الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران : النهضة التي تحاول الأغلبية إخمادها

علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي

2009 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


شكلت الانتخابات الإيرانية في الآونة الأخيرة, الطبق الأساسي لمختلف وسائل الإعلام العربية و الغربية المعادية للثورة الإسلامية, و حظيت الاستحقاقات الرئاسية بتغطية مكثفة, لم تشهدها أي دولة إسلامية. مما يؤكد أن إيران أصبحت قطبا قويا في منطقة الشرق الأوسط و لاعبا أساسيا بكل العالم الإسلامي. و المتابعة الواسعة التي واكبت شأنها الداخلي (رغم انعدام الموضوعية و الحيادية في الكثير من الأحيان), ليست محض فضول, بل نتيجة أسباب موضوعية, فرضت على الكل, الاهتمام بالقيادة المقبلة و بكل صغيرة و كبيرة بهذا البلد.
إيران , البلد الشقيق الذي فرض على العالم شروطه و إرادته , منذ قرر النهوض بالإنسان الإيراني ليكون كمثيله في الدول المتقدمة . حدد لنفسه مركزا متقدما في الخريطة السياسية بالمنطقة. بفضل الحكامة الرشيدة للمتعاقبين على حكمه , و الذين أجمعوا رغم اختلاف توجهاتهم السياسية و الفكرية, على ضرورة ضمان سيرورة النهضة في إيران بكل الطرق و الوسائل الممكنة .
و أن نجد أغلب الدول العربية في موقف العدو المتوجس من نهضة إيران و تقدمها, تحت أسباب سطر لها بالبيت الأبيض و الكنيست الإسرائيلي , أمر مخجل فعلا . مما يفضي (مرة أخرى) إلى حقيقة مرة, تتجلى في تبعية و خنوع حكامنا الواضحين , للأوامر الأمريكية و الإسرائيلية, و لو كان لأولئك الحكام بعض العزة و الكبرياء لأدركوا جدوى و فعالية التحالف مع إيران. فهي و مهما قيل عنها , امتداد لعالمنا العربي و الإسلامي , و لو شكل وجودها كقوة خطرا, فسيكون بنظري أهون و أقل وطأة علينا من الخزي و الذل الذي عايشناه في حضن السرطان الأمريكي .
الديمقراطية الإيرانية التي يحاول البعض التقليل من قيمتها و مصداقيتها أكبر و أقوى من كل الشكوك . فحتى الفقيه و ولايته تعرضا للنقد و النقض , ليتأكد للجميع أن الديمقراطية في إيران كائن قائم بذاته عكس الديمقراطيات الهلامية بأوطاننا العربية التي تتربع على صدورها ديكتاتوريات لا تقبل حتى النقاش, و الحالات المشككة تعبر عن أفق قصير تشوبه بعض مظاهر العمالة و التملق. لأن الديمقراطية في إيران تتجلى كأحد أبرز ديمقراطيات الشرق الأوسط ,و انتخاباتها الأخيرة التي وثق فيها أزيد من أربعين مليون ناخب دليل قاطع على شرعية النظام الإيراني و نزاهته . النزاهة و المصداقية اللتان يفتقدهما الحاكم العربي منذ زمن الحصان و البارود .
و حين يكابر بعض ممن يغض الطرف عن الحالة المزرية التي تعيشها الديمقراطية في العالم العربي و يجاهد لتضخيم المظاهرات التي يشهدها الشارع الإيراني و إضفاء الغضب الشعبي عليها. فإنه (من دون شك) يضحك على نفسه و على العالم , و يخدم بسذاجته دولا استعمارية كل همها هدر دمائنا و ثرواتنا فيما يخدم مصلحتها الخاصة . أما من يتمنى انهيار إيران , فإيران لن تسقط أمام هذه الحملة الغوغاء التي يشنها البعض لأن لها القدرة كدولة على مواجهة ترهات كهذه .
و لو فرضنا مثلا أن إيران في أزمة. هل يعني ذلك أن ندع الأغراب يخربون تنوعها و يشوشون على أمنها الداخلي, كما فعلنا من قبل مع العراق ؟ أم علينا دعمها كتجربة حضارية و مباركة مسيرتها بحكم أنها أحد أركان محور طنجة جاكرتا المسلم ؟
في ظل الشرود و التأثيرات التي يخضع لها المشرع العربي , يبقى من العسير تزكية القيمة الحالية لإيران و الدور الذي من الممكن أن تلعبه في الدفاع عن قضايا الأمة المصيرية , و بما أن أمريكا و حلفائها الغربيين قد شكلوا محور اعتلال عربي ليقف في وجه الصعود الإيراني كقوة إقليمية و نهضة إسلامية . يستوجب علينا كأحرار التصدي لكل ما يهدف إلى تشويه التجربة الإيرانية (المتميزة) و التي كنا نأمل أن يأخذها فراعنتنا الجدد مثالا للنهضة و الكرامة , بدل مقارنة طموحاتها المشروعة مع المطامع الاستعمارية الإسرائيلية و الأمريكية .
و من يظن أن الشارع العربي في كوكب المريخ , فالشارع العربي مدرك تماما لدور إيران الجبار في استمرارية المقاومة البطلة في العراق و فلسطين و لبنان و حتى أفغانستان , و ليس بعيدا أن نلامس عما قريب تضامنا تاما مع الجمهورية الإيرانية , لأن المواطن العربي شاهد بعينيه التي ألفت الخنوع على محيا الحاكم , كيف كسرت إيران طوق الذل و الاستعباد المفروض منذ أمد بعيد على المنطقة.

علاء كعيد حسب










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قضايا الامه المصيريه
كريم الدهلكي اعلامي ( 2009 / 6 / 29 - 06:44 )
الزميل علا كعيد استحلفك بالله من خول ايران ان تدافع عن قضايا الامه المصيريه وهي التي لا تدافع عن ابسط حقوق الانسان والمواطنه في بلدها ايصح هذا واين الديمقراطيه التي انت تتبجح بها اين رجالات الثوره اين احزاب اليسار اين الاحزاب الليبراليه اين القوى التقدميه خارج الاطار الديني اين دور القوى الوطنيه والدينيه والمذهبيه وغيرها من المذاهب التي تخالف الطبقه الحاكمه بالله عليك منذ 29 سنه تنادي ايران بحرق اسرائييل مالذي عملته واقعيا لتدمير اسرائييل بل ان نتنياهو صرح في احد خطاباته ان فوز احمد نجاد هو ما نطلبه لتعميق الصراع العربي الاسلامي الاسرائيلي وهذا ما حصل بالفعل ان ايران تفعل ما سمعناه من العرب ارى جعجعة ولا ارى طحنا فكفو عن المزايدات والمهاترات واستلام الرشى من دوله لاتحفظ كرامة ابنائها قبل ان تحفظ كرامتنا بحجة الاسلام وهم بعيدين عن الاسلام لو تقراء وتبحث ما يدور في ايران من تفشي البطاله والادمان على المخدرات واستهلاك المشروبات الكحوليه الغير صحيه وازدياد عدد العاهرات مقارنه بما كان قبل استلام الخميني السلطه لنالك العجب ولكن انتم من تكتبون عن شيى غير واقعي تصمون اذانكم وتغلقون عيونكم عما يحيط بكم والعولمه ووسائل الاتصال الحضاري لم تعد تخفي ما


2 - شكرا أخي كريم
علاء كعيد حسب ( 2009 / 6 / 29 - 12:00 )
أخي العزيز كريم الدهلكي
شكرا لتدخلك و رؤيتك التي أتقبلهاا بصدر رحب , و من دون أي تردد أجيبك : الذي خول للعرب الدفاع عن قضايا الأمة هو ذاته الذي خول لإيران التدخل في هذه القضايا ( كنا نتمنى فقط أن يضطلع العرب بمسؤولياتهم , بدل التطبيل و النظرة المتعالية ). و حين نتحدث عن ديموقراطية إيران , فعلينا ان نتأمل في الحقائق قبل التصريح بشيء . يا أخي شاهدت التظاهرات التي شاهدتها طهران , أكيد ... هل كان بإمكان تلك الجموع الخروج و التظاهر لولا علمها المسبق بأن النظام الحاكم يحترم الحرية و الحق في التعبير و لن ينكل بها كما تفعل أجهزة الأمن عندنا؟... ملايين العرب يا أخي يقطعون و يعذبون يوميا فهل شهدنا مثل ما حدث في إيران؟ . و حين تتحدث عن الدعارة و المخدرات بإيران , راجع قبل ذلك النسب المرتفعة في عالمنا العربي . لتدرك أين نحن من إيران . أخي كريم الدهلكي , هذا لا يعني أن النظام في إيران متكامل و ديموقراطي مئة في المئة , فله عيوبه طبعا(كسائر أنظمة العالم) لكنه من دون شك أحسن مليار مرة من الديكتاتوريات القابعة على وطننا العربي ...و حين كتبت في الموضوع عبرت عن وجهة نظري كما عبرت أنت عنها , و لم أتلقى مبلغا من المال لأكتب ما كتبت . فأرجوا أن تحترم الناس في نقدك لهم و ألا تصرح بما ليس صحيحا
مع ودي

اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب