الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- العَوسَجْ -

فادي البابلي

2009 / 6 / 27
الادب والفن



مِثلَ العَواصِفِ نَضرِبُ أوراقَ الشَجَرْ
في عُرضِ الحَائِطْ
وَكَالمَوجِ الشَرِس
نَلتَهِمُ سَفحَ الجِبالِ
بأنيابِ القِرشِ الأبيَضِ
نُفَكِرُ وَنحلُم بِقَوسِ قُزَحٍ
فَقط في سِرِنا وَفي سَراديبِ
البيوتِ وَالجُدرانِ الداكِنةَ الكَئيبةَ
نَرسِمُ على شُرُفاتِ رَبيعِنا الأخضَرِ
طِفلة صَغيرة تُسَرِحُ شَعرَها
وَتُرَتِبُ فُستانَها الأبيض
المُزركَش بِزهور البنفسج
كُل شَيءٍ في مَدينتنا
كانَ لونهُ ابيضٌ احمرٌ ازرقُ
ساحاتنا كانت تحملُ
أقدام الأطفال وهي تلعب
أزقتنا فاحت بعطر الخُبز
وَضِحكَتِ الجاراتِ مع بعضهنَ
ولن ننسى تلك المجادلات والشجارات
كل شيءٍ في مدينتنا
كان له رونق ...عروسة بطرحة بيضاء
لكن على غفلة صرخ النهر
ونحن مستودعون أسرتنا
نضاجع أحلامنا المعروفة
جاءنا الظلام جاءنا الخريف
طاغوت طاغوت طاغوت
لو ضَحِكنا في وجهِ الشَمس
إعدام جاء بحق السماء
لو فَكرنا بِغَدٍ يحمل الأمل
ذَبِحَ الكتاب والكلمات
من الوريد إلى الوريد
قَطع الأوتار عن أعوادنا
وأصبح يلحن سيمفونيته
لا كلام لا حب في مدينتنا
اغتصب رحيق الزهرة
قتل أجنحة الرفيق الرابع
اقفل جميع مدارسنا
وفتح مدرستاً له وحده
أصبح يعلم فيها
نشيد الانتماءِ للطاغوت
والعازفون نحن بالصمتِ
نَكبِتُ أنفاسنا وكلماتنا
داخل أجسادنا وصدورنا وعقولنا
المفرغة من الأمل

فهل يا ترى...سنموت نحن
أم سيموت العوسج في سنابل بساتيننا

" العَوسَجْ "
" فادي البابلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العوسج
سلمى الخياط ( 2009 / 6 / 27 - 05:19 )

كم هو رائع ان نتابع هذه الاعمل الشعرية والادبية
لشاعر وكاتب مبدع مثل حضرتك
استاذ فادي
شكرا الى هذه الكلمات المبدعة
وكانك تقول لنا..من هو هذا الشخص
وماذا جرى لنا في وجوده بحياتنا
نعم وصلت لوحتك التي رسمتها كلماتك الساحرة

شكرا لك
تقبل تحياتي
سلمى الخياط

اخر الافلام

.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا


.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟




.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا


.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال




.. لتجنب المشكلات.. نصائح للرجال والنساء أثناء السواقة من الفنا