الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران وافاق التغيير

مرتضى الشحتور

2009 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


منذ اشهر اتجهت الانظار مجددا الى شوارع طهران والى استعدادتها الضخمة وحشودها الهادرة ودعايتها الصاخبة ومناضراتها القاسية . والى معسكريها التقليديين.
استعد الطرفان مبكرا.
الاصلاحيون كما المحافظون .
وانشق الشارع بصورة حادة لكن من دون ان تتبلور المواقف الى اغلبية راجحة وحاسمة.
بدى معسكر المحافظين اكثر انسجاما وتوحدا وقوة.
كانت الكلمة الفصل، دائما ،هي كلمة المرشد الاعلى سيما في خضم المنافسات الصاخبة.
ولم يتردد المرشد في التعبير عن دعمه للسيد نجاد.وهو مامنحه زخما يحتاج اليه.ويفتقر اليه خصومه الاخرين!
ولاحقا التئم معسكر الاصلاحيين ولكن ليس بالدرجة الكافية . حتى انه لم يكن قد بلغ تلك الدرجة التي توفرت لهم يوم وقفوا وراء الرئيس السابق محمد خاتمي.
كان الحديث عن فوز مير حسين موسوي يفتقر الى الدليل والمقدمات والخطوات الكافية.
وغير هذا فقد فشل الاصلاحيون في توحيد جبهتهم.
لقد توزعوا بصورة غير موفقة خلف مرشحين اثنين هما السيد مهدي كروبي والسيد مير حسين موسو ي.
تبعثرت نسبة من الاصوات كانت ستكون مهمة وان بدرجة ضئيلة لصالح رئيس الوزراء الاخير!
ومع ذلك فلم يكن هناك احد يعتقد بان التغيير المنشود ايرانيا وعالميا هو التغيير الذي يحمل لواءه مير حسين موسوي.
لقد عبر المرشد وبصواب عن ذلك بالقول؟
ان جميع المرشحين من رجالات الثورة ومن اقطاب النظام.
بمعنى ان أي منهم لن يقوى على الخروج على الثوابت القائمة في المشهد السياسي الراهن.
ومن نافذة بعيدة افصح الرئيس اوباما عن رؤيته المؤكدة لرؤية المرشد. قال ان كلا المرشحين هم قطع شطرنج في رقعة المؤسسة الحاكمة.
ولاشك فقد توحد برنامج جميع المرشحين.
فعلى نظاق السياسة الخارجية لن يجرؤ موسوي او كروبي على القيام بخطوة مخالفة لما هو سائد اليوم.
البرنامج النووي نقطة التقاء ايضا يتوحد حولها الجميع.
مناهضة سياسة الولايات المتحدة تمثل نقطة اخرى ثابتة في الارث السياسي والدبلوماسي الايراني.
انني اعتقد ان المراهنة على تغيير جدي يحمله مير موسوي هو فرض فوضوي لايملك درجة من الوجاهة.
ولو سالتني فانني اراهن على قدرة نجاد على القيام بشيء مماثل.اكثر ممايستطيع أي مرشح اصلاحي!
فالرئيس نجاد من وجهة نظر السيد خامنئي ابن نجيب للمؤسسة الحاكمة ومواقفه لاتاخذ الا بالقبول الاكيد عند قيادات ومؤسسات الثورة.
يمكن لنجاد ان يقنع الخامنئي بجدوى علاقات مختلفة مع اميركا ويستطيع ان يبررويمرر فكرة التريث في البرنامج النووي.
يمكن لنجاد القيام ذلك ولدينا شواهد مماثلة.
لقد امكن لهاشمي رفسنجاني اقناع قائد الثورة الخميني بالقبول بوقوف اطلاق النار.
وهوامر لم يكن بوسع احد حتى التعبير عنه مع نفسه؟
فالثقة المطلقة بين الرجلين اكثر تاثيرا. الحراك الذي ينبثق من بيت السلطة هو الاكثر قدرة على الظهور.
كنا نعتقد بفشل مير موسوي وكروبي وحتى ان نجاحهما المفترض لايعني انهما سيكونان زعيمان مختلفان ؟
كلا الرجلين يدين بالولاء لولاية الفقية ولااظن ان احدا بوسعه ان يتصور امر اخر.
ان الانتخابات الايرانية وقد افرزت النتائج المعروفة.لم تكن لتحمل أي شيء اكثر جاذبية حقيقية.
عدا كونها عملية موسمية لتوزيع دوري للادوار والمكاسب وتوفيرا للوقت لبلوغ السياسات القائمة نهايتها المطلوبة ايرانيا رغم انف الجميع.ومع ذلك فلا يمكن تجاوز الحقيقة الكبرى !
ليس من الجائز انكار قوة الحراك الشعبي في ايران الطامح نحو التغييرالسلمي والثورة المدنية الهادئة .
ربما اكون خاطئا اتمنى ان اكون كذلك لكن هذا الحراك وفقا لهذه المعادلة لن يقدر على الصمود و ايران سوف لن تتغير بهذه الكيفية.!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قراءة سديده
أحمد السعد ( 2009 / 6 / 21 - 21:44 )
أستاذى العزيز
كأنك فى ضميرى ، لقد كتبت ذات الأفكار التى طرحتها وسبقتنى الى نشرها ، كنت أقرأ المشهد الأيرانى بذات الرؤيه والتحليل فى ظل معطيات الواقع العام الذى تعيشه ايران والمنطفه. أشكرك وأؤيد ما ذهبت اليه.

اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في