الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


درس في المنهجية الديموقراطية-2-

اسماعين يعقوبي

2009 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


السياسة في المغرب ورغم انها سياسة فهي تخضع لمنطق يمكن تصنيفه في منطق اللاسياسة. اللاسياسة هاته لا تعني لا السياسة أي غياب السياسة وانما لا السياسة كما هو متعارف عليه في السياسة الدولية والتي يبقى اليمين فيها يمين واليسار يسار وبينهما برزخ لا يبغيان.
هكذا بدا منذ الوهلة التي أعلنت فيها أن حكومة عباس الانتقامية والمنخرطة فيما سمي زورا وبهتانا المنهجية الديموقراطية, حكومة انتقالية تستهدف في المقام الأول عدم إحراج المتحكمين الكبار في اللعبة السياسية ومسايرتهم لمنطق اللاعب الدولي السابق المسمى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي اعتزل السياسة بشكل نهائي بعد دخوله في متاهات التناوب والتوافق والحسابات الضيقة حتى بدا وكأنه قزم سياسي يؤثث المشهد الحكومي وليس السياسي والذي انفردت به قوى أخرى عرفت وخططت لكل صغيرة وكبيرة فقزمته اكثر من اللازم بل عملت على إحباط كل محاولاته لاستعادة ما ضاع منه على اثر التمسك بوزير العدل في مهامه لانجاح مشروعه في وزارة العدل وإيهامه من طرف أصدقائه قبل أعدائه بان وجوده على راس هاته الوزارة سيساعد على الوقوف ضد الخروقات الانتخابية واستعمال المال الحرام للوصول إلى السلطة/الكعكة.
لقد تأكد عميد محاربي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن ترأسه لهذا الجهاز لا يسمح له بالتدخل في مجريات الأمور التي تتحكم بخيوطها قوى لا ملموسة هي اقرب من الجن منها إلى الإنس, خصوصا بعد صدور الأحكام القضائية في صالح محترفي الأصالة والمعاصرة. لقد تأكد بالملموس أن القضاء شيء والقدر شيء آخر, أن النضال الديموقراطي شيء والواقع شيء آخر, أن المنهجية الديموقراطية شيء واللف والدوران شيء آخر. لقد تم البرهان في رمشة عين أن دفاعه المستميت على الحكومة ومصالحها وما حققته في ظل أغلبية حكومية توهم أنها قارة وأنها موضوعة لخدمة مصالح المغرب ما هي إلا توريطة تستهدف القضاء على ما تبقى من ارث الأربعين سنة من المعارضة ومعها آمال والام هذا الشعب الأبي الذي ظل يلتمس الطريق في كل مناسبة قصد فك قيود الاستغلال والكمبرادورية.
لقد باغتته قوى الأصالة والمعاصرة بما كان عليه فعله منذ انتخابات شتنبر 2007 أي الانسحاب من الحكومة والالتحاق بالمعارضة وترك الفتات لاصحابه والانضمام إلى صفوف قوى الشعب التي تعمل جاهدا على بناء وترميم صفوفها والتصدي للمشروع الامبريالي الاستغلالي الذي يواصل طريقه نحو إحكام سيطرته على الكل والقضاء على ما تبقى من اوجه الممانعة والصمود.
لقد لقن الأعداء مرة أخرى درسا لا ينسى لاصحاب الاشتراكية الاجتماعية والمشروع الحداثي والمنهجية الديموقراطية وصناديق الاقتراع الشفافة. درس تنبأ له المبتدئون في السياسة ولم يعلم به أو بالأحرى عمل على إنجاحه التيار التخاذلي المصلحي من داخل الاتحاد الاشتراكي والذي يجب عليه أو بالأحرى على التيار المتناقض معه والمنساق وراء شعاراته ان يعلن فشله الذريع في تسيير المرحلة والالتحاق بالمدافعين عن طبقة أو فئات اجتماعية لم تعد مصالحها تتماشى لا كليا ولا جزئيا مع أباطرة الاتحاد الاشتركي للقوات الشعبية والذي يصح لهم الآن اكثر من أي وقت مضى الانضمام إلى مشروع التنين الذي يأتي على الأخضر واليابس عبر تأسيس "جبهة لكل الليبراليين والإقطاعيين المغاربة" وان يتركوا المجال للفئات العريضة من منخرطي واتباع الاتحاد الاشتراكي حتى يقرروا مصيرهم بعيدا عن كل تخوين أو تهويل بالمس بالمقدسات وبالقسم الذي جمع المعارضة والعرش. فالمقدسات لها مجالها والمعارضة والعرش جمعها ما جمعها حينما كانت المعارضة معارضة, أما وقد تماشت مصالحهما معا في المزيد من تركيع الشعب, فما على قواعدها سوى الالتحاق بالراغبين في تحسن حياة المواطن بل أولا وقبل كل شيء النضال من اجل فرض الاعتراف بالمواطن كمواطن ثم العمل على تحسين وضعيته ان اقتصاديا اجتماعيا وسياسيا وهذا لن يتأتى في رمشة عين أو عبر الانخراط في مشروع الانقلاب/المصالحة وانما عبر مزيد من الانخراط في أوساط العمال والفلاحين والمهمشين والكادحين الذين هم لوحدهم يستطيعون حمل لواء تطوير هذا الوطن. وللأصالة والمعاصرة ومهندسيها لقاء آخر مع التاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حذر
ASSOU OU HMAD ( 2009 / 6 / 19 - 22:24 )
يا اسماعل .ان الارض التي لا تقع تحت ظل الديموقراطية’،لاتنبت الا الشوك والتصحر خاصة ادا كان من المفروض ان ..... الخ

اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟