الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليق على تعاطي الحكم الاردني مع العملية الارهابية الفاشلة في الاردن

خضر كنعان

2004 / 5 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


جابت شوارع العاصمة عمان يوم امس مسيرة: "الوفاء للوطن"، ردا على المحاولة الارهابية الفاشلة التي كان من المقدر لها ان تودي فيما نفذت أن تودي بحياة اكثر من 80 الف مواطن حسب زعم الجهات الامنية في الاردن ، مما يعتبر اضخم كارثة ارهابة في التاريخ من حيث الكثافة و عدد الضحايا بعد قنبلتي هوروشيما و نكازاكي. إن هذه المسيرة التي فاق عدد المشاركين فيها الربع مليون بحاجة إلى بعض التعليق، ليس لأن الحكم في الاردن عادة ما يلجأ إلى حث المواطنين "إلى احكام العقل" و " المنطق" و عدم الركون إلى " العاطفة" و" التضاهرات " التي "تخل بأمن الوطن!" بل لأن حياة المواطنين و مستقبلهم في الاردن و المنطقة هي التي في الميزان الآن بشكل اكثر خطورة و تعقيدا، كما انها مثال صارخ على غباء شعار الحكوم المضلل "الاردن اولا!"



فقد وضعت اجهزة الحكم المواطنين في حالة من الترقب و الخوف لأكثر من اسبوعين، تحت زعم البحث عن هذه المجموعة الارهابية و عن الشاحنات التي في حوزتها، وحاصرت المدن و الطرق العامة بحملة تفتيش متواصلة، و ضمن حالة الحصار هذه جرى رفع اسعار المحروقات و ضريبة المبيعات بما ادى إلى اطلاق موجة جديدة من غلاء الاسعار، بالاضافة إلى اضعاف القدرة الشرائية للمواطنيين عامة و من ذوي الدخل المحدود بشكل خاص، و هذا بدوره فاقم تراجع المداخيل للعديد من اصحاب المحال التجارية و الحرفية، إلا ان رعب العملية الارهابية التي قد تقع في أي لحظة و في أي مكان حاصرت حالة التذمر و حجمتها؛ واودت معها بتداعيات اغتيال المجاهد احمد ياسين و من ثم المجاهد الرنتيسي.



و ما هي إلا ايام بعدها حتي اطلت اجهزت الاعلام بالتسجيل المنسوب إلى المجموعة الارهابية، و من حيثيات استجواب المتهمين يتضح مدى ركاكة اقوالهم؛ فنحن نسمع إلى شخص (الجيوسي)قد كلف بهذه العملية من قبل ما صار يعرف "بالزرقاوي" ، حيث زوده الاخير ب 170 الف دينار. كان عليه ان يشتري المواد المتفجرة و الكيماوية الاخرى من الاسواق الاردنية، وهو ذاته الذي عليه تحضيرها بالتعاون مع اخرين، ثم أن الامر يصبح اكثرغرابة عندما نعرف ان هذا الشخص ذاته من مهماته تجنيد انتحاريين من الاردن لمساندته بهذا العمل!

انا شخصيا لا اعرف كيف يجند الانتحاريون، و ما هي على سبيل المثال فرص نجاح تجنيد انتحاري واحد من عشرة! او من مية! لكن الحلقة المعدة مع الجيوسيو زملائة تجيب على هذه الاسئلة؛ فهو بعد ان شاهد صديقه الذي لم يره منذ اعوام، و تبادل معه التحية، زاره مره اخرى بعد ايام، ثم ليعود للقائه بعد غياب ثلاث اشهر اخرى ليفاتحه في امر السيارات الخاصة بالتفجير و يدعوه للانضمام معه في العملية الانتحارية تلك! و ما كان منه إلا ان وافق!يا سلام، بهالبساطة، اذا كان الوضع كما هو عليه فيجب اعتقال 10% من البلد او اكثر..! وإذا فيه مثل هالاستعداد للإنتحار عند هالناس فشو مقعدهم!؟ المهم البرنامج يعتمد على "تفهم المشاهدين" في بلع هذه الحبة..



اما امر "الزرقاوي" الذي كان وزير الخارجية الاميريكية باول اول من قدمه لوسائل الاعلام العالمية في شهادته امام الامم المتحدة التي كان الهدف منها تلفيق التهمة لنظام صدام بالعلاقة مع "الارهاب" إلى جانب حيازة الاسلحة الكيماوية و النووية و البيولوجية، هذه الشهادة التي بات كذبها معروفا، إذ لم تستطع الولايات المتحدة الاميريكية إقامة إي دليل مادي عليها بعد مرور اكثر من عام على احتلال العراق، و انتهت بسحبها من التداول كمبرر رئيس للاحتلال، و التحول إلى دعاوي " الحرية" و " الديمقراطية" و " تغيير الشرق الاوسط" أو "العالم بات افضل بدون صدام؛" و لعل هذا ما ما يفسر عدم حماس الخارجية الاميريكية لرواية الحكم الاردني، رفضها قبول دعوى احتواء العملية على سلاح كيماوي، الذي استرعى تعليق محرر الولستريت جورنال في تعليقه يوم 2942004، إذ لا رغبة للخارجية الاميريكية بالعوده لهذا الملف الفاسد من جديد.



إن هناك شكوك كثيرة تحوم حول البرنامج الوثائقي الذي قدمته اجهزة الحكم الاردني حول العملية الارهابية، تتكشف ثغراتها امام اي نظرة متفحصة، على الاقل بات معروفا ان اقوال هذه المجموعة قد اخذت تحت التعذيب كما اشار العديد من المراقبين. قد يكون هناك مجموعة ارهابية ، كيف لا و منطق الارهاب الامريكي و الصهيوني مسلط بدون رادع على رقاب البلاد و العباد، بينما رأس النظام في الاردن لايكتفي بتبني السياسة الاميريكية في المنطقة بل يتعداها إلى االدعم و توفير التسهيلات لقوى العدوان الاميريكي و البريطاني، ويشارك شخصيا في احتفالات قطاعاتهم العسكرية، ليس المدنية! سواء احتفالات سرب الطيران البيريطاني السادس، او في استقبال كبار القادة العسكريين الامريكيين في عمان من امثال المجرم "ابا زيد" وغيره، إن هذه السياسة هي التي تقامر بأمن المواطنيين في الاردن مثلما فعلت من قبل و تفعل بالعراق و فلسطين، وتفتح المجال واسعا "للارهاب!"



إن الاجراء السليم و البديل عن الدعوة إلى مسيرة "الوفاء للوطن" التي تترجم في لغة النظام و ازلامه إلى "الوفاء للملك؛" وتنتهي بضم الشعب و الحكم في جهة و احدة ضد ما يسمى "بالارهاب" الذي تحتكر الامبريالية الاميريكية ماركته، تلصقها على من تشاء! إن البديل البديهي الآن هو في الدعوة إلى لجنة تحقيق محايدة وواسعة الصلاحيات من قضاة معروفين بنزاهتهم في الاردن ومن هيئات منتخبة للتحقيق في هذه الحادثة و ابعادها و تداعياتها و القائمين عليها، وان يخضع المتهمين لمحاكمة عادلة و نزيهة تكشف حقائقها للجمهور،

و سوف نعود لأمر الهيئات المنتخبة في الاردن!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو