الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أماكن

فاتن واصل

2009 / 7 / 1
الادب والفن


• اهتز الجسد الرقيق بنبضات.. عنيفة تدق عروقها تمتص ما تبقى من شباب فى أوصالها تسلبه منها ثم ترده اليها ... تتركها كخرقة بالية تجتر حسرات عمر لم تعشه... قرارات لم تتخذها وأخرى اتخذتها ولم تنفذها ..أملا فى مجهول إنتظرته طويلا ولم يأت قط .
فى حالة شديدة من الاعياء ...قامت متثاقلة من نوم طالما كرهت الشروع فيه ... نظرت فى المرآة ... لم تحدثها كذبا أبدا فى حين خدعها الآخرون .. رأت دروبا وأغوارا ..رأت ندوبا تبشرها بضياع عمر فات أوان استرجاعه .. تذكرها بأناس مروا بحياتها أخذوا ما أخذوا .... ثم ألقوا اليها بالنفايات من نفسها .. ارتدت ملابسها بعد أن مكثت طويلا أمام دولابها المكدس بثياب لم يكن لها يد فى اختيارها لا تتحمس لشىء ... استعادت ما تقافز من أفكار لملمته.. وقررت أن تحادثه اليوم .. نعم اليوم " ولما لا .. ! " قالت تحدث نفسها .... " لم أشعر سوى أنى إحدى مقتنياتك ..لم أكن يوما إمراتك ... عاملتنى كضيف عليه أن يقدم شىء مقابل اقامته الطويلة ... استسلمت لطول بقائى وقررت أن تكف عن تهديدى بنظرات قبولك لى على مضض ... وحين شعرت برفضى القادم فى عيونى تراجعت وبدات فى استمالتى .. كدست الملابس والعطور ... لتمنع رحيلى "..

• من هناك يطل بخجل .. نصف قمر منسدلة أضواءه .. مغمضا عينيه ملقيا بنفسه على أذرع السحاب .. تدلل جفونه بأنفاسها .. يتوارى .. يمضى يبتعد تلاحقه راجية أن يبقى .. يعدو بسرعة تحاول ثانية تفشل .. تيأس من استعادة المشاعر بحلوها ولذتها .. تعود بدونه .


• لا تلحظنى..واشح بناظريك عنى..أتركنى أغرق فى حزنى..أغادر ..فلا تدعنى أراك ترمقنى.. بعينى مشتاق عنيد تتبعنى..لا تلحظنى.. وإجحدنى .. دعنى أتاكد من نكرانك لى.. فى كل لمحة إلفظنى..فى كل طرفة إنكرنى..لا تلحظنى..من قال أنك منى..من ذا الذى يعرف عنى أكثر منى...أنت غريب وستظل غريب ..فلا تلحظنى.. وانس وجودى ويوم كنت منى..كنت حبى واليوم أنت حزنى..فلا تلحظنى ..

• لمحته بمرآة السيارة غير مصدقة ..يجلس على مقعد السائق بالسيارة الفارهة خلفها مرتديا نظارة سوداء وقميص أبيض وربطة عنق مفكوكة بإهمال..هو بعينه بدمه ولحمه .. وهل ستتوه عمن أحبته لسبع سنوات .. هو نفسه بتعاليه وغروره .. يتحدث بتليفون محمول بجدية المتحدث عن صفقة .. ألم تكتف من الصفقات ؟؟ ألازالت الدنيا كلها تقف لتمر أنت ؟ ترى ماذا لو رآها وجها لوجه .. زميل الدراسة منذ ثلاثين عاما وحبيبا لم تنله أبدا .. ماذا لو رأى علامات السنين .. تعصف بكل ملامحها الجميلة .. ماذا لو رأى خطوطا شقت طريقها ببشرتها وكشفت كل أسرار العمر .. وهذا الشيب اللعين الذى إفترش مساحات الشعر الأسود مادا أذرعه فى كل مفرق .. ترنحت الفكرة عشرات المرات داخلها ثم ومع ظهور ضوء إشارة المرور الأخضر إنطلقت كالسهم هاربة .. تاركة خلفها حلم الماضى ..ما أجمله حلم...


• تسرب صوت فيروز " فى قهوة على المفرق ..فى موقد وفى ناس .. نبقى أنا وحبيبى نفرشها بالأسرار ..جيت لقيت فيها عشاق اثنين صغار .. قعدوا على مقاعدنا .. سرقوا منا المشوار ........يا ورق الأصفر عم نكبر عم نكبر .. الطرقات البيوت عم تكبر عم تكبر.. تخلص الدنى ما فى غيرك ياوطنى .. بتظلك طفل صغير " .. بكيت ..









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جميل
نجم ( 2009 / 7 / 1 - 11:49 )
نص جميل
نتمنى لك التوفيق .....


2 - كان سيلحظ شاعريتك
رعد الحافظ ( 2009 / 7 / 1 - 15:41 )
رائعة يا سيدتي
أنا أيضا لا أريد من الآخرين أن ينظروا في عيوني كي لا يروا الحسرة , لكن مع ذلك يبقى الأمل الجميل , كما كتابتك هذه


3 - شرفت بمروركم
فاتن واصل ( 2009 / 7 / 1 - 18:28 )
الأساتذة المعلقين شكر من القلب على التشجيع .


4 - روعة
عماد البابلي ( 2011 / 8 / 6 - 12:01 )
ظاهرة لغوية تثير نشيجا في غيمات قد لا نصل لها في يوم .. كلمات رائعة


5 - يا ورق الأصفر عم نكبر عم نكبر
صالح حبيب ( 2012 / 1 / 15 - 02:50 )
بكيتِ .. و بكيتُ معك من الداخل

اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب