الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنفلونزة الحرائق

عواطف عبداللطيف

2009 / 6 / 23
كتابات ساخرة


أنفلونزة الحرائق

الحرائق مرض خطير
اصبح ينتشر بصورة سريعة كوباء
مكان الاصابة:قلب الدوائر طوابق العقود والحسابات
نتائجة:يصبح الطابق نظيفا خالي من أي شئ واهمها اخفاء الحقيقة التي تبعد المسائلة واتلاف اكبر قدر ممكن من الوثائق الرسمية التي تدل على تورط جهات معينة خارجية وداخلية بجرائم فساد مالي واداري
تبدأ الأصابة بالمرض بتماس كهربائي (والله أعلم)
إن انتشار تلك الحرائق ظاهرة تربط بين الفساد وانهيار بنية الدولة وأجهزة الحكم وأن تعددت وأختلفت الجهات المستفيدة من هذه العملية الا ان الهدف واحد هو طمس المعالم جريمة بشكل منظم ودقيق بعيداً عن الشبهات.
ومسلسل الحرائق يطول فحريق وزارة النفط الذي حدث في الطابق السادس، وهو طابق شعبة الحسابات التي تضم العقود والحسابات وحريق البنك المركزي وحريق مكتب وزير وزارة العمل بعد فضيحة الأسماء الوهمية في ملف الرعاية الاجتماعية وحرائق هيئة الكمارك ومستشفى الناصرية وحرائق مصافي بيجي والشعيبة ووزارة الداخليةومخازن وزارة التجارة ووزارة والتعليم العالي ليكون ختامها مسكا بحريق وزارة الصحة الوزارة التي تتعامل مع صحة المواطن يوم 18/6/2009 وقبل انتهاء موعد الدوام الرسمي وبوجود الجميع نعم الحريق لم يسفر عن سقوط ضحايا، لكنه يضم ملفات القضايا العقود والاتفاقيات التي تحتوي على معلومات عن رؤوس الفساد قد تصل الى اكبرهم والأيام ستكشف ذلك.
ان هذه الحرائق صورة اخرى من صور الفساد والفساد شكل آخر من اشكال الارهاب أن الأرهاب يقضي على الأبرياء بالقتل والتفجير والمفخخات والفساد يقضي على الابرياء نتيجة أزدياد الفقر وسوء التغذية ونقص الخدمات ليتعاظم عدد المحرومين والأرامل واليتامى والجياع في بلد يطفوا على الخيرات ولكن أمواله تسرق ليموت ابنائه وتكبر كروش مفسديه مفتعلي الحرائق ومخربي البلد من بائعي الضمير.
انها معالم جريمة منظمة بحق العراق من قبل عصابات مدت يدها لتنال من كل شئ فكانت المحاصصة الطائفية والنفاق الاجتماعي المشاعل المنيرة لتوسيع حجم الفساد وتعاظمه نتيجة سوء التعيينات وثقافة الترضية والتزوير (هذا لك وهذا لي أسكت عن هذا لأسكت عن ذاك أعطني هذا أعطيك ذاك )وهكذا لتأتي الحرائق على كل مسببات الجريمة.
تدور في ذهني بعض الأسئلة هي نتيجة طبيعة عملي هي أين التكنلوجيا من كل ذلك :
لماذا لم يتم ادخال كل المعلومات المتعلقة بالعقود والاتفاقيات على أجهزة الكومبيوتر(الحاسوب)؟
لماذا لم يتم بناء قواعد معلومات خاصة بذلك وارشفة البيانات بشكل دوري منظم؟
لماذا لم يتم تخزين كافة القيود المحاسبية والتدقيقة على الأجهزة الألكترونية؟
اين هو دور الرقابة والتفتيش الممكنن من كل ذلك وهل اصبحت الاتظمة المحاسبية بعيدة عن كل اشكال الرقابة لتنال الحرائق من الرقابة اليدوية ؟
أين هو دور المفتش العام والمدقق القانوني؟
لماذا لم يتم الاحتفاظ بنسخ ثواني من كل البيانات في مواقع اخرى وهذا من اهم الامور التي يقوم بها المسؤولين عن مراكز الحاسبات الالكترونية في الوزارات وان تتم العملية بشكل دوري ومنظم ويكون الخزن في أماكن سرية وفي بعض الاحيان في غرف حصينة ليتم استرجاع البيانات منها عند وقت الحاجة اليها في حالة حدوث اي ضرر وحتى الحرائق وخاصة التي تتعلق بالأمور المالية والعلمية والفنية وهذه أمر يعد من ابسط الأمور الادارية.
هل تناسينا كل هذا؟
هل تم توجيه استفسارات الى مدراء مراكز الحاسبات بهذا الصدد؟
ما الذي يجعلنا نغفل ونتجاهل وينتهي كل شئ ليصبح رماد بأنتهاء الحريق ويهرب السارق بسرقته وتكمم الأفواه .
سادتي
اخوتي
ابناء وطني
لكل مرض علاج حتى وان أستشرى واصبح وباء لذا فأن الحملة على الفساد والمفسدين واللصوص،ممن يستولون على قوت الشعب وخيرات البلد ينبغي ان يتم الاعلان عنها الى الرأي العام والبدأ بمحاسبتهم وملاحقتهم قضائيا سواء كانوا داخل العراق او خارجه عراقيين او ممن يتمتعون بحماية دولة اخرى من مزدوجي الجنسية فالحق حق أينما كانوا واينما رحلوا وان يتم شرح حقيقة ما حدث ويحدث من اول حريق ولحد الان وماذا كانت نتائج التحقيقات على ان تكون هذه التحقيقات قد تمت من قبل جهات نزيهة لا مرتشية ولا فاسدة اصلا وان لا يكون التماس الكهربائي هو الشماعة التي يعلق عليها المسؤولين السبب وراء ذلك وان يتفاعل الجميع من أجل فضح كل مخططات الفساد وكل من قام بذلك وكل من تسبب به كائن من يكون ولأي جهة ينتمي بدون خوف من أحد.
وان تكون تصريحات المسؤولين موحدة ليتسنى لنا ان نفهم وجه الحقيقة.
ان من يحمي سارق هو سارق
ان من يحمي مرتشي هو مرتشي
ان من يسكت عن مفتعلي الحرائق هو حارق
ان من يتستر على فاسد هو فاسد
شبع الشعب هتافات وتقيأ شعارات وما يريده هو قول وعمل فعلي ليشعر المواطن أن هناك حساب وان هناك حقيقة وان هناك من يحس بما يعانيه من كل اشكال المرار اليومي.
وأن نعطي للأعلام حقه ليكشف كل بؤر الفساد أمام الجميع بدون خوف وتردد ومحاسبة وملاحقة من أحد.
العراق عراق الجميع
وخيراته خيرات الشعب
أعود مجددا لأقول الجميع مسؤول
سكوتنا يجعل الامور تزداد والفساد يكبر والمسلسلات تتعدد ولكن بطرق اخراج ماهرة جديدة تختلف بها فقط الصورة والمكان.
الكل عليه ان يتفاعل من اجل القضاء على كل مسببات المرض والجريمة وان نعمل في أرضية خصبة نظيفة بأيادي طاهرة بعيدة عن الاحزاب والتكتلات والمحاصصات والنفاق الأجتماعي وثقافة الترضية التي جاءت لتقضي على كل القيم الجميلة وكشف كل من يساعد على زراعة ذلك.
علينا ان نتكاتف من أجل أن يأخذ كل من يستحق حقه وان يكون الشخص المناسب بالمكان المناسب وأن نكون العين الساهرة لخدمة الوطن وان تكون التكنلوجيا مرافقة للمسيرة لكشف المتلاعبين.
وأن يكون شعارنا العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب


.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو




.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق


.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس




.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم