الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية عزازيل بلطجة وهَّابية.. (2) تُسقِط الطبيعة الدموية العروبية على التاريخ القبطي

سامي المصري

2009 / 6 / 29
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


الكاتب يقيم روايته "عزازيل" على دعامتين الأولى تمجيد نسطور الهرطوقي أبو كل فكر سلفي بما في ذلك الوهابية، أما دعامته الثانية فهي مقتل هيباثيا عالمة الرياضة المصرية الشهيرة، بهدف تشويه التاريخ القبطي. مقتل هيباثيا حادث فريد لا مثيل له خلال سبعة قرون العصر القبطي العريق، لذلك فهو شهير جدا. لو قارنا ذلك بدموية الصحراء العربية الممتدة من اليمن جنوبا حتى شمال العراق لن نجد هناك حادثا له شهرة مثل مقتل هيباثيا، لأن أحداث القتل المروعة في الصحراء العربية تحدث بشكل دائم عبر السنين بغير انقطاع. فأحداث القتل المستمرة لا تحتمل الشهرة في وسط حروب الإبادة الوحشية التي تقوم بين قبائل بني قحطان وبني عدنان بشكل لم ينقطع!!! وأيضا لا يوجد مثيلا للعالمة المصرية هيباثيا وسط ظلمات الجهل لتلك القبائل الدموية، لذلك كان لمقتلها صدى تاريخيا وعالميا حتى بعد مرور ما يزيد عن 1500 عاما!!!

ذكرني ذلك بالمرحوم الدكتور فرج فودة الذي اغتالته يد وهابية آثمة بسبب ما كتبه عن التخلف العروبي الذي اشتهر بالدموية والشره الجنسي، نفس السمات التي تسم رواية عزازيل. وإذ أتذكر كتاباته عن بني العباس الذين أخرجوا جثث الحكام الأمويين من القبور ليجلدوهم ويصلبوهم. وذلك الخليفة العباسي الذي دخل عليه رجل قال بيت من الشعر، تحرك مكامن الدموية في نفس الخليفة، فأمر بقتل جماعة من الأمويين كان قد سبق فعفا عنهم!!! وبعد قتلهم قام بتقطيع الجثث وتغطيتها لتقديم الطعام الملكي فوقها، وجلس يأكل هو وصحبه احتفالا بالجريمة في سعادة وحشية همجية!!!! بل الوحوش لا تصل لهذا الحد من البشاعة!!!

رواية عزازيل تحاول أن تسقط صورة الثقافة الدموية العروبية على التاريخ القبطي المتألق، الذي لا يماثله تاريخ حضاري لشعب آخر على الأرض. إنها وسيلة من وسائل الاستعمار الفكري الثقافي، وسيلة عفنة مارسها الاستعمار منذ القدم، فلم يفلح أمام حضارة مصر التي كانت دوما متألقة، حتى في ظل الاستعمار، ففاح أريجها وانتشرت ثقافتها فنشرت ونقلت المعرفة والتحضر لكل أرجاء الأرض.

التاريخ المصري قديمه وحديثه يشهد للإنسان المصري بطبيعته المتميزة، فهو إنساني مسالم لأقصى الحدود، يكره الدم وينبذ العنف حتى من قبل المسيحية. تلك الطبيعة المتحضرة النبيلة تألقت جدا بدخول المسيحية مصر بشهادة المؤرخين من الشرق والغرب، وشهد بذلك تاريخ امتد لآلاف السنين. وذلك بالرغم من معاناة استعمار شرس متعدد الجنسيات. منذ أن طرق الاستعمار أبواب مصر لم يكتب التاريخ المصري واحد من الوطنين بل كان التسجيل دائما أجنبيا وأغلبه من جانب المستعمر نفسه إلا فيما ندر. وبالرغم من أنه ليس من مصلحة المستعمر أن يشيد بعظمة الإنسان المصري، فالواقع كان أكبر بكثير من قدرة المستعمر على أن يخفي الحقيقة. ومن الشائع أن ينسب المستعمر لنفسه أمجاد ومنجزات مصر من إنتاج علمي وثقافي وفني وفكري ومعماري..الخ. ومع كل ذلك فما هو مسجل من منجزات حضارية للعصر القبطي، تتحدى كل محاولات التشويه الناتجة عن الحسد مثلما يتجلى بصورة غاية في القبح في رواية عزازيل الوهابية.

الكاتب الذي ينشر الثقافة الوهابية، من خلال رواية، ليشوه الحقيقة والواقع القبطي لا يتورع من أن يستخدم حدثا وحيدا في تاريخ سبعة قرون ليسيء ليس فقط للتاريخ القبطي بل إلى جيل الأقباط المعاصر. ففي روايته التاريخية ومن خلال العمل الدرامي يضيف قصصا لتصور القبطي انه ذو طبيعة دموية، الأمر الذي يلوكه عبر الرواية. بطل الرواية الراهب ذو الاسم الملتبس هيبا (الذي ليس له أي معنى) يحكي قصة حياته المليئة بالمتناقضات، ليضفي على الأقباط صورة دموية شرسة لم تعرف لها مثيل في تاريخهم الإنساني المتحضر. فمن بين ما ذكره عند سرد قصة حياته لنسطور يقول:
[في ذاك الفجر المروع، يوم كنت في التاسعة من عمري؛ فقد تربص بنا عوام المسيحيين عند المرسى الجنوبي، القريب من بوابة المعبد. كانوا كانوا يختبئون خلف الصخور من قبل رسو المركب، ثم هرولوا نحونا كأشباح فروا من قعر الجحيم، قبل أن نفيق من هول منظرهم، كانوا قد وصلوا إلينا من مكمنهم القريب.. سحبوا أبي من قاربه، وجروه على الصخور ليقتلوه طعنا بالسكاكين الصدئة التي كانوا يخبئونها تحت ملابسهم الرثة. كنت أزوم متحصنا بانكماشي في زاوية القارب وكان أبي غير متحصن بشيء، يصرخ تحت طعناتهم مستغيثا بالإله الذي كان يؤمن به. كهنة خنوم أفزعتهم الأصوات التي شقت السكون, فاصطفوا بأعلى سور المعبد ينظرون إلى ما يجرى تحتهم بوجل واضطراب.. كانوا يرفعون أيديهم. ليتهم قتلوني لأستريح للأبد.. لا يا أبت، لم يقتربوا كثيرا. نظروا نحزي بعيون ذئاب قد ارتوت، فخطفوا مشنة السمك، وقذفوا بها في وجه بوابة المعبد المغلقة بإحكام، ثم حملوا جثة أبي المهترئة، فألقوا بها فوقها. اختلط دمه ولحمه وأسماكه بتراب الأرض التي ما عادت مقدسة، ثم تملكتهم نشوة الظفر والارتواء، فتصايحوا وقد رفعوا أذرعتهم الملطخة بدم أبي، وراحوا وبأيديهم السكاكين الصدئة المضرجة بالدم، يلوحون في وجه الكهنة المذعورين فوق السور... مصوا من بعد ذلك متهللين، مهللين بالترنيمة الشهيرة: المجد ليسوع المسيح، والموت لأعداء الرب.. المجد ليسوع]

والسؤال، هل هناك ترنيمة في المسيحية، وترنيمة مشهورة تقول، "المجد ليسوع المسيح والموت لأعداء الرب"؟!!! هل لهذا التعصب المقيت مثيل في تاريخ الشعب القبطي المسالم؟! من الناحية الواقعية يلزم أن نستبدل تلك العبارة بأخرى وهي عبارة "الله وأكبر" التي هي الوحيدة التي يمكن أن تستخدم في مثل هذا الغرض، فهي كافية لإحداث خراب وتدمير وقتل بغير حدود. ليس ذلك حدث تاريخي في الماضي بل أمر يحدث حتى يومنا هذا في القرن الواحد والعشرين، فكم من الكنائس أحرقت وكم من المزارع والمتاجر والمساكن نهبت وكم من الأقباط قتلوا تحت سمع وبصر أجهزة الأمن المصرية. عبارة "الله وأكبر" الجليلة في معناها، والخطيرة في آثارها كافية جدا لجمع جحافل البشر لعمل أكبر قدر ممكن من الخراب. وبينما لم يسمع في التاريخ عن عبارة مماثلة عند الأقباط، فالكاتب يريد أن يسقط نمط السلوك الإسلامي المتعصب على السلوك والتاريخ القبطي (ومافيش حد يبقي أحسن من حد). لذلك فهي بلطجة وهابية لتشويه التاريخ القبطي، لتبرير وتقنين الأعمال الإرهابية الوهابية ضد الأقباط في القرن الواحد والعشرين.

لو تابعنا الرواية العظيمة التي حصلت على جائزة اليوكر... لنجد مستوى هابط من الأدب الروائي، وعمل درامي ساذج وهش، نتيجة لهذا الافتراء. فبعد أن تعرَّض ابن الصياد وهو في سن 9 سنوات لمثل تلك التجربة المخيفة كيف له أن يصير مسيحيا بل وراهبا قبطيا؟!!!! الكاتب لم يشرح لنا كيف نجا الطفل، ولا إلى أين ذهب، ولا كيف تربى التربية التي أهلته لكي يصير راهبا مسيحيا قبطيا بعد قتل أبيه المفجع الذي حدث أمام عينيه وهو طفل بيد القتلة الأقباط!!! الرواية تحمل معلومات غاية في الالتباس المفروض أنها تمنع الفتى تماما من التفكير في اعتناق المسيحية. هناك نقص واضح في التركيب الدرامي للرواية حيث أسقط الجزء الهام من حياة بطل الرواية حتى صيره مسيحيا. اضطر الكاتب أن يعوض ذلك العجز الدرامي ببعض الإشارات السريعة في مواقف متفرقة ليلقي بعض الضوء الباهت. وحتى التلميحات المتفرقة التي ذكرها لا تؤيد النتيجة بل المفروض أنها تمنع بطل الرواية تماما من التفكير في اعتناق المسيحية. فحتى الأم القبطية من بعد مقتل الأب لم يعد لها أي ارتباط بابنها لكي ما تلقنه الدين المسيحي. الكاتب الذي لم يترك فرصة واحدة حتى يسيء فيها للأقباط، لم تسمح له نفسه إلا أن يشوه أخلاقيات أم الفتي القبطية فيصورها بصورة وضيعة ليظهر مدى حطة ونذالة الإنسان القبطي.. زوجة الصياد الوثني الأم القبطية، بعد أن قتل زوجها تزوجت قبطيا. وفي تلميح آخر يضيف الكاتب أن زوج أمه القبطي كان واحدا من قتلة أبيه!!! وهناك تلميح آخر يذكر أنه تربى في بيت عمه المفروض انه وثنيا. وبعد كل تلك الأحداث المتناقضة يظهر البطل ابن الصياد الوثني القتيل بيد الأقباط، كراهب قبطي!!! كيف حدث ذلك؟ المخرج عايز كدة!!!

وكيف صار راهبا؟!!! أشار أيضا الكاتب لذلك في عبارة مقتضبة في حديث مع نسطور قال، [انتظمت سنين في كنيسة إخميم الكبيرة، ورآني معلمي القس الإخميمي لائقا بالرهبانية، فرسمني حين التمست منه ذلك!]. كيف ظهر وانتظم في كنيسة أخميم؟! هل الرهبنة تتم في كنيسة إخميم أم في دير بعد سلسلة من الاختبارات الصعبة؟! وهل الراهب يرسمه قس؟! وكيف وجد القس انه لائق للرهبنة مع أنه أتى من أصل وثني ولم يختبر حياة الرهبنة ولم يذهب لدير، بل هناك تلميح آخر في حديث مع نسطور فيه يشك هيبا نفسه أنه قد كان قد سبق له أن تعمد ليصير مسيحيا!!! فيزعم أنه عمد نفسه بنفسه (إنها مهزلة)!!!! وهل بعد الرهبنة يظل الراهب يعيش في بيتهم أم في ظل نظام ديري؟!!! وهل راهب يمكن أن يفكر في الذهاب للإسكندرية لدراسة الطب؟!!! أم الراهب يعيش في مجتمع ديري له نظم وقواعد دقيقة؟!!! وهل مؤلف الرواية يجهل كل تلك الحقائق؟!!!

في الفصل الثاني من الرواية التي بدأت من خاتمة حياة الراهب، يصوره الكاتب وهو يعيش نهاية أيامه في مجتمع ديري، مما يظهر دراية الكاتب ومعرفته الكاملة بالنظام الديري وتقاليد الحياة الرهبانية بكل دقة. إذن لماذا هذا التشوه الدرامي في بداية الأحداث؟!!! الكاتب الذي يريد أن يحشد أكبر قدر من الأحداث لتقبيح شكل المجتمع القبطي والبيت القبطي والأم القبطية لم يوفق في أن يجمع بين كل ذلك، وبين أن يُخرِِج من كل تلك الظروف المتناقضة راهب. كان لازما للكاتب أن يُصَنِّع راهبا حتى يضع على لسانه كل ما يسيء للكتاب المقدس والمعتقدات المسيحية، ويشوه التاريخ وكل ما هو مسيحي تحت شكل روائي.. ففي تعجله المتعصب لم يوفق في أن يجمع بين كل تلك المتناقضات في تكوين درامي ناجح. فنتجت مجموعة من التشوهات الدرامية غير المتجانسة التي يسميها رواية. ومع كل هذا الشوه فقد حصلت على جائزة اليوكر!!!

ذكرني ذلك بما يحدث في بعض المجتمعات الريفية المتخلفة عندما يحضرون شخص يلبسوه قسيسا ويركبوه على حمار ويزفوه معلنين أن القسيس أسلم. هذا هو ما فعله كاتب عزازيل بالراهب هيبا، ألبسه راهبا بدون مناسبة أو منطق درامي، ليضع على لسانه كل ما يريد أن يقول من قبح، ليهاجم به المسيحيين والعقيدة المسيحية ويشوه التاريخ القبطي. والهدف هو نشر استعمار فكري وهابي ليخفي خلفه الاستعمار الاقتصادي الذي أفقر مصر الحضارة وأسكن شعبها المقابر والعشوائيات.

قد يقول قائل أنت متعصب للأقباط وللتاريخ القبطي أقول، إن ما هو مودع في ذاكرة التاريخ من أحداث كتبها مؤرخون وسجلها زوار أجانب لمصر، ورسخها العلم، لتشهد لرقي ورفعة وتحضر الإنسان المصري في ذلك الزمان. إن ما يفزعني ويروعني أن تمتهن مصر الحضارة في أروع عصور عطائها للإنسانية وتهان إلى هذا الحد من الإسفاف. إن هناك علم اسمه "الكوبتولوجيCoptology " فبالرغم من أن هناك علم آخر اسمه Egyptologyوهو علم المصريات الذي يدرس كل ما يخص حضارة مصر القديمة، إلا أن الأهمية الكبرى الخاصة بالعصر القبطي وما حمله للبشرية من عطاء حضاري حتم تخصيص علم آخر مختص بدراسة تلك الحقبة الخصبة من تاريخ مصر. وهذا العلم له علماء متخصصين من كل جامعات العالم!!! وهذا العلم يُدرس في كل الأرض ما عدا مصر التي تألق تاريخها بالعصر القبطي!!! فالإنسان المصري وحده دون كل البشر هو المحروم والممنوع من دراسة تاريخه المجيد بسبب الاستعمار الفكري الوهابي الحاقد الذي يعصف بمصر الحضارة. فبينما هناك آلاف المخطوطات والكتابات القديمة المنشورة اليوم بكل لغات العالم من إنجليزية وروسية لفرنسية... عن تلك الحقبة الخصبة، وهي تكفي لأن يتيه ويزهو المصري بتاريخه الحضاري الذي ينهل من غناه كل العالم. يكفي أن تفتح كتابا مطبوعا في نيويورك أو باريس لتجد في بدايته خريطة مصر لتوضح مواقع الآباء العظام الذين علموا البشرية. في تلك الحقبة الزمنية الخصبة كانت الإسكندرية المدينة الثانية بعد روما هي منار العلماء والفلاسفة والمفكرين والأدباء، فمن الناحية العلمية والفكرية كانت المدينة الأولى التي يؤمها ويزورها طلاب المعرفة في جميع المجالات.

ولأهمية علم "الكوبتولوجيCoptology " هناك كونجرس عالمي يعقد كل أربعة سنوات في إحدى عواصم العالم لعرض آخر الأبحاث والاكتشافات الجديدة خلال الأربع سنوات، من آثار ومخطوطات ودراسات في مجال القبطيات. في ذلك الاجتماع يحضر ما يزيد عن مائة عالم من كل الأرض، في تخصصات متعددة. بل وهناك أكثر من كونجرس عالمي آخر لدراسة علم الآبائيات الذي يعتمد أساسا على أوريجانوس وأثناسيوس وكيرلس آباء الأقباط العظام. التاريخ يظهر القيم الحضارية للأقباط التي تكذب ذلك السفه الاستعماري الذي يظهر في عزازيل ليشوه العصر الجميل، والأمثلة التاريخية التالية توضح ذلك:

باخوميوس القائد العسكري الروماني الذي كان يقود حملة لإخضاع منطقة في الصعيد عند مروره بإحدى قرى الصعيد التي يسكنها مسيحيون قدموا له إكراما غير طبيعي، فمن غير المألوف أن يقدم الإكرام للقوات الغازية. ولما سأل باخوميوس عن ذلك كانت الإجابة إنهم مسيحيون، ودينهم يعلمهم أن يحبوا الأعداء. بعد أن أتم باخوميوس مهمته الحربية قرر أن يدرس ذلك الدين الذي أسره، فتعمد وصار مسيحيا وصار مؤسسا لنظام رهباني قبطي. هل يمكن مقارنة ذلك الواقع التاريخي بقصة الراهب خيبة في عزازيل وما بها من سخافات وتراهات ساذجة؟!! هل يمكن أن يطفئ دلك الشوه النور المنبعث من الواقع التاريخي؟!

الرجل الأسود ذو القوة البدنية غير الطبيعية التي أهلته ليصير رئيس عصابة يعيش في الجبال ويقوم هو وعصابته بترويع الناس بأعمال السطو والقتل والسرقة. قام موسى السفاح الأسود بمحاولة السطو على مواقع رهبان القديس مقاريوس بغرض السرقة. وبدلا من أن يسرقهم، فهم قد سرقوه بالمحبة وأخضعوه لهم فصار من أشهر رهبان العالم حتى تجد صوره تملأ كنائس أوربا وروسيا وتعاليمه واعترافاته بعظمة مسيحية الأقباط تشيع في كل الأرض. في تلك الأيام، كان شائعا بين الوثنيين عندما يجدوا إنسانا في حالة من السكينة والسلام أن يقولوا له من المؤكد أنك قابلت اليوم مسيحي حتى انعكس عليك ما به من سلام!!!

أرسانيوس المعلم الروماني اختاره الإمبراطور ثيؤودسيوس الكبير، من القسطنطينية العاصمة، بعد دراسة وتمحيص، ليكون المربي لولديه أركاديوس وهونوريوس. أرسانيوس معلم أولاد الملوك (وهذا لقبه التاريخي) ترك كل شيء وحضر إلى الإسكندرية ليستزيد من المعرفة، فتتلمذ على يد القديس مقاريوس. وعندما زاره بعض تلاميذه سأله أحدهم كيف للمعلم العظيم أن يجالس ذلك الفلاح المصري الجاهل، فأجاب "إن الألفا بيتة التي يعرفها ذلك الفلاح المصري أعظم من كل ما تعلمه أرسانيوس معلم أولاد الملوك. ولم يكن يقصد ارسينوس بالألفا بيتة العلم الدنيوي بل الثقافة الروحية الرفيعة للفلاح المصري إنسان الحضارة. يعوزنا الوقت لو تكلمنا عن أولاد الأباطرة الرومان الذين تركوا عروشهم وأتوا لمصر للتلمذة على آباء مصر العظام مثل مكسيموس ودوماديوس والقديسة إيلارية بنت الإمبراطور البيزنطي زينون.

لذلك كنت دائما أتعجب للعنف والدموية وقضية الثأر بالصعيد المصري. وقد بطل تعجبي عندما تبين لي أن مصدر تلك الدموية التي وصمت الصعيد المصري هم قبائل الهوارة وقبائل الأشراف العربية المستعمرة، التي حضرت واستوطنت بالصعيد، واستخدمت مغارات قدماء المصريين التي تشهد بعبقرية إنسان الحضارة المصري، فحولت تلك المغارات أوكارا للجريمة، ومسرحا دمويا عربيا مروعا.

في مجال الكتب نجد كنوزا هائلة. كتاب التاريخ الكنسي ليوسابيوس القبصري من القرن الرابع الميلادي المعتبر من أهم مؤرخي التاريخ المسيحي القدامى، يسجل باستفاضة روائع تاريخ مصر والأقباط. ومجموعة كتابات التاريخ اللوزياكي التي جُمِعت أجزاء منها في مجلدين كبيرين وطبعت بجميع لغات العالم. الكتاب الإنجليزي تحت اسم " The Paradise of the Holy Fathers. هذه المجموعة تسجل تعاليم وأعمال وتاريخ آباء مصر العمالقة. إن تلك الكتابات الشهيرة التي كانت قد انتشرت في كل الأرض منذ القدم بلغات متعددة. النسخة التي استخدمت لترجمة الكتاب ونشره كانت باللغة السريانية، وذلك يعكس القيمة الهائلة للفكر القبطي وتأثيره الشديد وانبهار كل العالم به من الشرق للغرب. وهناك مئات الكتب القديمة والحديثة، فمازالت تظهر كتب جديدة حتى الآن عن أقوال وأعمال آباء مصر بجميع لغات العالم.

إن الغنى الحضاري للعصر القبطي اجتذب الكثير من العلماء المحدثين، حتى أن بعض العلماء كرسوا حياتهم لدراسة ذلك العصر وأبعاده الحضارية التي مازال العالم يغترف من معينها الذي لا ينضب فنري العالم الألماني أوتو منياردوس Otto F. Meinardus, Ph.D.، الذي حضر إلى مصر في ستينات القرن العشرين، كأستاذ للتاريخ بالجامعة الأمريكية. ولما تعرف على التاريخ القبطي في مصر تخصص فيه وكتب تسعة كتب كبيرة، ومئات المقالات، شهد فيها بالعطاء الحضاري الذي قدمه العصر القبطي للبشرية. كما سجل دراسات عن الأقباط المعاصرين والفكر القبطي الحضاري المتجدد. وقد كرس هذا العالم كل حياته للكتابة عن الأقباط حتى بعد أن ترك مصر وترك التدريس وحتى يوم وفاته.

شخصية أخرى بريطانية هو الأب الدكتور جون واتسون الذي جاء لمصر للتدريس بالجامعة الأمريكية وصار متيما بكل ما هو قبطي، فكتب مجموعة من الكتب الرائعة عن الأقباط المعاصرين وربط ذلك بالتاريخ القبطي الحضاري. وبعد أن اعتزل العمل يعيش في انجلترا، وبالرغم من أمراضه الكثيرة مازال يدرس ويبحث ويكتب عن الأقباط وتاريخهم. وآخرون من علماء منهم الأمريكي Tim Vivian Ph.D., والكاتب الرائع Carnelis Holcsman, Ph.D.، والأستاذ بالجامعة الأمريكية , Ph.D.Stephen J. Davis.

هل ننرك كل ذلك الغنى والزخم الحضاري من كتابات عن مصر التي أفاض في كتابتها علماء العالم القدامى والمحدثين، لنتسمع لترهات الاستعمار الوهابي في عزازيل وأمثالها من الكتابات الصفراء المتخلفة التي تهين مصر وتاريخها الحضاري المجيد؟ وهل شوه عزازيل قادرا على أن يطفئ الشمس؟!!!

يقول قائل؛ فما قولك فيما سجله التاريخ عن مقتل عالمة الرياضة المصرية هيباثيا؟ وأجيب؛ قبل التسرع في الحكم المبني على انفعال متعصب ومغرض، يلزم أن نحكم على الأمور بعد دراسة علمية متأنية للواقع التاريخي. فهناك حقائق هامة حول الموضوع لا يمكن أن نغفلها، ألخصها فيما يلي:

• بالأسف الشديد لم يعتني الأقباط بتسجيل تاريخهم، حيث تركوه ليد المستعمر ليكتب فيهم كما يشاء. وإني لأجد قصورا شديدا في كتب التاريخ القبطي التي بين أيدينا اليوم حيث تفتقر للتحقيق العلمي.

• حادثة مقتل هيباثيا عالمة الرياضة الوثنية تعتبر حادثة فريدة تشذ تماما عن التاريخ القبطي وعما يحمله الإنسان القبطي من مبادئ إنسانية اتسم بها خلال سبعة قرون. تلك السمات التي لم تكن جديدة على ذلك المجتمع، بل هي امتداد لطبيعة الإنسان المصري القديم والحديث عبر التاريخ بما يحمله من فكر حضاري راسخ. والحادثة لا مثيل لها مما يدعو للشك، خصوصا أنها تركز الاتهام ضد شخصية مسيحية ضخمة جدا لها وزنها في المجال اللاهوتي على الصعيد العالمي.

• وبينما سجل التاريخ أحداث اضطهاد وقتل جماعي للأقباط على يد الحكام الرومان قبل المسيحية أو البيزنطيين المسيحيين. وبلغت ضحايا كل حادث مئات الألوف من القتلى. حادثة هيباثيا الفريدة تأخذ أهمية خاصة لتتصدر التاريخ الأوربي عن مصر بشكل ملفت، لتشوه تاريخ سبعة قرون مجيدة للأقباط، مما يثير الشك في مصداقية الحدث الذي يحيط به الكثير من القصص المتضاربة للغاية. لو تابعنا التسجيل التاريخي ومصادره للحادثة النشاز في التاريخ القبطي نجد الآتي:

 هناك مصدر واحد للتاريخ الشائع لذلك الحدث وهو كتاب "Historia Ecclesiastica" للمؤرخ سقراط من القسطنطينية الذي كتبه في القرن الخامس الميلادي محاولا تكملة تسجيل التاريخ الكنسي الذي بدأه يوسابيوس القيصري. والكتاب هو أيضا المصدر الوحيد الذي سجل حادثة هدم السرابيون (ومكتبة الإسكندرية) بيد ثاوفيلوس بطريرك الإسكندرية، الأمر الذي لم يسجله أي تاريخ آخر سواء مدني أو كنسي معاصر، بل وهناك ما يؤكد عدم صدق روايته.
 الدارسين من العلماء الذين قاموا بالتعليق على المؤلف التاريخي لسقراط أكدوا أنه لا يمكن الوثوق أو الاعتماد على ما كتبه من تاريخ ديني أو مدني لما فيه من تعارض مع المؤرخين المعاصرين، كما أنه يحوي تضاربا تاريخيا شديدا لم يستطع العلماء أن يحلوا ما به من إشكاليات. ونجد أمثلة تلك التضاربات في مقدمة الكتاب في مجموعة Nicene & Post-Nicene Fathereds, 2nd series-2nd Book
 وتذكر موسوعة Wikipedia عن المؤلف التاريخي لسقراط الآتي:
Historia Ecclesiastica ("Church History"), which departed from its ostensible model, Eusebius of Caesarea, in emphasizing the place of the emperor in church affairs and in giving secular as well as church history.
 أما عن سقراط نفسه فنجد في تاريخه ما يشير لأسباب العداء الذي يحمله للأقباط. فهو من مواليد القسطنطينية، كان في الأول يتبع الهرطقة الأريوسية التي كانت تحاربها مصر، وكان له دور في الضغط على الإمبراطور لحساب الأريوسية ضد الكنيسة المصرية. كما تحالف بعد ذلك مع ثيؤودوريت وهو المعلم الأول للبدعة النسطورية، رغم أن نسطور نفسه كان من أشد أعداء الأريوسية. فيبدو أن سقراط كان منحازا لكل من يعادي مصر وكنيستها.
 قصة هيباثيا كما ذكرها سقراط تحمل من المتناقضات ما يشكك في صحتها. أرستوس الحاكم البيزنطي لمدينة الإسكندرية من قبل الاستعمار والمسئول الأول عن أمن المدينة، والذي كان صديقا لهيباثيا، كيف يترك الدهماء يخطفونها ويسحلونها في الشوارع ويقتلونها ويحرقون جثتها دون تدخل من قواته؟!!! وكيف لا يقوم بالتحقيق في الحادث ومعاقبة المجرمين بما فيهم الأسقف نفسه لو كان هناك أثرا لشبهة تورطه؟!!! القديس أثناسيوس نفي خمس مرات لأسباب تافهة وإشاعات وادعاءات كان يطلقها الاستعمار البيزنطي ضد البطريرك ليجد فرصة لنفيه. القانون الروماني لم يكن ليعفي البطريرك من المحاكمة عند اتهامه مهما كانت التهمة واهية، وقد تعرض أثناسيوس لعدة محاكمات لتهم مزيفة، فكيف للحاكم البيزنطي أن يتغافل عن محاكمة البابا كيرلس في جريمة بشعة مثل جريمة هيباثيا؟!!!
 إن جريمة إحداث الشغب في مدينة تحت الحكم الروماني كانت تعتبر من أكبر الجرائم التي تعرض حتى حاكم المدينة نفسه للطرد، وإذا كان الشغب في الإسكندرية المدينة الثانية في العالم فالأمر خطير جدا، فهل التاريخ المدني يمكن أن يغفل مثل ذلك الحدث سواء مقتل هيباثيا أو تدمير الدهماء للسرابيون؟!!!
 الاستعمار البيزنطي الذي كان يتحين الفرص لكي ينزل العقاب الشرس بالمصريين، كيف يتهاون ويتغاضى عن حادث مقتل هيباثيا المروع؟ إلا إذا كان الحاكم البيزنطي نفسه هو المدبر له، ثم يطلق الشائعات ضد الكنيسة والشعب عن الجريمة ليبعد الشبهة عن نفسه. عدم إنقاذ هيباثيا بقواته وعدم إجراء تحقيق يؤكد مسئولية الحاكم. وكم في التاريخ من أحداث مثيلة.
 الإشاعة عن كيرلس لا يوجد لها أي دافع فالقصة تعطي دافعا واهيا وهو أن هيباثيا كانت تمنع أرستوس من أن يصلح علاقته بكيرلس، فهل قتل هيباث صديقة الحاكم أريستوس ممكن أن تُصلح تلك العلاقة؟!! أن صداقة الحاكم لهيباثيا المذكورة في التاريخ تلقي الضوء عن حدثا بينهما قد يدفع لتلك الجريمة.
 كيف لا نشك في مصداقية تلك الحادثة الدموية الوحيدة في تاريخ الأقباط مع تعدد القصص المتعارضة عنها؟ حتى أن هناك من زعم أن هيباثيا الوثنية كانت تتبع الفكر النسطوري المسيحي الذي لم يظهر إلا في عام 428م. بينما هيباثيا قتلت في عام 415م.!!!
 كيف يمكن أن نصدق أن القديس كيرلس صاحب أخطر وأهم كتب لاهوتية في تاريخ المسيحية حتى اليوم، عنده من الوقت أو ممكن أن يفكر في ارتكاب تلك الجريمة البشعة؟!!
 قصة هيباثيا عن سقراط نشرت في أول شكل من أشكال الإنسكلوبيديا التاريخية التي صدرت في اليونان، في القرن العاشر الميلادي، المعروفة باسم "السودا Suda"، وعنها انتشرت في كل أوروبا. إن الاستعمار البيزنطي نشر الكثير جدا من الترهات والأكاذيب ضد الأقباط هاجم فيها الشعب وبطاركة الأقباط بعد أن قام بتعيين بطريركا من عنده للإسكندرية. وبعد هزيمته في الإسكندرية اتهم الأقباط بمساعدة المسلمين الأمر الذي روج له المسلمين أنفسهم، وتاه تاريخ الأقباط بين المستعمرين لمصر.

وفي ختام هذه الحلقة أريد أن أتساءل عن الهدف من نشر تلك الحادثة الواحدة التي تسيء للتاريخ القبطي، في رواية ملتبسة، وبهذا الكم من الإضافات السخيفة والقدر من التهويل المبتذل، في جو محتقن بالتعصب الديني ورافض للآخر. لا يوجد هدف آخر سوي زيادة الإثارة وتغذية النيران المشتعلة بالوقود ليزداد استعارها. إنه الاستعمار الوهابي الذي ينبش القبور ليستخرج الوسائل العفنة لسابقيه من المستعمرين ليثخن مصر الحبيبة بالجراحات. إنه العفن الوهابي الذي يُعتم الرؤية الثقافية على الساحة المصرية اليوم حتى يبتز مصر ويستنزفها أكثر وأكثر.

ليت مثقفونا يتنبهون لذلك الخطر المحدق بنا جميعا مسلمين ومسيحيين؛

وإلى لقاء في حلقة قادمة؛








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - همسات
همسات ( 2009 / 6 / 28 - 23:29 )
بالأسف الشديد لم يعتني الأقباط بتسجيل تاريخهم، حيث تركوه ليد المستعمر ليكتب فيهم كما يشاء. وإني لأجد قصورا شديدا في كتب التاريخ القبطي التي بين أيدينا اليوم حيث تفتقر للتحقيق العلم

السيد المحترم سامى المصرى أراك تحاول أن تنفى أى جريمة جماعية صدرت فى العصر القبطى وتحاول تصوير الحكم الكنسى الدينى وكأنه حكما مثاليا أزدهرت فيه الحضاره وأحترم فيه الانسان بل وأهدو الزهور للأعداء وأراك تشيد بالتاريخ القبطى من ناحيه ثم تتهم الآخرين بتزويره وكتابته من ناحية أخرى لتنفى قصة مقتل هيبثيا فى تناقض واضح لكل من يستعمل الخطاب الدينى كأرضية حوار لأن ببساطة الأنتماء الدينى ينفى الموضوعية
تحياتى لك وأن كنت مثلك رغم كونى مسلمة قد استأت من تلك الروايا المتخبطة لأسباب أخرى غير أسبابك المتعصبة
تحياتى لك


2 - الحقيقة
shaker ( 2009 / 6 / 29 - 01:04 )
اخي الفاضل سامي ردكم علي كتاب عزازيل السيء من احسن الردود التي قرأتها تحليل رائع ومقنع جدا لقد قرأت الرواية ورد القمص عبد المسيح البسيط وكتبت خمسة مقالات للرد علي هذه الافتراءت والترهات تحت النشر في بعض الصحف بكاليفورنيا وكما سبق في تعليقي علي مقالتكم السابقة ينطبق علينا ا الاية الحكمة تبررت من بنيها كان الافضل الصمت من وعدم الاثارة فيموت الكتاب لكن نحن ساعدنا علي انتشاره بل وحصوله علي البوكر عموما لعبة البوكر من اعمال الشيطان فالجائزه لكل اعماله واجبة وبالمناسبةعجبني رد قداسة الباباعلي الكتاب بقوله لم اقرأه اي لايستحق القرأه وهذه حكمة ياريت كانوا الاباء فهموها ولم يضيعوا وقتهم في مهاترات سخيفة اتعبتنا امام الاخرين الذين اعتبروها فرصة باتهام المسيحين بالدموية والقتل والتعصب


3 - شكرا استاذ سامى
مجدى خليل ( 2009 / 6 / 29 - 04:15 )
اشكرك استاذ سامى على سلسلة المقالات الرائعة فى نقد رواية عزازييل الساقطة اخلاقيا ومهنيا
اية فضيحة هذه ان تمنح جائزة بوكر لهذا العمل الروائى الملفق الساقط المسروقة فكرته
لقد اطلعت على النص الانجليزى المسروق عنه فكرة عزازييل وذهلت من ان محكمين متخصصيين يمنحون جائزة بوكر لهذا العمل المقلد العدائى
الغريب ان احاديث يوسف زيدان تكشف عن تعمد الاساءة، فرغم ادعاءه ان من حق الروائى ان يتخيل الا انه يعود فى برنامج العاشرة مساء ويقول ان التاريخ رواية وما كتبته تاريخ ورواية فى نفس الوقت، اى انه خرج من دائرة تقييم الرواية كعمل ادبى الى تقييمها كعمل تاريخى
وهنا طالما هو اقر بانه كتب تاريخ يجب تشرييحها بالمعايير النقدية لكتابة التاريخ وعندها سنكتشف كم هو كاذب ومزور


4 - أين التعصب؟
سامي المصري ( 2009 / 6 / 29 - 07:46 )
الأخت الفاضلة السيدة همسات
شكرا لك على التعليق
كل ما كتبته عن التاريخ القبطي يعتمد على مراجع علمية أجنبية يمكن الرجوع إليها بسهولة. لو عندك اعتراض موضوعي فيما كتبت قائم على أساس علمي أرجو أن تعرضيه للحوار.
المجتمع القبطي من يوم أن قام في القرن الأول الميلادي كان تحت الاستعمار الروماني الدموي الذي راح ضحيته ملايين من المصريين المسيحيين قي الثلاثة قرون الأولي. ثم تحولت الدولة الرومانية إلى المسيحية في القرن الرابع، وانقسمت الدولة الرومانية المسيحية لدولتين، شرقية وغربية. كانت مصر من نصيب الدولة الشرقية أي البيزنطيين، الذين أذاقوا المصريين الويلات لمدة ثلاثة قرون ونصف أخرى حيث قتل المستعمر البيزنطي المسيحي مئات الألوف من الأقباط من مسيحيين ووثنيين ويهود لأسباب استعمارية تحت شاعرات دينية مسيحيةّ متطرفة!!! رواية عزازيل تدور أحداثها في القرن الخامس الميلادي لتناصر الاستعمار البيزنطي المسيحي، لتشوه الوطنية المصرية لحساب الوهابية. كان الاستعمار البيزنطي المسيحي يصب ويلات غضبه علي الكنيسة المصرية ليسحق الوطنية المصرية. فالمشكلة لم تكن دينية بل هي وطنية بحتة. فلا يوجد مجال للتشكيك في التعصب الديني كما تقولين حيث كان المستعمر مسيحيا.
ومن الطبيعي أن مصر وهي تحت الاستعمار كل ما كتب


5 - شكر وتحية للأستاذ شاكر والأستاذ مجدي خليل
سامي المصري ( 2009 / 6 / 29 - 08:39 )
شكرا يا أستاذ شاكر ويسعدني أن أطلع على مقالاتك في الموضوع لو تفضلت بذلك ويمكن إرسالهم بالـ E-mail .
أوفقك في ما تقوله عن رد القمص عبد المسيح البسيط والأنبا بيشوي الذي حاول الدفاع عن البيزنطيين بدلا من الدفاع عن الأقباط. ولعل ذلك ما حفزني على الرد؛
شكرا على التعليق وتحية لشخصك ؛

شكرا يا أستاذ مجدي وأوافقك فالرواية التاريخية يجب أن تلتزم بالصدق التاريخي وهذا ما سأناقشه في مقال آخر.
شكرا على التعليق وتحية لشخصك ؛


6 - اعتذار وتحية
همسات ( 2009 / 6 / 29 - 18:30 )
السيد المصرى المحترم
عذرا على قسوة ردى ولا أدعى علمى بحادثة هيبتيا
وأتمنى أن تنيرنا بمقالات عن تاريخ مصر القبطى الذى نجهله مع سبق الاصرار والترصد
تحياتى لك وفى انتظار مقالات تنويريه موضوعيه موثقة المصدر
أما عن رواية عزازيل فهى عمل متدنى بكل المقاييس
تحياتى


7 - لا توجد وهابية يوجد تفوق ونبوغ
عبدالله الناصر ( 2011 / 1 / 8 - 23:56 )
استاذ سامي يوجد اكثر من مليونين مصري منهم نسبة عالية من الاقباط يعيشون في السعودية ولم يسمع احد منهم بالوهابية السعوديون يصنعون الاقمار الصناعية والشرائح الاكترونية للمقاتلات والسيارات والمدرعات والسفن والجامعات السعودية تحتل مراتب متقدمة في التصنيفات العالمية في الواقع الابحاث التي انجزت في جامعة الملك سعود تعادل كل ابحاث الجامعات المصرية عدد السعوديين 18مليون ينتجون ضعف الناتج المصري ولا تقل لي ان البترول هو السبب فلديك في مصر البترول والغاز والشمس والنيل والآثار والشواطي والصناعة والفن والشعب المصري العظيم السعودية تتطور كل يوم بشكل مذهل وتتقدم بثبات للعالم الاول فلوسقط اهرام الجيزة لاتهمتم الوهابية التي لا توجد إلا في اذهان من يبرر الفشل والعجز والحرمان والظلام لابد من فتح النوافذ ومشاهدة العالم على حقيقته والاصلاح يبدأ من الاعتراف بالتقصير ثم العمل الجاد للحاق بالآخرين مركز الثقل في العالم العربي والاسلامي انتقل للسعودية وعندما ترى المصريين في مصر يلبسون الزي المحتشم ولا يتعاطون الموبقات فليس هذا بسبب الوهابية ولكنه الاسلام الذي ينتشر بسرعة هائلة على مستوى العالم

اخر الافلام

.. رفح والعلاقات بين مصر واسرائيل .. بين التوتر والحفاظ على الم


.. الجدل المتفاقم حول -اليوم التالي- للحرب في غزة.. التفاصيل مع




.. حماس ترد على عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-.. فما انعكاس


.. قتلى ومصابون في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #ر




.. جدل مستمر وخلاف إسرائيلي وفلسطيني حول مستقبل حكم غزة | #التا