الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل مبدا حرية التعبير هو حق فقط للدنماركيين؟

مكارم ابراهيم

2009 / 6 / 23
حقوق الانسان


لماذا تسمحون لانفسكم بحرية التعبير والدفاع عن هذا الحق بكل الطرق ولاتعطون هذا الحق للاجانب. ففي ذلك اليوم الذي رسم فيه عدد من الصحفيين الدنماركين الكاريكاتور الذي صوروا فيه رسول الاسلام على شكل رجل ذو عمامة ويحمل قنبلة كان هذا عمل فني مسموح له في الدنمارك لانه من حق الدنماركي التعبير عن رايه بكل بساطة

على الرغم من ان غالبية المسلمين في جميع انحاء العالم ثاروا بضجة عنيفة ضد الدنمارك لانهم اعتبروا هذه الرسوم الكاريكاتورية تجاوز على حرية التعبيرواعتبروه اعتداء على شخصية اسلامية مهمة ومقدسة للمسلمين في جميع انحاء العالم.


اما اليوم فان المعاييرالتي دافعت ومازالت تدافع عنها الحكومة الدنماركية الا وهي حرية التعبير عن الراي قلبت فجاة بقدرة قادر . هل حرية التعبير مقصورة على الدنماركيين فقط ولاتنطبق على الاجانب؟


فعندما قام الفنان التشكيلي العراقي الاصل محمود العبادي بتقديم عمله الفني بعنوان الدنمارك والذي رسم فيه وجه السيدة بيا كياسكو رئيسة الحزب المتطرف الدنماركي الشعبي وقد غطت راسها بالحجاب ووجه اسماء عبد الحميد ووضع عليها تسريحة بيا كياسكو وبينهما وضع علم الدنمارك الذي ظهر عليه اثار الحرق.
فاليوم ليس من حق الفنان التشكيلي العراقي الاصل محمود العبادي عرض عمله الفني هذا في معرض بلدية الفريدريكس بيرغ بمناسبة الاحتفاء بيوم الاندماج وذلك خوفا من ردود الفعل التي ربما ستكون عنيفة للشارع الدنماركي عندما ترى ان العلم الدنماركي الدان بغو يعرض بهذا الشكل المخيف على حسب رايي المسؤولين عن هذا المعرض الخاص بيوم الاندماج.


هذه الازدواجية الاخلاقية للحكومة الدنماركية انما تعبر عن مدى السطحية في الاخلاقيات التي يطرحونها لنا. ففي حين ان السياسيين الدنماركيين صدعوا رؤسنا بالشعارات والمحاضرات حول الاندماج في المجتمع الدنماركي وممارسة قيمه ومبادئه وبالاخص مبدا حق حرية التعبير عن الراي ومحاولاتهم المستمرة في تعليمنا نحن الاجانب بان من اهم القيم الدنماركية التي لانعرفها نحن والتي لم نتعلمها في بلداننا هي حرية التعبير وعدم سيطرة الرقابة على الكلمة و الفن والاعلام بكل اشكاله.
فاين مبدا حق التعبير عن الراي عندما رفض عرض عمل الفنان التشكيلي محمود العبادي لماذا لم يعطى فرصته بالتعبير عن رايه الذي قدمه من خلال عمله الفني بعنوان الدنمارك الذي يعتبر رسالة انسانية واخلاقية واجتماعية اساسية من اجل نشر السلام في المجتمع الدنماركي من خلال تقبل الاخر واحترام الثقافات المختلفة وعدم اقصاء الاخر الذي يحمل راي مخالف وثقافة مختلفة.


لقد اراد محمود العبادي من خلال عمله الفني الدنمارك القول بان التطرف سواء اكان من جانب الاسلاميين الاصوليين او التطرف من جانب الدنماركيين ستكون نتيجته وخيمة الا وهي ردود العنف المخيفة الهستيرية التي تؤدي الى حرق العلم الذي يرمز الى هوية الشعب وهذا يعتبر من اشد انواع الاعتداء على هوية الوطن وقوميته.
ان المهمة امامنا طويلة وشاقة من اجل ابراز ثقافتنا واخلاقنا العميقة وليست الاخلاقية السطحية ليست فحرية التعبير مبدا لايقتصر على الدنماركيين فنحن دفعنا ثمنا باهظا للحصول عليه وسوف يستمر نضالنا للدفاع عن حقنا في حرية التعبير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - واعجبي
الحكيم العراقي ( 2009 / 6 / 22 - 22:28 )
صدق المثل العامي العراقي : هم نزل ... وهم يدبّج !! وعجبــــــــــــي


2 - تعليق
AZIZ ( 2009 / 6 / 23 - 04:19 )
ها علم دولة يا سيد بها سيادتها وهيبتها !! فالدنمركيين ايضاً رسموا السيد المسيح !!!!


3 - الحرية المقيدة
عباس فاضل ( 2009 / 6 / 23 - 05:10 )
لو انه رسم اي من السياسيين وهو محروق لما تعرض له احد ولكن الاّ العلم فهذا رمز وطني. بالمناسبة نفس الرسام الدنماركي كان قد رسم عيسى عليه السلام والسيدة العذراء بوضع مسيء ولكن احد لم يتعرض له . لماذا لا تحمدون ربكم انكم تعاملون افضل بالف مرة مما تعاملون في بلدانكم واستروا علينا والاّ نرى انفسنا يوما في المطار

اخر الافلام

.. مصير المعارضة والأكراد واللاجئين على كفيّ الأسد وأردوغان؟ |


.. الأمم المتحدة تكشف -رقما- يعكس حجم مأساة النزوح في غزة | #ال




.. الأمم المتحدة: 9 من كل 10 أشخاص أجبروا على النزوح في غزة منذ


.. فاتورة أعمال العنف ضد اللاجئين والسياح يدفعها اقتصاد تركيا




.. اللاجئون السودانيون يعيشون واقعا بائسا في أوغندا.. ما القصة؟