الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتابة بلا حدود

نادر قريط

2009 / 6 / 29
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


لم أجد أفضل مما إفتتح به مترجما كتاب جاك دريدا " في علم الكتابة" (1) عندما نقلا عن لسان أبي العلاء قوله:

لا تُقيّد كلامي فإنّي
مثلُ غيّري تكلّمي بالمجاز

ولم أجد ما أقوله عن الكتاب، سوى أنه يخوض بمناهج تفكيك عسيرة، أصعب بكثير من الدبكة الحورانية أو الكردية (التي تثير الغبار والغريزة) وبالفعل فقد أطحت بالكتاب جانبا، قبل بلوغ ربعه الأول. فتعلم لغة المندرين الصينية أكثر يسرا وسهولة من هذه الطلاسم. مع أن المترجمين قاما بالعمل على مايرام، وشرحا الكتاب بعبارات وافية، لكن المشكلة تقع على كاهل فضائنا المعرفي، وعدم إمتلاكه الأدوات المناسبة لفهم هذه الأمور.

وقبل الذهاب شوطا بعيدا ألفت نظر القارئ المهتم إلى أن هذا النص إستمرارٌ في محاولة كتابية للإنعتاق من تضخمInflation الكلمة، الذي يشبه تضخم العملة، حين تتآكل قدرتها الشرائية، وهذا الأمر يؤكده علم اللسانيات. والعملية تزداد طرديا في عصر النت مع فيضان المكتوب، وتجعل حتى العناوين الساخنة مملّة ومُنفّرة.

فلو نظرنا إلى الوراء قليلا لوجدنا أن قصيدة ما لليازجي أو الزهاوي أو مقالة لطه حسين، كانت تحرك الوجدان والمشاعر، وتخلق قاعدة أخلاقية للتأثير وصناعة الرأي العام. أما لغتنا الحالية فتعاني من إفلاس وتضخم وغير قادرة على شراء بصلة. لذا أستميحكم عذرا إن تقصدت البلبلة، وترك المضمون هائما، يستمد نسغه من تداعيات الفوضى، أملا في إستعادة ما أشكل من أسئلة بديهية "مستعصية"
فمجرد الولوج عبر بوابة الفلسفة، إلى أسئلة الوجود والحقيقة، سنكتشف مدى هشاشة وضعف وسذاجة حججنا، إذ تبدو اللغة محاولة مستمرة للتمويه، وكل أنساق الكلام (الكتابي) إختزال للمعنى وتشويه له.. وأحيانا ضرب من الحماقة؟ هاكم هذين المثلين من عالم الميديا لتتأكدوا كيف تتحرك اللغة داخل مزيج هلامي من التعريفات الفوضوية والإفتراضات والعبث والقوة والبلاغة:

الخبر الأول: الحكومة الإنتقالية في الصومال، تُعلن حالة الطورائ بعد إنفجار بيدوا؟
إن كل الكلمات الواردة تقوم على عبث لغوي لتقريب الصورة : فالحكومة لا تحكم خارج القصر، ورئيسها نفسه (وهذه ملهاة) كان قائد المحاكم الإسلامية سابقا، وقد طردته أثيوبيا وأمريكا من الباب، ثم أعادته أمريكا وقطر من الشباك، بشكل سوريالي، والصومال نفسه لاينطبق عليه تعريف الدولة ذات السيادة، وعندما تسود الفوضى لعقدين، فما معنى أن تُعلن حالة الطوارئ؟

الخبر الثاني: الرئيس ساركوزي يرفض البرقع على الأراضي الفرنسية ويعتبره رمزا للإستعباد والإنحطاط؟؟ لو تأملنا الترجمة العربية المعتمدة "إنحطاط" فهي ذات دلالة مزدوجة، وتعني التخلف، لكنها تتضمن السفالة أيضا.. إن ساركوزي وجه كلمتين بمنتهى القوة والعنف للعالم الإسلامي (ربما ليرد على ميوعة اوباما) وكأنه يقول لحكام البلاد التي ينتشر فيها البرقع، بحماية التقليد والسلطة: كفّوا عن إستعباد المرأة واخرجوا من عالم السفالة والتخلف (شخصيا أتفق مع المضمون)؟! لكن مسيو ساركوزي، يتستر ضمنيا على شركاته المصدرة للسلاح، التي كان وقودها مئات آلاف البشر، ويغمض عيونه عن دعم أنظمة الإستبداد الأبوية العربية، لابل انه شخصيا كان عراب دخول إسرائيل إتحاد الشراكة الأوروبية، قبل أسبوعين من إرتكابها محرقة غزة. ربما يبدو هذا الكلام للبعض ضربا من السفسطة.. لكن جوهرالحقيقة كيان لايقبل القسمة والبيع بالتجزأة، ولعبة القوة تجعل من كلامه عن الإستعباد والإنحطاط، فوضى لغوية، إذ كان يكفيه التصريح بأن البرقع يتعارض مع القيم الفرنسية.
(لهذا أقترح على من طالهم رذاذ فم ساركوزي، أن يلجؤوا إلى أمرين: إما أن يمنعوا البرقع فورا، أو أن يقطعوا علاقتهم بفرنسا فورا؟ أوليسوا هم من نفخنا بكلمات: لا يسلم الشرف الرفيع؟ فلماذا يصمّون آذانهم عن تلك الإهانة)

دريدا ومنهج التفكيك
جوهر عمل دريدا "في علم الكتابة" المشار إليه في المطلع، يقوم على سبر النصوص الأدبية والفلسفية الكبرى، ووضع الميتافيزيقيا الغربية تحت مشرط النقد، وتعريض مسلماتها للمساءلة. وإكتشاف التحولات الداخلية للنصوص، ورؤية أماكن الحذف والإزاحة والإختلاف والتكميل فيها. وهذا هو جوهر مدرسة التفكيك.
والمهم أن دريدا يتقاطع مع مقولة روسو، التي تعتبر الكتابة مُكمّلة للكلام وممثّلة له. فهو يجد أنها (الكتابة) تحتوي اللغة وتتجاوزها. أيا كان تعريفها (فعل، حركة، وعي، تشكيل للمعنى ..للفكر) ويرى أن جوهر الفكر الغربي من أرسطو إلى ليفي شتراوس، قام على أوليّة الكلام على الكتابة (ربط الدلالة بالصوت) وبالتالي تحويل الوجود إلى حضور، وهذا أدى حسب قوله، إلى فرض اللوغوس الأوروبي أو مايسميه: المركزية العرقية الأوروبية.
في الحقيقة أثارني هذا الموضوع، دون دراية كافية، فقد قرأت هوامشا من كتابه "الأجراس" وكيف إستفز دريدا قراءه وأثار سخطهم، عندما وضع نصا تجريديا لهيغل على الصفحة اليسرى (مفتوح البداية والنهاية) ونصا أدبيا لجان جينيه على الصفحة اليمنى، ثم أضاف هوامشه وتعليقاته.. ولما بوغت بغضب القراء ونرفزتهم وعدم إدراكهم للمكتوب قال: لا أعرف كيف كتبت هذا النص الخالي من الكلام؟!
أرجو الإنتباه إلى هذه الجملة "نص خال من الكلام" فالكتابة مهما كانت هي تمثيل للكلام (بما فيها الكتابة التصويرية أو الرمزية أو حتى الرياضية، فعندما يُكتب مثلا: مساحة الدائرة تساوي "باي" ضرب مربع نصف قطرها، فإننا نترجم فورا تلك العلامات المجردة إلى صور محسوسة مُدركة، ونعرف أن الحرف "باي" هو ثابت رياضي يساوي محيط الدائرة مقسوما على قطرها، ونعرف أن الدائرة (حسّيا) هي مجموع نقاط لخط منحن، تبتعد نفس المسافة عن مركز مُفترض..إلخ)

إذن هناك برأيه كتابة خالية من الكلام ستسود مستقبلا عندما تتعطل لغة الكلام (حسب أحمد شوقي: وتخاطب عيناه في لغة الهوى عيناها) فالكتابة أو نصوص الأبجدية الصماء، تحتوي الكلام وأبجديته الصوتية بشكل ما، وهذا يدركه المرء إذا ما قارن بين نص إبداعي (أو فكري ) وبين كلام كاتبه. ومن يتابع المناظرات التلفزيونية (غير العربية) يجد أن المثقف منسجم وطليق فيما يقوله، وينتقل بتلقائية بين ما يكتبه ويتكلمه، والفرق يظل واضحا، فالكتابة صيرورة بطيئة متأنية تتيح للمرء خلق الفكرة عبر عمليات " الحذف، والتكميل، والإزاحة" ونسج كيان كلامي هارموني يتيح إمكانية تدفق البلاغة والمجاز والبيان. إلخ أي أنها خلق وإبداع خارج منظومة الكلام وإن كانت تحتويه بآن معا.

كل ما ذُكر أعلاه بداية لفكرة قديمة حاولت معرفة إشكاليات لغتنا العربية، حيث يبدو لي أنها سبب مهم لإستمرار هيمنة العقل الدوغمائي (الذي يستمد صورة العالم من لغة كلاسيكية قديمة، أشبعها الإكليروس الديني، وفق متطلبات قانون المجتمع الأبوي الشرقي وشبكة عصبياته ونظام الإنتاج فيه)
وهذه اللغة كنظام للعلامات الصوتية (الفونيم) تقوم بعمليات تمويه مركّبة، كونها بالدرجة الأولى تمثيلا لمحسوسات ومدركات نسبية، ثم تنتقل كتابيا عبر المجاز والبلاغة إلى خطاب أكثر تمويها ومخادعة؟ ومشكلتنا كناطقي عربية تكمن في هذه الآلة: العقل ـ لغوية القديمة، التي نستخدمها بشكل فصامي.. إذ يتوجب علينا الكتابة بها (لإستحالة الوسائل الأخرى، حيث أن العاميات ولأسباب دوغمائية، تم قمعها وتحقيرها ومنع تطورها اللساني وتعطيل قواعدها، مع أنها لغة الشعب والنكتة والأحاسيس العميقة)

وهذا يسبب فصاما قسريا للمثقف، فهو بالعادة لايمارس لغة الكلام الفصحى (إلا في الكتابة أو المناظرة أو محاضرة) في حين يمارس حياته العامة والخاصة بلهجته العامية. حتى فحول خطباء الفصحى يتأوهون في مخدع الزوجية بلغة الشبق العامّية والساقطة أحيانا، ولو فعلوا ذلك بالفصحى، لأضحكوا عليهم العباد.

وبسبب هذه القطيعة وفقدان المراس داخل الآلة (العقل ـ لغوية) يتلعثم المرء أثناء تجسيد أفكاره مشافهة. إذ عليه مراعاة لغة الثقافة العليا (الفصحى) وضبط صرفها ونحوها (ليبدو جهبذا لا يشق له غبار) مما يشتته ويُحدث إرتباكا وتلكؤا في خطابه خصوصا إذا خانته ملكة الخطابة والصوت الصادح والنبرة المسموعة وسرعة البديهة..إلخ

يكفي مثلا مشاهدة ذبائح المفكرين وهي تُعلّق في محل جزارة فيصل القاسم في الجزيرة..وكم يصاب المرء بالحزن والأسى، وهو يرى شخصيات مثقفة مثل محمد أركون تتلعثم أمام أحد خطباء الجمعة من أنصاف الأميين. أو يرى مثقفا نبيلا مثل عبدالحسين شعبان، وهو يحمّر ويصّفر أمام تكفيري يحتكر خطاب الحقيقة كالشيخ النفزاوي.
لكن المشكلة أكثر تعقيدا بكثير إذا عرفنا أن المثقف نفسه يساهم بها، ويقف بهشاشة أمام الموروث وحراس المقدس. ويا لها من خيبة عندما يقرأ المرء هاشم صالح، وهو يذود عن محمد أركون، ويشهد له بأنه مؤمن قانت ومثابر على فروضه وصلواته، وكأنه يستجدي القارئ ضمنيا، ويطلب منه العفو (على ذنب إقترفه)

وربما تُفهم الدوافع، فالتمرد والوقوف بوجه عاصفة الدهماء ليس سهلا، فكانت نفسه (فيلسوف التنوير) لم بستطع أن يجاهر بقطيعة وعداء الكنيسة.
من هنا تتجسد أهمية الخروج من هذا الإلتباس المُربك، فالدين هو مستويات مركبة على المرء الفصل بينها، إذ إن المحتوى الميتافيزيقي منه (الله ملائكة أنبياء يوم آخر) مسألة ذاتية للتأمل، ولم تعد تُشغل إنسان الحداثة كثيرا، وقد يجوز القول بأن الأرثودوكسيات الكبرى خلقت ميتافيزيقا رثة وكسيحة (تسيئ حتى للذات المتعالية التي رسمتها) وهنا لابد للمرء أن يجاهر ويتحدى هذه الصورة البدائية لإحتكار "أسئلة الوجود" وخلق لغة تحفر في جدار لغتنا "الأنطو ـ تيولوجية" التي شيدت مداميك الوجود على أسس لاهوتية.
أما المستوى الآخر للدين فهو التاريخ وهو لغة سلطوية، وطقوس، ساهمت في تشكيل هوية الجماعة البشرية، وهنا تتجلى أهمية النقد التفكيكي لإزالة ركام الأسطرة من أمام السابلة.

إذ لابد للغة الحديثة (هكذا أعتقد) أن تقول رأيها في قضايا العقائد بدون مواربة وتمويه، وخوف من تهمة الإساءة للذات الإلهية. فإلتباس الخطاب والفصامية وتملق العامة. هو مساهمة لإستمرار تكريس لغة الحمدلة والحوقلة، المعادية لجوهر الحرية. وعلى رأسها حرية الفرد وحقه في الإعتقاد وتغيير العقيدة (كما تنص لائحة حقوق الإنسان رضي الله عنها) وهذا الأمر صعب للغاية، ويحتاج إلى إرادة وبيئة تترعرع فيها قيم الحرية.

ولتقدير تلكم الصعوبات، أتذكر حادثا طريفا ألمّ بكاتب السطور، ولطرافته لا أملّ من تكراره،فقد كنت يوما في عيادة طبيب (في القاهرة) حينها سمعت نقاشا بين المراجعين عن مليونير مصري إنتحر بعد قتله لزوجته (فنانة تونسية) والأهم أن مساعدة الدكتور، كانت حزينة وتتأسف فقط لإنتحاره، لأنه لن يدخل الجنّة؟ وعندما تدخلت (غير مشكور) لأخبرها بأن الجنّة محض إفتراض ووهم وهراء؟ هاجت القبائل وماجت، وطار الشرر من عيني الممرضة ذات السواعد المفتولة (والقوام الشبيه بكيس بطاطا) وأحسست أنها تريد سلخ جلدي. فسكتّ بسبب الجشع وحب الحياة وعدم الرغبة بالشهادة، وبحثت عن (قندرة) ووضعتها في !!! ولزمت الصمت. (لذا أنصح نقاد الدين، بعدم الذهاب لهذا الطبيب، والأفضل أن يختبئوا في غابات كندا)

اللغة والصوت والجاحظ:
إستطرادا أتوقف عند الصوت وأثره وعلاقته بالدلالة اللغوية. فالجاحظ يتحفنا بمقطع لطيف في كتابه الحيوان، يتحدث عن تأثير الأصوات ويميّز بين ما يجلب الكمد، أو الطرب أو ما يزيل العقل حتى يُغشى على صاحبه (حسب وصفه) ويضيف حرفيا أن الناس : بعتريهم ذلك من قبل المعاني، لأنهم في كثير من ذلك لا يفهمون معاني كلامهم؟
ثم يورد لنا عبارة بديعة عن ماسرحويه، وهو طبيب يهودي بصري ومترجم للسريانية، بكى من قراءة أبي خوخ (للقرآن) فقيل له:

كيف بكيت من كتاب الله ولا تصدق به؟
قال: إنما أبكاني الشجا؟؟

ما يهم قارئ (الحداثة) ليس تاريخية الرواية وحقيقتها
بل البحث في مضمون ودلالة المكتوب، وليس فقط السؤال عن النسق الكرنولوجي والتحقيب الزمني أو حقيقة حدوث الرواية من عدمه؟! (2)
فمضمون قصة ماسرحويه القصيرة. تشير إلى معرفة الجاحظ بسحر الصوت وتأثيره على أسماع الناس، وخطفه لبّهم، دون حاجتهم للدلالة والمعنى. وهذه لفتة مهمة تفسر إستخدام السلطة للأوتار الصوتية (والآلات والفنون) من أجل الهيمنة والتحكم بخيال الناس ومشاعرهم ( هذا نعرفه من تأثير قراءات القصة الحسينية في عاشوراء وما يصاحبها من تهييج مشاعر، أو إلقاء الأناشيد الوطنية، ونفس الشيئ تمارسه الميديا الحديثة بلغة تصويرية، كما في قصة موت الأميرة ديانا مثلا وخلق هستيريا جمعية ؟!) .. أما الفضاء الدلالي لقصة الجاحظ، فيدلنا أيضا على أجواء مدنية سادت البصرة (زمن توليف النص؟!). فوجود كتب ونسّاخ ومترجمين وأطباء (مع تقدير دلالة تلك المهن بما يناسب عصرها) ووجود اليهودي ماسرحويه (ترجم كتاب القس أهرن بن أعيش) يدلنا على بحبوحة من التعايش السلمي والجدل الديني ويعكس ملامح للفضاء الثقافي العربي الفارسي المتداخل في تلك الفترة.

هوامش:
1ـ في علم الكتابة (جاك دريدا) ترجمة : د. أنو مغيث و د. منى طلبة
2ـ يرجع كتاب الحيوان لعام 233 هجري، وكتب الجاحظ ذكرت عند ياقوت وابن خلدون وغيرهم؟ لكن الباحث المعاصر يهمه أيضا المخطوطات المتبقية التي نقلت كتبه، فمن المعلوم أن تاريخ نسخ الكتب العربية تعرض عبر العصورلتغيرات وإضافات وحشو متأخر وخلط لأزمنة وأفكار وكتّاب. إلخ. ولو راجعنا مثلا تاريخ المخطوطات المتوفرة حاليا، التي إعتمدها المحقق عبدالسلام هارون في تقديمه لأشهر كتب الجاحظ "البيان والتبين": سنجد أن أقدم نسخة توفرت له هي نسخة مكتبة كوبرلي، المحفوظة بدار الكتب المصرية، ويعود نسخها لعام 684 هجري أما الأخريات فهي حديثة، كنسخة أنجزت بالمدينة المنّورة على ذمة الكتبخانة الخديوية عام 1299هجري (1882م)؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رحم الله شيخ المثقفين السوريين أنطون مقدسي
أبو هاجر: الجزائر ( 2009 / 6 / 28 - 21:32 )
في منتصف الثمانينيات ،وبالضبط في وزارة الثقافة السورية، وتحديدا في مكتب المفكر الكبير الراحل أنطون مقدسي، كنت ثالث ثلاثة جزائريين لما جرنا الحديث إلى جاك دريدا، وبحكم الشباب و الحماس تحول كلامنا عن دريدا إلى خطبة ، دريدا الجزائري المولد والفيلسوف الحداثي.وكعادته كان المفكر الكبير أنطون مقدسي يستمع، وبعد انتهاء الخطبة التي كانت مزيج من الفرنسيةو العربية ابتسم الفيلسوف ابتسامة بدا لي ، او تهيأ، أنها كانت مزيجا من الشفقة و الحصرة .بعدها راح يحدثنا عن دريدا ذلك اليهودي/ المعتق /أما ماذا قال شيخ المثقفين عن التفكيك ومقاصده فذاك حديث يطول
الأستاذ نادر المحترم ايها المثقف الجميل لك ألف تحية من الجزائر


2 - حدود الكتابة
فضيلة يوسف ( 2009 / 6 / 28 - 21:49 )
تحياتي استاذ نادر
اتذكر قصيدة لمحمود درويش يقول فيها ما فائدة الشعر ان لم يفهمه الناس وللاسف اني لم استطع ان افهم مقالتك بشكل تام على الاقل في بعض الفقرات وهذا يقودني الى الكلام عن مذابح فيصل القاسم فقد لا يفهم الدهماء كلام المثقفين مثل عبد الحسين شعبان ومحمد اركون بينما يفهمون ما يقوله الشيخ نصف الامي فلماذا لا يتحدث المثقفون بلغة يفهمها الناس (واعتقد ان اعجاز القران في جزء منه هو ان لغته بسيطة استطاع الناس فهمها ) واود ان اعلق على نقطة اخرى ما الفرق بين قولك للممرضة والناس في العيادة (الذين يؤمنون بالله والجنة) ان الجنة محض وهم وبين ان يقول لك احدهم انك كافر مثلا انا اعتقد ان الاهم في هذا الموضوع ان يتعايش الجميع معا بغض النظر عما يؤمن به كل فرد (اي ضمان حرية الاعتقاد للجميع .


3 - رد
نادر قريط ( 2009 / 6 / 28 - 22:36 )
تحية بالمقابل للأستاذ أبو هاجر ابن الجزائر العزيزة ، ولعلها فرصة ثمينة أن نستعيد وهج الأيام ودفقها . وللأسف لم أتعرف على دريدا إلا قبل أعوام ، وكانت نصوصه صعبة المنال بسبب حواجز المعرفة.. إذ إن متابعة تفكيكه تتطلب دراية بروح النصوص الكبرى عبر العصور.. وهذا ما إفتقدته شخصيل بسبب ميول أدبية

الأستاذة فضيلة: شكرا لك على المداخلة ، إن النص بمجمله دعوة لفتح آفاق اللغة لتستوعب الحرية، وأن يحق للا ديني إمتلاك الفرصة لممارسة حقه في رفض الأديان والمقدس ووقف إحتكارها -لأسئلة الوجود- وأن يمتلك الحرية لإعلان لا دينيته وأن تكون أسئلة الحقيقة وما يتبعها من مفاهيم خير عدالة وجمال مشروعا إنسانيا رحبا لا يخضع لسلطة اللغة التيولوجية-التي تتحكم بمجمتعاتنا وتقودها كقطيع وشكرا


4 - تداعيات
ابراهيم البهرزي ( 2009 / 6 / 28 - 22:52 )
الاستاذ الصديق العزيز نادر قريط
لازيح الانهاك الفكري الذي تزامن مع درجة حرارة الغرفة العلوية (قرابة 45 مئوي!!...هل تعتقد ان عراقيا يخاف النار ؟)
واضافة لحديث الجاحظ عن ماسرحويه
كنت اشاهد اثنين من الفلاحين الشباب الذين يسكرون على طرقات البساتين (قبل الحملة الايمانية التطهيرية )لقد كانوا يسكرون يوميا بالعرق العراقي الابيض العريق ومعهم مسجل كاسيت صغير ,ولك ان تتصور على م ينتشون يوميا :
انها سورة يوسف بقراءة عبد الباسط محمد عبد الصمد ...!!
تصور ان الكتابة لا تنعدم ان تكون نصا بحسب دريدا فحسب ...بل ان الكلام (المقروء ) ينعدم عن اداء المعنى ..ليسمو كصوت مجرد ...نعم انه يسمو ايها العزيز قريط ..
مع محبتي


5 - البصلة
مختار ملساوي ( 2009 / 6 / 29 - 00:31 )
سيد نادر لو كنت في الجزائر لاستبدلت مثال البصلة بشيء آخر. البصلة هذا العام عندنا صار لها قرون، كما نقول، بعد أن ندرت وفاق سعرها سعر الكثير من الخضر وحتى الفواكه، أما البطاطا والفول فحدث ولا حرج.
من جهة أخرى هل يجب أن يرتفع مستوى الناس أم يجب أن ينزل مستوى ما يكتبه المفكرون.
ما رأي السيد فضيلة يوسف في قول الشاعر:
عليّ نحـت القوافـي من معـادنهـا ... ومـاعلي إذا لـم تفهم الـبـقـــر
تحياتي


6 - فحول الخطابة في المخدع الزوجي
هادي ( 2009 / 6 / 29 - 04:48 )
لقد اشعل نصك ادناه وانا اقرأه نصف مضطجع فضولي (فصولي مفعول به للفعل اشعل)، والنص هو:
حتى فحول خطباء الفصحى يتأوهون في مخدع الزوجية بلغة الشبق العامّية والساقطة أحيانا، ولو فعلوا ذلك بالفصحى، لأضحكوا عليهم العباد.

فحاولت تخيل لغة المتنبي وهو يضاجع ام محسد، فهل كان ينشد لها:
لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي ... وللحب ما لم يبق مني وما بقي
ام انه كان يتلو عليها ابياته في ام ضبة


7 - مر الكلام أعذبه
جورج خوام ( 2009 / 6 / 29 - 08:29 )
ذكرتني يا أستاذنا العزيز جداً بصيف حلب وأمسيات قضيتها منتشياً إما بصوت عبد الباسط عبد الصمد وهو يحلب البقرة (تأثير حلب مرة أخرى والصحيح يتلو!) أو بكأس عرق الريان، أو كلاهما معاً، فالأرض خمارة والدهر صاحبها...... حسب شهادة جبران.

ربما المشكلة في الإمساك اللغوي بحكم القدسية والشلل الفكري المتلازم مع تلك الحالة، ولنا في قصة يونس مثلاً على ذلك، وكذلك القديس الذي لم شك بأن قرائنه يمكن لهم أن يكذبوا عندما صدق رؤيتهم للأبقار الطائرة.، والله أعلم (حسب العادة).


8 - الاسلوب اساس الفهم
حسين الحمامصي ( 2009 / 6 / 29 - 09:27 )
الاسلوب ، الاسلوب ، الاسلوب


9 - نشوة أن يقرآ المرء لنادر
جهاد مدني ( 2009 / 6 / 29 - 09:43 )
سيد نادر القدير...حينما لاأجد لك مقالاً في الحوار أهرع الى الأوان, وان لم أجد ضالتي فواحة مدونتك ولوحاتها الفنية بما فيها اللوحات التي ترسمها أنت بالأبجدية هي الورقة الأخيرة. أرى فيك مشروع لمفكر حائر وسأبقى شغوف بمفاجأتك لنا وأتمنى أن أشاهد يوماً ما فيصل القاسم فريسة لسخريتك الذكية
أرجو لك دوام التألق


10 - تعقيب
نادر قريط ( 2009 / 6 / 29 - 10:17 )
لو إستخدمت أحد تعبيرات دريدا نفسه لقلت : وأنا أيضا لم أفهم النص !! فالنصوص تسخّر أحدا لكتابتها؟
معذرة أردت أن أخفف من الطابع اللإنساني لبيت الشعر الذي أورده السيد مختار، فجميعنا يمسه هذا الشعر بطريقة ما لأننا نتساوى أمام أسئلة الوجود والحقيقة. فمنذ عصر الكهنة الشامانات وحتى عصر البابا بندكت وشيخ الأزهرلا تزال لغة التيولوجيا وإحتكار المطلق هي اللغة السائدة . وهي لغة قسمت البشر إلى مؤمن وكافر، وهذا كبد البشر كثير من الآلام (الأمثلة شاخصة لليوم).. فلسفة الحداثة هي التي ساوت بين منظومة الإيمان واللايمان ، فأحدثت تغييرا في نظام رؤية الكون وتغييرا في المرجعيات (القانونية والأخلاقية) القديمة، أي أن إلغاء إحتكار المطلق الديني هو مساهمة لتحقيق جوهر العدالة والحق ... ويعني تغير الأطر الإجتماعية للقوانين ( الأحوال الشخصية الزواج الإرث حقوق المرأة الطفل الإقتصاد ..إلخ
)
وبعيدا عن هذه المطبات .. أشكر الأستاذ الشاعر إبراهيم البهرزي على مثاله الواقعي من بساتين بعقوبة.. وأذكره بشطر عليه تكملته بهمس حتى لا تسمعه محاكم التفتيش الجديدة :
شارب الخمر يصحو بعد سكرته....مع الإعتذار للأخوة المتدينين.
شكرا إستاذ هادي على تذكر قصيدة بني ضبة وأمة الطرطبة ( صدقني نسيت معناها)

و


11 - عن توما الأكيوني لمحت
جورج خوام ( 2009 / 6 / 29 - 12:55 )
مرحباً أستاذ نادر وعذراً عن التأخر في التنويه على أنني قرأت معلومة عن توما الأكويني الهام تاريخياً تفيد بأنه كان لا يشك بزملائه لأنهم قسس مثله، ومزح بعضهم معه بالقول أن هناك قطيع من البقر يطير على علو منخفض، فسارع إلى أقرب شرفة لينتهي به سماعه ضحك الأصدقاء على سذاجته. رده كان بأنه صدق بإيمان بأن الرهبان لا يكذبون. هي القدسية التي نحيط بها الأشياء ونغلق عقولنا معها. تحياتي وشكرا لوقتكم.


12 - شكراً ياأستاذ نادر
أبو هزاع ( 2009 / 6 / 29 - 14:29 )
كما قال البعض أكرر أن مقالاتك متعة للقارئ وأرجو أن لاتحرمنا من كتاباتك ياأستاذنا الفاضل. سؤالي الوحيد هو حول اللغة التي يجب أن نستخدمها في الكتابة وهل على المايسمى بالمثقفين الإنتباه للتخلص من سفسطتهم المعهودة. مع التحية


13 - تعقيب 3
كاتب المقال ( 2009 / 6 / 29 - 15:27 )
بالغ التقدير للأستاذ جورج خوام على القصة المعبرة عن توما الإكويني، وبالمناسبة فإن دارسي التراث اللاهوتي يعتبرون أن الإكويني تأثر بالغزالي وقد جندت الكنيسة كتاباته لحرب الفلسفة ، هذا الرأي السائد ولا أملك المعرفة لإثبات أو نفي ذلك. بمناسبة ذكر

أما الأستاذ أبو هزاع فقد فاجأني بسؤال مهم ..قبل عامين أو أكثر إلتقيت الأديب أمين معلوف فسألته كيف أبدع رواياته الشهيرة: ليون الأفريقي، وسمرقند إلخ أخبرني بأنه أحيانا يعيد كتابة الصفحة عشر مرات ثم يمزق الورق ليكتب من جديد.. أمين معلوف ترجم الآن لأكثر من ثلاثين لغة ويكتب الفرنسية ولغته الأم هي العربية
رأيي الشخصي : كثير من الأدب وفهم لحركة التاريخ وقليل من الدوغما وشكرا


14 - التصويت في الحوار المتمدن وسوق هرج
هادي ( 2009 / 6 / 29 - 15:50 )
يذكرني كثيرا التصويت في الحوار المتمدن بسوق هرج في بغداد فكلما علا صوت بائعي الخردة كلما اقبل الزبائن عليهم.


15 - تعقيب أخير
كاتب المقال ( 2009 / 6 / 29 - 17:33 )
آسف للأستاذ مدني فقد ضاع شكري له، أثناء إزالة ثلاثة تعليقات، أحدهم لي وآخران لأسماء أخرى، بسبب إحتوائها على مشاحنات جانبية لا علاقة لها بموضوع المقالة، أو الأفكار التي تحتويها. أعتذر للسيد جهاد مدني ثانية
أما إشارة الأستاذ هادي للتصويب فهذا أمر غير مزعج بل متوقع وسبق أن ذكرت مقولة لينين: إذا صفق لك خصومك فإعلم أنك إرتكبت حماقة وشكرا


16 - همسه
همسات ( 2009 / 6 / 29 - 17:33 )
وددت المرور لتحية كاتبى المفضل
أتمنى أن لا ننتظر المقال القادم طويلا
تحياتى لك


17 - همسة إلى هادى
همسات ( 2009 / 6 / 29 - 17:34 )
يذكرني كثيرا التصويت في الحوار المتمدن بسوق هرج في بغداد فكلما علا صوت بائعي الخردة كلما اقبل الزبائن عليهم.


------------------------------------------------------------------------ملاحظة دقيقة وفى محلها فعلا أحسنت الوصف
تحياتى ----


18 - الطرطبة
طارق حجي ( 2009 / 6 / 29 - 18:14 )
ما انصف القوم ضبة - وامه الطرطبة .... والطرطبة هى مدلاة الثديين. وقد حفظت هذه القصيدة وانا فى المدرسة الثانوية (سنة 1964) ... وبعد ثلاثين سنة وانا فى زيارة لجامعة ليدن الهولندية سمعت مستشرقا هولنديا يقول (وعن حق) ان بهذه القصيدة صورة ربما تكون الأروع فى تاريخ الشعر عامة . يقول ابو الطيب (واعتذر عن الالفاظ) ... (وما ناكها من ناكها وانما عجانها ناك زبه ) ... وعندما اغلقت عيني وتصورت وافقت المستشرق الهولندي اننى (وانا احفظ الاف القصائد بالعربية والانجليزية) لم (ولا اظن اننى سوف) ار (؟؟!!) صورة شعرية كهذه الصورة التى ابدعها ابو الطيب - طارق حجي (بالمناسبة ، ولمن لم يحط بلسان العرب فى صغره ، العجان هو اسم المنطقة الكائنة بين شرج المرأة وفرجها اذا ترهل فطال وتدلي !! ) طارق


19 - تحية
almotachail ( 2009 / 6 / 29 - 19:10 )
بالغ الاحترام للاستاذ نادر قريط.و اشكره بالغ الشكر علي كتاباته الممتعة و الطريفة.و يزداد اعجابي بردوده الموضحة و المفسرة.
لا اتعب من التكرار حين اقول ان كتابا قليلين يمنحونني المتعة و المعرفة و من بينهم الاستاذ الفاضل و سيد القمني و طارق حجي و رجاء بن سلامة و امال قرامي و وجيهة لحويدر ...فلهم كل المحبة و التقدير..

اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال