الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقطت المفاوضات سقطت المقاومة

عطا مناع

2009 / 6 / 22
القضية الفلسطينية


أٌقر أنني شعرت بالمرارة وأنا أتابع خطاب بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال الذي وضع فيتو ليس على حقوقنا الوطنية في القدس وحقنا في العودة واعتبارنا اقليه سيتكرم علينا العيش في أكناف الدولة الصهيونية وتحت سيادة الحكومة اليمينية، المرارة التي اجتاحتني كلاجئ فلسطيني لا تعود لما تمخض عنة من حل لقضية اللاجئين العمود الفقري لاسباب مقاومتنا ووجودنا نحن اللاجئين أينما وجدنا، سبب مرارتي يعود للسذاجة السياسية الفلسطينية التي أقر اعتقدت أن الحياة تقتصر على المفاوضات دون غيرها، هذا المنهج الذي دفع بقضيتنا للقاع واوجد أسباب ومبررات الاشتراطات الإسرائيلية التي إعادة للذهن ممارسات العصابات الصهيونية والمذابح التي ارتكبتها قطعان شتيرن والهاغاناه بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
نتنياهو لن يأت بجديد، فالموقف الأيدلوجي لدولة الاحتلال لم يتغير منذ عام 1948 ، لكن الذي تغير الرواية الفلسطينية التي أصبحت تقبل القسمة على اثنين وثلاثة وعشرة عند طبقات أحسن الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب عندما قال كم سيسقط من طبقات تسمي احتلال البلاد ضيافة، ما أدخلنا في مهاترات لا ترتقي لقداسة قضيتنا، حيث أصبح البعض يتطوع جاهلا أو مدفوعا للتشكيك في عدالة قضيتنا وحقنا في العودة إلى أرضنا التي لا زالت تبقي على منازلنا وذكرياتنا المادية، والطامة الكبرى أن حجم الرد الفلسطيني المنقسم على نفسه والمنقلب على الشعب لم يكون بحجم المصيبة، وأقول المصيبة لأنهم عيشونا أو عيشوا أنفسهم في كذبة دامت عقد ونصف من الزمان.
لسنا بحاجة للاستعانة بالمندل والفنجان لمعرفة حظنا مع الإسرائيليين، ومضلل من يقول أن العقلية الإسرائيلية جاهزة للسلام المبني على استرجاع الحد الأدنى من الحقوق الوطنية، والأكيد أن نتنياهو وضع أنصار ما يسمى بالتسوية السياسية في الزاوية الحرجة، والمطلوب منهم اتخاذ موقف واضح لا لبس فيه بعد خطاب نتنياهو المشئوم، والموقف الذي ينتظره الشعب من قيادة منظمة التحرير بعيد عن البيانات والاستنكار والردح السياسي كما جاء على لسان بعض الساسة الفلسطينيين، الموقف يتطلب الجلوس ومراجعة الذات واعتماد إستراتيجية وطنية ترمم ما دمره انقلاب حماس وتداعياته الخطيرة التي تحولت لثقافة وواقع مر يدفع الشعب الفلسطيني ثمنه كل يوم.
إن الشمس لا تغطى بالغربال، وإشاحة النظر عن خطاب نتنياهو ووصفة بالسخيف أو المتوقع والعادي لا يقل خطورة عن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، يجب أن نعترف إننا كفلسطينيين أمام واقع مختلف، فنحن الفلسطينيين نعيش في "ارض إسرائيل" ، أليس هذا ما نادى به نتنياهو الذي صفق له عتاة العنصرية ورموز الاستيطان وعتاة العنصريين الاسرائيليين، والواقع الجديد يفرض على كافة الأطراف الفلسطينية الكبيرة منها والصغيرة إدراك حقيقة المرحلة التي تهدد الوجود الفلسطيني برمته، فالأشهر والسنوات القادمة حبلى بالمآسي التي ستنزل على رأس الشعب كالمطرقة.
مقتل القضية الفلسطينية وسقوطها في الهاوية هو الانقسام أللاوطني الفلسطيني، والأخطر من الانقسام الادعاء الأيدلوجي والوطني عند أنصار المفاوضات والمقاومة على حد سواء، هؤلاء الذين افقدونا بنهجهم القائم على الحسابات الحزبية خيار المفاوضات والمقاومة، مما يدفعني للاعتقاد أن مقاومة حماس سقطت وبات تمشي على رأسها، فالمقاومة لا يمكن أن يجسدها صاروخ أو عملية فدائية والجبهة الخلفية تعاني الأمرين من ممارسات دكتاتورية غير مسبوقة عصفت بالنسيج المجتمعي الفلسطيني وأدخلته حالة مستعصية، والحياة ليست مفاوضات كما نادي كبير المفاوضين صائب عريقات ليأت نتنياهو وينسف فكر عريقات ومن اتبعه.
حتى نخرج من المأزق الذي حشرنا أنفسنا فيه، علينا أن نجاهر كفلسطينيين بفشل قيادة العمل الوطني وبدون استثناء في الإمساك بالدفة واعتماد تكتيك يضع مصلحة الشعب وتضحياته على رأس الأولويات الوطنية والابتعاد عن الأجندة الفردية، فالتجربة الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو والانقسام الفلسطيني أكدت مدعومة بعشرات الضحايا الفلسطينيين ومئات المعتقلين السياسيين سقوطنا كفلسطينيين مفاوضين كنا أو مقاومين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2009 / 6 / 22 - 07:56 )
العديد من الافكار المطروحة في مقالك ، وكذا الاحساس بخيبة الامل والاحباط من السلوك السياسي للقيادة الفلسطينية سواء في إمارة غزة أو سلطنة رام الله يشاركك بهذه الافكار حسب إعتقادي أعداد كبيرة ممن لا صوت لهم ولا أب أوخال ولا رجل تاريخي . صحيح أن مشكلة الشعب الفلسطيني تاريخيا كانت في قيادته لكن وعلى رأي الزميل صلاح الشاهد ما العمل للخروج من مازق هذه البنية والتركيبة السياسية والعقلية الانفرادية والمحاصيصة ، ولا أدري بعد ما هي المصطلحات التي تنتظر دورها لتصبح رهن الاستعمال في الفترة القادمة

اخر الافلام

.. بايدن يسعى لتخطي صعوبات حملته الانتخابية بعد أدائه -الكارثي-


.. أوربان يجري محادثات مع بوتين بموسكو ندد بها واحتج عليها الات




.. القناةُ الثانيةَ عشْرةَ الإسرائيلية: أحد ضباط الوحدة 8200 أر


.. تعديلات حماس لتحريك المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي عبر الوسط




.. عبارات على جدران مركز ثقافي بريطاني في تونس تندد بالحرب الإس