الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الائتلافات الطائفية لاتنجب ائتلافات وطنية!

مرتضى الشحتور

2009 / 6 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


شرعت الائتلافات القائمة على العملية السياسية بالحديث عن سعيها لاعادة تشكيلها وتغيير صورتها في محاولة لايمكن نفي كونها تاتي ردا على الاخفاقة الكارثية التي واجهتها بعيد الانتخابات المحلية.
هناك عاملان مهمان دفعا الى هذه الخطوة. الاول وهو مااشرنا اليه ، والاخر هو الخشية من مواجهة نتيجة اسوء في الانتخابات البرلمانية المزمعة بداية العام القادم!
لقد صورت الائتلافات المقصودة انها بصددتطوير ادائها وتغيير نهجها وهويتها وطبعها وطبيعتها وانها ستنهي التهمة الطائفية لتقدم للشعب مايتفق مع هوى الشعب ورغبته في نموذج من الائتلافات مغايراي تكتل وطني عراقي يضم الكفاات والعقول ،لايضم فاسدين ولا محرضين ولا طائفيين ولا يميلون ذات الشمال وذات اليمين .
نموذج وطني مختلف عن النسخة الحالية ومفارق للحالة المأساوية .
ولكن هل يمكن قبول هذه الفكرة هل يمكن تسويقها؟
لاشك اننا نسعى الى الاداء السياسي الوطني ونعتقد باهمية تطوير اداء المكونات ! ولاشك ان اوضاعنا الراهنة لاتتحمل انقلابات مسلحة وانهيارات ثورية شاملة.
انما الاعتقاد بامكانية انسلاخ الطائفيين من جلودهم. وان الابناء لاتشابه الاباءاحيانا .وان طفرات قانون مندل في التوارث والتماثل الطبيعي سوف لن تكون حاضرة في ميداننا هو اعتقاد مردود.
فالجهات القائمة والمتصدية لعملية تشكيل الائتلافات ، هي ذات الوجوه القديمة.
هي ذات الوجوه التي اسست ونثرت بذور الطائفية في الحقل الوطني.
اننا ازاء شك كبير في امكانية قيام ائتلافات وطنية من رحم الائتلافات الطائفية.
فمن يقودون العملية المزمعة للتغيير هم قادة الشحن الطائفي.
الائتلاف الموحد اذا كان قد افاد بدرجة او باخرى من الدرس السابق، فانه يدرك اهمية تغيير الوجوه، قبل الحديث عن تغيير النهج.
فالرؤوس والعقليات الطائفية لن تتحرر بهذه السرعة وبهذه الكيفية.
انا لااعرف كيف نطلب من قادة مؤدجلين ان يكونوا مخلصين على مستوى شامل.
الفئوية التي تمليء رؤوس الطائفين لاتسقط الابازاحتهم او بسقوط رؤوسهم.
الائتلاف الموحد. التحالف الكردستاني وجبهة التوافق مطالبون جمعيا بتغيير قياداتهم وتشكيل هيئات وطنية لتقود عملية البناء الوطني. انما ان يتصدى القادة الطائفيين لتمليع صورتهم بدعوى السعي لانبثاق ائتلافات خارج الموضة المقيتة ، فهذا مالايمكن قبوله ومالايمكن التعويل عليه وما لاينطلي على احد.
الائتلاف الموحد كان سباقا الى الفكرة.
ولكن الفشل كان اسبق الى هذه الفكرة.
فمن الواضح ان الائتلاف غير مستعد لتغيير الرؤوس التي قادت الخراب ومزقت البلاد.
ان امكانية التغييرالحقيقي تبدأ من التطوير الذاتي وهكذا عملية كبيرة يجب ان تنطلق من استبدال الوجوه العتيقة من الحرس القديم.
يجب ان نجد عقولا اخرى لديها نفس وطني وتحظى بقبول وطني.
فهل يمكن ان نشخص بين القيادات التي دعيت الى اعادة صياغة الائتلاف نماذج من هذا الطراز،شخصيات غير طائفية غير فئوية . شخصيات محل اجماع وطني !
ان التجربة الماضية لاتسمح لنا بقبول ذات الوجوه وان غيرت خطابها وان حاولت ذلك . فهي غير قادرة على سلخ جلودها وهي غير قادرة ولانحن قادرين على قبول فكرة اخرى عنها. فكرة تجعلنا نراها اكثر قبولا. او اقل طائفية او اقرب للوطنية منها الى التهمة الطائفية.
الحديث عن التغيير لايمكن اعتباره صحوة بقدر مايمكن القول انها موضة ومسرحية انتخابية لن تمر على الناس بهذه السهولة وبهذه الكيفية الخجولة.
اذا كانت قيادة الائتلاف والتحالف والتوافق تسعى لتقديم نموذج وطني فعليها ابتداء تغيير قياداتها لنقول ان امكانية التغيير ستكون ممكنة.
وهذا مااجزم انه لن يكون واردا في تفكير الجماعة وهذا ماسيكون كافيا ليجدوا انفسهم وقد شربوا كاس الهزيمة مترعا وعما قريب..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا