الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رغم القيد وعتمة الزنازين سنغني ونواصل الحياة

حلمي الأعرج

2009 / 6 / 21
القضية الفلسطينية


على وقع نشيد الحرية وتراتيل الحياة الكريمة في وطن لا زال يئن من ويل الإحتلال ووحشيته اليومية ، تربع الشاب " كايد " 23 عاما نجل الأسير المقدسي القديم جمال حماد ابوصالح على منصة الزفاف في عرس وطني بهيج ضم الرفاق والأصدقاء وزملاء القيد والنضال لوالده المناضل الذي مضى على إعتقاله خلف قضبان سجون الإحتلال ما يزيد عن 21 عاما .
إن العرس الوطني الذي شهدته بلدة العيزرية ليلة امس الأحد فرحا بنجل الاسير المناضل الرفيق جمال ابو صالح ، إنما يثبت يوميا أن هذا الشعب العظيم بتضحياته ونضالاته وصموده ، وعلى الرغم من حجم معاناته الأليمة على الحواجز العسكرية وتحت الحصار الظالم وخلف قضبان السجون الإسرائيلية يرفض الموت ويسعى للحياة الكريمة المستقله ويمارس يومياته وشعائره الإجتماعية والدينية والوطنية بكل فرح وسرور ، متحديا سياسات القتل والإعتقال وإغلاق المدن وتشديد الحصار وبناء المستوطنات ومصادرة الأراضي وتوسيع الجدار .
عرس "كايد" اليوم ، هو عرس لجميع الاسرى في كافة السجون والمعتقلات ، ويذكرني كأسير سابق بتلك اللحظات التي لم تمنعني سنوات الإعتقال خلالها ولا أسوار السجون المحصنة من الإرتباط برفيقة دربي وشريكتي في مسيرة النضال على شبك الزيارة في سجن جنيد المركزي عام 1989، تلك اللحظة التي غنت فيها " سمر" بنرفض نحنا نموت ، لتتحدى بصوتها الجهور صلابة القضبان وصلافة السجان ، وأذكر جيدا كيف أن حراس السجن إستشاطوا غضبا وبدأوا يصرخون بأنهم يقوموا بحجزنا وإعتقالنا داخل السجون ليقتلوا فينا الأمل والفرحة ، لكننا كنا نقاومهم ونتحداهم بإصرارنا على الحياة وعلى الزواج والغناء .
بالتأكيد ، فإن الأسرى اليوم وعلى مختلف إنتماءاتهم وجنسياتهم سوف يحتفلون بكايد ، ويغنون له ولوالده الذي لم يترك مناسبة خاصة بزملائه الاسرى إلا وشاركهم فيها فرحتهم ... اليوم سيحيا ابو صالح وجميع الاسرى الآباء الذين أبعدتهم السجون عن فلذات أكبادهم وسيفرحون كثيرا لأن حياتهم مستمرة ، والأجيال التي تحمل ألويتهم تنمو وتزدهر وتتقدم .
اليوم سيمتشق رفيقنا جمال عبق الابوة والرجولة ويتنفس الصعداء فرحا وفخار ، فهو يدرك تماما أن سلاح صموده القوي يكمن في مساحة الأمل التي لم تستطع ابواب الحديد المصفحه ولا ألواح حجب الشمس المحكمة من إخفاء بريقها عن عينيه الراحلة نحو القدس ومآذنها وكنائسها ... اليوم سيعلن "ابو كايد" من جديد تحديه للسجان وللقضبان ولأصفاد الحديد .
وهناك في عرس الزفاف على مقربة من جدار الفصل والقهر الذي يلتف على خاصرة القدس العتيقة ... سيطّير فارسها الاسير"جمال " قبلاته الوردية لحاراتها وأزقتها وبيوت أسراها القدامى وأضرحة شهدائها الذي ترجلوا دفاعا عن ترابها المقدس ... هناك في عرس الزفاف الذي زينت أهازيجه سماء القدس سيعلن " كايد" أن "جمال" قادم من رحم الطهارة ليطوف حرا في رحاب الاقصى وكنيسة البشارة ...
إن المعاناة التي يتعرض لها الأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي من خلال حرمانهم من زيارة أقربائهم ومن مشاركة عائلاتهم وأبنائهم الأفراح والأتراح ومن تلقي التعليم والعلاج ، وتعمد إدارات هذه السجون بفرض العزل الإنفرادي عليهم كقيامها بعزل الأمين العام للجبهة الشعبية الرفيق المناضل أحمد سعدات والعديد من كوادر وقيادات الحركة الاسيرة ، نراها راسخة اليوم في طقوس عرس " كايد" لتحيي في نفوسنا عشرات الأسئلة ، فما الذي يمنع أن يكون الأسير أبو صالح بين هذه الجموع التي إلتئمت في حفل زفاف نجله ؟!! وأين هي العدالة وحقوق الإنسان التي يتغنى بها العالم عندما تحرم السلطات الإسرائيلية مئات الأسيرات والأسرى من لقاء عائلاتهم أو عناق فلذات أكبادهم ، وتتعمد إبعاد الأخ عن أخيه والزوج عن زوجته والإبن عن أبيه ؟!!!
فأين العالم من هذه المعاناة وهذا القهر الذي ترتكبه إدارات السجون الإسرائيلية بحق قدامى الأسرى والاسيرات وبحق المرضى وكبار السن والاطفال والقيادات ؟!! أما آن لكل هؤلاء أن يحيوا حياتهم ؟!! أليس من حقهم أن يرددوا كلمة "الحرية لأسرى الحرية" في سجون وزنازين الإحتلال ؟! الأ يحق لهم ذلك وهم رسل الحرية والإستقلال والسلام العادل لشعبهم ووطنهم ؟!!!

إنتهى










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ