الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحظة ليبرالية ... لو استمرت ؟

شامل عبد العزيز

2009 / 6 / 28
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


هل فترة الاستعمار وما بعد ( اللحظة الليبرالية ) أفضل لعالمنا العربي أم وأد الليبرالية وظهور الأنظمة الشمولية هي الأفضل ؟
وردت تعليقات على سلسلة المقالات الثلاثة ( تأثير التيارات الدينية في الوعي الاجتماعي للمرأة العربية ) . تطرقت حول الاستعمار ودور البرجوازية في حركات التحرر الوطني.
تطرقنا في مقالات سابقة على أن فترة الملكية في كل من مصر والعراق كانت أفضل بكثير وفي كافة المجالات من فترة ما بعد ثورة 1952 في مصر و1958 في العراق .. هذا بالإضافة إلى الدول الأخرى التي انتهجت نفس المسار..
نحنُ نرى أن جميع مصائبنا وكوارثنا وتخلفنا سببه محاربة تلك الفترة والتي لو قُدر لها أن تستمر لتغيرت أوضاعنا بدون أدنى شك إلى الأفضل مما عليه الآن .
إضافة إلى أن الأستاذ مختار ملساوي وفي عدد من تعليقاته المتنوعة كان يشير بصورة أو بأخرى إلى أن الديمقراطية الليبرالية كانت الأنجع لوطننا بصورة عامة وكان دائماً ما يتساءل بما معناه : كيف انحسر دور الليبرالية في عالمنا العربي.. ( وهذا كان شغلي الشاغل ) . خصوصاً بعد ظهور الأطروحات الإسلامية واليسارية والتوافق بين الإسلاميين واليساريين ضد الليبرالية في تلك الفترة. وهي من الأسباب الرئيسية كما سيتبين لاحقاً...
شغلتني قضية انحسار الليبرالية في تلك الفترة وقرأتُ الكثير عنها ولكنني لم أجد الجواب الشافي ( والسبب الرئيسي أنني حديث العهد ولم أفقه في السياسة) . إلا أن عثرتُ على ما جاء به الدكتور سعد الدين إبراهيم والذي سوف نتناوله فيما بعد . وكان بالنسبة لنا أفضل تحليل للأسباب التي أدت إلى وأد الليبرالية وانحسارها .
سوف تكون الإجابة عن هذا السؤال ( أيهما أفضل لعالمنا العربي ... ؟ ) . من وجهة النظر التي نتبناها وهي أن الاستعمار واللحظة الليبرالية أفضل بكثير . وليس لدينا دليل سوى الواقع الذي يعيشه العالم العربي حالياً مقارنة مع تلك الفترة التي نقصدها بدءاً من نظافة الشوارع وانتهاءاً بصناعة السينما ودار الأوبرا والمرأة و هامش الحرية الممنوح لجميع الشعوب .. ( اللحظة الليبرالية ) : تسمية مقتبسة من الدكتور غسان سلامة وردت في كتابه ( نحو عقد اجتماعي عربي جديد ) .
في الوطن العربي اليوم 22 كياناً قطرياً .. 9 منها في شمال أفريقيا . 13 في غرب أسيا .. يفصل بين المجموعتين حاجز مائي جزئي هو البحر الأحمر .
أولى الدول التي حصلت على استقلالها مصر .. أخر دولة حصلت على استقلالها جيبوتي .
حينما حصلت الكيانات القطرية العربية على استقلالها الجزئي أو الكلي مارس معظمها نوعاً من الديمقراطية الليبرالية على النمط الغربي .
مصر / العراق / سوريا / لبنان / الأردن / السودان / المغرب / تونس / ليبيا / الكويت / الصومال / موريتانيا ..
تم إنشاء مجالس برلمانية .. عقد انتخابات عامة .. استمرت هذه الممارسة الديمقراطية الليبرالية في ظل صحافة حرة نسبياً ..
كان هناك أنظمة حكم ملكية عند الاستقلال : مصر – العراق – الأردن – المغرب – ليبيا – الكويت .
واختارت أن تكون ملكيات دستورية .
وكان هناك أنظمة حكم جمهورية . سوريا – لبنان – السودان – الصومال – موريتانيا . ( انظروا إلى الصومال حالياً لكي يتبين للجميع بوضوح نوعية تلك المقارنة التي نقصدها ) ..
وكان هناك أنظمة حكم ملكية مطلقة : السعودية – اليمن – عُمان – الخليج عدا الكويت .
أو جمهوريات أخذت بنظام الحزب الواحد أو الجبهة الوطنية الواحدة منذ البداية . الجزائر واليمن الديمقراطية .
إذن أغلبية الأقطار العربية عند الاستقلال بدأت بديمقراطيات على النمط الغربي .
وهذا ما يسميه الدكتور غسان سلامة ( باللحظة الليبرالية ) في الوطن العربي ..
يقول الدكتور سعد الدين إبراهيم المنسق والمحرر لكتاب ( المجتمع والدولة في الوطن العربي ) :
ساعد على ذلك ( اللحظة الليبرالية ) أن الصفوة السياسية النشطة التي قادت النضال ضد الاستعمار من أجل الاستقلال كانت الطبقة الوسطى الحديثة ذات التعليم العصري والمتأثر بالفكر الليبرالي والقومي الأوربي .
وحاولت تكوين أحزاب على النمط الغربي : الوفد في مصر / الاستقلال في المغرب / الدستوري في تونس .
ولأن هذه كانت أحزاباً جماهيرية كبرى وقامت بدور حاسم في قيادة الكفاح من أجل الاستقلال فقد ارتضت النخبات الحاكمة التقليدية الملكية تلك الصيغة الليبرالية التعددية عند الاستقلال .
دامت الحقبة الليبرالية في عدد من هذه الأقطار عدة عقود قبيل الاستقلال وبعده .. وأدت هذه الممارسة الليبرالية عدة وظائف أهمها :
- أضفت شرعية على الكيان القطري ( في ظل الهيمنة الأجنبية المباشرة).
- أضفت شرعية على بعض النخب التقليدية الحاكمة .
- أعطت الأحزاب التي ناضلت من أجل الاستقلال شرعية .
يستمر الدكتور سعد الدين إبراهيم في عنوان له ( ظهور الأحزاب والتنظيمات والأيديولوجيات اللاديمقراطية ) ( وهذا هو الذي أشرنا إليه في السطور السابقة ) فيقول :
بعد سنوات من الاستقلال الاسمي ( الجزئي أو الكلي ) وفي ضوء التطاحن بين الأحزاب ذات التوجه الليبرالي وتلاعب القصر أو القوى الأجنبية في مجريات الممارسة الديمقراطية بدأت تظهر في عدد من الأقطار العربية أحزاب وتنظيمات تعبر عن سخطها حيال اللعبة الديمقراطية .. وتعزو إليها التلكوء في استكمال الاستقلال أو عدم تحويله إلى حقيقة واقعة ..( لغاية في نفس يعقوب ) . أو التعثر في تلبية مطالب شعبية أخرى مثل العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والوحدة العربية ( أو المغربية ) أو الأصالة الإسلامية ( وظلت لحد الآن هذه الشعارات حبراً على ورق من قبل المنادين بها ). ولأن هذه الأحزاب والتنظيمات أدركت أن وصولها للسلطة أو مشاركتها فيها . أمر غير مؤات في ظل الأوضاع السائدة فقد نزعت إلى التشكيك في الصيغة الليبرالية أو مهاجمتها صراحة .( ولا زالت تفعل ذلك ) . وروَجت لأيديولوجيات سلطوية أو شمولية .
بعض هذه الأحزاب والتنظيمات كان متأثراً بالأفكار والممارسات الفاشية الأوربية في فترة ما بين الحربين .. وروَج لمقولات مشابهة .. وإن أخذ بشعارات شعبوية وتراثية مثل ( المستبد العادل – والحاكمية لله والقرآن ) ..
من نماذج هذه الحركات وهذه الأحزاب كل من ( مصر الفتاة ) ( وجماعة الأخوان المسلمين ) في مصر والسودان والمشرق العربي ( وحزب التحرير الإسلامي ) في فلسطين والأردن ( وحزب الكتائب ) في لبنان (والحزب القومي السوري ) في أقطار الهلال الخصيب وبعض أجنحة ( حزب البعث العربي الاشتراكي ) (وحركة القوميين العرب ) وكل منهما وضع مطلب الوحدة العربية في قمة أولوياته .. ( حديث خرافة يا أم عمرو ) .
كما نجد نموذجاً آخر للتنظيمات ذات الأيديولوجيات اللاديمقراطية التي وضعت المسألة الاجتماعية في قمَة أولوياتها وهاجمت بدورها اللعبة الليبرالية الديمقراطية في أقطارها .. وهي كل الأحزاب الشيوعية الماركسية العربية السرية (حيث لم يكن مصرحا لها بالعمل في معظم الأقطار العربية ) . وقد لاقت هذه الدعوات الشعبوية اللاديمقراطية رواجاً تدريجياً مع استمرار تعثر أنظمة الحكم والأحزاب الليبرالية في إنجاز المطالب الشعبية أو مع إصابتها بانتكاسات وهزائم عسكرية ( حرب 1948 ) .
كما دعم من انتشار دعواتها يأس قطاع واسع من الطبقة الوسطى من فعالية الأحزاب الليبرالية التي أيدتها في فترة سابقة .. ووفود جماعات ريفية كبيرة هاجرت إلى المدن ولم يتم استيعابها في القطاعات الاقتصادية الحديثة بسرعة وسهولة . فأصبحت بمثابة بروليتاريا هلامية تستجيب بتلقائية نسبية للشعارات الشعبوية السلطوية والشمولية ..
هذا فضلاً عن أن الأحزاب الليبرالية المتنافسة ذاتها لم تكف عن اتهام بعضها بعضاً بتزوير الانتخابات أو التلاعب بالأصوات والنتائج . وكانت هذه الاتهامات المتبادلة مادة سهلة في أيدي الأحزاب غير الليبرالية للتشكيك أكثر وأكثر في عبثية التجربة الديمقراطية برمتها .
كل هذه العوامل جعلت التجربة ( الديمقراطية الليبرالية ) محكوماً عليها بالإجهاض أو الموت المبكر ..
مصر 1923 – 1952 / العراق 1930 – 1958 / وفي فترات أقصر سوريا / السودان / ليبيا / تونس / المغرب / الصومال / موريتانيا / الأردن ...
إن الذين مارسوا هذه التجربة ( الديمقراطية الليبرالية ) واستفادوا منها لم يتعدوا الشريحة العليا من الطبقة الوسطى الحديثة والطبقة العليا بكل أجنحتها ( البرجوازية التجارية – كبار ملاك الأراضي – البرجوازية الصناعية ) وكانوا هؤلاء جميعاً لا يتجاوزون 10% من مجمل السكان . أما بقية شرائح الطبقة الوسطى الحديثة وفضلاً عن الطبقة العاملة الجديدة ( البروليتاريا المنظمة ) والبروليتاريا الهلامية والفلاحين (85%) من مجمل السكان فلم يستفيدوا من هذه الديمقراطية .. حتى لو كان بعضهم قد عُبًي بين الحين والأخر للتصويت في الانتخابات النيابية ..
يقول الدكتور سعد الدين إبراهيم :
إن الليبرالية مثلت لحظة خاطفة في بدايات عهد الاستقلال في معظم الأقطار العربية دون أن تجد التربة أو المناخ المناسبين للتجذَر والنمو ..
مرَت اللحظة الليبرالية الأولى ( إذاً) ولم تترك إلا ذكرى ووعداً بإمكانية العودة ..
أُجهضت الديمقراطية أو وئدت الليبرالية بطريقتين رئيسيتين في الأقطار التي شهدت لحظتها الأولى بعد الاستقلال ..
الطريقة الأولى : من خلال الانقلابات والثورات التي اقتلعت النظام القديم وأحلت محله أنظمة حكم تعتمد على مجالس ثورية أو حزب واحد أو تنظيم جبهوي واحد .
الطريقة الثانية : كانت تقويض التعددية الليبرالية صراحة أو ضمناً دون تغيير نظام الحكم من ملكي إلى جمهوري أو العكس ..
الآن أيهما أفضل للبلاد العربية تلك الفترة التي تحدثنا عنها ( الاستعمار ولحظة الليبرالية ) أم الفترة التي تلتها والتي نعاني من أثارها لحد الآن وعلى كافة المستويات ؟
لا أدري ؟ فأنا لستُ فقيهاً في الحركات الإسلامية وكذلك لستُ ضليعاً في الحركات والتيارات الأخرى ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكراً أستاذ شامل
عبدالله أبو شرخ ( 2009 / 6 / 27 - 21:57 )
ذات مرة كتبت بمنتدى أن الاستعمار الفرنسي لو استمر أفضل للجزائر من الجماعات الإسلامية المسلحة التي ذبحت الأطفال بل وأفضل من الحكم الشمولي الديكتاتوري. تأمل كوريا الجنوبية المحتلة من أمريكا وتأمل الوطن العربي. أقصد المعتقل العربي أو بلاد قمعستان كما سماها الشاعر الكبير نزار قباني.
أعتقد أن الاستعمار ولحظة الليبرالية أفضل بكثير من الوضع الحالي، بل إنني أعتقد أنه سيأتي يوم نطالب فيه الأوروبيين بإرجاع وصايتهم علينا لأنه ليس بمقدرونا بناء دولة مدنية حديثة. ثقافتنا لا تسمح بذلك والحل هو أن تفرض من الخارج. أن مؤيد للدكتورة وفاء سلطان في هذا الموضوع.


2 - تجري الرياح
مختار ملساوي ( 2009 / 6 / 27 - 22:08 )
سيد شامل، تتساءل في خاتمة المقال: -الآن أيهما أفضل للبلاد العربية تلك الفترة التي تحدثنا عنها ( الاستعمار ولحظة الليبرالية ) أم الفترة التي تلتها والتي نعاني من آثارها لحد الآن وعلى كافة المستويات ؟
لا أدري ؟ فأنا لستُ فقيهاً في الحركات الإسلامية وكذلك لستُ ضليعاً في الحركات والتيارات الأخرى- ..
بحكم تجربتي المتواضعة وكوني انتميت أولا إلى حزب وطني قومي (جبهة التحرير الوطني) التي قادت الثورة ضد الاستعمار ثم قادت البلاد بعد الاستقلال وكانت تزعم أنها يسارية، ولم أقنتع بساريتها بعد أن تفشت فيها البيروقراطية والوصولية والانتهازية والتبرجز، فأوغلت أكثر نحو اليسار الماركسي، أما خيار اللبرالية فلم يكن يخطر على بالي أبدا لأنني كنت مقتنعا أو أقنعوني أن الديمقراطية وليس اللبرالية فقط هي ترف برجوازي تحتكره أقلية من أولئك الذين يملكون وسائل التعبير والتأثير المادية المالية على الناس. أما الجماهير الكادحة فلم تكن الديمقراطية من أولوياتها ولا لها من الوعي والتعليم ما يمكنها من خوض غمار هذه التجربة.
وعليه فالسؤال الحقيقي، حسب تقديري، ليس الذي طرحته يا أخ شامل حول أيهما أفضل؟ بل هو كالتالي:
لماذا فشلت تلك التجربة الديمقراطية اللبرالية؟ وهل يكفي إلقاء اللوم وتحميل الثورات والانقلابات في ه


3 - لأنهم أبتلوا بهذا الدين
سردار أمد ( 2009 / 6 / 27 - 23:56 )
كل الشعوب كان لديها اديان تدين بها وهي أديان لا توجد لديهم مشاكل مع العلم او مع الغير، ، لكن من سوء حظ المسلمين أنهم ابتلوا بالإسلام، ففي الإسلام (الذي من أساسياته المشاكل مع الغير ومع التقدم والرقي)، لا توجد حلول وسط... إما كافر أو مسلم...ونتيجة للمستوى الثقافي المتردي... أختاروا مسلم، وذلك الخيار له استحقاقات...من اولى أستحقاقاته عدم التفكير أو النقاش او البحث، لأن ذلك من الكفر، وبأعتبار أنه ليس بمقدور اياً كان أن ينفى دين الآباء والأجداد...لأن ذلك يحتاج لطاقة فكرية المسلمين محرومين منها، بقي المسلمون في وضعهم المأساوي، وأصبحوا مشكلة لغيرهم.
مشكور زميل شامل على ما تكتبه


4 - ماكان لتلك اللحظة أن تستمر
رعد الحافظ ( 2009 / 6 / 28 - 01:35 )
أولا أحييك أخي شامل على جهدك الرائع وأود إعلامك بأني كلما أود تحليل موضوع شائك وأجد نفسي متقاعس عن البحث في المراجع أو لتشتت وقتي في أمور الحياة الاخرى , أجد أنك قد كتبت عن ذلك الموضوع وقدمته لي على طبق جاهز فشكرا لك وسأحاول الاستفادة من مقالتك هذه في طرح بعض التساؤلات علك تغنيها في قادم الايام
أولا أقول على اللحظة الليبرالية في عالمنا العربي ..يا ريتها دامت , لكن ليس كل مايتمناه المرء يدركه , والامور لاتسير بالهوى والرغبة عندنا , والسبب الاول في ذلك بظني هو طبيعة مجتمعاتنا العربية الشرقية التي ملئت بواسطة الدين بكل أنواع التزمت والتعنت والتشنج والتخلف والفكر التسلطي من الاب مع أولاده والرجل مع المرأة الى أعلى مستوى في الدولة اي الرئيس مع شعبه
وكي لا نظلم الواقع فلا نعمم وأقول الغالبية هكذا , وفقط جزء من النخبة المثقفة وليس جميعها قد حرر عقله من تلك القيود وها نحن نجدهم ونقرأ لهم في الحوار المتمدن , وقد أشار السيد مختار الى ذلك أيضا في تعليقه ,وطبعا أشار كل المفكرين الكبار في كتاباتهم الى ذلك , من د.علي الوردي الى الدكتورة وفاء سلطان, نعم قد دمر الدين نفسيات ودواخل غالبية الناس بعد أن حيد نصفه اي المرأة مقدما..مثال بسيط يوضح رأيي ..حيث لم نسمع لا احتجاج ولا تظاهرات في الدول ال


5 - اللبرالية ليست لها حلول لمشكلاتنا الأقتصادية
خالد عبد الحميد العاني ( 2009 / 6 / 28 - 05:35 )
من هم اللبراليون في عالمنا العربي؟ إنهم في الغالب ممثلي الطبقة البرجوازية التي إرتبط نشوئها بفترة الأستعمار الذي أقام بعض ا المشاريع التي تخدم مصالحه العسكرية فقام بإنشاء مشاريع السكك الحديد وبعض المشاريع الصناعية الصغيرة فتكونت طبقة برجوازية إرتبطت مصالحها بوجود تلك المشاريع ولكن هذا لم يمنع من بروز قوى وطنية مثقفة برزت من صفوف تلك الطبقة الوفد في مصر والحزب الوطني الديمقراطي في العراق كأمثلة على ذلك كما برزت قوى وطنية لبرالية من صفوف الطبقة الوسطى من المثقفين ساهمت في النضال من أجل الأستقلال. لم تمتلك تلك القوى القدرة الأقتصادية للقيام بتنمية إقتصادية وبشرية بعد الأستقلال وذلك لعدمم وجود تراكم لرأس المال الوطني فبقيت تلك الطبقة تابعة لرأس المال الأجنبي مما وضعها في تناقض مع مصالح الأغلبية الساحقة من طبقات الشعب الأخرى.لقد أفرزت نتائج الحرب العالمية الثانية ظروفا موضوعية وذاتية لنشوء حركات راديكالية أطاحت بمعظم الحكومات اللبرالية كما في مصر, العراق, سورية وغيرها من البلدان العربية وبسبب الأستقطاب العالمي الكبير في فترة الحرب الباردة فقد إنعكست تلك الظروف على وضع البلدان العربية بعد الأستقلال والتي جاءت الى السلطة بأنظمة عسكرية تقودها طغم عسكرية برجوازية صغيرة وبحكم طبيعتها الب


6 - تُرى من هو الذي يزور التاريخ ؟؟
عدنان عاكف ( 2009 / 6 / 28 - 06:11 )
الأستاذ شامل عبد العزيز
كنت من بين القراء الذين لم يقتنعوا باطروحاتك الفكرية بشأن أفضلية الحكم الملكي، وكيف ان الباشا كاد ان ينقل العراق الى مستوى جنوب إيطاليا. ولأني أمي وجاهل بموضوع الاقتصاد لم أجد أمامي سوى المعطيات الاقتصادية التي قدمها واحد من أشهر رجال العراق في الاقتصاد في النصف الثاني من القرن العشرين، وهو د. ابراهيم كبة لكي أقنعك بان استنتاجاتك لا يبررها الواقع. ومع ذلك كابرت وصرخت بوجهي وبالبند العريض - عدنان عاكف ... يزور التاريخ -. قد يكون معك الحق ولا تريد ان تعترف بابراهيم كبة بسبب ميوله الماركسية. حسنا! أرشح لك الشخصيات التالية وهي من أشهر قيادات التيار الديمقراطي الليبرالي في العراق، منذ النصف الأول للقرن الماضي وحتى الآن : كامل الجادرجي، محمد حديد، حسين جميل، ،د. عبد الخالق حسين
أما الآن فاسمح لي ان أهديك هذه المعلومات البسيطة عن بلد أمضيت فيه نحو 15 سنة كانت من أجمل سنوات عمري. وهو البلد الذي آواني واحتضنني مع سفر جوازي المزور بعد ان ضاقت بي ،وبالمئات من زملائي الدنيا. أتمنى ان تساعدك المعلومات الواردة في هذا النص ان تجيب على سؤالك : أيهما أفضل للبلاد العربية تلك الفترة التي تحدثنا عنها ( الاستعمار ولحظة الليبرالية أم الفترة التي تلتها والتي نعاني من أثارها


7 - للأستاذ عدنان عاكف
نادر قريط ( 2009 / 6 / 28 - 11:31 )
تحية وبعد:
قرأت بإهتمام ما ورد في تعليقك رقم 6 ، وهذا ما أنتظره من باحث يسعى للحقيقة
وأرجو المعذرة فأنا لم أقرأ نص الكاتب، فقد سبق لي أن قطعت الحوار معه لهذا لا أستطيع إبداء الرأي بمواضيع لم أقرأها.
لكن تقديرا للمعلومات الواردة في التعليق، كنت أتمنى لو تنشرها كبحث منفصل ومستقل فقد سبق لي الإطلاع عليها كونها وردت في أدبيات يسارية أوروبية عديدة .خصوصا معلومات الرحالة فيلهم شيمبرا الذي تحدث عن التعليم في الجزائر وتراجع الأمية في الجزائر عام 1831 وتفوقها على مثيلها في فرنسا..
وكما أقدر سعيك للبحث والحقيقة ، فإنك تقدر أيضا ممارستي للنقد ..وهنا إسمح لي بمايلي:
أولا : كل ما أوردته من معلومات موثقة تصطدم بحاجز دوغمائي ، تحكمه روح العصبوية فالتيار الليبرالي في هذه الصفحة لا تهمه الحقيقة، فهذا آخر ما يشغله
ثانيا : من العبث المناقشة مع الدوغمائي
ثالثا: بحثك هذا يتضمن بعض الإنتقائية .. وشخصيا أثق بأن التعليم في الجزائرقبل الغزو الفرنسي كان أفضل من مرحلة نظام الآبارتهايد الذي خلقه المستوطنون العنصريون، وأتفق في الملاحظة العامة لفيلهم (لكن إحصاءه مبالغ به حسب رأيي) فلا تنسى أن فرنسا كانت آنذاك قد دخلت عصر الثورة الصناعية وكان لديها ديكارت وروسو وفولتير والبرجوازية في ح


8 - تعقيب
شامل عبد العزيز ( 2009 / 6 / 28 - 14:59 )
الأستاذ عبدالله أبو شرخ شكراً جزيلاً على مرورك وأقول لك في إحدى المرات علق الأستاذ مختار ملساوي على إحدى مقالاتي عندما ذكرتُ زيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك للجزائر كيف اصطف الشعب الجزائري على الطرقات ينادون ( فيزا )وهذا أكبر دليل على الفرق بين الاستعمار وبين الحكومات . مع التقدير سيدي
الأستاذ مختار الأسباب التي أوردتها في تعقيبك واضحة ولا تختلف عن العنوان الذي جاء به الدكتور سعد الدين إبراهيم ومنكم نستفيد سيدي الفاضل كما أن الأستاذ سردار اختار عنواناً واحداً إلا وهو الدين شكراً سيدي سردار أتمنى أن اقرأ لك قريباً.الأستاذ رعد الحافظ ليس هناك حدة في التعبير .. ألم تقل سابقاً أننا نتشابه كثيراً كذلك أكتب في كل مرة ما يدور بخاطرك . شكراً أبو سيف أتمنى لك التواصل .الأستاذ خالد عبد الحميد العاني أنا احترم وجهة نظرك جداً ولكن لستُ ملزماً بما تقول فالوقائع تُثبت عكس ما تؤمن به أنت . مع تقديري واعتزازي . الأستاذ الدكتور عدنان عاكف شكراً على المعلومات القيمة التي أوردتها ونحنُ هنا لا نتحدث عن التزوير ولا أعتقد كذلك الأخ مختار يعنيه الأمر فأنا أبعد شخص على تزوير الحقائق والتاريخ لسبب بسيط جداً وهو أنني لا أملك المعلومات القيمة التي تستشهد بها أنت ومن يؤمنون معك بنفس الأفكار حتى أستطيع أن ات


9 - إلى صاحب التعليق رقم 7
شامل عبد العزيز ( 2009 / 6 / 28 - 15:17 )
الأستاذ الفاضل بما أنك أبو حيان الحوار فليس من المعقول وخاصة مع دوغمائي مثلي أن تصفني بالعصبوية دون أن تقرأ مقالتي ؟ أليس من الجائز أنها تتغزل فيك وفي معلوماتك القيمة ؟ فلماذا تحكم على شيء قبل أن تعرف ما هو ؟ هل هذه هي أصول الكتابة في الأدب والحكمة ؟ أنا دائماً أقول نحنُ ليس في حلبة مصارعة وليس في مقهى شعبي في الباب الشرقي ولكن نحنُ نكتب ونعلق على صفحة جريدة يومية مستقلة لها أهدافها ولذلك سوف لن أرد عليك إلا بما يليق بهذه الجريدة وأقول لك من باب الحكمة والأدب :
قالوا في علم المغرورين ما يلي :أفضل الأشياء التزيد من العلم فإنه من أقتصر على ما يعلمه فظنهُ كافياً استبد برأيه وصار تعظيمه لنفسه مانعاً له من الأستفادة والمذاكرة وتبين له خطأه وربما كان معظماً في النفوس فلم يُتجاسر على الرد عليه ولو أنه أظهر الأستفادة لاهديت إليه مساويه فعاد عنها .. .
هذا في الحكمة والأدب أما في الشعر فسوف أقول لك من قصيدة أحفظها منذعام 1995 هذه الأبيات:
فإن يكُ حلمي مدً أعناق جهلهم فلا زلتُ فيهم يجهلون وأحلمُ.
وما أنا ممن يغلبُ الجهل حلمه وينزو على الأعراض أو يتهجمُ.
ولكن صفوحُ حين أظلم قادراً وان كنت في بعض الآحايين اظلمُ .
فإن كان حلم القادرين مذلةً فإني ذليل غير أني مُكرَم .
شكراً ج


10 - الى اصحاب التعليق رقم 6 و 7
Suzan ( 2009 / 6 / 28 - 17:56 )
أستاذ شامل،
اشكرك على المقالة المفيدة . ومرة اخرى يساء استخدام الحوار المتمدن الرائع والذي يهدف لحوار حضاري بين المثقفين ويكون مكان للحسد والغيرة الشخصية بين الكتاب واقول مره اخرى للاسف الشديد.
ولكن ردك كان اكثر من رائع وحلمك جميل جدا .
الى اصحاب التعليق رقم 6 ورق 7 الذي حتى لم يقرأ المقال أقول: اذا كنت في موقع اللاستاذ شامل عبد العزيز للنقد فقط فنقدك مرفوض تماما حيث ان الهدف من النقد هو توضيح وجهات النظر الاخرى ولكن ان يكون النقد للحقد فقط فانا ارفضه وانا واثقة ان جميع القراء يرفضونه تماما.
مرة اخرى شكرا على المقالة للاستاذ شامل وارجو ان لا يوقفك حسد الحاسدين ....

سوزان


11 - إلى السيد خالد عبد الحميد العاني
مختار ملساوي ( 2009 / 6 / 28 - 18:04 )
تقول: (إن التنمية الحقيقية في البلدان النامية ومنها البلدان العربية لا يمكن أن تنهض بها سوى رأسمالية الدولة التي تقودها أنظمة ديمقراطية بقيادة أحزاب تؤمن بالتنمية الشاملة من أجل الخروج من عنق الزجاجة ونقل بلداننا المتخلقة نقلة نوعية من أجل بناء قاعدة إقتصادية قوية للعبور الى المرحلة الرأسمالية, أما أحزاب البرجوازية الوطنية فهي أعجز من أن تكون قادرة على قيادة هذا التطور المنشود بسبب طبيعتها الطبقية وضعف الرأسمال الوطني الخاص والذي يأبى إلا أن يكون خاضعا.)
نحن في حاجة إلى الاستفادة من التجربة الكورية مثلا، على الأقل اقتصاديا. كانت الدولة هناك تقيم المشاريع وتمولها وعندما تنجح تسلمها للخواص مع بقاء الدولة تراقب من بعيد. ما أحوجنا إلى أمثال الرئيس الكوري بارك شونج.. أما تكفل الدولة بكل شيء فقد ثبت فشل ذلك لتغلب البيروقراطية على التسيير.
تحياتي


12 - إلى السيد نادر
مختار ملساوي ( 2009 / 6 / 28 - 18:23 )
الرحالة الغربيون كتبوا كثيرا عنا، بما يسرنا وبما يؤلمنا. لكن عموما علينا أن نأخذ عنهم أقوالهم بحذر شديد. فأنا مثلا قرأت مذكرات شالر وكان ألمانيا وضابط مدفعية وقد أسره الجزائريون، وقد أورد حكايات عن رحلته أسيرا نحو مدينة قسنطينة عاصمة الباي أحمد الذي كان يحارب الفرنسيين يومئذ في غاية الغرابة تدل على الغفلة التي كان عليها الجزائريون يومئذ. مثلا، كانت القبائل التي يمرون عليها تطالب برأسه لأنه كافر، وكان آسروه يقولون لهم إنه مسلم، ثم يقعون في حرج كبير عندما يطالب الأهالي بالكشف عن ذكره، وصحة ختانه!!!
ولهذا فأنا أقرأ تعقيبك بشيء من القبول يقابله شيء من التحفظ، خاصة عندما تقول للسيد عدنان:
(ثالثا: بحثك هذا يتضمن بعض الإنتقائية .. وشخصيا أثق بأن التعليم في الجزائر قبل الغزو الفرنسي كان أفضل من مرحلة نظام الآبارتهايد الذي خلقه المستوطنون العنصريون (هو أفضل من حيث ماذا؟)، وأتفق في الملاحظة العامة لفيلهم (لكن إحصاءه مبالغ به حسب رأيي) فلا تنس أن فرنسا كانت آنذاك قد دخلت عصر الثورة الصناعية وكان لديها ديكارت وروسو وفولتير والبرجوازية في حين كانت الجزائر وكل المغرب لا تزال تعيش مرحلة الإستبداد الشرقي القروسطي.. وهذه نقطة ليست في صالح تحليلك). (فكيف يكون التعليم أفضل؟)
أما عدا ذلك من الق


13 - إلى السيد مختار
نادر قريط ( 2009 / 6 / 28 - 19:11 )
أقصد تعليم القراءة والكتابة فقد كان في الجزائر عام 1830 أكثر إنتشارا من فرنسا .. من ناحية الكم وليس الكيف وهو تعليم كتاتيبي غرضه تعليم القرآن ، في حين كانت البرجوازية الفرنسية قد أسست آنذاك التعليم الحداثي النوعي الذي يُدرس لافوزييه وديكارت .تحياتي

اخر الافلام

.. أقوى تعليقات على كابلز وفيديو كليبات مع بدر صالح ????


.. خوارزميات الخداع | #وثائقيات_سكاي




.. من هي وحدة عزيز في حزب الله التي اغتالت إسرائيل قائدها؟


.. رئيس التيار الوطني الحر في لبنان: إسرائيل عاجزة عن دخول حرب




.. مراسلتنا: مقتل قائد -وحدة عزيز- في حزب الله باستهداف سيارته