الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد العمال .. عيد كل الناس

إيفان تيسير

2004 / 5 / 1
الحركة العمالية والنقابية ودور اليسار في المرحلة الراهنة - ملف 1 ايار 2004


مذ وُلِدت الأرض وحرثها الإنسان وأقام حضارته حضارة العمل والعمال, بل منذ وُلِدت أرضنا سواء كما تخبرنا الكتب الدينية المقدسة أم كما تشير لنا معالم التاريخ فإنَّها كانت وتكون بالعمل والعمال... وبمناسبة عيد العمال عيد الكفاح والنضال والفرح ببناء الحياة وصنعها جميلة أخطُّ هذه الكلمات...
وهكذا فإنَّ كل شئ من معالم الحياة قد قام على أساس من العمل ولا شئ يمكنه أنْ يكون بلا عمل وبلا عامل وجهوده... فعندما وُجـِد الإنسان على هذه البسيطة بعد ملايين من السنين لم يكن له ما يجده بطبق من فضة ملئ بالطعام واللباس بل كان عليه أن يسعى ويعمل ويجدّ.
فبدأ بتكوين محيطه وتسويته بكل الطرق والوسائل المتاحة والتي ابتدعها في سبيل العيش بحياة أكثر راحة وإنصافا له.. وكما هو معروف فقد كان توفير الغذاء والمأوى شيئا صعبا على الإنسان البدائي فكان عليه أن يصارع بقية الكائنات التي عايشها في غابها وأن يقاتل ويغامر حتى مع أمثاله من الناس..
ولكنّها إرادة الإنسان الذي صنع تطور حياته ومع مرور الزمن أصبح أذكى وأفضل في تعلم العيش بمجموعات العمل البشرية ومجموعات تقسيم العمل, وتعلم تقاسم ما كان يحصل عليه بكدِّه وعمله في بادرة للحياة الجماعية التعاونية..
ومع تطور البناء الاجتماعي وانقسامات المجتمع الإنساني والصراعات فيه وجد العمال أنفسهم في حالة من الاستغلال فكانوا مسلوبي الحقوق ولم يكن بإمكانهم أن يقرروا ما لهم وما عليهم..
ومع أنَّهم قاموا بثورات حققت لهم بعض ما أرادوا وكافحوا من أجله بخاصة في ظل الثورات الاشتراكية ولكن ظروفا معقدة أوجدت تحولات تراجعت فيها الظروف الإنسانية من جديد. وبزوال النظام الاشتراكي طار حلم آخر من أحلام الشغيلة ..
ولكنَّ العمال يمكنهم وهم كذلك اليوم أنْ يحسِّنوا من ظروف عملهم ومن ظروف معاشهم وهم ما زالوا يثيرون خوف القوى المستغِلة ونظمها الرأسمالية.. وهكذا فإنَّ النضالات الطبقية متواصلة متصلة من أجل عالم أفضل.. فلقد كافح العمال وقدموا التضحيات الكبيرة من أجل هذا العالم الإنساني الجميل.. من أجل العدالة والمساواة والسلام والديموقراطية الحقة ومن أجل الحرية الحقيقية وكل الأهداف السامية...
من هنا يأتي الاحتفال بيوم العمال وهو يوم تضامني أممي يذكرنا بالمآثر الكبيرة للشغيلة وللتضحيات الجسام, وهو اليوم الذي تحول إلى عيد في ظل الاشتراكية؛ وهو اليوم يظل عيدا مثلما هو يوم للنضال الوطيد من أجل غد السلم والحرية والعدالة..
ومن حق كل شغيلة العالم أنْ يحيوا هذا العيد وسيكون الاحتفال به دليلا صحيا لتأكيد المساواة البشرية. فعامل البناء والسكك والكهرباء وما شابهها أي صاحب القوة العضلية وعامل الفكر من صحفي وكاتب وأستاذ وفنان كلهم بشر أناس متساوون من جهة وجودهم البشري الإنساني.. وهذا ما يدعوني لكي أقدم بكلمتي هذه دعوة لكل إنسان ليحتفل بهذا العيد الإنساني الكبير .. الكبير والسامي بمبادئ العمل والعمال والأفكار النبيلة التي يصنعونها ويحملونها مشاعلا تنير طريق البشرية نحو الغد الأروع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيرة قومية إسرائيلية بالحي الإسلامي بـ-يوم القدس- رُدّد فيه


.. طبيب البيت الأبيض السابق يشكك في قدرات بايدن الإدراكية..| #أ




.. العميد إلياس حنا: من المحتمل أن تشن إسرائيل عملية جوية كبيرة


.. مجلس السيادة السوداني يتهم الدعم السريع بارتكاب مجزرة في بلد




.. طارق فهمي: حماس تخطط للبقاء في حكم قطاع غزة بصرف النظر عن ضر