأنها ليست فوق القانون الدولي ، وهى بهذه التصرفات تهدد السلام العالمي والسعي الحثيث من المجتمع الدولي لملاحقة المجرمين السياسيين والعسكريين وتقديمهم لمحكمة الجنايات الدولية باعتبارهم مجرمي حرب ؟؟ فان التأكيد على أن دولة إسرائيل هي عنصرية وإرهابية أقل ما يمكن عمله لمساندة الشعب الفلسطيني ودعمه ،ونصرته في نضاله العادل من أجل حق تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، وحمايته من عدوانية دولة إسرائيل العنصرية التي تهدد السلم العالمي ، وتستبيح الدم الفلسطيني ، فالشعب الفلسطيني والشعوب العربية بحاجة إلى السلام العادل والشامل طبقا لقرارات الشرعية الدولية، وعلى جامعة الدول العربية ، ومنظمة المؤتمر الاسلامى بالتنسيق مع منظمة التحرير الفلسطينية أن تسارع وتطالب بعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة وتنقل المعركة في احد جوانبها الدبلوماسية إلى أروقة الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة لاتخاذ موقفا باعتبار أن إسرائيل دولة الإرهاب والعنصرية ، برغم بعض الصعوبات والضغوطات التي ستمارسها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الرأسماليين والرجعيين في العالم على الآخرينِ.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - copy & paste
محمد بطرس شاؤول ( 2009 / 6 / 19 - 11:12 )
محمد كليبي
[email protected]
الحوار المتمدن - العدد: 2682 - 2009 / 6 / 19


منذ نعومة اظفاري وانا اتلقى - كبقية المواطنين في العالمين العربي والاسلامي - مع الماء والغذاء , تاريخا مشوها ومزيفا ومزورا , عن التاريخ السياسي العربي الاسلامي عامة , وعن التاريخ السياسي للصراع العربي الاسرائيلي على وجه الخصوص . ومن ذلك ما يتعلق بتاريخ أرض اسرائيل , أو ما تسمى عربيا واسلاميا بفلسطين .
فهل هذه البقعة من الأرض عربية ام اسرائيلية ؟
بقراءة سريعة للتاريخ , نجد ان العرب , قبل الاسلام , كانوا يتموضعون في منطقة شبه الجزيرة العربية , وتحديدا اكثر فيما يسمى - نجد والحجاز - بالاضافة الى الشواطيء الجنوبية للخليج الفارسي .
وبذلك فان العالم العربي الحالي يقسم تاريخيا , أي قبل الاحتلال العربي الاسلامي والدولة العربية الاسلامية , الى ثلاث مناطق هي :
أ ) المنطقة العربية الاصلية , وتتألف من المنطقة المعروفة اليوم بدول مجلس التعاون العربي الخليجي , عدا عمان .
ب ) اليمن , الذي كان يضم اليمن الحالي و سلطنة عمان الحالية . وقد انضم طواعية الى الدولة العربية الاسلامية رغم عدم عروبته .
ج ) بقية العالم العربي الحالي ( العراق , الشام , مصر والسودان وشمال افريقيا او ما اصبح يعرف

اخر الافلام

.. بوتين يعرض شروطه لوقف الحرب في أوكرانيا • فرانس 24


.. انطلاق مناسك الحج في مكة المكرمة وسط درجات حرارة قياسية




.. سلسلة هجمات لحزب الله على إسرائيل وواشنطن وباريس تسعيان لوقف


.. ما بين هدنة دائمة ورفع حصار.. ما هي تعديلات حماس على مقترح ب




.. جبهة لبنان وإسرائيل المشتعلة.. هل تحولت إلى حرب غير معلنة؟|