الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احجيات بلا حلول

محمد الذهبي

2009 / 6 / 20
كتابات ساخرة


لم تزل الاحجية التي كان يطرحها علىّ اخي الاكبر بلا حل مناسب رغم مرور الزمن وتوسع الافاق وتوقد الذهن، وها هو الان يطرحها على اولادي فارى حيرة تشبه حيرتي لتبق الاحجية بلا حل.
الاحجية تقول ان شابا اصم وابكم واعمى مات والده فارادوا اخباره ولم يعرفوا كيف ؟
وبقي هذا السؤال يشغلني ويسهرني الليل في فراشي الصغير ابحث عن الحل دون طائل.
ولكني الان بدأت افهم بعض الشيء لماذا كان اخي يطرح تلك الاحجية فهو ايضا لم يكن يعرفها.
وانا في قمة احتراقي للسنين التي مرت دون طائل اخذت اطيل النظر للمسميات الكثيرة والكبيرة التي تملأ الشارع والاسماء اللامعة والافكار التي انطلقت بعد سقوط النظام، وكأنها كانت تخفي تحت جلودها بركانا شب بمجرد اختفاء صدام ،فاصبح كل شيء مباحا لتبدأ بعد الحواسم رحلة مشروع التحرير وهذا امر مشروع بحسب الولاء للوطن ولكن ما حيرني ان هذه الحركات والتيارات والمجاميع من يمولها ومن اين تأخذ تعليماتها ومنهاجها المقاوم وكيف كان لها ان تظهر بهذا الحجم والكثافة انصار كذا وكتائب كذا وعصائب وجند وطريقة وجيش.
وفي قمة تفكيري باحجيتي القديمة واستسلامي للغزها المحير علمت ان هناك دولا استعمرت غيرها فانبرى ابناء الدول المستعمرة لتحرير بلدانهم ،طلاب ومثقفون وعمال تحت اسماء كلها جيرت باسم الوطن وليست هنالك حركة واحدة تدعي الفئوية او الطائفية اوتسمى باسم مذهب اوشخص.
واهتديت اخيرا ان هناك الكثير من اللاعبين يلعبون في الخفاء واستغلوا بشعارات بعيدة عن الوطن سذاجة الكثيرين وحبهم لوطنهم فكالوا الشعارات وهبطوا الساحة محررين منتصرين باجندات اقليمية وافكار متطرفة كان وقعها على الشعب اقسى وامر من وقع الاحتلال وهي بهذا حققت غرضا من اغراض الاحتلال الرئيسة وهو تفتيت المجتمع ومصادرة ارادته متأكدا ان الانتصار العسكري غير كاف بمفرده حتى يصبح انتصارا سياسيا وهو ايضا غير كاف حتى يسقط ارادة المقاومة لدى الشعب ويصبغها بصبغة اخرى عند ذاك استطاع ان يسقط ثقافة المقاومة لدى الشعب ويعطي مشروعها تسميات عديدة.
ونحن في هذا نشهد تحالفات منفرة بين هذه الفصائل التي اسقطت مشروع المقاومة الحقيقية
حزب البعث يحالف القاعدة وكان الامر اثبات وجود وانتصارات فردية بلا ادلجة او قوانين واخلاقيات،لقد افرغ صدام فكر البعث وعسكره وجعله دائرة مخابرات بعد ان قضى على خيرة منظريه لقد ابتلع صدام الحزب ودفع ثمنها حزب البعث وهاهو يدفع ثانية بتحالفه مع فكرة تكفيرية مجرمة تبحث عن مبررات كي تقتل وتكفر وتسمل العيون وهي غير منفردة في هذا وانما تشابهت مع افكار مرتجلة اخرى بلا منهاج ولا تاريخ نضالي تريد ان ترفع علم التحرير والمقاومة في العراق.
بتقديري ان الفصائل المقاومة تقف على ارض رخوة سرعان ما تنهار بها
هذه المرة يريدون اعادة التجربة سواء البعث ام غيرهم بلا فكر جديد اوتسمية جديدة فقط اضافوا تطرفا يحل محل الدكتاتوريات ويريدون اعادة الكرة بتسرب البعض الى وسائل الاعلام ووضع الاحتلال هدفا لسهام طالما طاشت لتصيب ابرياء اخرين وهو بهذا يريد ان يجمل صورته عله يستطيع ان يمحو جزءا من اخطائه الماضية .
لم تزل الاحجية في ذهني ولم يزل اخي يطرقها على مسامعي بين حين واخر على اجد جوابا مناسبا واخبر الشاب عن ابيه الميت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الجواب
د موسى ( 2012 / 3 / 16 - 00:20 )
عفكره الاحجيه إلها جواب. عند اليهود اذا ما حد من الأقارب درجه اولى زي الاب او الام بمزعو طرف البلوزه. فامزعلو طرفها بعرف. ...

اخر الافلام

.. فنان إيطالي يرسم برج إيفل في حقل زراعي احتفالا بدورة الألعاب


.. الكينج وكاظم الساهر وتامر حسني نجوم حفلات مهرجان العلمين فى




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يتحدث عن كلمات أغنية ع


.. عوام في بحر الكلام - الشاعرة كوثر مصطفى تتحدث عن أعمالها مع




.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 8 يوليو 2024