الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا عمال / عاملات العالم التحموا

علي أبو خطاب

2004 / 5 / 2
الحركة العمالية والنقابية ودور اليسار في المرحلة الراهنة - ملف 1 ايار 2004


عفواً ليس ثمت خطأ لغوي لصرخة "يا عمال العالم اتحدوا" لماركس وإنجلز في البيان الشيوعي ، بل هو تحوير مقصود، حيث أردنا –ونحن هنا ليست تفخيمية بل الوعي الجمعي يتحدث هنا- أن نزيل ذكورية العبارة أولاً، وثانياً أن ندعو للالتحام – وليس فقط الاتحاد – فالاتحاد لم يعد يكفي في زمن العولمة التي نتمنى أن تكون آخر مراحل الرأسمالية، فلم تكن الإمبريالية آخر المراحل كما توقع الرفيق لينين. الالتحام هو ما نحتاجه حالياً كعمال / عاملات في وجه ميدوزا (العولمة).

كان شعار الشيوعية والاتحاد السوفييتي هو المنجل للفلاح والمطرقة للعامل حيث تم التفريق بين العامل والفلاح والموظف الذي غالباً ما كان ينظر له كبرجوازي صغير أو كبير حسب منصبه ودخله، لكننا نريد أن نوسع من مفهوم العامل، فأضرار العولمة قد طالت الجميع من عمال يشتغلون في المجال الزراعي ومن عمال يشتغلون في المجال المؤسساتي المدني (الحكومي وغير الحكومي) وهم الموظفون الصغار، ومن يريد أن يتوسع في هذه الأضرار فيكفيه كتاب رمزي زكي عن العولمة" الليبرالية المستبدة"،بل ان الرتب الصغيرة في المجال العسكري من العساكر وغيرهم هم أيضاً عمال صغار –ومتضررين من العولمة، لكنهم –ولأسباب كثيرة أهمها الحاجة المادية والجبن ونقص الوعي الطبقي- هم قبضة الحكومة الرأسمالية – والعولمة عموماً – وبالتالي لا يمكن أن نتوقع منهم الآن القيام بخطوات نحو العدالة الاجتماعية والاشتراكية التي لا تعني الشيوعية بل الاشتراكية الإنسانية التي تحتويها أغلب الأديان مثل الإسلام والمسيحية.
للوصول إلى الغاية الاشتراكية، ثمة حلان، والحل الثالث هو القيام بهما معاً، وما يحسم الخيار هو الظروف الخاصة بكل بلد ومجتمع. الخيار الأول أو الحل الأول هو المقاومة المدنية وسياسة اللاعنف من إضرابات واعتصامات وغيرها من أشكال المقاومة السلمية، ويدخل في نطاق ذلك ما دعا له المفكر الفرنسي جاك داريدا حيث نادى بقيام اتحاد اشتراكي عالمي يتكون من مؤسسات المجتمع المدني "المنظمات غير الحكومية" للوقوف في وجه العولمة، وهذا طبعاً سيشغل الفراغ الذي حيث بعد سقوط الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي وتوابعها في أوروبا الشرقية حيث تستفرد الرأسمالية تقريباً بالعالم وأصبحت الاشتراكية أرض يباب تحتاج لمطر الحياة لتخصب مرة أخرى. أما الحل الآخر فيتمثل في العمل العسكري الذي لا بد أن يعقب فشل الحل السلمي أو حين يصبح هذا الحل مجرد تكرار بلا جدوى أو حتى – ويا للسخرية والمفارقة – حيث يصبح خدمة للنظام الرأسمالي الذي قد يتشدق بالديمقراطية لأنه يسمح بمثل هذه النشاطات، ولكن الحل العسكري – سواءً حدث بشكل متعجل دون استنفاذ الطرق السلمية أو بعدها – فإنه قد يفشل بقمع رأسمالي عسكري تنفذه غالباً – وهنا مفارقة أخرى – بروليتاريا عسكرية، لذا فإن التوجه للخيار العسكري لا بد أن يشمل إعداد ميليشيا عمالية، واستقطاب عناصر عسكرية حكومية عن طريق نشر الوعي الطبقي الثوري بينهم من أجل زعزعة الكيان العسكري الذي هو الحارس-ولا نتمنى الامين دوما- للكيان الرأسمالي، وعلى رأس ذلك كله طبعاً إعداد الشعب بتأهيله لهذه المرحلة وهذا يكون عبر المقاومة السلمية التي تحدثنا عنها سابقاً، حيث تكون الإضرابات والاحتجاجات دوماً هي الإرهاصات لأي ثورة اشتراكية، وحتى إن حدث فشل الخيار العسكري فالفشل لا يعني الاستسلام. ولا بد من العمل الجماعي في أي خيار وإلا سنموت وحدنا كأبي ذر الغفاري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نزوح مستمر بعد التصعيد العسكري في رفح: أين نذهب الآن؟


.. مخاوف من تصعيد كبير في رفح وسط تعثر مفاوضات الهدنة | #غرفة_ا




.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان | #غرفة_الأخب


.. إسرائيل تقول إن أنقرة رفعت العديد من القيود التجارية وتركيا




.. الصين وهنغاريا تقرران الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى