الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عسكرة المجتمع في العهود الاستبدادية ودوره في تغذية العنف والارهاب في مجتمعنا العراقي المعاصر

جاسم الصغير

2009 / 6 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


سار المجتمع العراقي في العهود الاستبدادية الماضية مسيرة سياسية واجتماعية تتسم بالبؤس السياسي ومركزية النظرة السلطوية الواحدية والاحادية في تسيير شؤون المجتمع وظهرت نتيجة لهذه الرؤى السلطوية الاستبدادية الكثير من الازمات السياسية والاجتماعية في المجتمع العراقي وقد انتهج النظام البائد منذ ان اغتصب السلطة الى نهاية عهده المظلم سياسة تتسم بالقسوة وانكار الاخر ومن نظرة قوموية عنصرية مدانة مستمدة من عصورالاستبداد والظلام العثمانية التي كان تعامل الكل بأنفة وتعالي ولكنه في الحقيقة زائف وغير مستند على أي سمة للقوة او التاثير ولكنه التعالي لمجرد التعالي على باقي افراد ومكونات المجتمع وظهر من جراء ذلك مسائل مثل التمييز العنصري بين افراد المجتمع ولااقول المواطنين لانه لاتوجد مواطنة في تلك الحقبة وايضا التنكر لحقوق باقي القوميات والتشكيلات في العيش الكريم والمشروعة ولقد ورث النظام البائد هذه السلوكيات العنصرية وعززها وطورها بشكل غريب ومقيت الامرالذي خلق حالة من الفجوة النفسية بين المجتمع والنظام الى شكل كبير جدا لقد كان للنظام البائد استراتيجية تعتمد على الغاء كل مظاهر الحرية المدنية التي تستطيع ان تبني الانسان ثقافيا وعصريا واعتمد عوضا عن ذلك على سلسلة من الاجراءات السلطوية الفوقية ذي الصبغة العسكرتارية التي تلغي ملكة التفكير الحر عند الانسان العراقي وظهرت تبعا لهذه النزعة السلطوية والقائمة على منهجية صارمة من قبل السلطة واجهزتها فظهرت مايسمى بالمنظمات الجماهيرية مثل الطلائع في المرحلة الابتدائية والفتوة في المرحلة المتوسطة وتدريب الطلبة الجامعات في فترة العطلة اصيفية كل ذلك وباسلوب عسكري صرف يتم من اوطأ المراحل الى اعلاها ومن خلال ثقافة تعبوية تهيئ الاذهان والعقول تنفيذ الاوامرالفوقية ومن غير أي اعتراض او نقاش واعتماد هذا الاسلوب مقياس للاخلاص للنظام الامر الذي جرائه تعززت حالة التشنج والعنف في المجتمع العراقي الى جانب ماكان يسمى بقواطع الجيش الشعبي وسوقهم بالقوة والاكراه كالقطيع الى جبهات القتال ولقدتعالت سطوة ونزعة النظام العسكرتارية اكثر واكثر مع حصول الانتفاضة المباركة في اذار من عام 1991 ردا على الهزيمة النكراء للسلطة في حربها مع التحالف الدولي وحصول حالة الانكسار في الجيش العراقي وحصول هزيمة لم يعرفها الجيش العراقي طيلة تاريخه السابق كل ذلك الذي اشعر النظام البائد بان الشعب لم يعد ذلك الشعب الخائف والخانع بل استيقظ وكسر حاجز الخوف وبفعل ذلك حصلت الانتفاضة المباركة وامام رؤية النظام لهذا التغير الكبير في سيكولوجية العراقيين وتحديهم للسلطة وبشكل سافر كل ذلك استفز النظام واشعره بقرب ساعة النهاية ولذلك لم يدخر جهدا في استخدام اسلحة محرمة دوليا في سبيل قمع الانتفاضة وشهدت مدن العراق ابشع حالة من القمع والتنكيل وبالجملة بقوى الشعب وافراده سواء في شمال العراق اوجنوبه وانتشرت تبعا لذلك مايعرف بالمقابر الجماعية في عموم العراق وزهي غير جديدة عليه فقبل ذلك حصلت حالة القمع والضرب باسلحة الكيماوي على اخواننا الكرد في حلبجة وغيرها وظهرت هذه الثقافة القمعية المتمثلة بالمقابر الجماعية وتعززت في عام 1991 بعد حصول الانتفاضة المباركة التي كانت ايذانا بسقوط النظام وادواته ونهجه الشوفيني القوموي السلطوي ولقد ادرك النظام ان الشعب قد انفصل عنه نهائيا بعد تلك الاحداث ولذلك فان السلطة صممت على ان الحل الامني البوليسي لادارة السلطة هو المفضل لديه ولن نستغرب وكما يقول احد الكتاب المعارضين العراقين انذاك في احدى جلسات مايسمى بمجلس قيادة الثورة مخاطبا الحضور قائلا اتظنون ان الحزب هو الذ ارجع السلطة الينا بعدما اوشكت ان تضيع كلا ان اجهزة الدولة الامنية هي التي اعادت الينا السلطة لذلك ادعو وزير الداخلية لوضع سيارة للشرطة في كل حي من احياء العراق لاشعار الناس بوجود الدولة ولذلك لن نستغرب عندما ظهرت اجهزة مثل فدائيي صدام سيئة الصيت وتدريب منتسبيها بوحشية وقسوة كي ينشأوا بشكل يتسم بالوحشية في قمع الشعب اذا بدرت أي بادرة على مقاومة النظام ورأينا حالات قص الاذن ووشم الجبين وهدم البيوت غير الانسانية ضد الاناس الذين يتهمون بافعال مناهضة السلطة كل هذه العوامل والمنهجية السلطوية في عسكرة المجتمع المستمرة من ايجاد الاجهزة والمنظمات الفاشستية ودعوات السوق الى الخدمة العسكرية الطويلة وبين فترة واخرى والشعور بمشاعر عدمية وتشاؤمية بفعل ذلك فعلت فعلها السيئ في اذكاء العنف بين ابناء المجتمع العراقي وزرع بذور الفتنة بينه وتفضيل مكون على مكون اخر وذلك واضح في توزيع الاماكن القيادية في الوزارات على فئات معينة معروفة باخلاصها للنظام وكل ذلك يجري وباطار مايسمى بارهاب الدولة واجهزتها القمعية الرهيبة لقد كان لسياسة عسكرة المجتمع اثارها النفسية والاجتماعية السيئة و ظهرت قيم اجتماعية سلبية ابنت ثقافة انفعالية ورفض للاخر واحيانا الانتقام من الاخر وغير ذلك وعلى مدار اكثر من ثلاث عقود وظهور ثلاث اجيال تربت ونشأت في ظل ثقافة سلطوية وبمنطق( اما معي او ان ضدي) او كما يقول الفيلسوف الفرنسي جان بول سارت (ان الاخر هو الجحيم) وايضا نشأت وفتحت هذه الاجيال اعينها على ثقافة ان الدولة هي كل شئ ولاشئ اسمه حقوق مدنية او ديمقراطية ودستورية وهكذا وامام سيادة مثل هذه الثقافة العنصرية الفاشستية تشبع فضاء الحياة بالسوداوية الى ان فرج الله عن العراقيين وسقط النظام واجهزته واختفت في ليلة وضحاها وامام هذا الوضع والثقافة السياسية الجديدة في صياغة نظام للدولة يعتمد الالية والفلسفة الديمقراطية والقضاء على كل الثقافات العنصرية والسلطوية وبالتالي فقدانازلام السلطة البائدة كل مصادر السلطة والثروة بسقوط النظام البائد وبعد هذا الوضع السياسي والاجتماعي الجديد وامكانية بل واستعداد بناء نموذج دولة من طراز جديد في المنطقة العربية ظهرت حالة الارهاب والعنف واستشرت بشكل كبير والذي والكل يعرفون ان هذا العنف والارهاب مستورد من كل المتخوفين من هذه التجربة وهكذا شهد العراق حالة من الارهاب كرد فعل على التجربة الديمقراطية العراقية ولقد ساهمت عسكرة المجتمع التي اتبعها النظام البائد في توسيع هذه الارهاب والعنف لان ثقافة العسكرة والتجييش قد اصبحت عامل معرقل للسلام الاجتماعي الذي يبغيه العراقيين وكما تقول احدى المقولات الفكرية ان الافكار القديمة لاتموت ابدا في اوقات التحولات الديمقراطية وهذا مانراه حاليا في مجتمعنا العراقي ومرد الكثير من الارهاب والعنف الموجود في المجتمع العراقي حيث نرى ثقافة العسكرة تغذي بفعالية العنف المستشري الى جانب العنف والارهاب المستورد لذلك ان جزء كبير من ضرورة معالجة هذا العنف ينبغي ان يوجه الى معالجة هذه الثقافة وايجاد بدائل حضارية لهذه الثقافة وهذا امر هام جدا ينبغي العمل عليه من كل الجهات السياسية والمجتمع المدني ومراكز البحوث والدراسات في عراقنا وهو ضرورة آنية واستراتيجية من اجل المساهمة في ايجاد مجتمع آمن ومسالم ولجميع العراقيين المخلصين0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألاصابة في معرفة ألصحابة
جيفارا ( 2009 / 6 / 28 - 21:09 )
أخي ترة أنقرفنة من هذة ألمواضيع نفس ألظروف ألتي مرة با ألعراق مرة بها أفغانستان حتي أن أفغانستان قبلنا 1-من تأريخ السقوط في 9-4-2003 ألي28-6-2004 لم يحدث أي شئ في العراق من غير ألتفجيرات لاعنف طائفي لاقتل علي لهوية لاتهجير لالالا علمآ أن جهاز ألشرطة كان ضعيف جدآ حرس وطني في بداية التكوين الجنيني أذا ألمسألة وجود أيدي خفية من ألصحاب2- عسكرة ألمجتمع في أي مرحلة لم تحدد أناس يقولون من أيام صدام أناس يقولون ألمجتمع عسكر منذ (1400 )سنة ىألحزب ألنازي ألالماني عسكر ألمجتنمع ألالماني في فترة حكمة لكن حين أنتهاءة واندحارة في ألحرب عاد المجتمع ألالماني لممارسة حياتة بشكل طبيعي....... أخي جاسم ألمسألة فوق ,فوق ما تصور وأعمق مما تتوقع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ والدليل كل عرق وكل طائفة لها علم خاص بها..... أستودع للة

اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات