الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة الكون عبر الزمان(10) بنية الكون

سامح سعيد عبود

2009 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية



فيما يلى بعض ما عرفناه حتى الآن عن بنية الكون على المستوى الكبير فى مكوناته الأساسية.
(ا) المجرات
بصرف النظر عن المادة المظلمة التى لا تصدر أى إشعاع، وتبلغ درجه حرارتها 3 درجات حرارة مطلقة، وتشكل حيزاً ضخما من الكون، وبصرف النظر عن السحب الهائلة من الغبار الذرى السابحة فى الفضاء، وما لا نهاية له من جسيمات أولية يمتلأ بها الكون ... فان الوحدة الأساسية الكبرى للكون هى المجرات، فالكون المرصود لدينا حتى الآن يحتوى على 100 بليون مجرة، يبلغ قطر الحيز الموجود فيه هذه المجرات 16 مليار سنه ضوئية، وتنشأ المجرات من تكثف الغبار الذرى المكون أساسا من ذرات الهيدروجين و الهيليوم، وهى تتجمع فى مجموعات محلية تسمى عناقيد المجرات، وبالطبع فأن ما يتحكم أو تحكم أو سيتحكم فى تكوين المجرات هى الضرورة ذاتها التى تعبر عنها قوانين الفيزياء الأساسية. لأن هذه القوانين البسيطه فى الطبيعة كالجاذبية ، والمحافظة على القوة الدافعة الذاتيه هى ذاتها فى الكون كله، فالفيزياء التى تطبق على الأجسام الساقطة على الأرض ، وعلى دوران المتزحلقين على الجليد، هنا فى الكون المصغر على الأرض هى ذاتها مطبقة على المجرات هناك فى الكون الكبير.
وتتواجد فى الكون عدة أنواع من المجرات ، فبعضها حلزونية ، والأخرى بيضاوية ، والثالثة دائرية ، والرابعة غير منتظمة، وفى الحقيقة إن المجرات تنفجر وتتصادم بمعدلات عالية جداً .. وبشكل يمتزج فيه النظام والجمال مع العنف والفوضى . على نطاق واسع لا يخطر على البال بما فى ذلك مجرتنا الهادئة نسبيا.
إن تصورنا للمجرات أجساما صلبة ثقيلة هو إحساس خاطىء ، فهى بنى سيالة حيث تتكون كل مجرة من 100 مليار مكون نجمى، فالمجرة مثل الكائن البشرى تماما الذى يتكون من مجموعة من مئة تريليون خلية حية، والموجود فى حالة متواصلة من التشكل والتلاشى ، والذى هو أكبر من مجموع أجزائه.
ويكون من نتائج هذه التحركات والتغيرات العنيفة تجمعات هائلة من سحب الغبار الذرى المكونة بشكل أساسى من الهيدروجين ، والتى تشكل المادة الخام لميلاد مجرات جديدة ، فضلاً عن تشكيلات مختلفة من المادة وإشعاعات هائلة .. وأعتقد أن أى كلمات بشريه تعجز عن التعبير عن الشعور الرهيب ، الذى يتولد لدى كل من يدرك حقيقة الكون، والذى يصعب تخيل مدى إتساعه وحركيته النشطة ، والتى تتدنى أمامها أكثر الاساطير روعة ، وأعظم الخرافات خيالاً بما لا يقاس ، حيث إنها فى النهاية مجرد بنات أفكار عقول بشرية كانت تظن حتى عهد قريب أن الكون كله هو تلك المجموعة الشمسية التى نعيش فيها ، وأن دخول كوكب من كواكب المجموعة الشمسية فى مدار ما لحظة ميلاده تحدد مصير ذلك المولود التافه وصفاته، وذلك فى أحسن الأحوال. وأن مبدعي تلك الأساطير والخرافات من البشر كانوا يظنون إنهم مركز الكون المخلوق لهم، و أن كوكبهم الأرض هو مركز هذا الكون الذى يدور حوله.
من بين 100مليار مجرة رصدناها حتى الآن .. توجد مجرتنا التى نسكنها والتى تشكل مع 11 مجرة أخرى مجموعة محلية من المجرات فى عنقود من المجرات .. وتبلغ مجرتنا من العمر 10 بليون سنة، وهى حلزونية الشكل ، وتحتوى شأنها شان المجرات الأخرى على 100 بليون نجم تدور جميعها حول مركز المجرة ، كما تدور كل النجوم حول مراكز مجراتها ، وربما يكون مركز مجرتنا يحتوى على ثقب أسود هائل يربط كل هذه النجوم بقوه جاذبيته الهائلة ، وتحتوى المجرة على العديد من المجموعات النجمية ، فهناك مجموعات من نجمين أو ثلاث تدور حول بعضها أو حول مركز فرعى خاص ربما يكون ثقب أسود ، كما توجد نجوم منفردة كشمسنا وهكذا ، وأخيراً فأن المجرة تتناثر بها أعداد لا حصر لها من الأجسام الصخريه أو الجليديه تدور حول النجوم أو تسبح فى الفضاء ، كما توجد السحب الهائله من الغازات على أطرافها الحلزونية التى تدور حول مركز المجرة مرة كل ربع مليار سنة 250 مليون سنة
(ب) النجوم
تتشكل النجوم باستمرار من سحب الغبار الكونى المكون أساسا من غاز الهيدروجين مع قليل من الهليوم ، وذلك بفعل قوى الجاذبية بين الغازات ، وهو ما يجعلها تحتك بشدة ، وهو ما يؤدى بدوره لتولد طاقة حرارية هائلة ، تؤدى إلى إندماج نوى ذرات الهيدرجين لتكون نوى ذرات الهيليوم ، وهذا يؤدى بدوره لتولد طاقة حرارية وإشعاعية هائلة ، وهو ما يشكل العملية التى تشكل جوهر النجوم ، وبالتالى فأن هناك قوتان تتنازعان فى النجم ، طاقة الجاذبية بين الذرات والطاقة الحرارية الناتجة عن إحتكاك وإندماج الذرات ، وتفاعل هاتان الطاقتان يرتبط بحجم كتلة الغاز التى تكون النجم ، فإن كان حجم الغاز المكون للنجم صغيرا ، فأن النجم لا يستهلك كل الغاز المكون له سريعا ويصبح مستقراً لفترة أطول بعكس النجوم المكونة من كتل أكبر من الغاز ، والذى يتم إستهلاكه بسرعة أكبر ، وتتحول النجوم البالغة الضخامة إلى ثقوب سوداء و هى كتلة شديدة الكثافة حتى أن ملىء ملعقة شاى من كتلتها يزن ملايين الأطنان ، وهى ذات مجال جاذبية شديد جداً ، أما النجوم الأصغر قليلاً فتتحول لنجوم نيوترون حيث تنسحق ذرات النجم بفعل طاقة الجاذبية ، لتتعادل كل من بروتوناتها والكتروناتها متحولة إلى نيوترونات ، كما تتحول النجوم الأصغر بعد فترة من النشاط ، و بعد أن تفقد الكثير من طاقتها إلى أقزام بيضاء باردة نسبيا ، وهكذا .
فكما تتفاوت النجوم فى أحجامها وأعمارها ومصائرها ، فأنها تتفاوت فى درجة نشاطها فالزرقاء فتية ونشطة للغاية ، والصفراء متوسطة العمر والنشاط ، أما الحمراء فأنها بلغت درجة كبيرة من الشيخوخة وتعانى من الفتور و اللا نشاط ، فالنجوم كما المجرات ليست مجرد أجسام ساكنة تشع الدفء والضياء ، بل إنها ناتج تفاعلات هائلة بين ذرات الغازات التى تكونها ، تؤدى لخلق كل عناصر الأجسام من ذرات مختلفة ، نتيجة عمليات الاندماج بين أنوية هذه الذرات .. فالنجوم تشبه الكائنات الحية فى كثير من الوجوه ، فهى نتاج عمليات إمتصاص ما فى الطبيعة من مواد خام هى ذرات الغبار الذرى و أنويته و جسيماته ، وهى تبنى من هذه المواد الخام مختلف العناصر من دمج هذه المواد ، وإنها لتخرج فائض هذه العملية فى صورة طاقة هائلة تخرج فى صورة إشعاعات كهرمغناطيسية سواء أكانت حرارية أو ضوئية أو .. الخ ، فضلاً عن المقذوفات المادية من العناصر الثقيلة نسبيا ، وهى تعرف الميلاد والطفولة والصبا والشباب والنضج والشيخوخة ثم الموت.
والكون المرصود لدينا حتى الآن يحوى مليارات التريلونات من النجوم ، يتفاوتون فى كل شىء تقريبا ، وقد عبد الكثير من أجدادنا أحدهم وهو الشمس باعتبارها اله الكون ، بالرغم من كونه متوسط الحجم و فى منتصف عمره تقريبا، الا إنهم رؤوه من كوكبهم الارض ، أعظم ما فى الوجود و الأكثر بهاءاً من بين كل الكائنات التى يمكنهم رؤيتها، فضلاً على إنه مصدر الضياء والدفء لهم .. و قد عبد بعضهم أيضا بعض هذه النجوم الذى كانت تنير لهم ليلاً كنجم الشعرى اليمانية ، و يعتقد الكثير من البشر إن مواقع النجوم ثابتة على صفحة السماء ، ونسبوا لمواقعها التأثير فى حياة البشر ، الا إن مواقع النجوم ليست ثابتة اطلاقا ، فكل ما فى الكون من أجرام يتحرك بسرعات خيالية و يغير من مواقعه .. فبعض هذه النجوم نرى ضوءها الشاحب الواصل إلينا بعد العشرات أو الملايين من السنين الضوئية ، ولذلك فأن بعضها قد يكون مازال موجوداً ، والبعض الآخر قد يكون أنفجر منذ زمن بعيد ، فما يمكن للعين المجردة أن تشاهده فى ليلة صافية من أى غيوم هو ثلاث آلاف نجم ، وهو عدد قليل للغاية بالنسبه للحجم الهائل من النجوم الذى لا يمكن مشاهدته الا بالأجهزة العملية من تلسكوبات مختلفة ، وإذا كان المصريون القدماء قد ظنوا أن النجوم هى فوانيس الآلهة مدلاة من نوافذ السماء ، فأن طاليس ظن أن النجوم هى ما نشاهده من ثقوب أسطوانة السماء المحيطة بالأرض الأسطوانية الشكل ، حيث تبدو النيران المستقرة فيما وراء هذه الثقوب ، عند غياب الشمس.
فى كثير من النجوم يحدث إنفجار يسمى السوبرنوفا ، وفيه يحدث أن تتقلص المناطق المركزية فى النجم إلى حالة كثيفة جداً مثل نجم النيوترون أو القزم الأبيض أو العملاق الأحمر أو الثقب الاسود . أما المناطق الخارجية من النجم ، فأنها تتوهج وتتمدد منفصلة عن المركز ، لتتحول هذه الهالة إلى كتل من الذرات الأكثر ثقلاً ، مكونة كتل صخريه أو جليدية هى الكواكب ، وشمسنا ذات الخمسه بليون عام قد نتجت عن إنفجار سوبرنوفا لنجم أكبر، و كأنما شمسنا هى إبنته ، وهى تعتبر الجيل الثانى أو الثالث لنجم آخر هو الجد الأعظم لشمسنا . وقد أنفصلت كتلته الغازية عن سحابة الغبار الكونى التى كونت مجرة درب التبانة ، حيث تعقب مثل هذه الانفجارات تجمعات لكميات صغيرة من العناصر الأثقل ، وتنفصل عن النجوم لتشكل الكواكب وغيرها بعد ان تفقد الكثير من حرارتها لتتحول إلى كتل صخرية أو جليدية متفاوتة الأحجام تدور حول النجوم الجديدة الناتجة عن هذه الانفجارات وهكذا ، والأرض التى نعيش عليها لا تختلف فى قصة نشوءها عن هذا السيناريو وقد كانت أصلاً ساخنة جداً و بلا أى غلاف جوى ، و أخذت قشرتها فى البرودة ، و إكتساب الغلاف الجوى المميز لها ، وسينتهى ، مصير كوكبنا الجميل متوسط الحجم فى إنفجار شبية بانفجار السوبر نوفا الذى كون شمسنا، وذلك بعد 5 مليون سنه حيث ستبتلع الشمس كوكبنا فى انفجارها المنتظر لتتكون كواكب ونجمة جديدة، و إن كان هذا الحدث غير عادى بالنسبه لنا ، فهو إعتيادى جداً عبر الكون كله ، فإذا قدر لأحفاد الإنسان الأبعدين الانتقال لكوكب آخر قبل هذا الحدث المشئوم ، فسيكون هذا مما يدعو للتفاؤل لأنهم سوف يشاهدون نهاية موطن أجدادهم الأبعدين الأصلى، أما إذا لم يقدر لهم الانتقال فسوف نتلاشى تماما مع كوكبنا لكوكب وكائنات أخرى دون أدنى أثر.
إنه فيما يبدو أن حياة على كوكب ما من العدد اللانهائى من الكواكب المتناثرة فى الكون هى أمر تافه بائس للغاية بالنسبة لحجم الكون اللانهائى ، إلا أنه أمر لا يوجد ما هو أهم منه بالنسبة لنا نحن سكان هذا الكوكب العاقلين.
بالإضافة إلى النجوم الطبيعية يوجد بالكون العديد من الأجسام التى تسمى بالنوف أو السوبر نوفا ، وهى عبارة عن أجسام كونية تتمدد بصورة سريعة ، وفى فترة قصيرة من الزمن حتى يصل حجمها النهائى إلى حوالى 15 ضعف حجمها الأصلى ، وفى خلال هذا التمدد فانها تطلق كميات هائلة من الطاقة إلى الفراغ الكونى .
والسيفيد عبارة عن نجوم محاطة بطبقة خارجية من غاز الهيليوم ، وكثافة هذا الغاز تتغير وبصورة دورية منتظمة ، نتيجة تحرر الإلكترونات من الطبقة الخارجية لهذا الغاز ، و السبادروف هى عبارة عن مجموعات من النجوم التى تتحرك فى الفراغ الكونى بسرعات عالية مقارنة بسرعة الشمس.
(ج) الكواكب وغيرها من الأجسام :.
يمتلىء الكون بأعداد لا يمكن حصرها من الأجسام الصلبه التى تدور حول نفسها ، وحول النجوم بفعل جذب النجوم لها ، وقد اعتدنا على تسميتها الكواكب ، وتتفاوت الكواكب فى كل شىء تقريبا ، الحجم والتركيب الكيميائى للصخور ودرجة حرارة السطح ، والغلاف الجوى وجوداً وعدما ، وخصائص المناخ المختلفة من رطوبة وحرارة و ضغط و جفاف ، وتضاريس السطح من جبال وهضاب و وديان ، ومن حيث وجود توابع لها تسمى الأقمار أو عدم وجودها ، كما يمتلىء الكون بالكوكيبات و المذنبات و سائر شظايا إنفجارات الكواكب و النجوم ، والتى تصطدم بالكواكب محدثة بها التدمير تلو التدمير لقشرتها و يسقط القليل جداً منها على الارض فيما يعرف بالنيازك، ويحترق بعضها قبل أن يصب بسطح الأرض فيما يسمى الشهب.
ومن بين كل تلك الكواكب يوجد عدد قليل منها يصلح لحياة شبيهة بحياة الأرض ، وربما كانت توجد أشكال أخرى من الحياة ،بعضها بدائى وبعضها لا يملك ما يملك البشر من وعى وحضارة، والبعض الآخر قد يملك مثل هذا الوعى أو أعظم و تلك الحضارة أو أرقى وهكذا ، فمن بين كل الكواكب التى لا حصر لها ، فأننا لا نعرف سوى القليل للغاية عن بعض تلك الكواكب التى تدور حول الشمس فيما يعرف بالمجموعة الشمسية ، ولا نعرف سوى القليل عن ذلك الكواكب الجميل للغاية و سعيد الحظ جداً المسمى بالأرض ، والذى يبلغ عمره 4.5 بليون سنة ، وهو منزلنا الرائع والمناسب جداً لنا وسط صحراء الكون القاحلة ، والذى ندمره نحن سكانه من البشر بكل بساطة برغم ندرة أمثاله الشديدة عبر الكون ، وندرة أمثالنا الأشد ، فى حين إنه لا يوجد أى وطن آخر قريب فى مجموعتنا الشمسيه يصلح لنا و له ما لهذا الكوكب من ظروف طبيعية مناسبة للحياة.
كانت هذه جولة سريعة للغاية لنعرف الأجسام غير الحية فى الكون ، والتى تسير بسرعات هائلة للغاية سواء بالدوران حول نفسها ، أو حول مراكز لها من أجسام أكبر وأكثر قوة فى مجالها الجاذبى ، سواء أكانت للنجوم أو المجرات .. وقد عرفنا أن هذه الحركة تحكمها قوى الجاذبية التى تحملها جسيمات أولية تسمى الجرافيتونات لينتج عن تبادلها هذه الحركة ، وينتج عنها أيضا ترابط الكون كله فى وحدة متماسكة مترابطة تنقسم لوحدات فرعيه تنقسم بدورها لوحدات أكثر تفرعا. وقد عرفنا إن لكل هذه الأجسام تاريخ ، وإنها لا تعرف الثبات والخلود كما لا تعرف النهاية أو الحدود ، كما لا تعرف الأزلية ولا الأبدية.
(د) الأرض منزلنا الرائع والمناسب جداً لنا وسط صحراء الكون القاحلة
وها نحن نهبط على الأرض ، التى مرت بتاريخ طويل من التشكل ، حيث مرت بأكثر من 18 عصر جيولوجى منذ أن بردت قشرتها الخارجية ، وتصلبت فى صورة صخور تكون قشره صلبة رقيقة عمقها 48 كيلو متر تحوى داخلها كتل الصخور المنصهرة ، فكوكبنا شأن كل الكواكب كان كتلة من الغاز المشتعل شأنه شأن النجم الذى انفصل عنه ، الا أن هذه الكتلة التى أخذت و ضعا وسطيا بالنسبة لمتبوعها أخذت تفقد حرارتها تدريجيا ، لتتقارب جزيئاتها وتتلاحم مكونة ذلك الكوكب بارد السطح نسبيا ، و شكل تاريخ الأرض الطويل عبر العصور الجيولوجيه المختلفة ، الذى يصل زمن أكبرها إلى حوالى 850 مليون سنة وأصغرها حوالى مليون سنة ، وها نحن نعيش فى آخر تلك العصور الذى بدأ منذ حوالى مليون سنة .. وقد كانت الأرض فى كل عصر من هذه العصور الجيولوجية تتميز بمناخ مختلف ومتميز من حرارة و رطوبة و جفاف ، وتركيب كيميائى لصخور قشرتها ، وتركيب كيميائى آخر لغلافها الجوى ، كما تمتعت عبر كل تاريخها بتغيرات حادة فى تضاريسها الجغرافية، حيث تهبط فى أحد العصور أجزاء من القشرة الأرضية و تصعد أخرى ، تلتحم أجزاء و تنفصل أجزاء ، تأكل منها الرياح و الأمطار ببطء وتفتت تربتها ، تملئها المياه وتجف ، وتتغير بحارها ويابستها وسهولها وجبالها ووديانها ومنخفضاتها ومرتفعاتها ، نتيجة حركة قشرة الأرض ، و ما يحدث فى باطنها من تفاعلات تؤدى إلى الزلازل والبراكين التى تحدث تغيرات هائله فى التضاريس، فضلاً على الزوار الخارجين للأرض من نيازك و مذنبات و خلافه ، ونتيجة لكل ذلك ولعوامل أخرى سنذكرها فيما بعد ، تمتع كل عصر بكائنات حية مختلفة منذ أن بدأت الحياة على الأرض منذ أربع آلاف ملايين سنة ونصف على الأقل ، ولا شك أن الأرض سوف تمر بعصور جيولوجية أخرى تتميز هى الأخرى بمناخ وتضاريس وأغلفة غازية و كائنات حية أخرى حتى ينتهى عمر الأرض ككائن مادى متميز بكل ما عليه من كائنات هى جزء لا يتجزأ منه ، تتأثر ببعضها البعض ، وبكل ما على الكوكب من كائنات مادية ، وكأنما هى وحدة واحدة ، تتأثر فى نفس الوقت بالكون الذى تعتبر أحد أجزاءه ، فهى تمر بكل ما عليها مع مجموعتها الشمسية كل 250 مليون سنة بمنطقة معينة فى المجرة، تتكاثر بها سحب الغبار الذرى مما يؤثر على سطحها وما عليه من كائنات مادية حية وغير حية .
و إنبعاج الكرة الأرضية ناتج عن القوة الطاردة المركزية الناتجة عن دورانها حول الشمس ، وهى تؤثر على كل جزء من أجزاء الأرض ، ففى غابر الأزمنة شكلت القوة الطاردة المركزية كوكبنا و أعطته شكل كرة منبعجة من القطبين .. وترتبط الأجسام الحية وغير الحية المحيطة بنا على الأرض بمجال جاذبية الأرض كما تتميز هذه الأجسام بالبطء الشديد فى الحركة بالنسبة لحركة أجرام الكون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرؤية العلمية للواقع
زين ( 2009 / 6 / 28 - 10:26 )
كل الشكر لك اخي سامح على سلسلة مقالاتك التنويرية القيمة التي تلقي الضوء بوجدان علمي على الكون و مكوناته و هو في الحقيقة ما تفتقر اليه المكتبة العربية حيث ان الكتب و الابحاث المتعلقة بالكون لا تزال قليلة و تشوب او تطغى على غالبيتها الرؤوية الطوباوية باستثناء القليل من الكتب المترجمة عن كتاب او بحاثة و علماء غربيين واذا كانت البلدان المتحضرة في اوروبا و امريكا و سواها تنعم باصدارات دورية او مجلات علمية تتابع المكتشفات و الاختراعات عدا المحطات الفضائية المتخصصة و البرامج العلمية و الندوات فأننا لا نزال للاسف دون المستوى العلمي المطلوب مما يكون له اكبر الاثر في تكوين او بالاحرى تكريس ثقافة ظلامية لا عن الكون فحسب بل و عن الطبيعة و الانسان في رحلته منذ النشوء و التطور .. يحضرني الان مجلة تصدر شهريا في الكويت باسم العلوم مترجمة عن مجلة SCIENTIFIC AMERICAN ذات بعد علمي بحت تنشر مختلف البحوث بما فيها ما يستجد من معلومات و اكتشافات متعلقة بالكونيات و هي بالتالي خطوة رائدة من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي نأمل ان تعم كتوجه ثقافي كافة البلدان العربية لا على مستوى الدوريات فحسب و لكن تشمل محطات فضائية علمية ايضا بديلا عن الكم الهائل من الفضائيات الغنائية و الفضائيات الطائفية .. انهي هذا التعليق

اخر الافلام

.. إيران: أسطول جوي قديم ومتهالك؟.. تفاصيل عن مروحية الرئيس رئي


.. الصور الأخيرة للرئيس الإيراني رئيسي قبل تحطم مروحيته وموته




.. الحرب في غزة: هل من تأثير على قطاع السياحة في مصر؟ • فرانس 2


.. تساؤلات في إيران عن أسباب تحطم مروحية الرئيس من بين 3 مروحيا




.. سيناريوهات وأسباب محتملة في تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟