الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذا لم تستح فاصنع ماشئت

نزار حمود
أستاذ جامعي وكاتب

(Nezar Hammoud)

2009 / 6 / 26
كتابات ساخرة


قـرأت منذ فترة لابأس بها، في الصحف العربية المحلية أو ربما على صفحات الإنترنت، خبرا ً عجيـبا ً غـريبا ً، يكاد يكون من فئة صدق أو لاتصدق. مفاد هذا الخبر أن الحكومة المصرية تحتج رسميا ً لدى السفارات الغربية في القاهرة لسوء معاملة هذه الأخيرة للمواطنين المصريين الطالبين لتأشيرات الدخول والسفر لأراضيها. وفي تفاصيل الخبر نقلا ً عن وزراة الخارجية المصرية أن البعثات الدبلوماسية الغربية تطبق قواعد منح التأشيرات بشكل تعسفي وأنها لاتعامل المصريين بما يليق من احترام وكرامة. وقال ناطق باسم الخارجية إن الوزارة ستستدعي المبعوثين الدبلوماسيين وتبلغهم بشكل واضح بعدم قبول مثل هذه المعاملة.
يبدو من الواضح أن هؤلاء الأوربيون قد نسوا أنفسهم وأساؤوا معاملة المواطنين المصريين على أبواب سفاراتهم... لقد أسيئت معاملة المواطن المصري من قبل ممثلي الأمم الأوروبية وعلى أرض أم الدنيا بالذات، فانبرت الحكومة المصرية العتيدة تدافع عن مواطنيها الأحبة من منطلق الحرص المطلق والشفاف على مشاعر الناس وكرامة الأمة.
إن المواطن المصري لم ولن يكون أبدا ً معتادا ً على هذا النوع من المذلة، فهو يعيش مطمئنا ً على حقوقه الأساسية في الحياة والأمن.
المواطن المصري يفتخر دوما ً بحقه في إبداء الرأي والمشاركة الحرة الكريمة في اتخاذ القرار المناسب عند تعرض الأمة للأزمات أو حتى على صعيد المشاكل اليومية الصغيرة المتعلقة بالشأن العام. وكله تحت شعار إنما أمركم شورى فيما بينكم. المواطن المصري... سليل توت عنخ آمون ورمسيس وإيزيس وأوزوريس، واثق ٌ تماما ً من مستقبل أطفاله لأن هناك من يسهر ويتفانى في عمله للحفاظ على هذا المستقبل.
المواطن المصري... أموره اليومية ميسرة للغاية حيثما يمم شطر وجهه. وبخاصة في دوائر الدولة وممثلي سلـطـَتها التشريعية والتنفيذية. فلا فساد ولارشوة ولاقسوة ولاامتهان.
المواطن المصري يشعر بانتماءه الشديد لبلده ولايجد أبدا ً أي مبرر لمغادرته بقصد الهجرة.
المواطن المصري يعيش بحبوحة مادية مقبولة على المستوى العالمي. فهو يتعب إلا أنه يحصل مقابل ذلك على شقة بأجر معقول وحياة متواضعة إلا أنها كريمة تسمح له بالسفر مرة كل عام أو عامين أو ثلاثة لتمضية عطلته السنوية في إحدى الدول العربية أو الأوروبية...
وهنا نصل لبيت القصيد... أبعد كل هذا الحرص من " الدولــــة " المصرية على راحة وكرامة مواطنيها وتفانيها في الحصول والحفاظ على حقوقهم المدنية المعترف بها عالميا ً تأتي إحدى السفارات الأوروبية لتسوم المواطن المصري العنيد صنوف الهوان على أبوابها عند طلبه تأشيرة دخول للسياحة أو الراحة !؟
إذا لم تستح فاصنع ما شئت !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر


.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق




.. خناقة الدخان.. مشهد حصري من فيلم #شقو ??


.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك




.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??