الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحة و الوقاية الصحية في المجتمع الجزائري

فاطمة الزهراء طوبال

2009 / 7 / 2
حقوق الانسان


إن الصحة تحمل في فحواها مفهوم العيش السليم للفرد في تأمين مختلف الظروف الإجتماعية التي تحقق عافيته الذاتية و بما أنها كذلك فهي تلعب دورا حساسا في الحياة اليومية للإنسان بحيث منحت الحكومة الجزائرية للمواطن حق ما نسميه " بالتأمين " بالنسبة للعمال و الطلبة و بنسب معينة يحددها القانون السنوي للخدمات الصحية بحيث تصل نسبة التأمين للطلبة إلى 80%أما بالنسبة للعمال الأجراء ف‘ن نسبهم تتفاوت ما بين 80 %إلى 100 %و يتعلق الأمر بالنسبة للنسبة المئوية المتكاملة ( 100 % ) للعمال الذين يعانون من أمراض مزمنة فهم لهم الحق في الحصول على تعويضات مالية نظرا لما ينفقوه من مصاريف لأمراضهم الخطيرة هذه.
و في انتقالنا للحديث عن ماهية الصحة و الوقاية في المجتمع الجزائري بصفة خاصة و أهم خصائصها فإن إدراكها ليس بالأمر الهين نظرا لتغير الإستراتيجية التي تعمل وفقها الخدمات الصحية فهي تتفاوت من منطقة إلى أخرى ، فالخدمات المتوفرة بالمناطق الساحلية ليست كالخدمات التي نلاحظها في المناطق الداخلية و يعود الأمر ببساطة إلى التردد المستمر الذي نشهده على المرضى القادمين من مختلف المناطق الداخلية للغرب الجزائري على مستشفى وهران ذلك أن هذا المستشفى قد بذل من الجهود الجبارة ما جعلته يساعد على تخطي مختلف أخطار المرض و يضمن الجودة في الخدمات الصحية من خلال توفره على أخصائيين في مختلف مجالات الطب ،
و لا يتوقف الأمر على مستشفى وهران عاصمة الغرب الجزائري فحسب بل إن القطاعات الصحية التي تتوفر بالمدينة كثيرا ما تعمل على مراقبة الحالة الصحية للمواطن فتتقصى المشاكل عن طريق التوعية بشأن المسائل الصحية حيث تعمل على خلق علاقة مباشرة بين الناس و الخدمات الصحية بتنقلاتها عبر المؤسسات التربوية كما هو الحال بالنسبة للقطاع الصحي المسمى ( كاف قاي ) الواقع بحي قمبيطة لمدينة وهران و الذي كثيرا ما يتردد أطباؤه على المدارس من أجل المراقبة الطبية للأطفال الصغار و كثيرا ما نلمحها تقوم بنشر إعلامات تحث فيها على ضرورة الحفاظ على سلامة البيئة ووضع حد كافي لتلوثها ، كما أن تلك النشريات الإعلامية للخدمات الصحية كثيرا ما تكون موجهة لتحقيق أهداف معينة أو محددة تسطرها استراتيجية الوزارة المشرفة على تلك القطاعات و من هذه الأهداف محاولة تخطي انتشار بعض الأمراض الموسمية كما حدث أثناء مرحلة إنتشار مرض إنفلونزا الطيور.
هذا ، وكما أنها موجهة كذلك للقضاء على الأمراض الخطيرة الأخرى و الخاصة بفيروس نقص المناعة و سرطان الرئة بسبب التدخين بغض النظر عن انتشار مرض الحساسية و الذي صار تنقله بالأمر الهين في الفترات الأخيرة من حياة المجتمع الجزائري.
و من خلال هذا الإهتمام فإننا نلمح طموحات صريحة من طرف الهيئات الصحية دالة على الرغبة الجامحة في الحصول على أحدث الإمكانيات المادية و المعنوية من أجل توسيع مجال العمل لهذه الخدمات.
و يبدوا الأمر جليا من خلال المؤشرات التي تدل على تحسن الحالة الصحية للمواطن الجزائري خلال هذه السنوات الأخيرة و هذه المؤشرات كثيرا ما تنطبق على مستشفى وهران الجامعي مقارنة بالعيادات الطبية التي تخضع لنظام الخوصصة فإننا نجد أن حالات الوفيات كثيرا ما ترتفع في تلك العيادات بينما تنخفض في المصالح الطبية الحكومية أي التابعة للقطاع العمومي و إن حالات الوفيات هذه تتعلق كثيرا بالمرضى الذين يحملون مرض القلب و السرطان و الذين لا تتجاوز أعمارهم الخمسين سنة على الأكثر و يعود السبب الرئيسي في ذلك إلى الكفاءة المهنية التي يتميز بها الأطباء العاملون بمستشفى وهران و الخبرات العلمية التي اكتسبوها عقودا من الزمن ، فصار بإمكان المواطن النظر إلى العلاج الطبي في المستشفى بمنظور إيجابي مقارنة بالسنوات الماضية و بشكل عام يمكننا القول أن نسبة الأمراض المسجلة لا تعود إلا من خلال مدى قدرة الإنسان على حماية نفسه من الأمراض و إن صح التعبير فإن سبب المرض يعود بالدرجة الأولى بالنسبة للمواطن الجزائري إلى عوامل بيئية كطبيعة الهواء المستنشق و الماء المستهلك و عوامل اجتماعية متعلقة بنمط معاشه اليومي كالسلوكات مع الأفراد و كيفية تجنب أخطارها كالعقد النفسية و التي تعود أيضا إلى العوامل الثقافية بالدرجة الأولى و كيفية التأقلم مع هذا المجتمع مع تجنب الإصابة بالأمراض المعدية عن طريق عدم الإختلاط بالمصابين و التعود على التردد و الإدمان على زيارة الطبيب في كل مرة و إلا فلما تكون " الوقاية خير من ألف علاج "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح


.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف




.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي


.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية




.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق