الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأردنيون علقوا الجرس

حسين عبدالله نورالدين

2004 / 5 / 2
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


ها هي الجماهير الأردنية تعلق الجرس. مئتان وخمسون ألفا ساروا في العاصمة الأردنية منددين بالإرهاب. هي أول مسيرة من نوعها في مدينة عربية. اعتدنا في الماضي أن نرى جماهير الغوغاء تنتصر للإرهاب والجريمة والعنف وتطالب بمزيد من الدماء. أما هذه المرة فكانت المسيرة سلمية هادئة تطالب بالسلم ونبذ الإرهاب بل وتدينه.

لكن بعض الأحزاب وخصوصا الإسلامية امتنعت عن المشاركة وذلك لأنها بحكم طبيعة فلسفتها وتكوينها الايدولوجي لا ترفض الإرهاب ولا ترفض العنف بل تحرض عليه.
المهم أن تتحرك بقية العواصم لنبذ الإرهاب وتتحرك في اتجاه المجاهرة بالرأي لان الأغلبية هي بالفعل ضد الإرهاب لان الإرهاب ضد مصلحتها. الإرهاب الذي يقوده أمثال الزرقاوي وبن لادن والظواهري لا يمكن أن يكون له أي فرصة للنجاح في الأردن.
ويبقى أن تتجاوب الحكومة ليس فقط بالسماح للجماهير المناهضة للإرهاب بالتحرك والتظاهر؛ ليس فقط بالضرب بيد من حديد ضد الإرهابيين وضد المحرضين؛ بل يجب أن تتحرك الحكومة الآن ضد الفكر المؤسس للإرهاب ، الفكر الذي يمهد الأرضية الخصبة لتنشئة إرهابيين.
في الأردن كما نعلم كثير من الجمعيات الإسلامية التي تشكل غطاء وهميا لحركات إسلامية ظاهرها العمل الخيري التطوعي وباطنها تخريبي يهدف إلى تجنيد الأنصار والمتطوعين الذين يمكن أن يخرج منهم إرهابيون.

هناك طرق عديدة تعمل من خلالها الجمعيات الإسلامية أهمها جمعيات تحفيظ القران على سبيل المثال. أما العيادات الصحية التابعة للجمعيات الإسلامية فهي أيضا إحدى الطرق لإغراء الناس بالتوجه إلى الإسلاميين.

يضاف إلى هذا تلك الجرعات الدينية الكبيرة في الإذاعة والتلفزيون والصحف إضافة إلى المناهج الدراسية. طبعا كان الهدف الأصلي من تضخيم تلك الجرعات في وسائل الإعلام والمناهج امتصاص نقمة الحركات الإسلامية ومحاولة للمزايدة عليها و إقناع الجماهير بان الحكومة أيضا تنتمي للإسلام.

لا بد من تخفيف الجرعات الدينية في وسائل الإعلام وتوجيه الائمة والمدرسين في المساجد بعدم الخوض في السياسة والاقتصار في الخطب على دروس الأخلاق والمعاملات والسلوك. وترك السياسة لأصحابها.
وفي الجانب الآخر يجب على الحكومة أيضا أن توصل الخدمات العامة إلى كل الناس في كل مكان وعدم تركهم فريسة سهلة للجمعيات الإسلامية والحركات السياسية المتطرفة لأنهم إذا تركوا لهذه الجمعيات وهذه الحركات فإنهم سيصبحون لقمة سائغة مطواعة مستعدة للانخراط في الإرهاب وجاهزة للانتحار.

يجب سحب البساط من تحت الجمعيات الدينية والحركات الإسلامية المتطرفة غير المتطرفة وبهذه الطريقة فقط يمكن تشجيع الأغلبية الصامتة على رفع صوتها وإعلاء كلمتها لان الناس عندنا طيبون لكنهم قد يسقطون في فخ التحريض الإرهابي.
تحية إلى الأغلبية الصامتة التي نطقت ورفعت صوتها وحرقت صور رموز الإرهاب وعناوينه. وبهذا يكون الأردنيون قد علقوا الجرس فمتى يقوم بقية العرب بتعليق الجرس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟