الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات في انتفاضة الشعب الايراني

علي ماضي

2009 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


1. تشبيه
الاحداث التي تدور رحاها في ايران هذه الايام تذكرني بمقطع كوميدي للمثل الاسطوري عادل امام حين يقول واصفا تغير سحنة وجه الشخص الذي كان يظنه متدينا طيب القلب بقوله ( النسر الي بوجه طار ...والشرار يتطاير من عينيه ) ، هذا هو الحال الذي آلت اليه الحكومة الايرانية ، فقد نزعت عمامة ال بيت رسول الله ،لترتدي عمامة الحجاج ،لترى ان الامر لا يعدوا سوى ان رؤوسا ايعنت وقد حان قطافها ،وتناست الايات التي تتبجح بها في ما يخص حقوق الانسان ، والاحاديث النبوية والصحيفة السجادية ، وحقوق الانسان ، وتناست الاحاديث التي تنص على ان حرمة دم المسلم اشرف من الكعبة ،وتذكرت(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) لتعمل بعباد الله قتلا وتنكيلا ،لا لشيء سوى مطالبتهم بان يكون لصوتهم قيمة ولإراداتهم تجسيد على ارض الواقع ، وهو حق من الحقوق الاساسية التي أقرتها مواثيق حقوق الإنسان الوضعية والسماوية.
كما ان هذه الاحداث تذكرني ايضا بمقولة شهيرة رددها الرشيد على مسامع احد أولاده مفسرا التناقض في معاملته للامام الكاظم بقوله (ويحك ان الملك عقيم لو نازعتني فيه لأخذت الذي فيه عينيك) ،وكذلك مخاطبة احد أمراء بني أمية القران بعد ان نحاه جانبا بقوله(هذا اخر العهد لي معك )على اثر تلقيه نبا توليه الخلافة .
2. استفهامات.
إذا كان دم المسلم اشرف من الكعبة كما يقولون ، فلم لم تعمل الحكومة الايرانية على حقن دماء ابناءها المسلمين
وما الذي ستخسره لو انها أعادت النظر بشكل جدي في نتائج الانتخابات الأخيرة؟ مقابل ما خسرته الان من دماء ابناءها ؟
واذا كانت اسرائيل تبادل رفاة قتلاها بالاف الاحياء ، فلماذا نصر على ان ننثر اشلاء احياءنا جثثا تتناهشها الكلاب ؟
وإذا كان المرشد الأعلى واثقا تمام الثقة من نزاهة الانتخابات كما صرح في خطابه ، فلم لم يستدع لجان الأمم المتحدة والمفوضية الأوربية للاطلاع على نتائج إعادة الفرز، وتدقيق النتائج ،وبذلك يجنب العباد والبلاد هذه الفوضى العارمة التي تعج بها الان؟
ويخرس اصوات الاستكبار الامريكي والغربي بحسب تعبير الساسة الايرانيون.
ولماذا الاصرار على نفس المنطق في تعاطي المشاكل المتمثل؟:
1. التصور ان الامور تسير دائما نحو الايجاب.
2. وان اي عارض سلبي فمرده الى وجود مؤامرة.
3. وان لم تكن معي فانت ضدي وبالتالي فانت عدوي.
هذا المنطق الشرقي البغيض تجسد بوضوح في خطاب المرشد الاعلى للشعب الايراني بعيد خروج المظاهرات المعترضة على نتائج الانتخابات.
وما هي السبل للخروج بالعقلية الشرقية من براثن هذا المنطق الثنائي؟ الذي يرى أن الأشياء تنتظم بثنائيات متناقضة (معي ضدي – خير شر- ذكر انثى) الذي يحيط به ، ويحجب عنه جمال العالم المتمثل بالتدرج والتباين ، يخيل إلي أن العقل الشرقي المحكوم بالمنطق الثنائي يرى العالم باللونين الأبيض والأسود لأنه لا يرى تدرج الألوان بينهما ، في حين يراه الآخرون بألوانه الزاهية التي تجعله أكثر جمالا وبهاء.
3.انذار
يرى المفكر الإسلامي محمد باقر الصدر انما اهلك الله قوم لوط لأنهم خرقوا قانون من قوانين الطبيعة ، ويتخذ من هذه الحادثة وحوادث أخرى ليثبت أن مصير من لا يتوافق مع قوانين الطبيعة التي أودعها الله في هذا الوجود هو النهاية الحتمية المتمثلة بالتلاشي والزوال .
يرى علماء الاجتماع أن المجتمعات في حركة دءوب تلتمس التغيير ، حيث تنشأ في مجتمع طبقتين طبقة تحاول المحافظة على ما لديها من مكاسب وترى إن ما لديها هو الأفضل ، في حين تنشأ طبقة متضررة تحاول تغير النظام الحالي لانه لا يلبي مصالحها ، من يحاول أن يعترض سبيل هذا التغيير فانه سيخالف القوانين الالهية التي اودعها الله ويكون مصيره كمصير قوم لوط ، بحسب ما توصل اليه محمد باقر الصدر.
فهل انتم يا حكام...... منتهون؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام