الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحديات ما بعد 30 حزيران

حسين علي الحمداني

2009 / 6 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يشكل يوم 30 حزيران 2009 يوما تاريخيا في العراق حيث سيشهد هذا اليوم انسحاب القوات الأميركية من القصبات والمدن العراقية وتسليم الملفات الأمنية بالكامل إلى القوات العراقية التي هيئت لهذه المهمة منذ عام أو أكثر إضافة إلى تنامي قدراتها خلال السنتين الأخيرتين ما جعلها محل ثقة المواطن العراقي بنسبة كبيرة جداً.
ورغم ان موعد الثلاثين من حزيران يحمل الكثير من التفاؤل لتزامنه مع ذكرى ثورة العشرين التاريخية التي اجبرت الأنكليز آنذاك من الرضوخ للمطالب العراقية بتشكيل حكومة وطنية الا ان الوضع في العراق والعالم الآن يختلف عما كان عليه بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى.
وفي قراءة أولية للتحديات التي من الممكن أن تفرزها حالة الانسحاب الأميركي والتحديات التي ستواجهها الحكومة العراقية وقواتها المسلحة بشتى صنوفها فيمكننا أن نوجزها بالنقاط الاتية.
1. التحدي الأمني: حيث تواجدت القوات الأميركية في مساحات كبيرة من المدن والقصبات العراقية ولفترة طويلة امتدت من 2003 وحتى موعد الانسحاب من المدن, ورغم ان ثمة تدرجاً في تسليم وتسلم المواقع العسكرية والملفات الأمنية من قبل القوات العراقية يبقى هنالك ما يمكننا ان نسميه تحدياًَ يتمثل بوجود الكثير من الخلايا النائمة التي ربما ستشن بعض العمليات لأغراض إعلامية لكي تقول ان القوات العراقية غير قادرة على حماية أمن البلد ومن ثم ستسعى هذه المجاميع لمحاولة خلق حالة من عدم الاستقرار في بعض المدن، ولنا في تفجيرات البطحاء مثال على ذلك , ونشير هنا الى ان اكثر مناطق العراق مؤهلة لحالة كهذه هي محافظة ديالى والموصل وعلى القوات المسلحة العراقية تركيز جهودها الاستخبارية والعملياتية في هاتين المحافظتين بغية تفويت الفرصة على هؤلاء .
2. التحدي الثاني دول الجوار العراقي: وهذا المصطلح برز بعد نيسان 2003 وكأن هذه الدول لم تكن مجاورة للعراق قبل هذا التاريخ !! وقد لعبت دورا سلبيا في تأجيج العنف في العراق بشتى أنواعه ولاتزال بعضها تمارس هذا الدور رغم ان الكثير من الدلائل تشير الى انخفاض عدد المتسللين من سوريا الا ان هذا لا يمنع من ان يزداد العدد بعد الانسحاب الأميركي خاصة، وان هدف بعض دول المنطقة هو عدم استقرار العراق وجره الى حالة من الضعف والهوان لكي لا يأخذ دوره المتميز في المنطقة. ولعل الحكومة العراقية كانت صريحة مع الشعب حين أعلنت عن دور بعض هذه الدول في العراق وهو الدور السلبي القائم على مزيد من العنف، لهذا ينبغي ان تركز الحكومة العراقية جهودها وتفعيل الكثير من المبادرات مع هذه الدول من اجل تهيئة دول الجوار العراقي للتعامل مع العراق كدولة ذات سيادة ومحاولة غلق الكثير من الملفات العالقة معها بالطرق الدبلوماسية.
3. التحدي الثالث هو الكتل والتوازنات السياسية: وهذا يمثل تحدياً خطيراً جداً خاصة اذا ما عرفنا ان الأعوام الأخيرة شهدت الكثير من التصريحات الرنانة من قبل أعضاء وزعماء كتل سببت تأجيجا للعنف الطائفي في البلاد ومن خلال قراءة متأنية للمرحلة المقبلة نجد إن ثمة قوى داخل البرلمان العراقي لا تزال تمارس ذات الدور وكأنها تقول لنا انني أنفذ أجندة خارجية مفادها إثارة الفتن !! وعلينا ان نعترف بحقيقة مهمة وعلى برلمانيينا ان يدركوها ، هي ان العراق على أبواب انتخابات برلمانية جديدة وان المواطن العراقي ومن خلال التجربة قد لمس ان الكثير من الذين انتخبهم لا يمثلون طموحاته وإرادته وبالنتيجة فهو غير مستعد لأن يعيد انتخابهم لدورة مقبلة. وهذا ما يجعلنا نطالب الأحزاب والكتل السياسية المتمرسة في الساحة العراقية الى انتقاء العناصر الجيدة والمعتدلة والوطنية لتمثيلها في الانتخابات المقبلة التي ستكون بعيدة عن الطائفية والمناطقية التي اثبتت فشلها في العراق .
4. التحدي الرابع المجتمع العراقي: قد يستغرب البعض من هذا الوصف ولكن هنالك ثمة حقيقة برزت في العراق بعد نيسان 2003 هو تقسيم المجتمع الى قوميات ومن ثم تقسيم القوميات الى اجزاء والاجزاء الى طوائف ما جعل الكل في العراق أقلية !! فقد تم تقسيم العرب إلى سنة وشيعة والسنة قسموا الى صحوة وقاعدة , والشيعة قسموا الى بدريين وصدريين وهكذا مع الأكراد وغيرهم وبالتالي فان هذا التقسيم هو تحدٍ بحد ذاته وعلينا ان نستبق الاحداث ونسعى لتأسيس وتشكيل تيار وطني عراقي يمثل كل هؤلاء بعيدا عن مسميات ما بعد التاسع من نيسان وعلينا ان نؤسس لثقافة سياسية عراقية خالصة جديدة وان نطلق على العراق عراق ما بعد الثلاثين من حزيران. وهو العراق الذي يتمناه الجميع عراقاً مستقراً أمنيا وسياسيا واقتصاديا خاصة وان لدينا الكثير من مقومات الاستقرار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفا: مقتل 7 فلسطينيين خلال قصف إسرائيلي برفح جنوبي قطاع غزة


.. غالانت: نقترب من اتخاذ قرار بشأن إعادة سكان الشمال وتغيير ال




.. محمد الدوخي عاش بين المناديب لإتقان ادوره في -مندوب الليل- |


.. استبدال بايدن بمرشح ديمقرطي اخر سيناريو مرجح




.. 3 قتلى في قصف إسرائيلي على بلدة حولا جنوبي لبنان