الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمتنا مع الكويتية .. إفلاس دعائي

سليم محسن نجم العبوده

2009 / 6 / 22
السياسة والعلاقات الدولية


أزمتنا مع الكويتية .. إفلاس دعائي
لم تكن في يوم من الأيام على مدى تأسيس الدولتين العراقية والكويتية العلاقات حسنة بينها و ذلك لأسباب ليست بالخافية او المبتدعة . كون ان المشكلة بين الدولتين تتمحور حول ان العراق يعتبر ان الكويت جزء مقتطع منه و له الحق في استرجاعه . بينما الكويت تعتقد بأنها دولة ذات سيادة وتكوين ديمغرافي جيولوجي جغرافي حالها حال العراق وليست جزءا منه . الا أنها دائمة التخوف من جارها القوي الأكبر المتربص و بالفعل . تحققت تلك المخاوف باجتياح الجيش العراقي للأراضي الكويتية في عام 1990م . بعد ان كانت على مدى تأسيس الدولة العراقية ومنذ عام 1921م مجرد تهديدات ومناورات سياسية في الضم او ما شابه ذلك ..
الا انه في اعتقادي المتواضع ان مسألة الخلاف ليست بهذه الصورة فأذا ما جزمنا من الكويت جزء من العراق ويجب أعادته فان الأردن مثلا هو ا الأخر جزء من فلسطين و سوريا وربما العراق والسعودية بل ان السودان هي جزء من مصر وكذلك أجزاء من اليمن تعود ملكيتها الى السعودية و هكذا دواليك يجب ان تتصارع البلدان العربية فيما بينها كي يسترجع كل ذي حق ما يضن انه حقه ..
و بهذا سوف ندور بدائرة الصراع المفرغة والتي سوف لن تبقي او تذر ..
بعد اجتياح النظام السابق للكويت 1990م و قد خرج تواً من حرب ضروس تكبد العراق بعد عاصفة الصحراء و الحصار الاقتصادي قرابة (650)مليار دولار كديون ومستحقات دولية على العراق بصفة تعويضات من ضمنها تعويضات الكويت .و إسرائيل ايظا . و قد فرضته المنظمة الدولية على العراق عقوبات تقتضي بان يسدد العراق من وارداته النفطية ما يعادل 35% سنويا .
في تلك الفترة كان المنظمة الدولية هي المسيطرة على واردات النفط تماما مما جعل أهم مورد من موارد العراق عرضة للنهب و الاختلاس والسرقة والتبديد خصوصا بعد قرار الأمم المتحدة بتطبيق البرنامج الإنساني المسمى " النفط مقابل الغذاء والدواء " .
لكن لو نعود بالذاكرة الى مطلع التسعينات و نلقي نظرة على ما فعلة الجيش العراقي و لا نقل ألصدامي بالكويت من تدمير وانتهاكات ترى ان التعويضات الوحيدة المستحقة على العراق هي التعويضات الكويتية .. لكن التاريخ يروي شئ أخر عن الأسلوب الكويتي في تدمير البنى الاقتصادية العراقية و هوا خارج من حرب استنزاف أنهكت الاقتصاد العراقي .
و لا يعني ذلك اني لا أريد رفعها عن الكاهل العراقي المتعب لكن ليكن الطلب مؤدبا دبلوماسيا . كفانا عنتريات فلم تجلب للعراق وشعبه غير النكوس والتراجع الحضاري .
يذكر "محمد حسنين هيكل " في كتابة (حرب الخليج او هام القوة والنصر ) بعض الوثائق التي تبين تورط الجانب الكويتي مع الأمريكي في تدمير الاقتصاد العراقي . لكن السؤال هوا هل يستحق التصعيد في ذلك الوقت إلى اجتياح الكويت الجواب قطعا (كلا) لكن ما الذي حصل ان "صدام حسين " وجد ملاذا أمنا في شن الحروب بعد ان غرر به مستشاريه وشعبة على حد سواء الذي كان يخرج بمظاهرات تأييد للرجل حتى او صله الجميع الى حافة الجنون ان لم يكن جن فعلا ..
نعم الن الشعب العراقي يجب ان يتحمل جزء من ذلك الخطأ الذي ارتكبه "صدام حسين " تجاه الكويت . لقد كان شعبا خاضعا خانعا تماما . انه لم يرفض دخول الكويت بل خرج بمظاهرات تأييد .. نعم يجب ان يتحمل الشعب العراقي نتيجة سكوته وتسليمه بالأمر الواقع .. ومن جانب أخر يجب على الشقيقة الكويت ان تنظر بعين جديدة لواقع نريده ان يكون مثاليا بكل جوانبه وخباياه .
اليوم ومع الفوضى العارمة التي يعيشها العراق في ظل برلمان مشتت وعاطل و دستور مسخ . يظهر البرلمانيون و الدبلوماسيون العراقيون يسرحون تصريحات فيها ذات النبرة المتعالية التي تنظر الى الكويت دولة ضعيفة وهزيلة يمكن استفزازها و ابتزازها بأسلوب الصوت الأجش المرتفع .
لم يدرك العراقيين على ما يبدو بعد و على الرغم من التجارب التي عصفت بهم . بان الدبلوماسية هي تبادل ادوار ضربة على النعل وأخرى على الحافر .. من الممكن ان يتنازل الأشقاء الكويتيين حن حق شرعي لهم الا وهي التعويضات لكن بأسلوب يبين حسن النوايا و أفعال ترسخ لدى الجانب الأخر من ان الماضي قد اجتث بكل ألامه وذكراه . لبكن ان يقول احد البرلمانيين العراقيين ان من حق العراق ان يطالب بتعويض من الجانب الكويتي كون ان الكويت فتحت أراضيها وحدودها للأمريكان كي يسقطوا النظام ألبعثي ويحتلوا العراق لو لم تفعل الكويت ذلك لما وصل هؤلاء الغرباء الى السلطة العراقية ولبقي أكثرهم متسكعا حتى بلا مأوى في شوارع الغرب يفترشون أرصفتها و يترنحون في حاناتها طمعا بالنسيان .
او ليس من حق الكويت ان تقاضي كل من اجتمع في مؤتمر لند للتحضير لغزو لاحتلال العراق من الأراضي الكويتية .
إن خزائن العراق التي أذابها الفساد الإداري في جيوب الوافدين من الساسة العراقيين قادرة على تسديد الديون المستحقة للكويت بدون منة او إلحاح . و ارجوا من" ألا- دبلوماسيين " العراقيين ان لا يصعدوا الموقف مع الجارة الكويت بقدر ما يمكنهم الركون الى المفاوضات و الحوارات و تبيان حسن النوايا بالقول والفعل وليس التصعيد لغرض تحقيق مكاسب انتخابية رخيصة . بعد ان احترقت ورقة التصعيد الطائفي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس