الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تدفنون رؤوسكم في الرمال

خالد عبد الحميد العاني

2009 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


تتفاقم يوما بعد يوم أزمة شحة المياه في نهري دجلة والفرات وما تسببه هذه الشحة من إنعكاسات خطيرة على الأنتاج الزراعي في العراق عدا الأنعكاسات البئية وما يسببه جفاف الأنهار من موت الثروة الحيوانية والسمكية وهجرة الطيور التي تعيش في منطقة الأهوار وإنعكاسات ذلك على السكان الين يقطنون على ضفاف نهري دجلة والفرات ومنطقة الأهوار كما وإن إقدام إيران على تحويل مجرى نهر الكارون والروافد الأخرى التي تصب في محافظة ديالى قد أدى الى موت وتصحر الاف الدونمات من بساتين ديالى الغنية بأشجار الليمون والفواكهة الأخرى كما وإن إقدام إيران على تحويل مجرى العديد من الروافد التي تصب في مجرى شط العرب الى داخل الأراضي الأيرانية قد أدى الى إنخفاض منسوب مياه شط العرب وإزدياد نسبة الملوحة فيه مما تسبب في مشكلة مياه الشرب في منطقة الفاو . ولكن كيف يتعامل المسؤولون العراقيون مع هذه الأزمة الخطيرة؟ لم تقم الحكومة العراقية بأية مساعي جدية لحل الأزمة بإستثناء محاولات خجولة بإستجداء تركيا وسوريا لزيادة حصة العراق من المياه التي تمر في نهر الفرات بإتجاه الحدود العراقية وكأن حل مثل هذه المشكلة الخطيرة يتم عبر الأستجداء وليس عبر الأتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تضمن حقوق البلدان الواقعة في حوض النهر وكذلك محاولات من بعض الزعماء السياسين لأستغلال علاقتهم بزعماء تركيا لعل وعسى أن تفلح تلك المساعي. طبعا مشكلة مياه نهر دجلة ربما أقل وطأة على العراق لأن بعض روافد نهر دجلة تنبع من الأراضي العراقية وإلا فإن ما تسرقه الجارة المسلمة تركيا من مياه نهر دجلة من حصة العراق لا يقل عما تسرقه تلك الجارة من مياه نهر الفرات ضاربة بعرض الحائط كل المواثيق الدولية وحقوق الجيرة وأخوة الدين . هذا على جانب المياه وعلى الجانب الأرهابي تقوم إيران والسعودية وسوريا بواجباتها كاملة تجاه العراق حيث يتم تصدير المجاميع الأرهابية الى داخل العراق ويتكفل علماء السعودية بإصدار الفتاوي التكفيرية ضد مكون أساسي من مكونات العراق وهي الطائفة الشيعية ويقوم أثرياء الخليج بتقديم الدعم المادي للقاعدة وبقايا البعث للقيام بأعمال إرهابية داخل العراق. أما إيران الجارة المسلمة الأخرى فتتولى تقديم المساعدات المالية للأرهابين من تنظيم القاعدة وعناصر المجاميع الخاصة كما وتوفر لهمالدعم اللوجستي والتدريب وتمدهم بمختلف أنواع الأسلحة التي يتم الكشف عنها يوميا من قبل قوات الأمن والجيش العراقية دون الأشارة الى إيران مباشرة. ولكن كيف هي تصريحات المسؤولين من التدخل السافر من قبل جيران العراق؟ وماهو ردود الفعل من الجانب العراقي إزاء الحرب غير المعلنة من قبل جيران العراق؟ بخصوص السرقات والقرصنة التركية فقد تناقضت تصريحات المسؤولين العراقبن بين زيادة كمية المياه في نهر الفرات المتدفقة الى العراق وبعض التصريحات بأن الزيادة كانت لمدة يومين فقط ولكن حتى لوكانت تلك الزيادة قد حصلت فعلا فتركيا تعتبر ذلك مكرمة منها الى جارتها المسلمة العراق وليست حقا شرعيا للعراق تضمنه القوانين والمواثيق الدولية وبإستطاعة تركية وقف تلك الزيادة متى إرتأت ذلك. على الجانب العسكري تركيا تقصف القرى الكردستانية بدون أية ردود فعل لآن تلك القرى لا تخص العراق فهي ربما تكون واقعة في جمهورية الشيشان وليس في العراق. وأما فبما يخص القرصنة الأيرانية فموقف الحكومة العراقية غير معلن ولا أحد من المسؤولين الحكوميين أو البرلمانيين يشير إليه بإستثناء تصريح لوزير الموارد المائية عبد اللطيف رشيد أن المفاوضات مع الجانب الأيراني بخصوص حصة العراق المائية قد وصلت الى طريق مسدود. طبعا السبب واضح لا يحتاج لتفسير. إن سكوت الحكومة العراقية لا يمنعنا من رصد بعض التصريحات التي أدلى بها كل من السادة عمار الحكيم وهادي العامري وسامي العسكري. عمار الحكيم في كلمة له أمام أهالي الشيشان في واسط تحدث عن تحجج تركيا بإهدار العراق للثرؤة المائية نتيجة عدم بناء السدود على نهري دجلة والفرات مما إضطر الجانب التركي الى بناء السدود داخل أراضيه للحفاظ على الثروة المائية. طبعا هل هذا معقول؟ حوض سد الفرات في حديثة فارغ من المياه وهذه الأخبار نقلا عن أهالينا في مدينة عانة. كذلك لم يتطرق الحكيم الى موقف الجانب الأيراني وكأن الجانب الأيراني ملتزم مائة في المائة وبساتين بعقوبة بأحسن حال ومياه شط العرب أعلى من مناسيبها الطبيعية والأهوار تشكو وفرة المياه. الحكيم لا يستطيع التصريح بغير ذلك وإلا لن تقوم له ولمجلسه الأعلى قائمة فحزبه تأسس في إيران ويمول من إيران. السيد هادي العامري رئيس منظمة بدر الفرع العراقي لفيلق القدس الأيراني تأسست أبان الحرب العراقية الأيرانية تمويلها إيراني , تدريبها وتسليحها إيراني والسيد العامري يحمل رتبة عسكرية إيرانية وإذا لم أكن مخطئا فهو أيضا يحمل الجنسية الأيرانية شن هجوما على جيران العراق ونطق السعودية بالأسم فهي تقتل العراقيين بفتاوي علمائها وترسل الأرهابين الى داخل العراق.كما أشار الى تركيا بخصوص المياه. أتفق مع العامري فيما ذهب إليه ولكن ماذا عن إيران ؟ ألم تقطع المياه عن العراق ألم تقم بتدريب الأرهابين من القاعدة والمجاميع الخاصة وجيش المهدي وإرسالهم للعراق؟ ألم ترسل لنا كل يوم أطنان المتفجرات والمدافع والصواريخ والمقاتلين لتقتل العراقيين وبالعشرات يوميا؟ السيد سامي العسكري أيضا تكلم عن موضوع المياه وأشار الى تركيا وسوريا دون إيران. يبدو أن الأشارة الى إيران هو خط أحمر بالنسبة للأحزاب الشيعية لا يجوز الحديث عنها. إن لدى الجانب العراقي أوراقا كثيرة تستطيع أن تلعبها فيما يخص أزمة المياه وتدخل الدول المجاورة للعراق فالعراق هو الدجاجة التي تبيض ذهبا بالنسبة لجيران العراق وخاصة تركية وإيران فبالنسبة لتركيا فإن شركاتها تسعى للدخول الى العراق وخصوصا في إقليم كردستان كما وإن النفط العراقي من كركوك يتم تصديره عبر تركيا فإذا ما أحسن الجانب العراقي لعب هذه الورقة فإن تركيا سوف تركع لشروط العراق فيما يخص أزمة المياه وخصوصا أن الأزمة الأقتصادية العالمية تضرب بقوة الأقتصاد التركي الضعيف أصلا. . أما إيران فاالمطلوب هو إغلاق الحدود مع إيران وطرد الشركات الأيرانية من العراق و إغلاق مكاتب الجمعيات الخيرية والتي هي واجهات إستخباراتية وطرد الاف الأيرانين من العراق كفيل بإرغام إيران الى الجلوس الى طاولة المفاوضات والأقرار بحقوق العراق المائية ووقف التدخل في شؤون العراق الداخلية وإلغاء معاهدة العار التي وقعها صدام حسين مع شاه إيران عام 75. على المسؤولين العراقين رفع رؤوسهم من الرمال والألتفات لمصالح العراق وشعبه وإلا فإن الشعب سيلفظهم خلال الأنتخابات القادمة لأن روائحهم المقززة تزكم الأنوف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية للكاتب
رعد الحافظ ( 2009 / 6 / 29 - 21:18 )
أعتقد أن كل ما تبرع به صدام من أراضي ومياه العراق أيامه ضعفه وتشبثا منه للبقاء في السلطة وبأي وسيلة حتى لو كانت التنازل عن نصف نفط العراق كما حاول ولمح للاميركان ,كل ذلك يجب مراجعته لان ذلك من حق الشعب العراقي فقط , وحتى لو كانت الظروف غير مواتية الان لكن المطالبة بالحقوق المضاعة يجب ان يكون واضح وصريح وبلا تردد وباستخدام الدبلوماسية


2 - كلهم ضد العراق
عراقي ( 2009 / 6 / 30 - 00:18 )
يجب تقديم شكوى الى محكمة العدل الدوليه والى رئاسة الاتحاد الاوربي
والى منظمه الامم المتحده واجبار تركيا على اعطاء حصه العراق المائيه كامله وهكذا مع سوريا وايران هناك حجج تتحجج بها الدول المتشاطئه
للعراق اهمها تهديد وحدتها من قبل الاكراد بمشروع كردستان الكبرى
وموضوع العقليه التوسعيه لحكام الاقليم الكردي في العراق وخلقهم دوله داخل الدوله العراقيه الضعيفه والممزقه حاليا مما يؤلب تركيا على العراق وامساك ورقة المياه بصراحه لا احد يريد الخير لهذا البلد المسكين

اخر الافلام

.. قضية احتجاز مغاربة في تايلاندا وتشغيلهم من دون مقابل تصل إلى


.. معاناة نازحة مع عائلتها في مخيمات رفح




.. هل يستطيع نتنياهو تجاهل الضغوط الداخلية الداعية لإتمام صفقة


.. بعد 7 أشهر من الحرب.. تساؤلات إسرائيلية عن جدوى القتال في غز




.. لحظة استهداف الطائرات الإسرائيلية منزل صحفي بخان يونس جنوبي