الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وصية مهرب الحدود

كريم الثوري

2009 / 6 / 23
كتابات ساخرة


إن الاشياء تجري لمستقرٍ لها................
أدعس ببسطالك الثقيل على راسه لتنبجس الفكرة سجادة للروح وتُربة معجون بدماء كربلاء ‘ كنت تردد قبل امتطاء السنين شيبة راسك لن اصلي في الصباح / لن اصلي في المساء / بيدَ أني عند اولَ رعشة في جسدي ساصوم.....
كثير اً ما تتذكر كلما افترشت السجادة المطوية بعناية الانتهاء المُسلم فيك كانت تاتي بالمقلوب؟!
تُشاكسك بوشمِ اهل الحجاز صوب رجليك‘ تتضايق‘ كنت تصلي بالمقلوب طوال حياتك ‘ لم تشأ لسبب نهائي أن تديرها بالاتجاه السليم‘ دَر الكعبة باتجاه الشرق واغمض عينيك مُنصتا لتسبيح القيامة‘ خلِ رجليك ثابتتين لتهنأ بالنصاب‘ كم تهوى أن تشترى القلق بجُرمِ ما لديك‘ كنت تبتسم بفرح غامر حين يلوحون اليك يقولون : ليس له الاّ مخرج الحياة بهذا الاتجاه المَمر القاتل ‘ ينتزع لحم عظامك احتكاكاً بالاسمنت الجاهز حتى تمرق فرداً صمداً صوب الجادة الاخرى لتكتشف ‘والضَيِِّق يزحف يوما بعد أخر باتجاه حصاد الاضلاع فتسمرتَ اخيرا ولم تستطع منذ تلك الليلة من الحراك وهكذا غدوت سالوفة لاهل الحي وعصرونية تندرهم حينما يشربون- الاركيلة- ويتللذون بالشاي المُقنّع بالنعناع....

****
مُنذ أن وطأ... انتعل ارض الجوار بساقه اليمنى حمد الله كثيراً على نعمة السلامة بعد بسم الله الرحمن الرحيم ‘ قَبّلَ التراب الاقليمي بدموع ملتهبة تلهث بالذُلِ ‘ أحتوى ضميره السلام الجمهوري الجديد الذي حفظه قبل ولادته إبان الحملة الصفوية ولوحة القماش التي يلتمس منها الشعب القريب من وجدانه الاخرس ‘ تعجب أن المُضيفين لم يُبالوا كثيراً لجرمِ تعاطيه ‘ حتى أن عيونهِم الآرية كانت فاترة كثيراً وهي تستغرب استغراق سلالة هواه ‘ كان مستعداً منذُ الليلة الاولى أن يهبهُم حياتهُ لو طلبوها ‘ لكنهم عِوضاً عن ذلك سرقوا حتى بدلته العسكرية آخر ما يشده هاربا من من ورطة اللوثيان‘ وهبهم سلاحه الذي كان يمدهُ باسباب القوة والهيبة وهو يذرع الامتار لتسلق الحدود المتعرجة وكمائن الالغام ونظراته تعشو وهو يتلمس الطريق ليستفهم ليس الا...
في الطريق تخلص من عملته الوطنية ذات الشعارات الثلاث ( النخلة والنسر والرجل الاوحد) قال وهو يبتسم لا حاجة بي اليها بعد اليوم متناسيا وصية مهرب الحدود:

_ اوصيك بالذهاب لأبعد مما يدور بخلدك وان تحتفظ دائما ببعض النقود في جيبك ؟!
مدَّ يده فلم يحصد غير الخيوط وغبار الطرقات والقادم اعظم......
هل هو سعيد في رؤياه تخطيه حبل الحدود المتعرج وقد تحققت نصف آماله؟
لا يجد توصيفا واحداً لكن وزنه قد زاد قليلا او كثيراً واصبح ينام القيلولة بانتظام وقد تخطى محطات الخوف والكوابيس وتلاقي السطوح مع بعضها البعض وعيون المخبرين وهي تتحرى تقاطرهم فرادى جهة الضجيج في الزرقاء او الحمراء او الخضراء او القصر الفضي او الكهف اذا كانت جيوبهم عامرة *........
معاقلهم التي تعرفهم من سحنات وجوهمم الصفراء المالحة حتى يحتدم الضجيج حينما يتوهج الخمر الرخيص وتنفد المزة سريعا ولم يتبق اصبع سيكارة واحد ليأتي الشاعر المرحوم خيون دواي الفهد وهو يحمل فردة حذائه المُتآكل يلوح بها حافيا يستجدي ما تبقى من الطحين المستدق بكعوب انخابهم مقابل رقصة شعرية ماكرة يختلط فيهاالضحك بالنحيب بالغناء بالتلفت بالترقب... للهروب.....؟

* حانات مطلة على نهر دجلة في شارع ابي نؤاس

كريم الثوري
سدني










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا