الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنهج التفاوضي الفلسطيني تكتيك أم تفريط

عطا مناع

2009 / 6 / 26
القضية الفلسطينية


جاء خطاب رئيس وزراء حكومة اليمين الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليقطع الطريق على المنظرين للتسوية مع دولة الاحتلال كتكتيك يحقق للشعب الفلسطيني أمانيه الوطنية في الحرية والاستقلال وتقرير المصير، وقد كان نتنياهو في خطابة واضحا لدرجة أنة اخرج أنصار المنهج التسووي عن رشدهم رغم أنة كانوا يتوقعوا خطاب مغرق باليمينية والتطرف وإدارة الظهر لكل الاتفاقيات المبرمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لكنهم لم يتوقعوا أن يأتيهم بهذا الوضوح.

لقد نسف نتنياهو بخطابة المشروع الوطني الفلسطيني وأعاد رواد منهج التسوية للمربع الأول، فلسان حالة يؤكد ما قالته رئيسة وزراء إسرائيل غولدمائير عندما نادت بمقولة " ارض بلا شعب وشعب بلا ارض" عندما تكرم على الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين بالعيش في حكم ذاتي مذل على المناطق المأهولة وأكد أن المستعمرات الإسرائيلية تراكم "لعمل وطني" قام به المستجلبون، وان القدس العاصمة الأبدية لدولة الاحتلال واعتبار اللاجئين الفلسطينيين مجموعة بشرية تحل قضيتهم بتوطينهم خارج وطنهم فلسطين.

لا يمكن التعامل مع خطاب نتنياهو كتسويق انتخابي أو مجرد استيعاب للمتطرفين من عتاة المستوطنين، فما يجري على الأرض الفلسطينية من توسع استيطاني وإقرار باراك بناء 300 وحدة استيطانية وتجريف 500 دنم من أراضي العيسويه وزيارة وزير الأمن الداخلي اهرفونتش للأقصى وما تحمله هذه الزيارة من دلالات خطيرة تشكل مقدمة لتقسيم المسجد الأقصى كمقدمة للسيطرة علية وإقامة الهيكل المزعوم.

أمام هذا الخطاب الذي يبشر الإسرائيليين بمرحلة جديدة من التوسع والسيطرة ودفن ما يسمى بعملية السلام التي نادى نتنياهو مضللا باستعداده للسلام الذي يقود لانتعاش اقتصادي وتطبيع مع الدول العربية والإسلامية، جاء الخطاب الفلسطيني متمسكا بمنهج المفاوضات الهلامية التي لم تعد تستند لقاعدة تشكل شرطا لانطلاقتها وكأنها تمشي على رأسها على اعتبار أن الموقف الإسرائيلي واضح وغير قابل للتأويل وأن السلام المنشود يفرضه الإسرائيلي القوي الذي تحدى اكبر حلفائه واخلص أصدقائه الولايات المتحدة الأمريكية.

وإذا اعتمدنا مقولة أن السياسة هي فن الممكن في التعامل مع الوضع الفلسطيني الراهن، فأين الممكن في السياسة التفاوضية الفلسطينية المتمسكة في المفاوضات التي يصح أن نطلق عليها اصطلاح مفاوضات من اجل المفاوضات، فعلى ماذا سيفاوض الفلسطينيين بعد الجدار الذي بناة نتنياهو، وهل تقبل القيادة الفلسطينية بالتنازل عن القدس وحق العودة والموافقة على بقاء السرطان الاستيطاني في الضفة الغربية....؟ إذا كان الجواب لا فلا بد من وضع استراتيجية مختلفة وأحداث اختراق فلسطيني يعمل على إعادة ترتيب الأوراق الفلسطينية وهي كثيرة وعلى رأسها التعاون الأمني المجاني.

ان شرط تحقيق اختراق فلسطيني للحالة التفاوضية يتطلب إعادة بناء جسور الثقة مع الشعب والكف عن مهزلة رفع الشعارات المضللة كثقافة أسقطها الانقسام الفلسطيني وادعاء كل من فتح وحماس انه يمثل المشروع الوطني والحلم الفلسطيني لدرجة أن من يستمع لبعض الخطابات يعتقد أن يريدون استعادة فلسطين من نهرها إلى بحرها متناسين أنهم كمن يضع رأسه في المياه الأسنة وان لا التحركات والاتصالات السرية مكشوفة لكل فلسطيني.

المطلوب ألان من كافة الأطراف الفلسطيني وبشكل خاص طرفي الانقسام أن يثبتوا لشعبهم أنهم حريصون على البرنامج الوطني والحقوق الوطنية، والمتوقع أن يكفوا عن لعبة التكتيك البغيضة التي أودت بحياة المئات من الوطنيين الفلسطينيين وزج الآلاف منهم في معتقلات جاءت نتاج فكر فاشي لا يرحم، وللخروج من وحل الانقسام يترتب الذهاب للمصالحة وبأسرع وقت لأنه وبكل بساطة سيصحى الشعب الفلسطيني في يوم ليس ببعيد ليجد انه خسر كل شيء وأنة محاصر بالمستوطنات وان إسرائيل أكملت مخططاتها وسيطرت على البلاد والعباد.

إن الوصفة السحرية لإسقاط كل ما جاء به نتنياهو هي الوحدة الوطنية واللحمة المجتمعية والقضاء على أسباب الانقسام والتشرذم وإعادة الحياة لسلطة الشعب إلا وهو المجلس التشريعي الفلسطيني والتمسك بكل ما يحقق المصالح والحقوق الوطنية الفلسطينية، وعكس هذا التوجه الذي يمثل المزاج العام للشعب الفلسطيني سيحق للفلسطينيين إن يضعوا قيادتهم في دائرة التفريط من أقصى يمينها إلى أقصى يسارها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسن نصر الله يلتقي وفدا من حماس لبحث أوضاع غزة ومحادثات وقف


.. الإيرانيون يصوتون لحسم السباق الرئاسي بين جليلي وبزكشيان | #




.. وفد قيادي من حماس يستعرض خلال لقاء الأمين العام لحزب الله ال


.. مغاربة يجسدون مشاهد تمثيلية تحاكي معاناة الجوع في غزة




.. فوق السلطة 396 - سارة نتنياهو تقرأ الفنجان