الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وطنية الصائح المفرطة

سلمان النقاش

2009 / 6 / 29
كتابات ساخرة


سألت ذات مرة ( لماذا يتصدى المسرحيون لعمادة اكاديمية الفنون الجميلة دائما ؟) فأجابني الدكتور صلاح القصب حينها ( لانهم الاكثر امكانية لاستغلال مهاراتهم الفنية والثقافية في حياتهم ) استحضرت تساؤلي هذا والاجابة عليه اثناء متابعتي لبرنامج المختصر الذي يقدمه السيد عبد الحميد الصائح على شاشة القناة البغدادية والتي يساهم في ادارتها بشكل مؤثر السيد الصائح والذي تمحور على موضوعة حقوق الانسان وواقع السجناء في السجون العراقية والكيفية التي كان يدير بها الحوارات والاراء ، ولاني اعلم بان السيد الصائح هو احد خريجي المسرح منذ العام 1988 راودني شعور بان هذا الرجل دخل مجال الاجابة التي زودني بها الدكتور القصب علما بانه يقدم نفسه على الدوام بالاضافة لتمسكه بصفة الشاعر على انه صحفي وناشط في حقوق الانسان مما لفت نظري طريقة الايهام التي كان يصدرها اثناء البرنامج على انه الافهم بين الحاضرين والعراب الحقيقي لموضوعة حقوق الانسان اضافة لتهكماته لاخر يفترضه مخطيء على الدوام واستخدامه للفظة (انتم.. انت) على انه المبصر الذي اكتشف كل الزوايا المخبوءة ... واقتبس هنا جزء من مقالة كتبها الصائح على موقع الحوار المتمدن في نهاية عام 2003 وتناول فيها نفس موضوعة البرنامج ، وحسب مستوى فهمي لما قرأته فانه يؤكد خلو الثقافة السلطوية في عراق ماقبل 2003 من اي توجه ولو حتى اعلاميا من الصور التي ذكرها حيث يقول:-
(ومن العوائق الطارئة؛ تلك التي تتصل بفكرة حق المتهم او حق مرتكب الجريمة او الانتهاك ، حيث لن يستوعب العراقي باية صورة كانت ان يتمتع الجلادون والسفاحون باية فرصة للحرية والمطالبة بمواصفات الحياة الادمية ، ولن يقتنع العراقي ان الذي احرق مدنا بالاسلحة المحرمة وجعل الاطفال يفقسون كالبيض الفاسد، له الحق في ممارسة الرياضة وحق المطالعة والحق في فترات استراحة والحق في العناية الطبية والحق في الصمت والحق في الدفاع والمراجعة واستقبال الزوار والحق في سجن يليق بالحياة الادمية والحق في المحاكمة العادلة والحق في عقوبة لاتحط من كرامته الانسانية والحق بعدم التشهير بشخصه، وغيرذلك مما توفره وتضمنه مباديء حقوق الانسان التقليدية للمتهم او مرتكب الجريمة،فذلك ما لايدخل مخ العراقي الذي طعن على مدى اكثر من ثلث القرن في كرامته وامنه ووطنه وابسط حقوقه في العيش الكريم.)
وهذه القطعة المقتبسة تناقض انتفاضة الصائح حين فسر اشارات الناطق الرسمي لوزارة الداخلية على انه في محل مقارنة بين التغيير والنظام السابق .. لكني فهمت بعد قراءتي لهذه المقالة ان الصائح قد استطاع اليوم ان يدخل الى البيت العراقي ويعلن ثقافة لحقوق الانسان لا يستطيع لا النظام السابق ولا الدولة المشكلة حديثا بما يحاط بها من تحديات يمكن هذه الثقافة ان تنمو في تربة عراقية .. لكنه اضاف في طريقته الساخرة من شكل النظام الجديد جزما لا يقبل الشك حسب رأيه طبعا بان التغيير في العراق وجه ضربة قاضية نحو امكانية نشوء ثقافة حقوق انسان على الرغم من ان الصائح علا صوته الان وجسد معنى لقبه وتوهم.. هكذا بدا لي على الاقل.. بانه بات يشكل مرآة كاشفة للعراقيين عن اخطاء وخطايا المرحلة التي نعيشها، وانا اقول للسيد الصائح ان امكانية تجذر مباديء وحقوق الانسان اليوم اصبحت ممكنة التحقق برغم كل المآخذ التي يرصدها او يترصدها السيد الصائح ورغم كل التجاوزات الحقيقية على حقوق الانسان وهي حقيقية طبعا واتفق انا ايضا حتى مع المبالغات التي تروج هنا وهناك في هذا الشأن سواء في السجون او اي مجال اخر .. والامل يتسع ويقترب كلما مر زمن ترتخي به قبضة المحتضر القاسي والعمل على اجتثاث منابع انفاسه ..
كلمة اخيرة اقولها للصائح .. سيأتي يوم تضجر به من طموحاتك وتعود طوعا الى نفسك .. لاني اكاد المس عراقيتك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المهم من الذي يدفع يا اخ سلمان
ابو نادية ( 2009 / 6 / 28 - 23:20 )
اروي لك هذه الحكاية وهي من نهاية ثمانينات او اوائل تسعينات القرن المنصرم حين كنت زبونا دائما لاتحاد الادباء العراقيين في ساحة الاندلس :
كنا نجلس في البار الداخلي للنادي وكانت هناك مناسبة انعقاد مهرجان المربد وهي المرة الاولى والاخيرة التي حضرها الشاعر الكبير سليم بركات
وكان بركات جالسا وقد تجمع حوله بعض ممن ادركتهم الحرفة كالجراد
وفوجئنا بعد مرور وقت من الجلسة بهرج ومرج فاذا بنا نرى عبد الحميد الصايح وهو يتهجم على سليم بركات محاولا توجيه اللكمات له ...وحين تقصينا عن الامر وجدنا ان سببه هو ان سليم بركات كان قد اهدى القصيدة التي قراها في جلسة المهرجان وبتحد سافر لكتاتيب النظام ..اهدى القصيدة للشاعر الغائب الحاضر سعدي يوسف ..
فانتشر الخبر بعد الجلسة وسرت الشائعة (او اصل الواقعة )بان حميد سعيد انقد حميد الصائح مالا لاجل الانتقام من سليم بركات باية حجة مفتعلة لانه اهان كرامة كتاتيب النظام ....
فهذا هو حميد يا اخي سلمان وهذا هو صياحه
مع محبتي


2 - صياحكم في غير محله
علي النقاش ( 2009 / 6 / 29 - 02:38 )
اي من البشر المتحضرلا يملك التصرف الكيفي الا في شريعه الغاب ليس التجاوز الكيفي داخل السجون عمل مبرر..ان انتزاع الاعترافات بالطرق الهمجيه ثقافه باليه لاي من يستخدمها لكونها لا تعطي الحقيقه واعتراف المتهم لا يكفي لادانته الا اذا ارفقت بقرائن ماديه وشهادات الشهودهذا ما جاء في المواد القانونيه(طرق الاثبات في القانون العراقي )وليس للسجان ولا الحراس من ممارسه اي نوع من انواع الضغط على المتهمين لم يتصرف هؤلاء بهذه الساديه مع المتهمين هؤلاء مرضى.. ان الثوره الفرنسيه ومنذ ثلاث قرون اطلقت شعار المتهم بريئ حتى تثبت ادانته وهذا ما جاء بديباجة حقوق الانسان لا يمكن ان نشرعن التعذيب باي مسمى للممارسات الوحشيه.. ولعلمك ان القرارات التي تصدر من المحاكم يرفق معها العمل الشاق للمدانين ولا يدرج مع الادانه انتهاك الاعراض او تقطيع الاصابع والا ما الفرق بين من ننتقده وما نفعله نحن... ثقافه حقوق الانسان غير ممكنه مع استخدام الطرق الباليه في التحقيق ليس لي معرفه بالرجل الذي تتكلم عنه ولكني عرفته من خطابك ليس لك ان تهاجمه لان اللغه هي تصارع افكار قالها من قالها ولغتك ولغه المعلق الاول لغة تسقيط لا تنم عن معرفه شؤون الحوار تتركون الفكره وتتمسكون بمهاجمة شخص قائلها ... منبر الحوار المتمدن ليس بوق اعلامي ل

اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة