الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأزمة العراقية... و النافخون في النار

سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)

2009 / 6 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يعيش العراقيون إحدى أكبر المشكلات ـ و هي المشكلة الأمنية ـ لجملة أسباب ربّما يخرج كثير منها عن اختصاصنا و معرفتنا، و لكن سنحاول هنا أن نضع أيدينا على بعض أهم النقاط التي تسيء إلى الوضع الأمني العراقي و من أهمها افتقار الدولة العراقية إلى البرنامج الوطني الإنساني العلماني الذي يقف على حياد و ينظر بعين المساواة لكل العراقيين، و مؤخرا يحاول الإرهابيون استهداف العراقيين عموما و الشيعة منهم خصوصا بهدف نزع الثقة عن القوى الأمنية و التي لا تألوا جهدا رغم بعض القصور و الخلل ربما الغير متعمد في الغالب، لكن هناك بالفعل جهات داخلية مشبوهة لها مصلحة في إثارة حرب طائفية و قومية تكون مقدمة لخلق حدود و تقسيمات داخل الوطن تحت شعار قومي أو طائفي، و أستطيع أن أعتبر الكاتب تقي جاسم صادق من ضمن الأقلام المأجورة التي تحث الشيعة على الدوام على ضرب إخوانهم من السنة في أسلوب طائفي لا يختلف عليه إثنان.
هذا الكاتب، و بالتأكيد هناك آخرون من هذا النمط، يعزفون على الوتر الوطني و ربما يضع أحيانا آراء صائبة في المقال ليوهم القاريء أن مقصده شريف، و لكن هذا الإلحاح الشديد على الشيعة في ضرب السنة و لوم العراقيين الذين رفضوا "إقليم الجنوب" و إظهارهم و كأنهم "مخنثون" له مقاصد سياسية واضحة، فإذا ما انكفأ العراقيون الشيعة على انتمائهم المذهبي كمنهج سياسي و إذا فعل العراقيون السنة و من شتى الانتماءات الأخرى الشيء ذاته، حينها يكون قد حكم بالفعل بإعدام الديمقراطية و حكم الشعب في العراق، بل إن جاسم تقي صادق عبر في أكثر من مقال عن سخطه على "فيلق بدر" لأنه لم يرد على "اعتداءات الصدريين"، و هذا مثل بسيط على ما يريده أؤلئك الذين اعتاظوا من تحرير قوات التحالف للعراق و إطاحتهم بالنظام البعثي الإجرامي ـ و الكاتب يمدح التحالف الأمريكي للتشويش على القاريء ـ و الحل ليس في إصدار قوائم بالممنوعات و منع كتاب معينين من الكتابة، و إنما الحل يكمن في أن يعي الشعب نفسه إطلاق الأحكام على الكتاب و الصحفيين و حتى السياسيين ما إذا كانوا وطنيين أو طائفيين أو قومجيين.
المشكلة أن أحزاب السلطة نفسها، و من ضمنها حزب رئيس الوزراء، تروج للخطاب و الثقافة الطائفية، فإذا كانت خطابات معممين من هذه الدولة و تلك تحظى باهتمام فضائيات "المفترض بها أنها عراقية" و تعلو خطابات و هتافات "معارك الأمة المصيرية"!! و ما إلى ذلك من خطابات خرافية، فإن الوعي الوطني ـ و الذي لا مكان له في ثقافة أصحاب اللحية و التكبيرات و دفن المرأة في كومة أقمشة ـ يتراجع يوما بعد يوم و أخشى أن يأتي يوم يصبح فيه شخص مثل تقي جاسم صادق ناطقا باسم خطة فرض اللا قانون، و مشكلة الحس الوطني العراقي أن أغلب الأحزاب الحاكمة ـ و بعضها يعلن كرهه القومي للعراق بكل صراحة ـ أن الوطنية لا تعدو كونها "مجرد وعظ للاستهلاك الإعلامي" لا أكثر، و الوطنية لا يمكن أن تنمو إلا في ظل أحزاب علمانية ديمقراطية تكره الحس القومي العفن و تكره خلط الدين بالسياسة و العكس، فالأحزاب الإسلامية ذات أيديولوجية تتجاوز حدود العراق حالها حال الأحزاب القومية و الماركسية، بالتالي فإن خطاب تقي جاسم صادق يجد من يستسيغه لأن السلطة في العراق ـ و التي أضرت بالشيعة قبل غيرهم و تحكم باسمهم ـ تروج و تستنبت هذه الثقافة التي تجعل من العراق قابلا للمساومة فتكون له مجموعة هويات عروبية و إسلاموية و غيرها، مع أن العراق هو وطن مقدس بذاته لأن كلمة عراق نفسها ليست ذات بعد قومي أو طائفي.
أخيرا أدعو كل المواقع و الفضائيات إلى تسليط الضوء على هذه الأقلام "المأجورة" ـ و حتى لو لم تكن مأجورة فهي ذات خطاب مشبوه ـ التي تطعن في الثقافة الوطنية و أرجو من المواطنين أن لا ينخدعوا بخطاب "التقوى" و "الورع" و "النضال القومي" الذي تبثه أحزاب لا هم لها إلا المزيد من السلطة و الحكم.


Email: [email protected]
Web: http://www.sohelahmedbahjat.blogspot.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا حلو صبح يا حلو طل
جيفارا ( 2009 / 6 / 29 - 20:40 )
أخ سهيل كل فترة تطل علينا (صورة وقلم )أخي ماذا تريد أن تصل ألية ....وماذا تريد أن توصل لنا مواضيعك أخي أذا أنت متعرف بنفسك أني أعرفك انت طائفي علي طريقة أحمد ألجلبي ( طائفي سبورت )لطائفية تحت ألابط حالك حال ألمثقفين ألد كاترة (محمد حسن ألموسوي_حيدر ألموسوي-أحمد ألركابي ) أنا لست قوميآ وأمقت ألقومية لكن كلامكم عن ألقومجية جعلني أعيد ألحسابات وأعيد ألنظر عرفت أنة يوجد قوميين عرب ماركسيين وألشئ ألمهم ألذي توصلت ألية أكثر أنهم أشرف منك ومني أِرف منك لأنهم لم يطبلو للاحتلال بصورة مبطنة وأشرف مني لأنهم لم يقعدوا ويتفرجون مثلي علي ألاحتلال كانت لهم بطولات في أليمن ألجنوبي وفلسطين و عمان نحن أنا وأنت ماذا لنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ نسيت ألعفو ........ أهنيك غدآ سيدخل ألامريكان ألي جحورهم وسينتصر غدآ نوري ألمالكي ( أبو ألسبح ) السيادتة ألكاملة علي شارع ألرشيد ومنطقة ألبتاويين


2 - جيفارا
شكري العقيدي ( 2009 / 6 / 30 - 12:55 )
عزيزي جيفارا، ما أعرف منو قصدت بالماركسيين القوميين؟ إذا كنت تقصد جمال تقي وأحمد الناصري، أحب أكلك ترى هذولة كلاوجية.. هذولة طلبوا اللجوء بأوربا لما صدام كان بالحكم، ولمن طار صدام مَحَد بيهم رجع للعراق حتى يقاوم اﻻحتلال. هذولة شغتلهم المتاجرة بالشعارات القومية والوطنية، وبس يعرفون المعارضة.


3 - أعرف من ....................قصدت
جيفارا ( 2009 / 6 / 30 - 17:45 )
أخ شكري مع أحترامي للأستاذ جمال محمد تقي وأحمد ألناصري لم أقصدهم هم هذا ألتيار ألقومي تبني ألفكر ألماركسي في مرحلة ألستينات من ألقرن ألماضي وقاد ألنضال ألوطني والقومي ألمسلح في فلسطين متمثلآ- با ألجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفصائل أخري أن شقت عن ألجبهة ألشعبية وفي عمان في ظفار وأليمن ألجنوبية.........وألاخ كاتب ألمقال يقول ( قومجية )أعتقدهم مثل جماعتة ( ألدعوجية ) عملاء لايران أخشكري ألكتابة في هذة ألمواضيع تحتاج ألي أن يكون كاتبها لة معرفة ولو بسيطة في أحداث ألتاريخ أما بلنسبة ل جمال تقي وأحمد ألناصري لم يجرمو أذا تغيرت وجهات نظرهم حول مسألة معينة ( روجية غارودي )ترك ألحزب ألشيوعي ألفرنسي لوجهات نظر خاصة بة لماذا يأتوا للعراق كي يسرقوا .....مثلآ؟؟؟؟؟؟ شكرآ

اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه


.. اعتصام لطلبة جامعة كامبريدج في بريطانيا للمطالبة بإنهاء تعام




.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح