الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حول الأوضاع السياسية النظام الاسلامي محاصر من قبل ثورة الجماهير
الحزب الشيوعي العمالي الأيراني
2009 / 6 / 27مواضيع وابحاث سياسية
اليوم لم يعد ثمة شك في ان المظاهرات المليونية، التي جرت في الايام الماضية والتي ووجهت بشكل بربري من قبل الجمهورية الاسلامية وتحولت الى حرب بكل المعايير بين المتظاهرين والقوى القمعية في طهران واصفهان وتبريز وشيراز وعدد اخر من المدن، لم تكن حركة "مؤيدي الموسوي" ولا "الثورة المخملية" ولم تحدد بـ"حركة اعتراضية ضد تزوير الانتخابات". ان هذا النزول المليوني للجماهير الى الميدان كان ضد كامل نظام الحكم الاسلامي. كما اعلنا في بياننا المؤرخ 14 حزيران، فان هذه هي الخطوة الاولى للثورة الجماهيرية في ايران ضد الجمهورية الاسلامية. يجب الان ان نتحدث عن المكاسب لحد اليوم وشروط التقدم الى الامام.
لقد جذبت الصور والأفلام والأخبار المنقولة بالأنترنيت والتي وصلت الى كل انحاء العالم بفترة قصيرة، انظار العالم الى عمق ثورية وتمدن واصرار المتظاهرين على النضال ضد الجمهورية الأسلامية، بالرغم من مباغتتهم بالقمع الدموي. لحد الآن تحوز الثورة الأيرانية على مساندة واحترام وحماسة الجماهير على الصعيد العالمي. ان اكثر الادعاءات والأكاذيب والدوغمائية من قبل مهندسي أفكار الطبقات الحاكمة التي روج لها في العقود الماضية قد كشفت حقيقة ان جماهير ايران ليست اسلامية ولا تريد سلطة الحجاب او الرجم او الملالي وان لديهم ثقافة مختلفة عن الثقافة الرجعية والشرقية، وهم متمدنون مثلهم مثل الناس في برلين وباريس ويريدون الأفضل. ان الثقافة العالية للثورة ورد الفعل الوحشي للجمهورية الأسلامية قد توضح واضعف بشدة كامل حركة الاسلام السياسي الرجعية لا فقط الجمهورية الاسلامية.
لقد دفعت الثورة الدول الغربية الى التخبط بشدة بعد سنوات طويلة من مغازلتهم للحركة الرجعية. يراجع السياسيون الغربيون اليوم حساباتهم لكي يجدوا طريقة لأدامة علاقاتهم القديمة مع هذا النظام الأسلامي المجرم الذي يقتل الناس بقسوة كما قتل ندى آغا سلطان امام انظار العالم. دفعت الثورة في خطوتها الأولى الجمهورية الأسلامية الى نفس موقعيةالنظام العنصري الافريقي التي تورط فيها بوقتها على مستوى الراي العام العالمي و السياسة العالمية .
قلبت الثورة في ايران المجتمع رأسا على عقب. فلقد ذاقت الجماهير طعم قوتها وهي تتدخل الان في السياسية بثقة اكبر لتغيير الأوضاع. تغير توازن القوى السياسي والنفسي لصالح الجماهير ولغير صالح النظام وان الرجوع الى الأوضاع السابقة لم يعد ممكناً.ان الجرائم الوحشية التي ارتكبها النظام طيلة الايام السابقة قد زادت النقمة العامة وأصرار وعزم الجماهير على قبر النظام بشكل اكثر اصرارا من ذي قبل. ان الأعتراضات الاخيرة حملت حالة غير عادية واجبرت الحكومة على فرض حكومة بوجهين؛ عسكري وغير عسكري، وادت الى تخريب الهيكيلة الرسمية للنظام برمته. برزت الان جدالات حادة وعميقة بين اجنحة وكتل النظام، والتي كانت قد بدأت اثناء الأنتخابات، بشكل اشد عمقا، شملت كل النظام الأسلامي ووصلت الى حد المواجهات الدموية بينهم. يستحيل استمرار الوضع غير العادي وشلل النظام في الوقت الحاضر وفي نفس الوقت الرجوع الى الوضع العادي دون تراجع النظام امام الجماهير، وان حل الخلافات والجدالات الداخلية بينهم غير قابل للتصور. ان النظام الاسلامي الان امام مفترق طريقين لا ثالث لهما، كلاهما مسدود.
كل شيء يدل على ان النظام الأسلامي محاصر من جميع الجهات من قبل جماهير الثورة. ان انتصار الثورة ضد الجمهورية الأسلامية يتطلب معرفة الخطوات التالية بدقة للتقدم وعبورها. ان تحديد المطالب وطرحها في كل مكان بشكل قوي سيدفع الجمهورية الأسلامية الى الوراء، وان ذلك ليعتبر من اهم الخطوات. ان تحديد ومحاكمة القتلة والمسؤولين عن قتل الناس، المطالبة بحرية التجمع والأضراب والتعبير، والغاء الحجاب ونظام الفصل الجنسي (الابارتايد)، واطلاق سراح السجناء السياسيين فوراً، والغاء الأعدام، وجعل مليون تومان حداً أدنى للاجور فورا، يشكل المطالب الفورية التي يجب طرحها في كل الأجتماعات والأعتراضات والتظاهرات. وفيما يخص الأشكال النضالية ، فانه يجب الأستمرار في التظاهرات والهتافات الليلية، ووضع اساليب نضالية اخرى في الاجندة مثل الأضراب والاعتصام. يجب تنظيم الجماهير في لجان الأضراب والنوى الشبابية في المحلات وغيرها، ويجب جلب الأنظار اليهم. يجب التحضير للاضرابات العامة في كل المعامل والمدارس والمستشفيات. يجب تحويل كل الشوارع الى خنادق للثورة.
الا ان المسألة الاساسية تبقى في ضمان وجود قيادة سياسية واعية وثورية، تمتلك القدرة على قيادة الثورة عبر كل المراحل وتجاوزها لتلك المراحل. لا يمكن التردد حيال ان كل مجاميع وكتل الجمهورية الأسلامية المتخلفة بل وحتى التيارات البرجوازية التي هم خارج النظام وبعيدين عنه تحاول، في مراحل و محطات متعددة، دفع الجماهير وثورتهم الى المساومة من اجل الحفاظ على الجمهورية ألاسلامية واستبدادها وسلبها للحقوق ولامساواتها. فقط بامكان قوة لا تريد الحفاظ على اي ركن من اركان الجمهورية الاسلامية ان تقود الثورة الى النهاية والى النصر. قوة لا تريد ان تسلم الأمر لاسلام " لطيف وغير مؤذٍ" ، قوة تريد اسقاطهم بشكل كلي عن الحكومة ودفعهم الى خلوة المؤمنين. قوة ليس لها اي مصلحة في الأستبداد والقمع، ولا تريد منح شيئا من الحرية، بل كل الحرية. قوة لا تقبل باي عنصرية سواء جنسية ام دينية ام قومية. قوة لا مصلحة لها في اي استغلال وانعدام مساواة اقتصادية بل تريد انهاء الأستغلال واللامساواة نهائيا وانهاء العالم المقلوب.
ان الحزب الشيوعي العمالي الأيراني يمثل هذه القوة في السياسة في ايران بأقتدار ودون اي تردد او تذبذب. ان الأنظمام الى الحزب وتشكيل الخلايا والقيادات في المعامل والمحلات والجامعات والمدارس، وترويج شعارات وسياسات ونداءات الحزب بين الجماهير، والتي تطرح يوميا في فضائية كانال جديد، وبناء علاقات منضبطة ومنظمة مع قيادة الحزب وتحويله الى قيادة عملية للنضالات والأعتراضات الجماهيرية، يشكل شرطا لانتصار الثورة.
تسقط الجمهورية الأسلامية !
عاشت الجمهورية الأشتراكية !
الحزب الشيوعي العمالي الأيراني
24 حزيران 2009
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - ماذا عن الجوانب الاقتصادية والاجتماعية
شورابي
(
2009 / 6 / 26 - 20:18
)
أنتم تتكلمون كثيرا عن السياسة. أليس هناك مطالب اقتصادية واجتماعية للعمال الذين تتكلمون باسمهم؟
ماهو برنامجكم المباشر في هذه الانتفاضة فيما يتعلق بالأجور، بالبطالة، بالفقر...؟
2 - كيف
أشرف الحفنى
(
2009 / 6 / 26 - 21:55
)
لقد انتابنى شعور قوى انه ليس هناك معلومات لدى الحزب الشيوعى عن بلدهم عن ايران الا مايذكر فى وسائل الاعلام .. ترى كم عدد اعضائكم وما هو توزيعهم على الساحه الايرانيه اعتقد ممكن الاجابه مع تجنب اى ضرر امنى ...ولكننى اكاد اعرف الاجابه
3 - اجابة
سمير نوري
(
2009 / 6 / 27 - 05:09
)
عزيزي شورابي يتبين انك ليس لك معلومات كافية حول الحزب الشيوعي العمالي الأيراني ، لو اطلعت على كتاب- كاري ارزان وكاركر خاموش-يعني العمل الرخيص و العامل الصامت لفهمت ان هذا الحزب كانت ولا يزال بالنضال الأقتصادي اهمية كبيرةو بعض الأحيان تتهم بالأقتصادوية و لكن لما يكون هناك هبة جماهيرية لأسقاط السلطة فمسالة حسم السلطة الساسية يصبح الاهم و استلام السلطة السياسية هو الأولى كما كان للبشفيين ايضا، و لكن اذا تقصد البرنامج الأقتصادي اي التحولات الأشتراكية على الأقتصاد فهذا مطروح في برنامج -عالم افضل-و متوفر باللغة العربية على صفحة الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي و بامكانك تطلع عليها، برنامج مشترك للحزبين ما عدا نقاط معينة تخص كل بلد .
اما بالنسبة للأخ العزيزاشرف الحنفي، اولا انت تعرف بان الحكومة الأسلامية قمعت الشيوعيين و اعدم اكثر من مأئة الف انسان يساري في ايران و اكثرية اعضاء و كوادر الحزب الشيوعي العمالي الأيراني هربوا الى الخارج و الآن يشكل الحزب احد اقوى الأحزاب المعارضة في الخارج و كما ترون كيف احتلوا السفارة الأيرانية في ستوكهولم.و لذلك قيادة الحزب الآن في الخارج و الأوضاع لحد اليوم لا يسمح لهم بالرجوع، اما بالنسبة للتنظيمات اني لا استطيع ان اتحدث عن التوزيع الجغرافي و اللجان
4 - اليسار كاليمين يستهدف اعاقة الثورة
سامي
(
2009 / 6 / 27 - 18:03
)
لا يمكن للبروليتاريا تحقيق اي تقدم في الانتفاضة الحالية، دون الانتقال بها الى مستوى المجتمع كله خلال حركة تضامنية تشمل القرى كالمدن، و دون قطع الصلة مع شعارات اليسار و الماركسيين الذين يحضرون انفسهم لاعادة التجربة العراقية في ايران، فاليسار كاليمين، يحاولون الوصول الى سدة الحكم خلال تحرك البروليتاريا و وصول امدادات حمامة السلام الامريكية و ملائكة تحرير المجتمعات غير الديمقراطية من حكوماتهم الارهابية. ولكن في الواقع كل ما يخطط له اليسار بالتحالف مع هذه القوى، ليست سوى اعاقة التقدم الاممي للبروليتاريا في حركتها و اعادة التقاليد الثورية للحركة التي لا تستهدف من نضالاتها سوى الاطاحة بنظام العبودية المأجورة. ان التدرج العقلاني لليسار و على الاخص الماركسيين، و الذي لا يعبر سوى عن أوهامهم الخاصة عن الثورة البروليتارية، لا يوجد الا في مخيلتهم الفلسفية، فبرنامج اليسار هو جزء اعظم من البرنامج الذي يعيد الحياة الى البرجوازية و سلطتها السياسية على حساب الثوار الذين يجعلهم اليسار ذيل هزيل وراء مطامح البرجوازية الوطنية.
.. تصادم قطارين جنوبي الهند يخرج 12 عربة عن مسارها
.. سرايا القدس: مشاهد لقصف سديروت واستهداف مركز للقيادة في جحر
.. الانتخابات الأمريكية ببساطة.. قريبا مع أحمد فاخوري على الجزي
.. قراءة عسكرية.. ما آخر التطورات المتسارعة بشأن التصعيد في لبن
.. حملة ترمب.. طلبات أمنية غير مسبوقة لمرشح رئاسي