الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات بطعم الهزيمة

حميد الهاشمي الجزولي

2009 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


-هزيمة بطعم الاستبداد:
لن يقدم المنهزمون من قادة التنظيمات الطائفية بلبنان، استقالاتهم من القيادة بعد ما جنوه على تنظيماتهم من هزيمة، فهذه مسلمة أولى من مسلمات السياسة الاستبدادية.
فحسن نصر الله ، لم يقدم استقالته من قيادة ما يسمى بحزب الله، بعد أن دكت إسرائيل بعدوانية وحشية خليقة بصهيونيتها، كل ما بناه اللبنانيون خلال عقدين من الزمن من المال والجهد والمعاناة، بسبب سياسته الخرقاء في محاولة منه للتموقع على مستوى الخارطة الشرق أوسطية لخدمة الإستراتيجية الإيرانية، ولن يقدمها اليوم بعد أن اعترف بهزيمته.
و الجنرال عون لم يفتأ يردد أنه هو الأقوى تمثيلا للمسيحيين، لتكذبه صناديق الاقتراع رغم دعم "حزب الله" وغيره ،ولتضعه أمام حجمه الحقيقي والذي لا تخطئه الأرقام، وتجعله على لائحة من تحالفوا ضد وطن من أجل حلم صغير بحجم رئاسة دولة كلبنان، والصغير هنا ليس لبنان بل حلم رئاسة لبنان كيفما كان.
نبيه بري الذي تعامل مع رئاسة البرلمان اللبناني بعقلية الإقطاعي، الذي يفتح البرلمان متى أراد ويغلقه متى يريد.دون اعتبار للمؤسسة وموقعها من السلط الأخرى، فانتماؤه الطائفي الذي خول له رئاسة المؤسسة التشريعية هو الأولوية دون اعتبار لمصلحة الوطن ومصيره المهدد.
هؤلاء جميعا، انهزمت سياساتهم في الانتخابات اللبنانية ، لكنهم سيستمرون ماسكين برقاب طوائفهم بتفويض من نظام سياسي طائفي.
2- هزيمة مشروع سياسي:
المشروع السياسي الديني (الإسلام السياسي) الذي تم بناؤه خلال أكثر من نصف قرن من الزمن، بتعاون بين الامبريالية بكل مكوناتها، وتوابعها عبر العالم، وذلك للاستعانة به، في مواجهة المشروع الاشتراكي بكل مكوناته، وصل إلى نهاية الصلاحية، وخاصة في شكله القديم العنيف والمغرق في الرجعية .
فمنذ سقوط جدار برلين ، لم تعد الرأسمالية في حاجة لأدوات ما قبل رأسمالية ، فهي في مرحلة صعود بعد أن انفتحت أمامها كل أسواق العالم وسيطرت على كل مصادر الموارد الطبيعية ، دون نسيان الموارد البشرية.
لن يقبل الرأسمال إلا "إسلاما سياسيا" رجعيا بطبيعته ، لكن متلائما مع متطلبات الرأسمالية في الصعود وفتح أسواق جديدة ومصادر ثروة متجددة تحت تصرفه لتدبير أزماته وتثبيت سيطرته.
فلن يتجاوز المشروع السياسي الديني (الإسلام السياسي) وضعية الأداة في تدعيم الرأسمالية ولن يكون إلا رهانا خاسرا في السيناريوهات الأخرى، ولعل رد فعل المتأسلمين على خطاب الرئيس أوباما الأخير ليحمل في طياته بداية العد العكسي لكل ما لاكه وما يلوكه هذا التيار من شعارات وما سوق ولازال يسوقه من أوهام لشعوب أغلبيتها أمية.

3 هزيمة مشروع "اليسار المحنط":
منذ الستينيات من القرن الماضي تم تسويق قيادات خاصة لليسار تم إعدادها مسبقا في غرف مغلقة فكانت النتيجة ما وصلت إليه اليوم وضعية اليسار.
قد يعتبر البعض بأن هذا يدخل ضمن عقلية المؤامرة لكن الحقيقة المرة والمؤلمة أن ما آل إليه اليسار في جزء كبير منه هو نتاج للتطور الغير طبيعي لديناميات تطور التنظيمات المحسوبة على اليسار.
لم يعد سرا ارتباط قيادات من داخل اليسار بمشاريع استبدادية قادها خلال مراحل معينة أوفقير ولاحقا ادريس البصري.
بل إن هذا الأخير استطاع ، خلال عشرين سنة ، زرع وقطف ما شاء من قيادات عليا ومتوسطة وحتى صغيرة. - وإذا كانت ذاكرة البعض مثقوبة فهذا لا ينطبق على الجميع-فإن بعضا من أشباه القيادات عمل على الزج بمناضلات ومناضلين من نفس الحزب في غياهب السجون،والبعض الآخر تدرأ على اعتقال مؤتمري مؤتمر نقابي ودعوة ادريس البصري ليلقي خطابا فيهم.
بل إن العديدين قبلوا بتزوير الانتخابات لصالحهم خلال عقود، والذين "رفضوا" التزوير، استمروا في الحصول على أجرهم النيابي بالكامل وادعاء العكس.
أما الذين يضعون اليوم أيديهم في أيدي عرابي مشروع أسلمة المجتمع المغربي فإن تاريخهم ليس بالجميل فكيف لحاضرهم أن يكون وهم الخائفون على مستقبلهم الخاص، لأن الوطن لديهم ينحصر في ذواتهم.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو