الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رد على تعليق

أيوب أيوب

2009 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


كتب السيد أبو اياد تعليقا على نصي المنشور بالحوار المتمدن بتاريخ 25جوان2009 بعنوان (الثورة في إيران، دروس الماضي تخيم على الحاضر)، وجدت انه من المفيد تناول بعض النقاط المطروحة في هذا التعليق والتي من شأنها مزيد إضاءة الموضوع.
- يقول أبو إياد في تعليقه أن الموضوعة التي طرحتها في نصي حول الموقف من الأنتي-إمبريالية قد تم تناولها من طرف "قادة الشيوعية العمالية". طبعا، فأنا لم أدع البتة أنني ابتدعت الموقف من الأنتي- إمبريالية، أو أن هذا الموقف هو من ابتداع هذا الشخص أو ذاك، بل هو موقف مسطر في البرنامج التاريخي للبروليتاريا، وفي دروس تجاربها الأممية، ولقد تبنته، بهذه الدرجة أو تلك من الوضوح، العديد من المجموعات الشيوعية، وكان قد عبر عنه، بهذه الطريقة أو تلك، العديد من المناضلين، وليس هنا، طبعا المجال لتعداد ذلك. لكن المهم في الموضوع ليس من قال هذا ومن قال ذاك، ولا هو موضوع ملكية فكرية، بل الموضوع هو من يمارس بالفعل في هذا الاتجاه، ومن يسير في طريق نقيض؟ فكون "قادة الشيوعية العمالية" كانوا قد عبروا عن هذا الموقف لا يعني أن الحزب الشيوعي العمالي الإيراني يمارس عمليا في هذا الاتجاه.
- إن رفض الشيوعيين للأنتي-إمبريالية لا يعني أن البروليتاريا لا تناضل ضد الأقطاب العالمية لرأس المال، وضد تدخلها في هذا القطر أو ذاك من أجل القضاء على الانتفاضات البروليتارية. بالعكس فإن شرطا من شروط نجاح الانتفاضة هو قدرة البروليتاريا العالمية على تعطيل الإمدادات اللوجستية والعسكرية التي تقدمها الدولة البورجوازية العالمية لهذه الدولة القطرية أو تلك، كذلك قدرتها على فضح دعايتها ومحاولتها إسناد أحد حلفائها في الداخل وتقديمه كبديل عن الفصيل السياسي الممسك بالحكومة من أجل الالتفاف على الثورة. لذلك فان الشيوعيين لا يتوجهون بخطاباتهم "لحكومات الدول وللأمين العام للأمم المتحدة"، بل لبروليتاريا بقية الدول من أجل طلب تضامنهم مع إخوانهم. (بالتأكيد لا نقصد بان هذه العملية تجري بصورة ميكانيكية أو من خلال بيانات تضامنية من قبل هذه المجموعة السياسية أو تلك، بل من خلال التضامن الطبقي في الشروط المماثلة للشروط الإيرانية أو توجيه خطابات الثوريين للشغيلة بدل الحكومات التي هي مستهدفة في الأساس. فإلى من يتوجه نداء هذا الحزب "الشيوعي" العمالي؟ إلى الحكومات الأكثر ديمقراطية كالحكومة اليونانية و الفرنسية و البريطانية التي قامت بقمع نضالات البروليتاريين الطبقية بأكثر الصور عنفية في الآونة الأخيرة، أم إلى البروليتاريا التي كان هذا اليسار نفسه يدعمها ببياناته ضد هذه الحكومات بالذات، أما اليوم فيتوجه بنداءاته إلى هذه الحكومات للدفاع عن البروليتاريا الإيرانية؟ هذا مضحك جدا و لا يثبت سوى فقر اليسار في التفكير)كذلك فان الوحيدين الذين يمكن أن يحاصروا النظام السياسي هم العمال أنفسهم وليست الحكومات البورجوازية التي لا تفعل، وقت الأزمات الثورية، سوى محاصرة التحركات البروليتارية ومحاولة منعها من الامتداد والتوسع وكسر التضامن العمالي بين جميع الشغيلة في العالم.
- الأنتي-إمبريالية والجبهوية هما الشيء نفسه، فالنضال ضد الجبهة الأنتي-إمبريالية لا معنى له بدون النضال أيضا ضد بقية الجبهات البورجوازية: الجبهة ضد الفاشية، الجبهة ضد الإسلام السياسي...الخ فالهدف دائما من دعوة البروليتاريا الثائرة إلى التوحد في جبهات مع طبقات أخرى ومشاريع طبقية أخرى هو تذويب البرنامج الشيوعي في البرامج الطبقية الأخرى.
- الجبهة ضد الإسلام السياسي تقود، اليوم، أحزاب اليسار للتحالف مع "الإمبريالية"، مثلما قادتها الأنتي إمبريالية، بالأمس، للتحالف مع الإسلام السياسي. و"الإمبريالية" التي كانت بالنسبة لهم "عدوة الشعوب والأمم المضطهدة" بالأمس، هي، اليوم، زعيمة نشر الديمقراطية وحمامة السلام العالمي في مواجهة الإرهاب.
- ما هو الإسلام السياسي؟ وهل هناك إسلام غير سياسي؟ هل هناك مسيحية (أو يهودية، أو بوذية...الخ) سياسية وأخرى غير سياسية؟ كل هذه التعابير المضللة لا تهدف سوى لزرع الوهم في صفوف العمال حول طبيعة هذا الطرف البورجوازي أو ذاك. فالدين، مثله مثل كل إيديولوجيا في هذا العالم البائس، لا يمكن أن يكون إلا سياسيا، أي تعبيرا من تعبيرات النظام الرأسمالي، ومثلما أن نضال البروليتاريا لا يستهدف القضاء على هذا الدين أو ذاك بل على الدين نفسه، فإن نضالها لا يستهدف الإطاحة بأحد الأحزاب البورجوازية (الرجعية أو التقدمية) بل بالبورجوازية كطبقة اجتماعية بكل تعبيراتها السياسية اليمينية كما اليسارية.
- إن كل ما يهم الأحزاب اليسارية هو حصولهم على السلطة السياسية، وإن الثورة التي يتحدثون عنها هي الثورة السياسية، أي استبدال هذا الحزب بذاك. ويحاولون إقناع العمال أثناء الانتفاضات أن استيلاء حزبهم على الحكومة سيكون ضمانا كافيا لتطبيق البرنامج الشيوعي عبر مراسيم يصدرها البرلمان "الثوري". لذلك فإن جل ما يشغلهم زمن الانتفاضة هو أن يكونوا القيادة الشكلية لها، أن يكونوا هم الناطقين باسم العمال، أن يحظوا باعتراف بقية الدول بهم كممثلين شرعيين للشعب. أما الثورة نفسها، كما هي في الواقع، فأمر لا يعنيهم، أو هو يعنيهم في حدود أهدافهم الحزبوية والسكتارية الخاصة. ولذلك فإن موضوع البرنامج الاجتماعي الاقتصادي للثورة شيء دائما مؤجل إلى ما بعد الثورة. ودائما هناك برنامج مؤقت بديل (أو برنامج الحد الأدنى) يتمثل في بعض الإصلاحات التي تختلف راديكاليتها من فصيل إلى آخر، يقدمونها كبرنامج مباشر، للتطبيق الفوري من طرف البروليتاريا.
- ليس مهما بالنسبة للحزب الشيوعي العمالي الإيراني إلى أين تتجه الحركة فعليا، باتجاه البرنامج التاريخي للبروليتاريا، أم باتجاه البرنامج الإصلاحي البورجوازي. المهم هو " قبول الحزب الشيوعي العمالي الإيراني كبديل للحكومة من قبل الجماهير"(هذا التيار الماركسي – الحكمتي الذي يعامل حركة الشغيلة بأكثر الصور تضليلية من أي تيار آخر). وكل من يتحدث من العمال عن (نزع ملكية البورجوازية)، عن (الاستيلاء على الإنتاج من طرف العمال وتوجيهه وجهة احتياجات الثورة وامتدادها)، عن (تحطيم أصنام النقد والمردودية الاقتصادية والمباشرة في تحقيق الاحتياجات الإنسانية لعموم الجماهير)، كل من يتحدث عن تحطيم السجون والثكنات والمحاكم حماة الملكية الخاصة، فإنه يصنف في خانة "القفز على الواقع"، "الفوضوية"، "اليسراوية"...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع جدا
سامي ( 2009 / 6 / 27 - 22:26 )
بالفعل يبحث اليسار، و على رأسهم الحزب الشيوعي العمالي، شروط انتصار الثورة في انتصارهم السياسي، اي استلام مقاليد الحكم، أو على الاقل تقسيم مقاعد البرلمان مع اعداء البروليتاريا و استخدام السلطة السياسية لاغراضهم الخاصة. و للوصول الى هذا الهدف، لا يتردد اليسار حتى التحالف مع حلفاء الحكومات الاوروبية و الامريكية على حساب تراجع الحركة البروليتارية التي أمامها آفاق جديدة في العالم و الدول المجاورة على الاخص، و خاصة العراق بكردستانه و أفغانستان و سوريا و مصر و، و، و .. فاليسار لا يؤدي في نشاطاته، سوى احتواء حركة البروليتاريا و اعاقة تطورها الى مستواها الاممية و المحاولة لخنقها لاجل تحقيق برامج السياسية للبرجوازية الوطنية التي يشكل برنامج اليسار نفسه، الجزء الاعظم من المطامح الوطنية.


2 - هل تريد الطبقة العاملة عدم الللتفاف حول حزبهم لماذا
بو اياد ( 2009 / 6 / 28 - 19:06 )
كل الموضوع من اولها الى اخرها خاطئة سياسيا و تاريخيا مبنى على دحض دور الحزب في حياة الطبقة و الجماهير ، و هذا الموقف يعادي مصالح الطبقة العاملة و الأشتراكية، هناك ادعائات باطلة و غير موجودة في اي بحث او قرار و او بيان و وثائق الحزب الشيوعي العمالي الأيراني. اين دعت هذا الحزب الى التحالف مع قوى البرجوازية من اين اتيت بهذا الأدعاء، هل ممكن تأتي بوثيقة او مكان فيها تحالف مع طرف برجوازي معين. هذا الحزب نقد الحكومة الأتلافية و نقد الجبهةو انت تعرف ذالك و انشق هذا الحزب بسبب هذه الطروحات من قبل اليمينين و انت تريد ان تلبس الحزب هذا العبائة. انت لا تستطيع ان تقوم بهذا ا
الحزب و الثورة و مهامها : انت تطلب من هذا الحزب ان تقوم بتاكتيك معين و رفع شعارات بعد الحركة لم تصل الى هذا الواقع لا يزال السلطة بيد البرجوازية و انت تريد الحزب ترفع شعار الغاء النقد و الغاء العمل الملأجور ... عزيزي نحن نعيد سنن البلشفيين الى الميدان النضال ، شعار ثورة اكتوبر كان خبز ،حرية، صلح
وانت ليس لديك القدرة على نقد هذه الشعارات
كليمة اخيرة الحزب الشيوعي العمالي الأيراني يسعى لأستلام السلطة و يسلك كل التكتيكات الثورة للوصول الى هذا الهدف .

اخر الافلام

.. مصر تحذر من أن المعاهدات لن تمنعها من الحفاظ على أمنها القوم


.. وزير الدفاع الأمريكي: يمكن شن عمليات عسكرية بفاعلية بالتزامن




.. نقل جثامين الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه من تبريز لطهران ا


.. استشهاد 4 وإصابة أكثر من 20 في قصف إسرائيلي لمنزل عائلة الشو




.. هل تسير مجريات محاكمة ترامب نحو التبرئة أم الإدانة؟ | #أميرك