الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البطحاء .مدينة امنة يفزعها الارهاب

حبيب النايف

2009 / 6 / 26
الارهاب, الحرب والسلام


البطحاء .. مدينة أمنه تشيعها أحلامها لصباحات بهية تلف مقاهيها المكتظة بأناس لم يعرفوا طعم اللذة والفرح سوى التداول باليومي والمألوف الذي لم يتجاوز احتساء الشاي أو لعب الدومينو وقهقهات تطلق هنا وهناك بعد أن تكون الساعات قد أخذت تتجه ثوانيها لتودعها بشمس حارقة لا تترك للمكانات المظللة شيء سوى سكون يلفه فراغ عميق ليعكس صورة ما تعيد للمكان ما عج فيه بالصباح وتلاشت على أعتابه تلك الأحلام الرمزية التي تبخرت مع اشتداد أشعة الشمس اللاهبة وانقطاع الكهرباء الذي غلف الوجوه بكآبة مظلمة لم تستطع الفولتات القليلة الصادرة من المولدات الصغيرة التي تتعثر بحركتها من مسحها نهائيا إلا بالقدر اليسير الذي يمتزج مع أغنيات تبث من قنوات فضائية لا هم لها سوى إشباع رغبات مجنونة بما تيسر لها من أفلام تفوح منها رائحة الزيف والفرح الأصفر الممهور بالضجيج .
في ظل غفوة ما وعلى مدى راحة لم تكتمل ينبعث الصوت مدويا ليحدث ضجيجا ويرسم حزنه في أروقة الموت المتربص للوجوه البريئة والآمنة والحالمة بما لم يتحقق لها لتبقى نضارتها التي ضيعتها السنين العجاف وما تلاها بانتظار من يعيد لها القها المفقود وبريقها الممتلئ بين الآمال والأحلام المنتظرة في ساعات لم تعد تحصى ثوانيها حيث أتعبها الحراك والجري خلف أيام تتباطأ في مسيرها وهي تودع أبناءها عنوة للعذاب والموت واليأس الذي قد يدفع للهاوية .

صباح لم يكن كالصباحات الأخرى الذي تتزاحم فيه الأحلام وتعكره صيحات الباعة وتطرزه ضحكات الأطفال الذين امتزجت أفراح نجاحهم في الامتحانات مع مجيئهم مع الآباء أو الأمهات لشراء شيء أوعدوا فيه من قبل الأهل ليكون قيد التنفيذ لان طريق المستقبل شاق وطويل لم يتنبـأ بما يحمل القدر بين ثناياه وأشخاص تصوروا أن ما في العمر من بقية ليفكر بما هو ابعد من عمره ليعد لباقي أيامه ويتبضع أشياء معمرة يفكر بعمر أطول لها لكن القدر لم يمهل عمره ولو لساعات بعد أن خططت أياد غادرة وفكرت أن تسرق البسمة الخجلة التي أريد لها أن تخرج من شرنقتها وتذبحها على قبلة الحرية وتجعل منها أمل تائه وسراب ضائع على أوهام الحرية التي شهرت بوجهها ألف مدية ومدية مادامت الظلمة لازالت تعشعش في أرقة المكان وترسم خفوتها المتهافت من خلال تغلغلها في زوايا أعطت لها ولو بصيص من الأمل لتحيا عليه من جديد على أشلاء الأبرياء ودم الضحايا وأرواح الشهداء التي طرزت واجهة الوطن بتلك الصور الدامية والأجساد المحروقة
مدينة آمنة تحرسها البراءة وطيبة أهلها الموزعة على الجميع بعد أن ارتوت من نهر الفرات أعذب مائه ونبت على أرضها أشجار مثمرة تفيء بظلالها أناس لم يعرفوا للتعب من معنى ولترحل مع حياتهم صور الإيثار والتضحية ولتكون مضايقهم مفتوحة بوجه الجميع وكان من أضاعت الطرق أقدامه ليجد بوصلتها تومئ له وتشير مزولتها باتجاه تلك المدينة وأهلها البسطاء وهم يحملون للضيف محبتهم ويغتسل بماء عيونهم ويستظل بطيبة قلوبهم بعد أن وفروا له كل ما يحتاج
لكن يد الغدر والمأساة لا تريد لها الاستقرار والأمان لتزرع بين ربوعها صور الموت والدمار وتوزعه على أبناءها الحالمين بعد أن ضاقت بهم سبل العيش وهم يطلبون الراحة من بارئهم وقد تعفرت جباهم بتلك الشظايا الماكرة التي انتشرت بين أرجاء السوق الشعبية وهي تحتضن أبناءها لتودعم بأبهى صور العز بعد أن مزقت أجسادهم لتعلن أمام العالم جريمة العصر التي لا تغتفر والتي نفذت من قبل وجوه كالحة كشرت عن أنيابها الخبيثة وهي تنفذ ما ضمرت في صدورها القذرة لتكون قد تساوت مع الشيطان في فعلتها وتثبت بأنها من نبت لا يمت إلى البشر بصله حيث انعدمت القيم الإنسانية لديها وتحولت إلى أفاعي سامة تزحف باتجاهات ملتوية وصور مرعبة متخفية بين الجحور وسالكة طريق الرذيلة بعد أن أحست إن الشمس قد سطعت بقوتها وقد ينكشف لمعانها الزائف ولا تجد من يوفر لها الغطاء الذي تستطيع أن تمارس أعمالها الظلامية تحته سوى من فقدوا الضمائر وباعوها في سوق النخاسة بحفنة دولارات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -وول ستريت جورنال-: حظر تطبيق -تيك توك- يمكن أن يضر بمصلحة ا


.. شركة “أوبن إيه آي” تعلن عن تحديث جديد من“تشات جي بي تي”| #غر




.. حزب الله: نفذنا 7 هجمات ضد أهداف إسرائيلية قبالة الحدود الجن


.. كلية بريطانية تتخذ موقفا من حرب إسرائيل على غزة.. هل تؤتي ال




.. السيناتور فان هولين: فشل الإدارة الأمريكية في اتهام إسرائيل