الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية عزازيل بلطجة وهَّابية.. (1) أهم أهدافها بث روح الكراهية والاستعداء ضد الأقباط

سامي المصري

2009 / 6 / 26
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


عندما قامت الكنيسة بحملة صاخبة ضد مسلسل "بنت من شبرا" حفزني ذلك الهجوم لمتابعة المسلسل. فإذ بي أمام عمل فني وأدبي رائع ومتكامل، يخدم القضايا الوطنية المصرية، ويعالج أخطر قضايا العصر وهي الإرهاب والتعصب الديني. فتعجبت جدا للمعترضين من الكنيسة وأسفت للتدهور الثقافي والفكري والمعرفي الذي أصاب الفكر الكنسي بسبب التعصب وعدم القدرة على الرؤية. وتابعت تكرار الفوران الكنسي على أعمال فنية أخرى مثل فيلم "باحب السيما" ومؤخرا فيلم "واحد صفر". وكنت أرى أن تدَّخل الكنيسة في العمل الفني أو الأدبي أمر مرفوض، بغض النظر عن القيمة الفنية للعمل.

وعندما دار الصخب حول رواية عزازيل كما حدث مع الأعمال السابقة، قابلته بروح الرفض حيث اعتبرت أنه لا يملك آليات الحكم على الأمور. وقبل أن أقرأ الرواية سمعت الكثير من التعليقات التي تمتدح الرواية من كتاب وشخصيات مثقفة ومتحضرة أثق فيهم، بل وبعض الأقباط مدحوا الرواية ووصفوها بالعمل الأدبي الرائع. كل ذلك كان له شديد الأثر في ازدياد شعوري بالإحباط بل الغثيان مع كل سطر قرأته من هذه الرواية ذات الأهداف السياسية الخطيرة التي تهدد كيان مصر وتزدري بتاريخها الحضاري المجيد، وتشوهه لأهداف استعمارية وهابية تخريبية.

الأستاذ جابر عصفور شخصية مرموقة في عالم الأدب، أقدره بشكل شخصي، كما أنه موضع ثقة الجميع، يقول عن هذه الرواية ذات الأهداف العنصرية الواضحة الآتي:

[إن أي مؤرخ يعالج أحداث الماضي لا يمكن أن يعالجها معالجة محايدة فأي مؤلف يكتب عن مرحلة تاريخية مضت لا يمكن أن ينقلها كما هي ولهذا فيلجأ إلى التفسير حسب وجهة نظره وخلفيته الثقافية والإيديولوجية وفكره. ولهذا يقول فلاسفة التاريخ لا يوجد تاريخ محايد وهذا إن صح في التاريخ فهو يصح جدا في حافة الإبداع. فالمبدع يأخذ المادة التاريخية كمادة خام ويعيد تشكيلها.
والهدف من رواية عزازيل الهجوم على أي شكل من أشكال التطرف الديني الذي ينتهي بالقمع واستعباد الناس. والمؤلف اختار المادة المسيحية والتفاصيل التاريخية لديه دقيقة وقد قام بإعادة تشكيل الماضي ويمكن لبعضنا أن يعجب بهذا أو لا يعجب، لكن الأديب له حريته الإبداعية الكاملة في التعرض للأصل التاريخي سواء كان دينيا أو ثقافيا أو إبداعيا وعندما تكون المادة الخام تاريخية نناقشها ليس باعتبارنا رجال دين بل باعتبارنا نقاد للأدب ومتذوقون له، وأي حملة دينية على أي رواية هي حملة باطلة. فنحن نناقش الرواية على أنها عمل ابداعي. أما تحميلها فوق ما تحتمل فهو تجاوز ووضع للأشياء في غير ما تحتملفهو تجاوز ووضع الأشياء في غير موضعها وفتوى من غير متخصصين. فهذه الرواية ليست عملا دينيا ولا يجب أن يناقشها رجال الدين.
الرواية من أهم الروايات التي صدرت في السنوات العشر الأخيرة وهي رواية تتعرض لمواضيع وجواننب إنسانسة غاية في العمق. وكون المؤلف مسلما ر يعطي لأحد الحق في منعه من الكتابة في تاريخ المسيحية.. فهو مؤلف مصري وتاريخ مصر ملك للمسلمين والمسيحيين على السواء ... فهو يكتب عن فترة من تاريخ بلده وهو حق له ولنا جيمعا.]

وبقدر احترامي للسيد جابر عصفور بقدر ما شعرت بخيبة أمل في مستقبل المحروسة التي تجلس فوق قنبلة موقوتة قارب موعد تفجيرها. وقبل أن أناقش الأستاذ جابر فيما قال عن حرية الإبداع أقتبس ما كتبه الأستاذ بلال فضل في صحيفة المصري اليوم بتاريخ 19 مايو 2009 تحت عنوان "اصطباحة":

[..والله العظيم مليون مرة إن الموضوع أخطر مما أقول ...اسمحوا لي أن أنكد عليكم صباحكم وأطلب منكم أن تتذكروا لوهلة المصائر المظلمة التي أفضت إليها أوطان مثل لبنان والعراق والسودان. كانت كلما حدثها أحد عن الآتي المظلم كابرت وغلوشت على صوته... لكي لا تتهموني بأنني من هواة "الأفورة" الدرامية، خذ عندك على سبيل المثال لا الحصر هذه الرسالة المريرة التي جاءتني من القارئة داليا عيسى تقول..... أواجه اليوم مشكلة كبيرة في تعريف الأديان مع بناتي. أنا مقتنعة تماما أن أحدا لا يملك مفاتيح الجنة. وأن جميع الأديان مصدرها واحد فلا يوجد دين يقول أن السرقة أو القتل حلال، لكن المشكلة في ابنتي ذات العشرة أعوام فهي كل يوم تأتي لي بقصة غريبة عن المسيحية، أمس قالت لي عندما طلبت منها أن تعيِّد على زملائها المسيحيين فقالت الفصل كله مش بيكلمهم ودلوقتي أنا الوحيدة االلي بلعب معاهم وده خلا الفصل كله يخاصمني علشان حرام نتعامل مع المسيحيين الكفرة ... الضغط المجتمعي الذي يمارسه هؤلاء على ابنتي أكبر من قدراتها على المواجهة، فماذا أفعل. ليس هذا في المدرسة فقط بل أيضا في مكتبة الإسكندرية هذا المكان الذي وجدت فيه أشياء كثيرة كنا نفتقدها ... اصطحبت بناتي مع أبناء إحدى الصديقات المسيحيات وجميعهم يمارسون الرياضة سويا فقامت معتركة بينهم وبين أطفال آخرين، حيث عايروا البنات بأنهم يعرفوا مسيحيين!! مش عارفة أعمل ايه؟ أصمم على موقفي مع علم بالأذى اللي باسببه لبناتي؟ أكبرهمم في العاشرة والأخرى في الثامنة، باحاول أشرح الفروق بين الأديان وأربيهم على احترام الآخر لكن الموجة عالية جدا جدا !! إحنا رايحين لفين، ساعدني علشان افهم. (الإجابة : ياسيدتي احنا رايحين في داهية لو لم نتوقف فورا عن هذا التعصب البغيض]

ماذا تضيف رواية عزازيل لهذه الحالة المتقيحة من التعصب الغير مسبوق المتفجر إنها تقول الإتي:

الرواية تدعو لاستعداء الشارع المصري ضد الأقباط، وتعميق ثقافة الكراهية بتصوير الأقباط على أنهم سافكي دم، وكفرة، وعبدة أوثان، وسكيرين، ولصوص، وأعداء للمجتمع، وجهلة يتبعون خرافات، وأعداء للعلم والمعرفة...ألخ، لدرجة تفضيل الوثنية علي المسيحية القبطية. ويبث أكاذيب يصورها على أنها تاريخ. فهو يستخدم أسلوب أكثر عصرية من أسلوب الشيخ الشعراوي في وصف الأقباط بكل رذيلة. لم ترد لفظة قبطي في الرواية كلها إلا ومعها أوصاف شريرة مُنفِّرة. وعندما تجد أي كلمة ثناء فهي لوثني فيدعي كذبا أنه حتى الوثنية المصرية تحتقر القبطي وتهينه. وتصل درجة الدعوة لكراهية الأقباط إلى ذروتها في حديثه عن العشيقة أوكتافيا الوثنية. فبالرغم من أنها تدمن الجنس لأقصي درجات الشره، ومع أنها مارست مع صديق عابر كل صنوفه بكل ابتذال ونزق، وبينما هي في حالة من الشبق والشهوة العارمة تطلب المزيد، لكنها بمجرد أن تكتشف فجأة أن عشيقها قبطيا مسيحيا وراهبا فماذا تقول الرواية الإبداعية!!!
[وبكل ما فيها من عنفوان وثني ومن مرارة موروثة مدت ذراعها اليمنى نحو الباب، وزعقت فيَّ بصوت هائل مثل هزيم رعد سكندري أو صرير ريح وثنية عاتية: اخرج من بيتي يا حقير اخرج يا سافل.]
إنه شعور الكاتب نحو الأقباط يبثه على لسان أكتافيا الوثنية ليعبر عن أقصى مشاعر الكراهية التي في نفسه نحو الأقباط ودينهم ورهبانهم. وذلك الشعور الشنيع تلمسه في كل كلمة بالرواية.

سيدي الأستاذ جابر إن هذا الوصف البشع للأقباط يجافي تماما الحقيقة التاريخية لتلك الفترة الحضارية من تاريخ مصر، والتي أفاض فيها المؤرخون من كل العالم، شرحا وعرضا لعظمة الإنسان القبطي (سأخصص حديثا لذلك). هل تشويه تلك الصورة الحضارية تخدم الواقع المصري اليوم؟ وهل تشويه التاريخ لهذه الدرجة الحقيرة يحمل أي شكل إبداعي أو هدف نبيل؟!! بالتأكيد لا!!! إن التاريخ الأصلي يمجد الإنسان المصري بكل إنجازاته الحضارية. فهل تحريف التاريخ في هذا الموقف أو كما تسميه أنت [بإعادة تشكيل الماضي ويمكن لبعضنا أن يعجب بهذا أو لا يعجب] هل كل واحد حر يخرب في عقول الناس كما يريد حتى لو كانت النتيجة هي خراب مصر؟ !!! بينما التاريخ الأصلي رائع ومشرف، فلو درس المصريون تاريخ تلك الحقبة لتاهوا به فخارا وإعزازا، مما يؤجج الشعور القومي المصري واعتزاز المصري بمصريته التي تاهت منه، في زحام صراع استعماري يتكالب على مصر في زمن أسود؟!!!

تقول أن "الهدف من رواية عزازيل الهجوم على أي شكل من أشكال التطرف الديني الذي ينتهي بالقمع واستعباد الناس." إذا لم تكن رواية عزازيل هي التطرف الديني نفسه الذي يشوه الحقيقية ببشاعة، فكيف يكون شكل التطرف الديني؟!!! وهل ممكن أن يكون أكثر شوها من ذلك؟!!!

سيدي الفاضل الأستاذ جابر، علمني كيف أحترم حق الكاتب وحريته في تشويه حقائق التاريخ من أجل الإبداع الأدبي كما تقول!!! خبرني عن حدود حريته هذه!!! فهل من حقه أن يمد يديه وقدميه وأصابعه في كل اتجاه لدرجة أن يفقأ عيني؟ وأن يلكمني على وجهي؟ ويركلني بقدميه كحق له في حرية التعبير والإبداع بتشويه التاريخ؟!!!! بل يركل مصر كلها وتاريخها العريق، وينسف أي أمل لمستقبل فيه أثر لخير أو سلام. كلمني أيضا عن حقي في الدفاع عن نفسي وعن معاناة أولادنا الأطفال المسيحيين في المدارس. إن كانت السيدة الفاضلة المسلمة المتحضرة تجد صعوبة بالغة في تربية أطفالها تربية صحيحة، لتعلمهم قبول الآخر فكم بالأكثر الصعوبة التي تجدها الأم المسيحية والأطفال المسيحيون في ذلك الجو المسمم؟!!!! ماذا تتوقع لأطفال ينشئوا في هذا الجو الفاسد؟!!! هل تستطيع أن تمنع هؤلاء الأطفال من أن يصبحوا شخصيات غير سوية متعصبة من بينهم الإرهابيين والقتلة؟!!! هل ممكن أن تطالبهم بالوطنية وحب مصر؟!! ستسمع منهم لحن، "طظ في مصر الثلاثي" الذي عزفه الزعيم الإخواني، ستسمعه من المسيحيين والمسلمين. فلماذا تغل يداي وتكمم فمي. إن قوة الكلمة أخطر من المدفع والصاروخ فهي تحركهما معا. إنها أخطر صور الإرهاب جميعا فهي المحرك لجحافل الشر والتعصب!!! سيدي الفاضل أكرر السؤال لك الذي طرحته السيدة داليا البحيري، في صحيفة المصري اليوم، إلى أين مصر العزيزة ذاهبة تحت هذا الوابل من قذائف المتعصبين الذين يتحفوننا بكتاباتهم الفجة كل يوم في الصحافة وفي عزازيل وأمثالها حتى استحال التنفس في ذلك الجو المسمم. فإن كنت تعطي الكاتب حقه في حرية تشويه التاريخ فلماذا لا تعطيني الحق في أن أعرض رأيي فيه. لماذا تغضبون وتقيمون الدنيا فلا تقعد عندما يقوم القبطي المفجع بالتعصب بالرد، لماذا الغضب عندما يعرض القبطي ما تقوله الكتب الإسلامية في الإسلام دون تحريف أو مبالغة؟!!! فكيف يمكن قبول تشويه التاريخ القبطي على أنه إبداع؟!!! وكيف لكم أن تشجعوا التطرف الإسلامي بعزازيل، وتتصوروا ألا يكون هناك رد فعل للتعصب بالتعصب المضاد، فتتحول مصر لساحة للمعارك الكلامية، والتي تؤول حتما إلى ساحة قتال ودم ونار وشرار يحرق كل أخضر ويابس في مصر.

تعلمنا في المدرسة إن كل فعل له رد فعل مساو له في المقدار ومضاد في الاتجاه، فلن تستطيع أن تمنع رد فعل التعصب تحت مسمى الحرية الإبداعية التي تشوه التاريخ، لن تستطيع أن تسمح بالتعصب وتمنع التعصب المضاد، فكلاهما يعصفان بمصر الآن. فإن كان العقلاء في مصر يعتبرون تشويه التاريخ إبداعا مشروعا لحساب الغزو الوهابي، فماذا تركوا للإرهابيين والجهلة المجانين؟!!!!!

سيدي الأستاذ جابر تأكد أني أتفهم ما تقول من الناحية الأدبية والفكرية البحتة، إلا أن ما تقوله لا يمكن أن نطبقه على رواية عزازيل، ذلك العمل السياسي الوهابي ذو الأهداف التخريبية لمصر كلها. فإن الأهداف تتجاوز العمل الأدبي وقياساته وقواعده. إن كاتب عزازيل يعرف حقائق التاريخ ولا يوجد أي مجال للشك في ذلك، ولا يوجد أي احتمال لحسن النية فيما كتب من أكاذيب. ولا يمكن أن يبرر أكاذيبه بأنه يكتب رواية خيالية لأنه يكتب عن تاريخ حقيقي وشخصيات حقيقية. إن الهجوم علي المسيحية يأخذ في هذه الأيام طابعا عالميا، ويتخذ منحى شرسا يُستخدم فيه الأدب كما في شفرة دافنشي. بل تشعرني رواية عزازيل أني اقرأ كتاب المورمون أو كتابات عبدة الشيطان المبهمة بما يلفها من غموض والتي لا هدف لها إلا محاربة القيم الرفيعة للمسيحية. إن رواية عزازيل امتدادا لهذا الاتجاه العالمي الخطر الذي يستهدف مصر اليوم. الكاتب يقلب حقائق التاريخ رأسا على عقب، فنسطور الذي اشتهر بالتعصب والشراسة والقسوة، يصوره على أنه عالم وقور متسامح قديس، فيقلب الخير شر، والشر خير لتحقيق أهدافا وهابية تخريبية. ما هو الغرض من كل ذلك الكذب والتدليس؟!!! إنه يعتمد على الجهل بالتاريخ، ليحقق أهدافا خبيثة مدمرة للمجتمع كله بمسلميه مع مسيحييه، نلخصها في الآتي:

أولا: الرواية تحمل أسلوبا جديدا للهجوم على الأقباط والمسيحية لإثارة التعصب الديني، معروض في قالب روائي قصصي، ليشوه حقائق التاريخ في ذاكرة المجتمع المصري، ويحقق نتائج انقسامية مخربة.

ثانيا: الرواية هي دعوة لاستعداء الشارع المصري ضد الأقباط وبث روح الكراهية لكل ما هو قبطي. الهدف منه شرذمة المجتمع المصري وزيادة اتساع الهوة بين الأقباط والمسلمين، وتعميق ثقافة الكراهية بتصوير الأقباط على أنهم سافكي دم، وكفرة، وعبدة أوثان، وسكيرين، ولصوص، وأعداء للمجتمع، وجهلة يتبعون خرافات، وأعداء للعلم والمعرفة...ألخ، لدرجة تفضيل الوثنية علي المسيحية القبطية. ويبث أكاذيب يصورها على أنها تاريخ. فهو يستخدم أسلوب أكثر عصرية امتدادا للشيخ الشعراوي.

ثالثا: الكاتب يشكك في مسيحية الكنيسة القبطية بالذات، ويزعم أن لها جذور وثنية قد تختلف عن المسيحية في الكنائس الأخرى. بل يحاول أن يدعي بروايته الملتبسة أن المسيحية انحرفت بتدبير الكنيسة القبطية ليخدم الفكر السلفي الإسلامي الوهابي، لإثارة المتعصبين والجهلة، الذين لا يقرءون التاريخ، وإن قرءوه لا يفهموه، وإن فهموه يتجاهلون المعرفة عن فصد. إنه يحرض الإرهاب ضد الأقباط، لبث الفتنة والخراب في مصر أكثر مما هو قائم اليوم. وهو بتبع في ذلك صورة الاستعمار البريطاني بما كان يشيعه ضد المسيحية المصرية من افتراءات لتحقيق الفرقة من ناحية، ومن ناحية أخرى ليصور المصريين كشعب متخلف ليبرر استعماره لمصر. ولقد حقق الاستعمار البريطاني كل الفشل بسبب الدراسات العلمية الحديثة والكتابات القبطية المنتشرة في كل أرجاء الأرض التي تُكذِّب كل افتراءاته، تعرضها جامعات ومتاحف العالم بكل التقدير للمستوي العلمي المصري الرفيع في العصر القبطي. وإن كان الاستعمار البريطاني فشل في تحقيق الانقسام في صفوف المصريين بسبب وعي الشعب المصري في ذلك الوقت، فالدعاية الاستعمارية الوهابية اليوم المنبثة في أعماق الشعب المصري لا تعطي الفرصة لاستخدام العقل.

رابعا: من أهداف الكاتب تشويه أزهى عصور التاريخ المصري ليفسد الشعور الوطني بحسب الفكر الإخواني الوهابي. ويلاشي الشعور بالانتماء لوطن له تاريخ لا يماثله تاريخ أمة أخري على الأرض. إن جامعات الإسكندرية الأربع في العصر القبطي، وبفضل المسيحية، نشرت التحضر في وسط عالم مظلم تماما. فالإنسان المصري العملاق في تلك الحقبة قدم للعالم كل القيم الحضارية، ووضع الأساس لكل العلوم بما في ذلك علم التشريح والفلسفة والفنون والآداب لعالم متحضر. إن التألق الحضاري العالمي اليوم يقوم كله على أساس ما أرساه الإنسان المصري في الجامعات المصرية في العصر القبطي وحتى القرن السابع.

خامسا: إن الهدف من كل ما سبق، هو مساندة الاستعمار الوهابي الشرس الذي بدأ يتسلل لمصر مع بدء حكم الرئيس السادات. فبدأ التلوث الثقافي يجتاح المجتمع المصري ثم تغلغل فيه بكل شراسة حتى حقق انهيارا ثقافيا وأخلاقيا وحضاريا واجتماعيا مريعا ومروعا في مصر. كما حقق الاستعمار الوهابي سيطرة اقتصادية، فابتز ثروات مصر مما أفقر شعبها وحولهم لعبيد في أرضهم، وأسكنهم المقابر والعشوائيات.

هل مصر اليوم بوضعها المتدهور في جميع المجالات في حاجة لعزازيل لتحقق مزيدا من التعصب والانهيار؟

السيد الأستاذ جابر عصفور من فضلك أرجو تواصلكم للاستزادة من التعرف على رأيكم الذي أقدره.

بعد عرض ملخص الأهداف الخطيرة لهذا العمل سأقدم في حلقات قادمة بإذن الله دراسة أكثر تفصيلا.

وإلى لقاء؛











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بلطجية الأديان والتعصب الدينى
Taher ( 2009 / 6 / 25 - 20:00 )
الأخ سامى المصرى تحية لك وأحتراماً لوجهة نظرك وهذا الموضوع لم أحب الكتابة عنه لأنه لم يستحق الكتابة عنه كما حدث وأدى بالطبع إلى شهرة الرواية مثل رواية سلمان رشدى، واحب أن أقول لك إن حديث الأقباط المتكرر هو الذى خلق ما خلق من حالة سلبية سواء فى نفوس المسلمين أو المسيحيين .
لقد قرأت اكثر من نصف الرواية وهى رواية تروى التاريخ بأسلوب شبقى غير معتاد على ذهن القارى الشرقى لهذا نالت ما نالت من شهرة وتعظيم لم يستحقونها ولكن هذا ليس موضوعنا، فالموضوع الأساسى هو سيادة المشاعر الدينية على واقعنا الإجتماعى وهى سيادة مرفوضة من العقل الإنسانى وهذه السيادة هى بلطجية الأديان التى تمارسها على تابعيها ودمرت كل أفكار التقدم التى كان من الأفضل الأعتناء به .
إن كثرة الحديث عن هذه الرواية سيجعلها تؤكد للقراء صحة ما جاء بها وانا هنا اتكلم عن الجزء التاريخى الذى تكلم عنه ايضاً فيلم سينمائى ظهر حديثاً فى أحد المهرجانات السينمائية الغربية.
بمعنى آخر أقول أن التاريخ فى بعض الاحيان يصعب قبوله عندما يتعلق ذلك بعقيدتنا الدينية وهذه هى القضية التى يعانى منها كل أتباع الاديان فى الشرق . أتمنى لك التوفيق فى مقالات قادمة وشكراً .


2 - الم يكن حقيقي ما ذكر فيها
د. الرزنمجي ( 2009 / 6 / 25 - 21:11 )
قرات الرواية, وحضرت حوارات مع كاتبها, ولم اري هذا التعصب, ففي حوار مع احد المسيحيين بعد هجوم منه لمده اكثر من 30 دقيقة تكلم فيها عن الاضطهاد الذي يحسه المسيحيون وانهم اصحاب البلد قبل الغزو الاسلامي ومنعمهم من بناء الكنائس ووو, كان رد الدكتور زيدان بسط ومنطقي, الم يكن ماقيل عن العنف حقيقي, الم تسحل كان الرد نعم, , وعندما تسائل متي حكم الاقباط مصر, وهل كان للاقباط دور عند فتح مصر, وكم قتيل سقط في فتح مصر, كان الرد بسيط لم يحكم الاقباط مصر ابدا,, لم يكن للاقاط دور عند فتح مصر ولو كان فقد يكون مساعدة المسلمين علي فتح مصر للتخلص من حكم الكنيسة الكاثوليكي حيث قام زعماء الكنيسة بقطع يد الاف الاقباط حتي لا يساعدوا المسلمين وعمر بن العاص..... فكيف بالله انتزع المسلمين الحكم من الاقباط وكيف بالله يكون للاقباط الحق في مصر دون المسلمين, هل الاقباط هم احفاد الفراعنة فماذا عن باقي شعب مصر.... اليس الاقباط هم اصحاب العهد الجديد من اليهود الم يكن اليهود من قبل من المصريين الفراعين اليس التسلسل من دين لما يليه تسلسل منطقي ومشروع, نعود لعزازيل اليس ما قيل تاريخ حقيقي وواقع, لا نخلط الاوراق فليست عزازيل هي سبب الفتنة ليست عزازيل او غيرها ما يؤجج الخلاف بين المسلم والمسيحي وبين المسلم والعلماني, لو


3 - تعليق على الأستاذ طاهر
سامي المصري ( 2009 / 6 / 25 - 21:29 )
الأستاذ طاهر أشكرك لتعليقك
المشكلة الرئيسية هو في تشويه تاريخنا القومي المصري الذي لا يشابهه تاريخ حضاري على الأرض. مصر الحضارة التي عانت من استعمار مستمر لمدة زادت عن 2500 سنة. مصر التي أرست كل قواعد العلم والفكر الحضاري عبر التاريخ تعرضت وتتعرض اليوم لتشويه تاريخيها لأهداف استعمارية بحتة. تشويه التاريخ هدفه الإذلال الشعبي الذي ينتج عنه فقد الانتماء، وكراهية الوطن، واستعداد الخيانة، كل ذلك يخدم مصالح الاستعمار فقط . الاستعمار البيزنطي لمصر قد بذل جهدا كبيرا في تشويه تاريخ مصر الحضاري (قصة هيباثيا وغيرها من الأكاذيب التاريخية) لذلك يلزم كشف حقيقتها بأسلوب علمي من أجل مصر، حاضرها ومستقبلها. .
عندما أتى نابليون بونابرت لمصر كان أكثر المستعمرين أمانة في الكشف عن مصر الحضارة.
أما الاستعمار البريطاني فقد كان يهيل التراب والقذر ليردم التاريخ المصري تحت افتراءات وأكاذيب بهدف تحقير إنسان الحضارة المصري. في بريطانيا كان هناك البرابرة السكسون عندما كان المصري وحده يقيم بعبقريته أسس المعرفة ومقاييس التحضر. المستعمر البريطاني أخفى تاريخ الحضارة المصري عن المصريين ليستعبدهم ويثير الانقسام والنعرة الدينية ليحتفظ بوجوده لأطول فترة ممكنة.
والآن الوهابية تستخدم كل ما سبقها من أ


4 - الحقيقة
shaker ( 2009 / 6 / 26 - 06:26 )
الي السيد سامي احترامي لك اود احاطتك ان شهرة هذا الكتاب سببه القس عبد المسيح والانبا بيشوي مع عظيم احترامي لهما انت تعلم يااخي اننا شعب لايقرأ وان قرأ لايفهم وان فهم لايميز خصوصا في الازمة الاقتصادية التي نعيشها من سيشتري الكتاب ويفضله عن طعامه ومن يملك وقت القراءة وامامه البرامج االتليفزيونية الممله التي تعجبه والفضائيات الاباحية والانترنت ليشاهد مايرغب ولايقرأ مابه من معلومات فالسكوت من ذهب ونندم كثيرا حينما نتكلم لقد استغل القمص عبد المسيح مساحة الحرية ليتكلم وينقد كتاب اظهره امام المسلمين بانه يهدم المسيحية صدقني لو لم اعرف صدق القمص لكنت شككت انه يقوم بالاعلان عن الكتا ب

اخر الافلام

.. الجزائر: نظام ري قديم للمحافظة على مياه الواحات


.. مراسل أوكراني يتسبب في فضيحة مدوية على الهواء #سوشال_سكاي




.. مفوضية الانتخابات العراقية توقف الإجراءات المتعلقة بانتخابات


.. الصواريخ «الطائشة».. الفاشر على طريق «الأرض المحروقة» | #الت




.. إسرائيل.. انقسام علني في مجلس الحرب بسبب -اليوم التالي- | #ر