الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخرج عراقي يمسرح المشاعر المفقودة

عصمان فارس

2009 / 6 / 26
الادب والفن



كوميديا لاذعة عن تشويه العقل علي خشبة سويدية

مسرحية (ستيليت) تأليف الكاتبة فانيا ايساكون واخراج الفنان كريم رشيد وتقديم فرقة فرات ومركز جزويت في الاسكندرية ، عرض مسرحي جديد يلتقط فكرة ختان المرأة وتشويه حرية العقل وفكرة تعذيب و إضطهاد الجسد الانساني الجميل وصورة الخوف والتي ترافق الاجيال المتعاقبة وهم يعيشون تحت رحمة دائرة وعقد الخوف والامراض النفسية والشعور بالقلق . والعرض المسرحي يسلط الضوء علي ظاهرة خطيرة ومرعبة ومدانة ختان المرأة وتهجين حرية العقل مسرحية السكين المطواة والمشاعرالمفقودة وشئ من الخوف من المجهول.
تعرض لنا حكاية فتاتين تعيشان تحت طائلة مشاعر وعوطف تقيلة وتحاولان تغيير مسار حياتهن وسط القلق والامان النفسي المفقود، ايميلي فتاة سويدية تعيش (سامبو) تحث سقف واحد مع صديق سويدي ظاهرة منتشرة في السويد شخص يعيش مع الجنس الاخر تحث سقف واحد قريب من الحياة الزوجية ولكن بدون عقد قران. ايميلي خائفة بسبب البرود الجنسي والاهمال من الطرف الاخر. رنا فتاة عربية مصرية لم تمح من ذاكرتها وطوال السنين وتاثيرها علي حياتها الروحية والالم الجسدي والنفسي بسبب بثر وإستئصال جزء مهم من حسدها بواسطة شفرة صغيرة، وهي تصرخ من شدة الالم والاهل يشدهم الفرح وهم يرددون: "مبروك ستكونين جاهزة للزواج.
رنا تعيش الالم وهي تصرخ وتبكي ويغمرها الدموع والشعور بالخوف.وتستمر المأساة عند الكبر، فشل في العلاقة الزوجية بسبب فتور العلاقة العاطفية في السرير .
في حوار ساخن وباللغة الانكليزية إيميلي تردد انتظرالحياة والرجل والبيت وتخاطبها رنا: وماذا عن الحب ؟ مسرحية ستيليت تظهر لنا قصة فتاتين تعملان في مكتب الخطوط الجوية تربطهما علاقات مشتركة في العمل والمعاناة النفسية ضحايا التقاليد الاجتماعية والمستوي الثقافي .
المخرج العراقي كريم رشيد تجرأ علي إختيار قضية شائكة وطازجة تنقل صورة وواقع المرأة في عمق المجتمعات الغربية والشرقية والغربية ولغة الحوارالمشتركة مابين الفتاتين إيميلي ورنا هي ثيمة الخوف ولغة المسرحية والتخاطب بثلاث لغات العربية والانكليزية والسويدية والاحدات تدور في شقة وتبدا لعبة كشف الاسرار مابين إيميلي ورنا ويتم ذلك من خلال لغة الجسد والحوار، السينوغراف والموسيقي ايالميلودي للموسيقي الشرقية والديكور المتوازن مابين اللون الابيض والاسود ،وتجري احداث وسر اللعبة المسرحية بشكل حميمي مابين الممثلتين والجمهور.
استطاعت كاتبة النص فانيا تسليط الضوء علي الجوانب المهمة والممتعة في لغة وحوار الشخصيتين واستطاع المخرج كريم رشيد ضبط الايقاع البصري والحركي وفق ايقاع وحركة مدروستين وتحويل بنية النص المسرحي وتحويل المكان اي الغرفة الي فضاء جميل وخلاب ورسم حركة إيميلي ورنا اشبه مايكون بدور راقص وتحول دورالمخرج الي كوركراف في التحكم بقيمة الجسد لدي الممثلتين وتطويعه وفق ايقاع وحرية الحركة في مساحة الغرفة وطريقة التعامل مع الموجودات الصغيرة والكبيرة من جدران ييضاء وسوداء.
هذا الكونتراس في خلق هارمونية الجسد الالوان والحركة ضمن طيات الديكور.
رنا وإيميلي تعيشان في عمق معاناة الحياة وكل واحدة تشكي معاناتها الي الاخري وهما الاقرب في فهم الاخر. وممكن اعتبار مسرحية ستيليت نوع من الكوميديا المرة واللاذعة بسبب لعنة المأساة ولعنة المعاناة النفسية، ومراكز القوة تكمن في العمل المسرحي من خلال تواجد الفتاتين مع بعضهما ومن خصوصية وممارسة لعبة الحركة البصرية والحركية مع الجسد ومعالجة الحالة الديناميكية. كل ذلك يشكل مركز اشعاع لقوة لغة الحركة ولغة الحوار مابين رنا وايميلي والهموم المشتركة هي حلقة الوصل في صلب المعاناة الانسانية، لغة الخطاب لدي إيميلي كانت سلسة ومريحة وخاصة حوارها بالسويدية والانكليزية ومعاناة وظروف رنا تجعل من المتلقي يندهش ويفكربهذا النوع من العنف السادي وتعذيب الجسد في معاناة شخصية. الشخصيتان ايميلي ورنا فقدتا الرغبة في الحياة بسبب مأساوية العلاقات المزيفة والتقاليد المتخلفة وتنامي عقدة الخوف من الحاضر المخيف والماضي المرعب بالنسبة لشخصية رنا، ويتوصل المتلقي ويتعاطف مع الالاف من النساء ممن تعرضن لنفس الممارسة القمعية الاجتماعية، كل شئ مرتبط بعقدة الماضي وحالة الحرية والجنس وهما في اتجاه معاكس.
وتكشف البطاقة الشخصية للفنانة دنيا مسعود التي أدت دوررنا انها درست فن المسرح في مصر وعملت ممثلة في التلفزيون. تقول انها في مسرحية ستليت تشعر بعمق الشخصية وعمق الموضوع وفي قرارة نفس المرأة يجب ان لاتكون ضعيفة امام الرجل بالرغم من اختلاف العادات والتقاليد والمعتقدات والنظرة للمرأة من بلد الي اخر. فمسرحية السكين المطواة أو (ستيليت) ترفع الستار المكشوف عما يجري من ظلم واستهتار واستلاب لكل مشاعر الفرح والنشوة ضد حقوق المرأة. وبعد سنوات من العمل المتواصل وعدد من العروض المسرحية في السويد وفي عدد من الدول العربية حصل مسرح فرات علي منحة خاصة من بلدية مدينة مالمو في جنوب السويد، حيث حصل اخيرا علي احد المسارح المتكاملة في المدينة ليكون مقرا للفرقة ومكانا لعروضها الجديدة، يضم المسرح قاعات تدريب واجتماعات وادارة ومنصة مسرح قابلة لأعادة تصميمها وفقا للعروض المسرحية المختلفة . و تم افتتاح المسرح رسميا في الثامن والعشرين من شهر شباط/ فبراير 2009 حيث تضمن الأفتتاح العرض الأول للمسرحية الجديدة التي يخرجها الفنان العراقي كريم رشيد من تأليف الكاتبة فانيا ايساكسون وهي مشروع مشترك بين مسرح فرات ومركز جزويت الثقافي في الأسكندرية في مصر.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي