الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة شَمال علي (ممثلاً للحزب الشيوعي العمالي العراقي) في مؤتمر ممثلي المجالس و النقابات في العراق الذي أنعقد في 08-12-2003 في بغداد

شمال علي

2004 / 5 / 1
الحركة العمالية والنقابية ودور اليسار في المرحلة الراهنة - ملف 1 ايار 2004


رفاقي و زملائي العمال
أعزائي الحضور
بأسم ليدر الحزب ريبوار أحمد و بأسمي و بأسم كل أعضاء الحزب الشيوعي العمالي العراقي احيي مؤتمركم الاول، و أشد على ايديكم لهذه الخطوة المهمة و العظيمة على طريق توحيد صفوف الطبقة العاملة و نضالها التحرري و المساواتي.

أود التعبير عن سعادتي الغامرة لمشاركتي معكم في هذا التجمع المصيري و التأريخي. و مصدر سعادتي هذه سببان أولهما يرتبط بنا كشيوعيين يناضلون من اجل ثورة اجتماعية عمالية تغير عالمنا المقلوب هذا و تحقق الحرية و المساواة و السعادة للأنسان و الثاني يرتبط بنا كحزب يناضل في العراق من اجل الخروج من جحيم الوضع الراهن و إنقاذ المجتمع من مخاطر الانهيار و التفتت و تعمق السيناريو الاسود الذي نعيش فصوله البدائية الآن.
لقد دأبنا نحن الشيوعيون العماليون على التأكيد بأنه و رغم أجواء القمع و الإرهاب و رغم الدعايات الرأسمالية بأن دور الطبقة العاملة قد أنتهى، و بأن آمال التحرر و المساواة خيالية و ليست قابلة للتحقيق. لقد دأبنا على التأكيد بأن احتجاج العمال كطبقة أجتماعية و نضالها من أجل حقوقها و أهدافها هو نضال حي و مستمر طالما بقي النظام الرأسمالي و الاستغلال الرأسمالي قائماً، كما أكدنا بأن ميل العمال إلى تنظيم و توحيد أحتجاجهم هو ميل غريزي و موضوعي و بأن العمال، حالما يجدون الفرصة سيجتمعون و سيقررون بحرية تنظيم أنفسهم و تمثيل أنفسهم و سيتوحدون على درب النضال من اجل حياة أفضل لهم و للجماهير، سيتوحدون على أساس أنسانيتهم وأهدافهم الطبقية، على أساس النضال لا لتحرير أنفسهم فحسب بل لتحرير المجتمع من براثن الاستغلال و الفقر و المرض و الجهل و امتهان كرامة الإنسان.
و قد كذبونا، قالوا لنا بأن أحكامكم باطلة، افكاركم خيالية، تمنياتكم لن تتحقق، قالوا لنا بأن الاشتراكية أنتهت، احلامكم تبخرت، قالوا لنا بأن القيم التحررية و المساواتية قد ماتت، قالوا لم يبق وجود للطبقة العاملة، العمال قانعون بأوضاعهم فما بالكم أيها الشيوعيون المشاغبون؟، قالوا و قالوا و قالوا ولكننا بقينا نؤمن باليوم الذي تتوحد فيها إرادة العمال و تبرهن على بطلان كل تلك الادعاءات، آمنا نحن الشيوعيون العماليون كما قال قائدنا منصور حكمت بأن نفس وجود العامل الاجير تعني وجود أحتجاجه و نضاله من أجل التحرر من الاستغلال. اشتدت الضغوط علينا من كل مكان ، و لكن بقينا صامدين لا يتزعزع أيماننا بقوة و إرادة طبقتنا، لقد صدقنا لقد صدق قائدنا منصور حكمت، فأنا ارى اليوم برهاناً على صدق تأكيداتنا، فمرحى لكم و لمؤتمركم.

السبب الآخر لسعادتي اليوم هو الوحدة الطبقية التي أراها في حضوركم في هذه القاعة لقد جئتم من جنوب العراق و شماله من البصرة حتى السليمانية. خارج هذه القاعة نرى الاحزاب القومية والدينية تتصارع على حصص الحكم، نراهم يصفونكم بالسنة و الشيعة، بالكرد و بالعرب، بالاسلامي و المسيحي، لكي ينالوا على أساس تفريقكم و بعثرتكم و شل وحدتكم. حصتهم في الحكم . جئتم لتقولوا لا ، لا لتقسيماتكم، لا لهوياتكم، لا لاكاذيبكم نحن لسنا شيعة تطالب بامتياز على حساب السنة، لسنا بسنة تنافس الشيعة، و لسنا بعرب يعامل الكرد كمواطنين من الدرجة الثانية، و بأكرادٍ نعادي العرب. لسنا بأصحاب هويات مختلفة و متضادة، نحن طبقة عمالية واحدة، نحن صف أحتجاجي واحد، جمعتنا آلامنا طوال عقود ولازلنا، و اليوم يجمعنا إرادتنا الموحدة و الواعية للنضال من اجل مستقبل أفضل لنا و للجماهير. جئتم تقولون نحن حماة مدنية المجتمع و أمنه. جئتم تقولون للرأسماليين و أحزابهم انتم فرقاء تتناطحون، نحن موحدون و متفقون. أنتم لستم بعاجزين عن الإستجابة لمطاليبنا الانسانية فحسب، بل عاجزون حتى عن تشكيل دولة و حكومة تستطيع إدارة المجتمع، تقولون لهم إن صراعكم سيودي بحاضرنا و مستقبلنا، وحدتنا ستصلح حاضرنا و تبني مستقبلاً زاهراً للمجتمع. جئتم تقولون لهم إن نظامكم الرأسمالي العفن زائل، أشتراكيتنا حية و واقعية وممكنة التحقيق. فمرحى لكم و لمؤتمركم.

رفاقي العمال، إننا اليوم على أعتاب منعطف سياسي خطير، لقد دأب الرأسماليون و حكوماتهم المتعاقبة، و المدافعون المزيفون عنا نحن العمال على إسكات صوتنا و تعطيل دورنا، إن أستطاعوا قمعونا و إن لم يقدروا خدعونا، في نظرهم نحن في أحسن الأحوال جماعة فقيرة ومظلومة تطالب بلقمة عيش متواضعة، يجب أن نرفع اصواتنا اليوم و نقول لا، نحن أصحاب هذه الثروات، نحن بناة الحضارة و التمدن، نحن أصحاب المجتمع و لا نسمح بأن تقرروا مصيره وفق هواكم، نحن نطالب بتحسين أحوال معيشتنا وعملنا، و لكن لنا ايضاً كلمتنا في أمر تسيير شؤون الدولة و المستقبل السياسي للبلاد.

يجب ان نقول للقوات الامريكية، أخرجوا من العراق، و نطالب الامم المتحدة بتحمل مسؤلياتها في إدارة شؤون العراق و توفير فرصة لجميع الاحزاب بحرية العمل السياسي، ليتم بعدها تشكيل حكومة جديدة تعبر عن تطلعات و إرادة جماهير العراق.

يجب أن نقف بوجه السياسات القمعية للقوات الامريكية ضد الجماهير، يجب إيقاف ممارسة العقوبات الجماعية و إطلاق النار العشوائي على المدنيين، و احتجاز الناس دون محاكمات و دون توجيه تهم رسمية، انتهز الفرصة هنا لابلغكم بأن الحزب الشيوعي العمالي سوف ينظم مسيرة جماهيرية تنطلق من مقرنا في شارع الرشيد يوم الجمعة صباحاً الساعة 10 للاحتجاج ضد تلك الممارسات.

يجب أن نقف بوجه محاولاتهم للبننة العراق و صوملته، يجب ان لا نسمح لأمريكا و المتحالفين معها على شرذمة مجتمعنا و تعميق سيناريو حياتنا السوداء لتمرير مؤامراتهم. لقد وصل الامر بهم حد إعلان نيتهم على تشكيل ميليشيا قومية و طائفية للدفاع عن القوات الامريكية المحتلة، وذلك لن يكون سوى خطوة خطيرة نحو هاوية الحروب القومية و الطائفية.

يجب أن نقول بملء أفواهنا لا لتشكيل ميليشيات قومية و مذهبية. لا لسياساتكم الشريرة، نحن أجدر منكم في قيادة هذا المجتمع و حكمه، و إن لم نقدر في القريب العاجل على تشكيل حكومتنا العمالية، لا نسمح لكم بتشكيل حكومة قومية- دينية، التي ستكون أشبه بقنبلة موقوتة ستنفجر في أية لحظة على حياتنا و مستقبلنا و يغرق بلادنا في دوامة الحروب القومية و الطائفية. لا نسمح إلا بحكومة علمانية غير دينية و غير قومية تعامل المواطنين على اساس حقوق المواطنة المتساوية.

لا شك بأن المجالس و النقابات و المنظمات الجماهيرية العمالية هي ضرورة واقعية من أجل توحيد صفوف الطبقة العاملة من اجل مطاليبها و أهدافها الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية. و لكن من اجل الظهور كطبقة مدافعة عن الجماهير، من أجل الظهور كقوة سياسية فاعلة و مقتدرة يجب التنظيم في الحزب السياسي الذي يمثل أهدافكم و تطلعاتكم. أدعوكم يا رفاقي إلى الانضمام للحزب الشيوعي العمالي.

قبل أن انهي كلامي أود القول بأني سعيد لسبب آخر و هو شخصي، لشد ما تمنيت منذ أن مارست السياسة أن أحضر في مؤتمر أو تجمع عمالي مثل هذا، لقد كان حلماً و انا سعيد جداً بتحقق واحدة من أجمل أحلامي، و تحقق على يديكم، أشكركم و أتمنى من صميم قلبي النجاح لمؤتمركم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا