الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجوار الساخن- الحدث الايرانى توليدى وليس نهايه

عبد العزيز الخاطر

2009 / 6 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


عندما قامت الثوره الايرانيه فى اواخر سبعينيات القرن المنصرم سارع المفكر الفرنسى ميشيل فوكو للتواجد هناك وعندما سئل عن ذلك اجاب انه يجب التواجد حيث تتفجر الافكار والمعروف عنه شدة انتقاده لاليات السيطره والتحكم فى النظام الغربى رغم صبغته الديمقراطيه وكان يتطلع الى امكانيه ايجاد بدائل اكثر انسانيه. مااود الاشارة اليه من ذلك ان الثوره الايرانيه تدخل الان مخاضا فى اعتقادى انه توليدى وليس قطعى ينذر بأنتهاءها , اعتقد بان ثمة رؤيه جديده سوف تنبثق من داخلها ستخرجها من دوغمائيتها المرتكزه على الطائفه والصله الالهيه وما الشكل المدنى والقائمين عليه سوى وسائل لتوصيل مراد وغايات هذه الرؤيه الالهيه . وبالرغم من ذلك استطاعت هذه الثوره بشكلها الحالى بناء مؤسسات لاتعتمد على الفرد ومختلفه عن النمط الغربى مما قد يساعد ويسهل عمليه التحول الديمقراطى ويعطى املا بذلك فى خلاف لما عهدنا من كثير من الثورات وخاصة ثوراتنا العربيه التى لم تبنى مؤسسات بقدر مابنت افراد ولم تبن اوطان بقدر مابنت اوثان تعود بعدها الشعوب الى صحراء السياسه القاحل حيث الظمأالى الحياه المدنيه على اشده والجوع الى احترام انسانيه المواطن فى اعلى درجاته. لقد اوجدت الثوره مؤسسات بالاضافه الى الحرس الثورى ورجال الدين كطبقه من اهمها مجلس الخبراء وهو الوحيد المنتخب بالاقتراع العام كما يوجد مجلس صيانة الدستور ومجلس تشخيص النظام وهما بالتعيين ان ميزة هذه المجالس كونها مؤسسيه رغم ما يعترى النظام برمته من مثالب وهى لذلك فى توافق مع توجه الدوله فى حينه عندما انطلقت الثوره الخمينيه اى انها نبعت عن اراده مجتمعيه فى حينه بصورتها الراهنه وقد يبدو استنفاذها للفاعليه بصورتها الحاليه وهو ما تثبته الاضطرابات الاخيره والحاليه الا ان امكانية توليدها لنموذج متطور تبقى قائمه وباحتمال كبير لوجود المؤسسات وارتكاز النظام عليها, خاصة ان الشعب الايرانى له طبيعه مختلفه حيث ان نسبة الشباب فيه عاليه واستخدامه للتكنولوجيا مكثف خاصة وسائل الاتصال حيث يشير توماس فريدمان فى مقال اخير له فى الهيرالد تربيون ان"twitter " وهو وسيله اتصال حديثه مثل الفيس بوك قد حلت محل المؤذن فى المجتمع الايرانى فيبدو من ذلك ان قضيه تطوير النظام قضية وقت ولا اعتقد بسرعة انهياره كما يعتقد البعض . قد يكون ما يحدث فى ايران اليوم بدايه لمثل هذا التطور والتحول خاصه وان ثمة انقسام بين ايات الله انفسهم حول كثير من الامور وفى مقدمتها قضية الولى الفقيه وهاهو منتظرى المبعد يعود للاضواء مع ارائه حول الولايه وعدم قناعته بها حيث جرى استبعاده جراء ذلك.على كل حال هل ما يحدث فى ايران اليوم حدث توليدى سيحول الثوره من صورتها االالهيه الى كونها مشروعى انسانى مدنى بالتدرج ويبعد عنها حمى الايديولوجيه الدينيه الطائفيه ويوطنها لتعيش هموم الشعب والامه بعيدا عن ارتكازها على تجييش الخارج واستحلاب عدواته املا فى تماسكها وتابيد هذا التماسك؟ . اعتقد ان الشعب الايرانى من الشعوب الحيه التى تستشعر المصير قبل ان يحين اوانه وتتمسك بحبل النجاه قبل ان تتبدى خيوط انقطاعه , لقد انهت انتفاضة هذا الشعب والتى لاتزال قائمه سحر المشروع النووى مفضلة اشباع الجياع واحتضان المهمشين وستنهى وبلا شك التعويل على الدين والشعار الالهى طالما لم يحقق للانسان المنزله التى انزله الله اياها وجعل من الدين وسيله لتحقيق ذلك وليس غاية فى ذاته كدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي يربط الحوثيين بحركة الشباب الصومالية؟ | الأخبار


.. نتنياهو يحل مجلس الحرب في إسرائيل.. ما الأسباب وما البدائل؟




.. -هدنة تكتيكية- للجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة ونتانياهو ي


.. جرّاح أسترالي يروي ما حصل له بعد عودته من غزة




.. حل مجلس الحرب الإسرائيلي.. والترددات على تطورات الحرب في غزة