الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة السفاك في دولة الشاه خامنئي

أحمد الفيتوري

2009 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


حين هزم حزب الله في لبنان من خلال الصناديق كان علي شاه إيران خامنئي أن يفطن ، وأن يتعلم الدرس ، لهذا استغل هذا الشاه سلطته شبه الإلهية كي يعلن هو وبعض من أتباعه علي أعلي مستوى السلطة – مثل تابعه نجاد – أنه علي من يخسر الانضباط وعدم إثارة القلاقل، كان ذلك قبل الانتخابات بأيام.
فاللعبة التي وضع قواعدها هذا الشاه الثورجي الشبه اله بدأ أنها ستخرج عن مسارها ، فبعد أن أمم أصحاب الملالي والعمائم الله اتضح أن الجماهير علي خلاف ، هذه الجماهير التي جعلت من خامنئي خليفة الله أعاد الواقع خلال ثلاثة عقود الرشد إليها وتبين لها أن مرشد الثورة هو قناع لشاه بمسوح دينية .
هذه هي المسألة الأساس فيما حدث في إيران، التي تم إسقاط شاه إيران بهلوي لأسباب ظهر أنه لم يتم إزالتها ،رغم أنه تم إسقاط هذا الشاه منذ عقود ثلاث ، لكن المرحلة الراهنة بينت أنه يحكم إيران بقناع تسمى بولاية الفقيه المستعارة من جمهورية أفلاطون المثالية حول حكم الفيلسوف . واتضح أن لكل شاه مسوح يتشكل بها دون تغير يذكر في محمولها .
ولقد كان نجاح نجاد في الدورة الانتخابية الماضية هو ما كثف الصورة وأوضح معالمها : فحين ثارت إيران عام 79 من القرن الماضي علي الشاه القومي الفارسي بهلوي كان يقال عن إيران بأنها القوة الخامسة عسكريا في العالم، وكان هذا الشاه يدوس علي الخليج وفي رمشة عين يأخذ ما يرغب من جزر وأراضي، ويغير رسم الحدود ويجعل البطل صدام حسين يوقع له الصكوك التي يرغب.
حين ثارت إيران علي الشاه بهلوي صاحب القوة العسكرية الخامسة في العالم كان الفقر هو القوة من 1 إلي 4 ؛ القوة التي تملك إيران رغم ثروتها النفطية الضخمة ، هذه القوة هي التي غلبت القوة العسكرية الخامسة في إيران ذاتها ، ساعتها لم ينفع الشاه بهلوي تحالفه الاستراتيجي الأمريكي الصهيوني الذين قدموه كبش فدا لأهدافهم كعادة أمور الحياة قاطبة .
هكذا الآن هذا النمر الورقي؛ نظام شاه إيران خامنئي ذو الأسنان النووية ينخره سوس الفقر، كما حدث مع الشاه السابق.
منذ ثلاثين سنة خرج الإيرانيون بقومياتهم المتعددة وطوائفهم وأديانهم بأحزابهم المختلفة وتنظيماتهم ورؤاهم ، كانوا آنذاك يعانوا الويل من السافاك جهاز النظام الفاشي شاه بهلوي ، الجميع عمل ضد هذا القمع من أجل نظام الحرية والديمقراطية الذي قوضه خلخالي في مذبحة أعادت تنصيب الشاه الجديد الخميني من ورث إيران لابنه الروحي خامنئي.
لقد أعيد تشكيل الدولة لكي تؤم حالها الشاهنشاهي ،وفي تلك اللحظة التي قوض فيها النظام القديم علي مستوى الخطاب كان العدو الخارجي هو المسوغ لواقع الحال من أجل إعادة إنتاج لأسس النظام القديم ، لقد التهمت الحرب العسكرية والإيديولوجية كل إمكانيات البلاد وفعاليات الناس كما تم تصفية النخبة اللاخمينية.
لكن أهم قواعد اللعبة الشاهنشهية / الخمينية إعادة إنتاج الديكتاتور وأعادت ترتيب الولاء ، لكن إعادة الإنتاج هذه حملت معها فيروس الانقسام بين الشركاء، في مجتمع كإيران محمل بتاريخ ثقيل وبتعدد في بنيته الجيوسياسية ، فتضاريس البلاد صعبة ومليئة بشعاب الخلاف ، لذا ما تم جمعه حول الديكتاتور الجديد بسم الدين مصاب بوباء انشطاري صراعي ، ولم يكن خروج أو إخراج آية الله منتظري غير إشارة لهكذا حالة، كان الرئيس الأول للجمهورية الإيرانية أبي الحسن بني صدر هو أول الضحايا.
لقد احتدم الصراع منذ ذاك؛ حيث سيطر الشاه الجديد علي زمام الأمور، وتمكن من ذلك بتصدير الأزمة للخارج منذ صدام حسين حتى بوش الابن ، و أعيد تصدير الفقر إلي أسباب خارجية وسبب بداعي أيديولوجي ديني : حيث أن فقر الدنيا هو الغني في الآخرة، وأنه القدر لمواجهة الشيطان الأكبر وأبنائه الصغار.
توكد ذلك علي يدي الشاه خامينئي، الذي يريد بناء إمبراطوريته علي غرار الشيوعية الوراثية في كوريا الشمالية ،حيث أفقر الناس لأجل أسنان نووية مسوسة. ولأجل ذلك قاتل هذا الشاه بشراسة رفاق الدرب وقرب الأتباع الصغار.
في هذه اللحظة تكشف للإيرانيين كم هو باهظ الثمن؛ وجاء ذلك علي يدي نجاد الذي باندفاعه كفم للشاه كان أفصح من جعل من الواقع المعيشي الإيراني غير ممكن، وبالتالي جعل الناس تيأس من الآخرة الموعودة.
كان نجاد فضيحة تمارس دون خجل : شعب يزداد فقرا وأفواه تكمم من أجل قنبلة نووية موعودة ضد الشيطان الأكبر؛ أميركا التي مع مجيء الإدارة الجديدة تغير خطابها اتجاه إيران وسحبت البساط الأخير أو سجادة الشاه خامينئي.
لقد شاهد الطفل الملك عاريا ، لهذا شارك الشعب في الانتخابات الأخيرة كما لم يشارك من قبل ، وكان الشعب اللبناني قد بعث الرسالة التي كما فطن لها النظام الشهنشاهي فطن الشعب.
إذا الانقلاب في القصر وجد ضالته في هذه المشاركة التي لا مثيل لها ، وحسم الشباب – أي غالبية السكان – المسألة ؛ لقد قام بثورة الصناديق، وبذا سحب من النظام قواعد اللعبة لصالح المناهضين للنظام أو من كان معه علي خلاف .
لقد تبين الآن أسباب الخوف من الصناديق، فالورق قلب الطاولة ،والناس استعادت بهذا زمام المبادرة ،وكشفت زيف النظام وتزويره الفاضح ليس لنتيجة الانتخابات بل لكل ادعاءاته منذ ثلاثة عقود وبعيد إسقاط الشاه بهلوي .
لقد خسر الشاه خامينئي اللعبة السياسية، ولم يعد نجاد بهذا سوى السفاك....










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام