الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحاصصة مرة أخرى في ترشيح السفراء

أياد السماوي

2009 / 6 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا شك إن الدبلوماسية تعني علم إدارة العلاقات القائمة بين الدول والتي تعبر عن مصالحها المتبادلة , وإدارة هذه العلاقات يتم بواسطة السفراء والممثلين الدبلوماسيين .
والدبلوماسية بحد ذاتها هي عملية سياسية تستخدمها الدولة في تنفيذ سياستها الخارجية وفي تعاملها مع الدول والمنظمات والأفراد ضمن النظام والقانون الدولي .
ومن خلال هذا التعريف البسيط للدبلوماسية يتبين إنها ممارسة عملية لتسير شؤون الدولة الخارجية وهي علم وفن يتطلب دراسة عميقة للقانون الدولي وللعلاقات القائمة بين الدول ومصالحها المتبادلة وإطلاع على المواثيق والمعاهدات , وفي نفس الوقت هي فن لأنها ترتكز على مواهب خاصة عمادها اللباقة والفراسة وقوة الملاحظة والوعي . فالدبلوماسية الناجحة والفاعلة هي التي تعتمد على سفراء يتمتعون بهذه المواصفات .
وعراق اليوم للأسف الشديد أبتلى بمرض المحاصصة الطائفية والقومية هذا المرض الذي ميز العملية السياسية في البلد وعلى أساسه قامت هذه العملية السياسية .
ففي الوقت الذي تسعى فيه القوى الوطنية المخلصة إلى إلغاء هذه المحاصصة الطائفية والقومية البغيضة وتجاوز آثارها المدمرة التي خلفتها في إدارة البلد , يتسرب للإعلام بعض الأخبار عن ترشيح ستون سفيرا للعراق من قبل لجنة العلاقات الخارجية في لبرلمان العراقي تم تقديمها لرئاسة مجلس النواب من أجل المصادقة عليها .
ونقلا عن السيد سلمان ألجميلي عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي , كشف السيد ألجميلي عن ترشيح مسؤولين وموظفين كبار ومقربين من القادة السياسيين , سفراء للعراق في الخارج .
وأشار السيد ألجميلي عن جبهة التوافق إلى اعتماد حجم الكتلة النيابية داخل البرلمان العراقي مقياسا لتوزيع تلك المناصب حيث يقول (( تم اعتماد المحاصصة في ترشيح السفراء بحسب حجم الكتلة النيابية داخل البرلمان , فكل كتلة لديها عدد من النواب رشحت بما يتناسب مع عدد مقاعدها )) .
أما عن إمكانات المرشحين لتولي مهمات التمثيل الدبلوماسي في الخارج قال ألجميلي (( إن المرشحين لا يتمتعون إلا بال الأدنى من المواصفات المطلوبة وجميعهم لا يتمتعون بكفاءات ))
ويأتي اتفاق الكتل السياسية على تسمية المرشحين للعمل كسفراء في وقت أعلنت فيه الأحزاب والقوى السياسية المشاركة في الحكومة رفضها اعتماد المحاصصة الطائفية والتمسك بالمشروع الوطني .
هل يعقل أن تكون هذه القوى السياسية منافقة وكاذبة إلى هذا الحد المخزي ؟ ففي الوقت الذي تلعن فيه المحاصصة وتطالب بإلغائها وإنهاء آثارها المدمرة على البلد , تمارس هذه القوى السياسية هذه المحاصصة اللعينة وتتمسك بها كمناهج عمل في عملها السياسي اليومي , وكأن المثل المصري الذي يقول (( أسمع كلامك أصدقك , أشوف أمورك أستعجب )) .
لا أعرف ماذا سيكتب التاريخ عن هذا البرلمان وهذه الحكومة ؟ لكن من المؤكد إنهم سيكونون لعنة هذا التاريخ , وستلاحقهم هذه اللعنة حتى وهم في قبورهم .
والشعب العراقي المظلوم لا يعرف ماذا فعل هؤلاء كي يستحوذوا على مقدراته بهذا الشكل القبيح ؟ وماذا لو كان هؤلاء هم من أزال نظام الطاغية صدام ؟
إلا يخجل هؤلاء السادة في البرلمان والحكومة من هذا الكذب الفاضح ؟ وماذا لو جاءت حكومة من غير الأحزاب التي ينتمون إليها وقامت بنشر غسيلهم القذر على الناس ؟
إننا نرى إن هذا اليوم قريب وأقرب من لمح البصر حيث يفعل فيه السياسي ما يقول ويقول ما يفعل دون كذب أو نفاق .
وفي الختام نقول للسياسيين في البرلمان والحكومة انزعوا ثوب المحاصصة المقيت وألبسوا ثوب الوطن الزاهي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة