الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغرب هل تحبل الظرفية باضطراب اجتماعي في الشهور المقبلة

أحمد الخمسي

2009 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


الحصول على صفة منتخب بواسطة صندوق التصويت، أصبح مثل تحول أي محل عقاري إلى أصل تجاري. والمهزلة الأولى في غزو الأصوات عبر مافيا محترفة لا تشكل في المهزلة الإجمالية سوى بروفا لتمثيلية تراجيدية أكثر قساوة على المؤسسات المواطنة.
إن النصائح التي تتردد على مسامعنا بصدد السلوك العملي الاجتماعي، لا تجد ما يقابلها من استنكار من طرف نفس الناصحين المغفلين على أمواج بعض المؤسسات الإعلامية. إلى درجة يصبح معها المواطن الأعزل هو المشار إليه بالتهمة. بينما يطبق الصمت الكامل على المستويات المرتبطة بالمؤسسات كسلوك سياسي بالدرجة الأولى، المضر بالنظام العام من الناحية القانونية المحضة بالدرجة الثانية، وبالتالي تكرس بعض الجهات التي تتوهم من نفسها إعطاء الدروس لغيرها حالة السكيزوفرينيا المؤسسية، عبر "الفضح" عندما يتعلق الأمر بالمستضعفين والصمت عندما يتعلق الأمر بالمحظوظين.
وها نحن اليوم أمام سوق حامي، سوق عام، تتعالى فيه أسعار نخاسة بعض "الناخبين الكبار"، كبيادق لـ"لماكلة" فوق رقعة الضامة البلدية، بل الطامّة البلدية الكبرى! ليتمكن من يريد أن "يضيم" من أكل البيادق الوافقة في طريقه!
والذكاء في "ماكلة الضامة الانتخابية هي الثروة المخصصة للاستثمار في شراء ذمم الناخبين الكبار. ليظهر أن أوراش صناعة النخب تطابق المسلسل التالي:
1) سحق الموقف السياسي المعارض للوضع السياسي العام (بين اليسار والأصوليين على السواء) وعدم التكيف مع مستجدات الوضع العالمي (أوباما)
2) تجاهل مطالب الإصلاح السياسي والدستوري الكفيلة بتجويد الاختيار الديمقراطي للنخب السياسية، والتشبث بسياسة "البريكول".
3) ممارسة حرب قذرة لانتزاع المواقف من المواطنين المستضعفين عبر ابتزازهم أولا ثم شراء ذممهم ثانيا، لصعود الناخبين الكبار فوق مقاعد الريع الاقتصادي، لاسترجاع مصاريف الانتخابات من جيوب الناخبين مستقبلا.
4) تحويل الانتخابات من الأهداف/ الثوابت القاضية بتوفير التمثيلية الشعبية في المؤسسات المنتخبة، إلى هدف يتيم وحيد= رفع نسبة المشاركة في التصويت بأي ثمن سياسي.
5) بناء ضعف النخب السياسية القيادية والمركزية فوق أرضية من الناخبين الكبار الفاسدين من حيث تحولهم إلى أصل تجاري بالتقسيط، يصرف ثمنه لاقتناء أصل مركب تجاري اسمه الجماعة المحلية المنتخبة
6) الإصرار على أن تكون انتخابات 2009 الجماعية أحط مستوى من سابقاتها خلال 2002 و2003 و2007.
7) الإستقواء بالبروز الفاضح السريع، لمجرد القرب من الملك، مقابل إضعاف تجربة الحكم خلال السنوات العشر الأخيرة (1999-2009).
8) التسبب في حفر هوة سحيقة بين الدولة والمجتمع، كأخطر سلوك سلبي تمارسه الطبقة السياسية في فترة خصوبة سياسية مثالية لتعقيم مسلسل بناء الثقة بين الدولة والمجتمع
9) وضع سحابة أزمة ثقة بصدد العملية الانتخابية لتنضاف فوق الأزمة الاقتصادية، ولتساهم في تراجع المشاريع الاستثمارية ذات الصلة ما بين السياسي كسقف من الثقة، وبين الاقتصادي الاجتماعي كأرضية مناصب شغل وعملية إدماج حقيقية مجهضة.
10) عدم الانتباه إلى المؤشرات الدالة في انخفاض المشاركة إلى أقل من المعدل العام لسنة 2007، مثل نسبة 30 % في القلب الاقتصادي للمغرب، وما لا يصل إلى نسبة وزارة الداخلية في كل من الجهة الشرقية وجهتنا في طنجة/تطوان. مما يظهر هزال النواة الصلبة في الطبقة السياسية الحزبية "المنتصرة".

إن الطبقات المتوسطة ستؤدي الثمن غاليا للاستقرار الذي تسببت فيه انتخابات الجماعات المحلية الأخيرة. مما يخل بالتوجه العام للدولة قبل أقل من سنة، كجزء من السياسة الدولة بعد التحول الجاري الذي شهدته القيادة الامريكية. ولا شك، سيشكل ذلك دفعا قويا للمشاريع المتنورة نحو مجال العقار.
واجب الدولة أن تنتبه إلى الآثار المرتبطة بتشكيل مكاتب تسيير الجماعات، في حالة ما إذا بقي المال الأداة الرئيسية لاستمالة التصويتات واحتساب الأغلبيات.
إن أي استغباء للناخبين الصغار سيفتح الوضع على توتر لاحق في الأوضاع، سبق لكتاب أوربيين أن نبهوا إلى احتمال قيامه في شتنبر 2009.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د