الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيادة العراق.....النظرة المبتورة....

حسن مشكور

2009 / 7 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


( لايحسن التقدير من لايكون عارفا بطبائع الاحوال والاحداث )
ابن خلدون

العراق القائم يحتله " التكوير الديني " والذي بعض اطرافه ترى في التاسع من نيسان 2003 يوم تحرير العراق يوما
للحداد.وهاهي في الحفل الذي اقامه " ناكروا الجميل" مكبرات صوتها تصدح بمارشات الاحتقان الطائفي والاساءة للذي
حررهم واتخذوا من التعهد الذي الترمت به قوات التحالف في سحب قواتها خارج المدن يوما " للانتصار" وهزيمة " المحتل"
وايقاف التوسع الغربي التي تحاول جيوشه تخريب " امة الاسلام "!!!!
المفارقة تحرير العراق جاء بفضل التوسع الغربي ومن ايجابياته مهد للقوات الامريكية والبريطانية من دخول العراق
لتزيح حكم دموي ما كان للعراقيين القدرة على الاطاحة به .
اذن اليس من السعادة ان نري نظام قهرنا وسحقنا ينهار على ايدي الغرباء ؟
او ليس من باب الانصاف ان يثمن ويقدر الجهد الذي قامت به القوات الامريكية والحلفاء؟
واذا كان وراء هذا التوسع " النفط " فمرحبا به فالازدهار الحاصل في اماراة الخليج والسعودية جاء من النفط وبفضل
الخبرة والعقل الغربي انتقلت هذة البلدان الى طور من الرقي في الاقتصاد والعمران. لاباس سموه " استعمار " ولكن
الم يترك دخول نابليون الى مصر قبل قرنيين اثر كبير في احداث النهضة الفكرية والحضارية والعمرانية التي شهدتها مصر
قبل الاستقلال ؟
الم تكن لبنان قائمه على موؤسسات بنتها فرنسا في منتصف الاربعينات وظلت قائمة الى عام 1975 والتي دمرتها الحرب الاهلية
التي جاء بها الاستقلال ؟
الم يكن الشعار الذي يردده الجزائريين " اذا عربت خربت " حقيقة قائمة ؟
ونفط العراق المؤمم في دولتنا المستقلة لم يحسن دخلنا وكل الذي حصلنا عليه هو تغيير اسم محافظة كركوك الى محافظة التاميم
ولينعم صدام وحاشيته بثروة هائلة جلبت علينا اهوال الحروب وتكنلوجيا ادوات التعذيب !!

العراق بعد التاسع من نيسان 2003 انتقل الى طور اخر فقد دمرت مفاهيم وعلاقات تميزت بها فترة حكم صدام. هذا الحدث راى
فيه البعض انها حرب صليبة جديدة واخرين راؤا فيه حرب امريكية /عربية وهي نظرة خاوية بكون اصحابها احجبوها عن واقعها
والذي جعل بقايا بعث صدام والحركات الاسلامية المتطرفة تروج لهذه المفاهيم. لكن حركة التاريخ توضح الامر بشكل اخر
العالم بعد انتهاء الحرب الباردة وانهيار المعسكر السوفيتي انتقل الى مرحلة جديدة حيث اندثرت كل الانظمة في العالم الثالث
التي كانت تستند على قاعدة الحرب الباردة ففي افريقيا انتهى عصر " جمهوريات اليسار " في الصومال واثويوبيا وانغلوا
وموزبيق وبنين وغيرها وشمل ذلك " القبائل الماركسية " في اليمن الجنوبي وليلحق بها نظام " الاشتراكيات الخاصة " في
العراق والجزائر.
وفي امريكا اللاتينة اندحرت الموسسة العسكرية وانظمتها الدكتاتورية ولتنتقل هذه البلدان الى شكل النظام الليبرالي.
هذه الرجة التاريخية اعادت تشكيل البنى الاجتماعية بالذي يجب ان تكون علية حيث لايمكن القفز على الواقع
او ماسمي بحرق المراحل ولنا في الصراع القبلي في الصومال ورواندا والكونغوا خير مثال وكذا الحال في
المنطقة العربية فالقبائل في اليمن الجنوبي تخلت عن القابها الماركسية وعادت الى اصولها البدوية في الكر والفر
والعراق لايمكن ان يكون بمنأى عن ذلك المتغيير والذي اوضح طبيعة بناه الاجتماعية القائمة على الموروث الديني
حيث خرج هذا الموروث العشرات من التنظميات والتيارات والاحزاب ذات النهج الديني وفي هذا تظل البنى الاجتماعية
امينة لواقعها في هذا التشكيل. وانحسمت الامور لصالحه وفق المبدا الديمقراطي الذي جاء به " التوسع الغربي " والذي
احترم ارادة الناس رغم ان النتائج جاءت في غير صالحه ومعرفته بان هؤلاء لم يحسنوا التعامل لا بل ذهبوا الى محاربة امريكا
ومن ساحات الخصم خرجت ماسمي " صحوة العشائر " واسناد العشائر" لتقود الصراع الديني بين دويلات الاسلام السياسي
في محافظات العراق والذي قام على جمع كل مساوئ الايديولوجيا الدينية في التعصب والانغلاق والوقوف في وجه اي استشراق يفتح افقا جديدا ينتج شروط جديدة لمفاهيم جديدة تساهم في وضع العراق على طريق الامان والاستقرار. لكن الانغلاق الذي تمسك بة
"التكور الديني "كان مفتاحا الى مداخل الارهاب والفساد الذي ينخر كل مفاصل الموسسات الحكومية وغير الحكومية وارهاب الحرب شبة الاهلية القائمة في العراق ما كان لها ان تهدا لولا قوات " التوسع الغربي " والمخجل حقا هذا الاحتفال بما يسمى
" استعادة السيادة " وهناك لازالت اراضي عراقية تحت سيطرة الارهابيين في الموصل وديالى والبصرة محتلة من قبل ايران
ايها الجميع
دعوني اصارحكم القول باني كرهت مصطلح السيادة لكثرة ما لاكتها الالسن والاقلام حيث روج " التكوير الديني " هذا الكلام
"الهائل" في السيادة وفي الواقع لم نحصل الا على مزيد من الا ستعمار الديني من قبل الميليشيات التي تحتل مدن البصرة
والعمارة وديالى والرمادي وكركوك والموصل ودهوك
كم هي منتهكة هذه التي يسمونها " السيادة" من قبل هؤلاء الذين يخوضون في هذا الكلام وهذا الانتهاك لاتصلحه احاديث
فقهية او عزف مارشات الاحتقان الطائفي او الاساءة الى الحضارة الغربية .
الاحتفال المخجل بالسيادة يدل على غيابها وليس حضورها السيادة لازالت منهوبة من قبل ايران وسوريا وفلول البعث الصدامي وارهابيوا القاعدة.
السيادة لاتحققها الميليشيات ولا تكديس الاسلحة وغلق مداخل المدن
السيادة تتحقق عندما يكون الفرد قادرا وحرا في ممارسة سيادته على نفسه

تموز /2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لايحسن التقدير من لايكون عارفا بطبائع الاحوال والاحداث
علي النقاش ( 2009 / 7 / 3 - 01:27 )
اخترت العنوان الذي وضعته فمن خيرات التحرير الذي تدافع عنه هو
تدمير البنيه التحتيه للبلد التي تقدر خسائره ب6 ترليون دولار ولو اراد المحتل لما دمر الدوله ولبدل حكومه باخرى لكنه لم يفعل واراد ان يطمئن ان اسرائيل لن يمسها احد ولفتره طويله ولحد الان سائر في نفس الخط بتدميره النفوس
مليون ارمله وخمسه ملايين يتيم اكثر من مليونان ونصف مهجرين في الداخل واكثر من ثلاثه ملايين في الخارج عدى السابقين من غادروا العراتق قبل السقوط الخدمات واضحه لا حاجه للتكلم عنها هل كانت المليشيات والتخلف والصراع الطائفي وكل المساوئ الا من صنيعه الاحتلال ومن يريد الاستشراق من المستعمر فله ما يريد وليذهب الى ما يحب وليس له ان يفرض على الناس ان يحكمهم الاجنبي ولا عملائه فهاذا لن يكون ابدا لا يحسن التقدير من لا يكون عارفا بطبائع الاحوال والاحداث ولك ان تستفيد من قولك انت اولا لا غيرك ليكون الكلام في محله

اخر الافلام

.. مكافآت سخية للمنتخب العراقي بعد تأهله لأولمبياد باريس 2024|


.. عقاب غير متوقع من محمود لجلال بعد خسارة التحدي ????




.. مرسيليا تستقبل الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 قادمة من ا


.. الجيش الأمريكي يعلن إنجاز بناء الميناء العائم قبالة غزة.. وب




.. البرجوازية والبساطة في مجموعة ديور لخريف وشتاء 2024-2025