الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لجنة تقصي زنادقة ؟أم لجنة قضم زنابقة ؟

سامي العباس

2009 / 6 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


ما أشبه وقفة المثقف العربي العلماني في هذه المواجهة المركبة لنزعات الهيمنة الأمريكية ونزعات الحمرنة المحلية: بهذه الصورة الشعرية التي رسمها المتنبي لسيف الدولة :
وقفت وما في الموت شك لواقف كأنك في جفن الردى وهو نائم
وما يدمي القلب ليس" ديالكتيك الإستفزاز" الطويل الأمد بين فكي الكماشة المطبقين على نزعات العقلنة العربية المؤلفين من :استراتيجيات الهيمنة الغربية/ردات الفعل الغريزية عليها .. .إلاأن هذا الديالكتيك لا يخلو في الكثير من مفاصله من تواطئ ممهور بأختام رسمية أو بالتخاطر عن بعد .وآخر تجليات هذا التواطؤ "ديـوان لجنة تقصي زنادقة العصر" ..إذ هي لاريب , غصن من هذه الشجرة الباسقة التي تولت الإستخبارات الأمريكية قبل ربع قرن ونيف " شتلها" في إفغانستان . وتولت الوهابية السعودية تسميدها بالمال والأيديولوجيا .. فهذا التواطؤ مفهوم ومتوقع ويندرج في منطق تبادل المصالح بين شريكين في تقاسم المغانم "دولي ومحلي " ..لكن ما يدمي القلب هو موقف التفرج الأبله الذي تقفه قطاعات وازنة في اجتماعنا العربي, سبق وأن أدرجت نفسها في المشروع المتنوع الرايات للحداثة "قومية وماركسية وليبرالية " على ما يجري لنخبتها العلمانية : من عسف وتكميم أفواه تمارسه حيالها سلطات "علمانية؟! " أو يتقرب بهم إلى الله , قتلة يتخرجون بالآلاف من مدارس "دينية " تنبت كالفطر تحت سمع وبصر السلطات" العلمانية إياها " وإجتماعها السياسي ..
مدارس يجري الإنفاق عليها من الحصة النفطية لحراس الحمرنة المحليين .
لكأن الأمريكان قد استقوا استراتيجيتهم حيال عالمنا العربي من المثل الشائع "من دهنه سقيّه "..
ولكأن القطاعات التي تعلمنت , والسلطات التي رفعتها إلى سدة الحكم جدلية للتحول الرأسمالي تحت شرط التأخر قد قررت جميعها تقليد النعامة في مواجهة الخطر ..دفن الرأس في الرمل ..
على هذا المزلق المطلي بدماء المثقف العلماني وبالتدين الكاذب, تزحط تجارب التحديث في العالم العربي نحو البربرية .لا قوة تعرقل هذا الإنزلاق : القدم الأمريكية في ظهر العربة وعلى عريش الجر يتزاحم الحمير ..
عشرات الكتاب والمفكرين والصحفيين والفنانين سفكت دماؤهم أو هجروا إلى المنافي تلاحقهم فتاوى التكفير وإباحة الدم منذ سبعينات القرن المنصرم..وتوالي المدارس الدينية تفريخ أمراء للمؤمنين أكثر مما تحتاجه مجتمعاتنا من أطباء ومهندسين ..لقد كافأت نخب الحمرنة في العالم العربي وعلى رأسها السلالات الحاكمة في "مدن الملح " الإتحاد السوفييتي على مده يد العون للمد القومي – الإشتراكي ,و تأهيله لمليون أكاديمي عربي في مختلف الإختصاصات التي تحتاجها عملية التنمية .فوضعت في خدمة الإستخبارات المركزية الأمريكية المال والرجال والأيديولوجيا لمواجهة وصول الشيوعيين الأفغان إلى السلطة.ولتحويل إفغانستان ومحيطها الباكستاني إلى مدجنة لتفريخ معكرونة أفاعي ..
لم يحرك بيان من يسمون أنفسهم : ديـوان لجنة تقصي زنادقة العصر الوارد إلى موقع الأوان حسا بالمسؤولية عند أحد ..
وعلى هذا المشهد المروع تتفرج ببلاهة القطاعات الحديثة في عالمنا العربي ولسان حالها الأغنية الشهيرة للراحل فيلمون وهبي : قامت ,قعدت ,كبرت, ظغرت ..حادت عن طيزي ..بسيطه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر