الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بأي حال عدت يا عيد

إلهامي الميرغني

2004 / 5 / 1
الحركة العمالية والنقابية ودور اليسار في المرحلة الراهنة - ملف 1 ايار 2004


كل عام وعمال مصر بخير ، كل عام والعمال العرب بخير ، كل عام وعمال العالم بخير ، وفى العام القادم نكون قد خطونا خطوات جديدة على طريق التحرر والإنعتاق من الاستغلال الرأسمالي والليبرالية المتوحشة التي تعيث في الأرض استغلالا.
يعد عيد العمال مناسبة لتقييم الطبقة العاملة ومنظماتها لأدائها خلال العام المنصرم وتضع تصوراتها للعام الجديد ، وفى العام الحالي 2004 تكون الطبقة العاملة المصرية قد أتمت نصف قرن تحت الحصار وقوانين الطوارئ وتزييف الوعي العمالي وبناء الأرستقراطية العمالية من عملاء عسكر 23 يوليو.
ففي مارس عام 1954 استخدم الضباط جزء من الحركة العمالية بزعامة صاوى احمد صاوى الذي خرج على رأس مظاهرات عمالية مدفوعة الأجر تنادى تسقط الديمقراطية وترفض عودة الجيش لثكناته ، بينما كان المرحوم محمود فرغلى والمناضل النقابي عطية الصيرفي ـ متعه الله بالصحة وأطال لنا في عمره لنستزيد من خبراته ـ يقودون مظاهرات مناوئة تنادى لا للعسكر ، لا للإرهاب ، نعم للديمقراطية وحقوق العمال.

ومنذ ذلك التاريخ عرفت مصر ولا زالت النقابيين الصفر من عملاء السلطة الرأسمالية ذهب صاوى والصاغ طعيمة والطحاوى ولكنهم خلفوا لنا بنية متكاملة تتجسد اليوم في سيد راشد رئيس اتحاد العمال الحكومي وضباط مكتب العمال في مباحث أمن الدولة ورثة حكم العسكر . ورغم الادعاءات المدنية والديكورات الديمقراطية التي يتزين بها الاستبداد الحاكم في مصر تبقى الطبقة العاملة تعانى في ظل حكم العسكر والطوارئ والقوانين السيئة السمعة ، ومحاصرة بالنقابيين الصفر ، وتظل العديد من النقابات المهنية مجمد نشاطها ومكبل حركتها في ظل القانون الأخير للنقابات المهنية رغم كل ادعاءات السلطة العسكرية الحاكمة بلباسها المدني وبعد نصف قرن من الإرهاب الحكومي والطوارئ.

لقد عاشت الحركة العمالية خلال نصف القرن الأخير حالة من الانفصام النقابي حيث تسيطر عناصر العسكر على اتحاد العمال الحكومي الذي جاء كثمرة لنضال اليسار العمالي وركبته العناصر الصفراء ، بينما القادة العماليين محرومين من دخول النقابات القاعدية والنقابات العامة رغم صدور أحكام قضائية لصالحهم ترفض الحكومة واتحادها الأصفر تنفيذها في آخر انتخابات عمالية.
عناصر يصفها العسكر في الاحتفالات تهلل لسياسات الإفقار والتبعية وتصفق للاستغلال وامتصاص دماء العمال والخصخصة والخضوع لشروط منظمات الإقراض الدولية ، وقيادات عمالية حقيقية محرومة من دخول التنظيم النقابي في ظل التشريعات والقيود الإدارية القائمة ومحرومة من حقها في الإضراب والاعتصام والتظاهر للدفاع عن حقوقها ومكبلة بترسانة القوانين القمعية.
مضى نصف قرن من الطوارئ والاستغلال بينما حول النقابيين الصفر عيد العمال إلى عيد المنحة التي يتعطف رئيس الدولة بصرفها كراتب نصف شهر بينما نار الأسعار والغلاء تكوى وتلهب ظهور كل العاملين بأجر في مصرنا المحروسة وتلتهم أي منحة مهما كان مقدارها.

لذلك أجد ذكرى احتفالنا بعيد العمال هذا العام مناسبة للتأكيد على كيفية مواجهة الازدواجية القائمة في الحركة العمالية وذلك من خلال قيام اتحاد عمال مستقل في مواجهة اتحاد العمال الحكومي ، اتحاد يتبنى مصالح العمال وقضايا العمال ومواجهة سياسات الإفقار والتبعية والخضوع لصندوق النكد والبنك الدوليين.وكما نعلم فإن التعددية هي الأصل والمركزية هي الاستثناء الذي طال أمده .
أما آن الأوان لنقيم اتحاد عمال مستقل يعبر بصدق عن مصالح العمال ، هل سنظل مترددين نخشى من خوض التجربة ؟! هل نتطلع لتطهير الاتحاد الفاسد القائم في شارع الجلاء كرمز للعمالة للرأسمالية ؟! هل توجد أوهام لدى البعض في إصلاح البنيان الخرب والمشاركة فيه ؟! هل سنخسر في تجربة الاتحاد المستقل أكثر مما نخسره الآن ؟! هل يوجد 1% أمل في تحسن الأوضاع أمام عدم احترام أحكام القضاء النهائية والاستمرار في نفس الطريق؟!هل نخشى من محدودية العضوية وضعف التمويل ؟! إذن لنعرف من رواد الحركة النقابية كيف كانوا يمولون نقاباتهم واتحاداتهم المستقلة؟ لنسأل عطية الصيرفى وطه سعد عثمان وفتح الله محروس ومحمد عبد العزيز شعبان وسيد ندا كيف كان الاتحاد المستقل وكيف دفعوا الغالي والنفيس من أجل النقابات المستقلة ؟!

إننا لن نخسر أي شئ من وراء انسحاب بعض العمال من النقابات الحكومية وتأسيس اتحاد عمال وطني ديمقراطي يعبر عن كل عمال مصر على اختلاف انتمائتهم السياسية والحزبية ، ولكننا سنربح الحرية والقرار المستقل . لا شك أن البداية ستكون صعبة ومضنية ولكن يجب أن نبدء الآن فوراً وإلا فلا نلوم إلا أنفسنا.
لنتخذ من احتفالات عيد العمال هذا العام مناسبة لتشكيل اللجنة التحضيرية لاتحاد نقابات عمال مصر المستقل ولنجهز أنفسنا لنبدء . فالحرية لن تأتى منحة من الحاكم المستبد أو المستعمر الأمريكي ولكنها حق ينتزع ، وأصل نعود إليه . ففي البدء كانت التعددية .
ورحم الله شهداء الطبقة العاملة المصرية والحركة النقابية رحم الله محمود العسكري ومحمد يوسف المدرك وسيد سليمان الرفاعى ومحمد شطا وفكري الخولى ورشاد الجبالى وكل المناضلين من أجل النقابات المستقلة واتحاد العمال المستقل .
وكل عام والعمال بخير متحررين ومستقلين .

إلهامي الميرغني
30/4/2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يوم ملتهب في غزة.. قصف إسرائيلي شمالا وجنوبا والهجمات تصل إل


.. مصر تعلن تدخلها لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام -العد




.. الاحتلال يهدم منزل الأسير نديم صبارنة في بلدة بيت أمر شمال ا


.. حريق بمنزل لعائلة فياض في وسط مخيم جباليا بعد استهدافه من قو




.. بوتين يقيل وزير الداخلية سيرغي شويغو ويعينه سكرتيرا لمجلس ال