الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتنياهو وحل الدولتين

عبدالله مشختى

2009 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


بعد ان اطلق بنيامين نتنياهو مبادرته او نظرته الى افاق الحل الاساسى للقضية الفلسطينية بنظره والذى استند الى جملة من الشروط التعجيزية كما اعتقد ، قد تباينت ردود الفعل فى الاوساط العربية والدولية فمن رفض عربى لتوجهات نتنياهو بشروطه التى وضعها لهذا الحل وقبول غربى لطروحاته كونها تدل على حل الدولتين ، وهذه بادرة جديدة للرئيس نتنياهو لقبوله فكرة قيام دولة فلسطينية حسب رأى الاوساط الغربية مع عدم التطرق الى الشروط الاخرى التى اقترنها رئيس الوزاء الاسرائيلى لقيام هذه الدولة . اضافة الى موافقة اطراف القضية الفلسطينية لقيام دولة فلسطينية ولكن بغير شروط نتنياهو .
يظهر من خطاب رئيس وزراء اسرائيل ، بانها جاءت بلهجة المنتصر والعنصرى ، ويضهر ذلك من الشروط التى وضعها لقيام دولة فلسطينية ، فهو يريدها دولة منزوعة من السلاح وممكن لهذا الشرط ان يتحقق فى اطار ضمانات دولية مستقبلية مسؤولة بان لايبيح اسرائيل لنفسها استغلال هذا الشرط للقيام بالتوغلات والتحرشات بتلك الدولة التى سيقيمها الشعب الفلسطينى او تتدخل فى شؤونها الداخلية تحت مبررات وحجج تتمكن اسرائيل ان تختلقها ، كونها ستهدد امن اسرائيل .
اما بقية الافكار او الشروط التى وردت فى خطاب نتنياهو فهى تعجيزية اكثر ما يكون حلا لمشكلة ، فان ارادت اسرائيل حقا ان تحقق السلام والامن فى منطقة الشرق الاوسط ومع جيرانها العرب يجب ان تتوجه للسلام الحقيقى ، لان العرب ايضا هم الان مقتنعين بالامر الواقع الذى فرضه الاحداث خلال القرن المنصرم من حيث احقية اسرائيل بالبقاء والعيش بامن وسلام ضمن حدود دولتها اسرائيل وتكون معترفة من قبل جميع الدول العربية . اما مطالباتها بالاعتراف بدولة اسرائيل كدولة يهودية فهذه قمة العنصرية لدى حكومة اسرائيل ، واذا كانت تريد ان تجارى سياسة هتلر النازية العنصرية والتى نادت بالدم الارى النقى واعتبار الاخرين عبيدا لهذا العنصر فهم على خطأ لان الدولة العنصرية ستبقى نارا خامدة تحت الرماد ولايمكن لاى شعب من الشعوب ان يأتمن جانب هذه الدولة ، استنادا لعبر وتجارب الماضى من التاريخ العالمى .
والنقطة المهمة الاخرى والتى يطالب نتنياهو تجزاتها من القضية الفلسطينية هى قضية الاجئين الفلسطينيين وطلبه بان يبحثوا عن حل لها خارج فلسطين فهذا مبرر لا داعى له ، فما بال اسرائيل لو تحقق السلام وتبادل الاعتراف بينها وبين العرب وامست المنطقة تنعم بالسلام والامن ، اذا كانت فى دولة فلسطين 3 ملايين او 6 ملايين انسان وهى تعيش ضمن حدودها المعترف بها ، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى اللاجئين الفلسطينيين جزء من شعب فلسطين شردتهم اسرائيل من اراضيهم عبر اكثر من نصف قرن ، فما الضير لو عادوا وسكنوا ارض ابائهم واجدادهم .
والنقاط الاخرى فى خطاب نتنياهو حول عدم وقف الاستيطان واقامة مراكز مراقبة اسرائيلية داخل الدولة المزمع اقامتها فى فلسطين والى غيرها من الشروط التعجيزية ، فان اسرائيل تريد ان تقيم لها اقليما او محمية تكون تحت تصرفها فى كل الامور الداخلية والخارجية وان تريد ان تكون دويلة منسوخة من اسرائيل ولكنها تحمل اسما عربيا وتابعا لسياسات اسرائيل فهذا ما لا يقبله الفلسطينيون ولا العرب ومعناها ان اسرائيل لازالت وحتى اليوم تفكر بعقلية القوى والمنتصر الذى لايتنازل قيد شعرة لشعب فقير واعزل لان اسرائيل تملك كل انواع القوى لايذائهم ، ولاتريد ان يتحقق السلام الا وفق اجنداتها الخاصة وهى تريد ان تكون كل دول المنطقة خاضعين لسياساتها ومشيئتها ومثلما تفكر هى لاغيرها . وهذا النهج وهذه الفكرة لن تكون مجدية لايجاد الحل الدائم والنهائى ، بالعكس فان ما طرحه رئيس وزراء اسرائيل قد هدد بهدم كل ما تحقق حتى الان من تقاربات بينهم وبين العرب من جهة وبينهم وبين الفلسطينيين من جهة اخرى .
ان الحل الوحيد فيما اذا كانت اسرائيل تريدها وبيدها كل مفاتيح الحل ، هو ان تبادر اسرائيل الى الاعتراف بحق الشعب الفلسطينى على ارضه والتى حددته قرارات مجلس الامن وتوقف الاستيطان وتعيد فك كل المستوطنات التى اقيمت على اراضى الضفة الغربية ، وان تقبل بحل لمدينة القدس ترضى الطرفين اضافة الى اعلان مبادرات حسن النية ومحاولة توليد الثقة بين الشعبين الفلسطينى والاسرائيلى على اسس بناء مبادئ التعايش السلمى والاخوة والبناء ، لانها الدولة الاقوى والتى يجب عليها ان تؤسس الحل الذى يحفظ امنها واستقرارها لانها بحاجة اليها اكثر من اى طرف اخر . واعتقد ان تحدى اسرائيل للادارة الامريكية هو مجرد ضغط لكسب المزيد من المطاليب التى تطالب بها اسرائيل سواء كانت من الجانب الفلسطينى او السورى الذى يلوح بانه هناك مبادرات لفتح التفاوض الاسرائيلى السورى . وهل ان الادارة الامريكية ستذعن للضغوط الاسرائيلية الى النهاية ؟وهذا ما ستحدده الايام المقبلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2009 / 7 / 1 - 04:11 )
أتوجه اليك ياصديقي بالتحية والتقدير على توارد الخواطر أو الفكرة بين ما كتبته أنت وما أشرت في مادتي اليه وفعلا جوهر الموضوع هو حق العودة هذا السلاح الامضى في مواجهة الشعارات الطائفية والعنصرية للسيد نتنياهو.

اخر الافلام

.. التبوريدة: فن من الفروسية يعود إلى القرن السادس عشر


.. كريم بنزيمة يزور مسقط رأس والده في الجزائر لأول مرة




.. بعد إدانة ترامب.. هل تتأثر فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية ا


.. لابيد يحث نتنياهو على الاستجابة لمقترح بايدن بخصوص اتفاق غزة




.. الوسطاء يحثون إسرائيل وحماس على التوصل لاتفاق هدنة في غزة