الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قفا .. نضحك

إبراهيم المصري

2004 / 5 / 2
الادب والفن


أكتبُ قليلاً .. وأنامُ كثيراً .. وتقابلُ موجتين لا يعني أنَّ إحداهما ستقدم سمكة مشوية إلى الأخرى .. إنما أحلمُ .. مكتفياً من الجوع بالذهاب إلى صيد الأسماكِ الطازجة .. ودليلي أمامي .. موجة تقفز مثل ضفدع ضخم ...
في العادة .. يكون البحر في مكانه .. ونحن من يضلَّ الطريق إلى المكان الملائم للغرق .. فنغرق في شبر ماء .. أو يميل الخوف بنا إلى شتم الليل .. إنْ طال أمده كما قال طيب الذكر امرؤ القيس .. وليل كموج البحر ...
لم يكن قادراً على حمل صنارته والصبر حتى يصطاد ما يسد رمقه الفلسفي .. فرمانا بمعلقةٍ من أحجار ضخمة تتدحرج مثل صخرته التي حطها السيلُ من علِ ...
من يومها والمعلقة .. عالقة في البلعوم .. لا تنزلق إلى هضم الماضي المسلح بسيوفٍ يمانية ...
هل نحن من فصيلةٍ نادرة .. تدل عليها نخلة تنتصب كخازوق في انتظارنا .. نحن شعب الله الذي ضلَّ وجبته في الصحراء رغم مهارته في اصطياد النساء والظباء ...
لماذا لم نعد نفهم أنَّ .. الحياةَ .. أبسط من مكر مفر مقبل مدبر معاً .. وأن قطعة شوكولاته كما يحرض إعلان تلفزيوني .. يمكن أن تلهبنا بالرقص ...
قفا نبكـ ـي قفا .. ولا تجزموا الفعل بحذف الياء التي تأمر بهبوط القلب .. الياء لينة .. ونحن في معية طرفة بن العبد .. نعيد إنتاج رخام في صلابته مثل أردافِ ناقتهِ التي تبدو كمعبدٍ مهيبٍ نصلي فيه لضروع عجفاء ...
لماذا لا نقبل بالمنخـِّل اليشكري زعيماً وهو الذي قال :
فإذا انتشيت فإنني ربُّ الخورنق والسرير
وإذا صحوت فإنني ربُّ الشويهة والبعير
وكان يقصد على ما يقول علماءُ الكآبة .. أنَّ الخورنق هو الكرنك .. هل هذا صحيح .. أم أنَّ للمعابد مهابتها الجوفاء حين نمر تحت أقواسها متبوعين بالأغنام والماعز والنساء والأطفال .. كوننا رعاةَ خيام اقتلعت أوتادها قنبلة فراغية ...
من نحن ؟ .. ألسنا بشراً في الضعف ونخضع مثل الآخرين لفحص الدم ونصاب مثل غيرنا باللوكيميا وأنفلونزا الطيور ...
لقد حشدنا جيوشاً فاض بها البر والبحر .. وعمرو بن كلثوم لا يزال قائدنا الأعلى الذي قال :
ملأنا البرَّ حتى ضاق عنـَّا
وماء البحر نملؤه سفينا ....
ومع ذلك يحلم بالهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليبدأ حياته ماسحاً للأحذية ...
لقد طفح الكيل .. وحان وقت الإقلاع عن التدخين .. تلك العادة التي لم يعرفها المتنبي بعد رحيل الظاعنين .. لكنها كانت قائمة بخرابٍ ممتع .. يجلس بمؤخرته المتقرحة فوق أطلال .. لم تغادرنا ...
ولن أفضح بالطبع .. عنترة العابس .. كان اسمه هكذا في شهادة الميلاد .. قبل أن يُقبـَّلَ السيوف بحثاً عن شفاه عبلة .. تلك التي كانت بالتأكيد وافرةً في شقائق النعمان ...
لكنه شأن كل فارس .. يحدق الآن من فضائيةٍ عربية .. ويرفض عصيرَ الليمون مُفضلاً عليه الصراخ حتى تكف طائرات الأباتشي عن قصف مضاربنا ...
اهدأ يا سيدي .. كفَّ عن اللوعة قليلاً .. نحتاج فسحة لإخلاء الساحة من قتلانا .. ولرؤية العدو الذي أهداك من حضارته ربطة عنق كي تبدو أنيقاً في وهمك أنَّ انتصابك الذكوري يمكن أن تلحظه الجميلات في ربطة العنق ...
نحتاج فسحة لرؤية أعناقنا تحت الشفقة .. وحتى لا نخلط بين المارينز وصلصة التوباسكو .. وكلاهما يُسيِّل الدمَ على حياتنا لتصبح أشهى مذاقاً ...
نحتاج أن نرى أنفسنا في تقابل مرآتين .. تكرران إلى ما لانهاية .. صورة بدوي .. حطت به الطائرة في مطار شارل ديجول .. ولا يعرف كيف سيخرج من هذه المحنة التي تصيب عنقه بالتصلب .. كون الإبل التي ساقها معه لا تجيد لغة أخرى غير القتل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال


.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما




.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم


.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا




.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور