الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية والتعددية

حيدر الحيدر

2009 / 7 / 1
كتابات ساخرة


الديمقراطية والتعددية وحرارة صيف العراق وانقطاع التيار الكهربي اجتمعن بشكل غير مألوف ليصبنََّ بلاءهن َّ دفعة واحدة على العراقيين ...!
فما ان يدخل فصل الصيف الاجواء العراقية حتى يدخلهم في انذار شامل استعداداً للجهنم
في العراق ( الديمقراطي التعددي ) فيحرمهم من النوم ليل نهار..
ــ أيا عيني إشِكد شايل هموم العراقيين وخايف عليهم .. ؟
ــ واعجباً أيها المتباكي ..
* أهو نقد موجه لوزارة الكهرباء ..؟
* أم طعن بالديمقراطية والتعددية ..؟
* أم تصيد في الماء العكر ..؟
* أم لغاية في نفس يعقوب ..؟
إذن حرارة الاجواء العراقية ما كانت لترتفع عن معدلاتها لولا الديمقراطية ( الملعونة )
ونوم الليل كان أهدأ لكم لولا التعددية ( المقيتة ) التي تسبب الضوضاء ، أليس كذلك ؟
ولو كان القائد الفارس ( حفظه الله ورعاه في سعير ٍدائم ) على رأس السلطة لتراجعت
درجات الحرارة عن الارتفاع المهول ولحافظت على اعتدالها ولطافتها ولربما نزل الثلج
في تموز بفضل نائبه المغوار ( عزت أبو الثلج ) ...!
***
لعلكم تتذكرون معنا طرفة ذلك المعلم وهو يقوم بتدريس مادة الجغرافية ، إذ قال لتلامذته :
( إن الجو في العراق حار جاف صيفاً، وتهب عواصف ترابية ورملية لا تحمد عقباها ....
وإن الجو في فصل الشتاء بارد ممطر ، فتكثر الأطيان في الطرقات ونحتاج الى لبس الجزم )
وما أن وصل الخبر الى ولي أمر احد التلاميذ ،وكان ( رفيقاً بزيّ ٍ زيتوني ) حتى فهم ان
المعلم الفلاني يسئ لأجواء العراق في ظل ( الحزب القائد ) .
فحضر في اليوم التالي ومنذ الصباح الباكر .الى ادارة المدرسة غاضباً مستنكراً ما يقوم به ذلك المعلم من تخريب متعمد .. وما أن دخل المعلم حتى فوجئ بذلك الرفيق الزيتوني وهو
يهدد ويزبد ويتوعد باحالته الى محكمة ( الثورة ) بتهمة الإساءة لسمعة أجواء العراق في المحافل الدولية والأنواء الجوية العالمية ..!
إلا أن مدير المدرسة حاول أن يخفف من وطأة غضبه قائلاً:
ـ احسبهه علىّ رفيق .. هاي آخر مرة .. وبعد ما يسويهه
ـ كوم أستاذ كوم إعتذر من عمك الرفيق ، وبوسه من راسه .. وكله بعد ما أسويهه ..!
فإعتذر المعلم المسكين مرغما ً .
وحين عاد ليواصل الموضوع سال التلاميذ : وين وصلنه البارحه ؟
ـ أجاب التلاميذ : وصلنه الى الجو في العراق .
ـ فقال لهم : إن الجو في في العراق حار جاف صيفاً .. بارد ممطر شتاءً . ثم إلتفت الى التلميذ المعني ( إبن الرفيق الزيتوني ) وقال له : هاي شوكت إبني ... هاي قبل ثورة (17) تموز المجيدة ..أما الآن فالجو معتدل ولطيف وتهب أنسام عذبه من القصر الجمهوري بفضل الثورة
وقيادتها الحكيمه .
***
لست هنا بصدد الدفاع عن وزارة الكهرباء ولا أبرر عمليات قطع التيار الكهربي غير المبرمج
أو معاناة العراقيين من ذلك الانقطاع المستمر
ولا أقنع نفسي عدم وجود الفساد الإداري في بعض مفاصل الدولة من دوائر ومؤسسات حكومية مختلفة .
كل شئ يمكن إصلاحه إذا وجد الاخلاص وإجتمعت الهمم والنوايا الصادقة.
أما التغزل بالديكتاتورية ولعن الديمقراطية والتعددية فليس من فعل العقلاء حتماً .
وليس من المنطق ربط ارتفاع درجات الحرارة بالديمقراطية ،
وتوقف العداد الكهربائي بالتعددية ..!
فهل من علاقة بين الكبة ورأس السوق ؟
وأخيراً أستحلفكم بالله : هل ان كل شئ كان متوفراً للمواطن في ذلك الزمن المتناقض الذي يحن اليه اعداء الديمقراطية والتعددية ...
فلماذا باع العراقيون كل ما يملكون من أثاث في سبيل لقمة العيش لأطفالهم في زمن
(قائد الحروب الثلاثة ) ؟
إن كان قد وفر لهم الطعام والمعاش وكل سبل العيش الكريم ،
ولم يجعل وجباتهم كلها ( وحش الطاوة ) ؟
فلمَ كان أطفالهم يتحسرون عند رؤية الموز ويسألون عن إسم هذه الفاكهة العجيبة ؟
ألا تخبروني ..لمَ صفقت السمكة بزعانفها حين أعادها الصياد الى النهر وهي تردد :
ـ ( هلهولة للبعث الصامد )... !؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حيدر الحيدر ــــ 20 /6 / 2009















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية


.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي




.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز